صفحة جزء
شتت

شتت : الشت : الافتراق والتفريق . شت شعبهم يشت شتا وشتاتا ، وانشت وتشتت أي تفرق جمعهم ; قال الطرماح :


شت شعب الحي بعد التئام وشجاك الربع ربع المقام



وشتته الله وأشته وشعب شتيت مشتت ; قال :


وقد يجمع الله الشتيتين بعدما     يظنان كل الظن أن لا تلاقيا



، وفي التنزيل العزيز : يومئذ يصدر الناس أشتاتا قال أبو إسحق : أي يصدرون متفرقين منهم من عمل صالحا ، ومنهم من عمل شرا . الأصمعي : شت بقلبي كذا وكذا أي فرقه . ويقال : أشت بي قومي أي فرقوا أمري . ويقال : شتوا أمرهم أي فرقوه . وقد استشت وتشتت إذا انتشر . ويقال : جاء القوم أشتاتا ، وشتات شتات . ويقال : وقعوا في أمر شت وشتى . ويقال : إني أخاف عليكم الشتات أي الفرقة . وثغر شتيت : مفرق مفلج ; قال طرفة :


عن شتيت كأقاح الرمل غر



وأمر شت أي متفرق . وشت الأمر يشت شتا وشتاتا : تفرق . واستشت مثله ، وكذلك التشتت . وشتته تشتيتا : فرقه . والشتيت : المتفرق ; قال رؤبة يصف إبلا :


جاءت معا واطرقت شتيتا     وهي تثير الساطع السختيتا



وقوم شتى : متفرقون ; وأشياء شتى . وفي