صفحة جزء
[ سلا ]

سلا : سلاه وسلا عنه وسليه سلوا وسلوا وسليا وسليا وسلوانا : نسيه ، وأسلاه عنه وسلاه فتسلى ; قال أبو ذؤيب :


على أن الفتى الخثمي سلى بنصل السيف غيبة من يغيب

أراد عن غيبة من يغيب فحذف وأوصل ، وهي السلوة . الأصمعي : سلوت عنه فأنا أسلو سلوا وسليت عنه أسلى سليا بمعنى سلوت ; قال رؤبة :


مسلم لا أنساك ما حييت     لو أشرب السلوان ما سليت
ما بي غنى عنك وإن غنيت

الجوهري : وسلاني من همي تسلية أسلاني أي كشفه عني . وانسلى عني الهم وتسلى بمعنى أي انكشف . وقال أبو زيد : معنى سلوت إذا نسي ذكره وذهل عنه . وقال ابن شميل : سليت فلانا أي أبغضته وتركته . وحكى محمد بن حيان قال : حضرت الأصمعي ونصير بن أبي نصير يعرض عليه بالري فأجرى هذا البيت فيما عرض عليه فقال لنصير : ما السلوان ؟ فقال : يقال : إنه خرزة تسحق ويشرب ماؤها فيورث شاربه سلوة ، فقال : اسكت لا يسخر منك هؤلاء ، إنما السلوان مصدر قولك سلوت أسلو سلوانا ، فقال : لو أشرب السلوان أي السلو شربا ما سلوت . ويقال : أسلاني عنك كذا وكذا وسلاني . أبو زيد : يقال ما سليت أن أقول ذلك أي لم أنس ولكن تركته عمدا ، ولا يقال سليت أن أقوله إلا في معنى ما سليت أن أقوله . ابن الأعرابي : السلوانة خرزة للبغض بعد المحبة . ابن سيده : والسلوة والسلوانة ، بالضم ، كلاهما خرزة شفافة إذا دفنتها في الرمل ثم بحثت عنها رأيتها سوداء يسقاها الإنسان فتسليه . وقال اللحياني : السلوانة والسلوان خرزة شفافة إذا دفنتها في الرمل ثم بحثت عنها تؤخذ بها النساء الرجال . وقال أبو عمرو السعدي : السلوانة خرزة تسحق ويشرب ماؤها فيسلو شارب ذلك الماء عن حب من ابتلي بحبه . والسلوان : ما يشرب فيسلي . وقال اللحياني : السلوان والسلوانة شيء يسقاه العاشق ليسلو عن المرأة . قال : وقال بعضهم : هو أن يؤخذ من تراب قبر ميت فيذر على الماء فيسقاه العاشق ليسلو عن المرأة فيموت حبه ; وأنشد :


يا ليت أن لقلبي من يعلله     أو ساقيا فسقاني عنك سلوانا

وقال بعضهم : السلوانة بالهاء حصاة يسقى عليها العاشق الماء فيسلو ; وأنشد :


شربت على سلوانة ماء مزنة     فلا وجديد العيش يا مي ما أسلو

الجوهري : السلوانة ، بالضم ، خرزة كانوا يقولون إذا صب عليها ماء المطر فشربه العاشق سلا ، واسم ذلك الماء السلوان . قال الأصمعي : [ ص: 248 ] يقول الرجل لصاحبه : سقيتني سلوة وسلوانا أي طيبت نفسي عنك ; وأنشد ابن بري :


جعلت لعراف اليمامة حكمه     وعراف نجد إن هما شفياني
فما تركا من رقية يعلمانها     ولا سلوة إلا بها سقياني

وقال بعضهم : السلوان دواء يسقاه الحزين فيسلو ، والأطباء يسمونه المفرح ، وفي التنزيل العزيز : وأنزلنا عليكم المن والسلوى ; السلوى : طائر ، وقيل : طائر أبيض مثل السمانى ، واحدته سلواة ; قال الشاعر :


كما انتفض السلواة من بلل القطر

قال الأخفش : لم أسمع له بواحد ; قال : وهو شبيه أن يكون واحده سلوى مثل جماعته ، كما قالوا دفلى للواحد والجماعة . وفي التهذيب : السلوى طائر ، وهو في غير القرآن العسل . قال أبو بكر : قال المفسرون المن الترنجبين والسلوى السمانى ، قال : والسلوى عند العرب العسل ; وأنشد :


لو أطعموا المن والسلوى مكانهم     ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا

ويقال : هو في سلوة من العيش أي في رخاء وغفلة ; قال الراعي :


أخو سلوة مسى به الليل أملح

ابن السكيت : السلوة والسلوة رخاء العيش . ابن سيده : والسلوى العسل ; قال خالد بن زهير :


وقاسمها بالله جهدا لأنتم     ألذ من السلوى إذا ما نشورها

أي نأخذها من خليتها ; يعني العسل . قال الزجاج : أخطأ خالد إنما السلوى طائر . قال الفارسي : السلوى كل ما سلاك ، وقيل للعسل سلوى ، لأنه يسليك بحلاوته وتأتيه عن غيره مما تلحقك فيه مئونة الطبخ وغيره من أنواع الصناعة ، يرد بذلك على أبي إسحاق . وبنو مسلية : حي من بلحارث بن كعب بطن . والسلي والسلي : واد ; قال الأعشى :


وكأنما تبع الصوار بشخصها     عجزاء ترزق بالسلي عيالها

ويروى : بالسلي ، وكتابه بالألف . والسلى : الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد ، يكون ذلك للناس والخيل والإبل ، والجمع أسلاء . وقال أبو زيد : السلى لفافة الولد من الدواب والإبل ، وهو من الناس المشيمة . وسليت الناقة أي أخذت سلاها . ابن السكيت : السلى سلى الشاة ، يكتب بالياء ، وإذا وصفت قلت شاة سلياء . وسليت الشاة : تدلى ذلك منها ، وهي إن نزعت عن وجه الفصيل ساعة يولد ، وإلا قتلته ، وكذلك إذا انقطع سلى في البطن ، فإذا خرج السلى سلمت الناقة وسلم الولد ، وإن انقطع في بطنها هلكت وهلك الولد . وفي الحديث : أن المشركين جاءوا بسلى جزور فطرحوه على النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهو يصلي ; قيل في تفسيره : السلى الجلد الرقيق الذي يخرج فيه الولد من بطن أمه ملفوفا فيه ، وقيل : هو في الماشية السلى وفي الناس المشيمة ، والأول أشبه لأن المشيمة تخرج بعد الولد ولا يكون الولد فيها حين يخرج . وفي المثل : وقع القوم في سلى جمل ، ووقع في سلى جمل أي في أمر لا مخرج له لأن الجمل لا سلى له ، وإنما يكون للناقة ، وهذا كقولهم : أعز من الأبلق العقوق ، وبيض الأنوق ; وأنشد ابن بري لجحل بن نضلة :


لما رأت ماء السلى مشروبها     والفرث يعصر في الإناء أرنت

قال : ومثل هذا الشعر في العروض قول ابن الخرع :


يا قرة بن هبيرة بن قشير     يا سيد السلمات إنك تظلم

وسليت الشاة سلى ، فهي سلياء : انقطع سلاها . وسلاها سليا : نزع سلاها . وقال اللحياني : سليت الناقة مددت سلاها بعد الرحم . وفي التهذيب : وسليت الناقة وأخذت سلاها وأخرجته . الجوهري : وسليت الناقة أسليها تسلية إذا نزعت سلاها فهي سلياء ; وقوله :


الآكل الأسلاء لا     يحفل ضوء القمر

ليس بالسلى الذي تقدم ذكره وإنما كنى به عن الأفعال الخسيسة لخسة السلى ، وقوله : لا يحفل ضوء القمر أي لا يبالي الشهر لأن القمر يفضح المكتتم . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : لا يدخلن رجل على مغيبة يقول : ما سليتم العام وما نتجتم العام أي ما أخذتم من سلى ماشيتكم وما ولد لكم ؟ وقيل : يحتمل أن يكون أصله ما سلأتم ، بالهمز ، من السلاء وهو السمن ، فترك الهمز فصارت ألفا ثم قلبت الألف ياء . ويقال للأمر إذا فات : قد انقطع السلى ; يضرب مثلا للأمر يفوت وينقطع . الجوهري : يقال انقطع السلى في البطن إذا ذهبت الحيلة ، كما يقال : بلغ السكين العظم . ويقال : هو في سلوة من العيش أي في رغد ; عن أبي زيد . وفي حديث ابن عمرو : وتكون لكم سلوة من العيش أي نعمة ورفاهية ورغد يسليكم عن الهم . والسلي : واد بالقرب من النباج فيه طلح لبني عبس ; قال كعب بن زهير في باب المراثي من الحماسة :


لعمرك ما خشيت على أبي     مصارع بين قو فالسلي
ولكني خشيت على أبي     جريرة رمحه في كل حي



التالي السابق


الخدمات العلمية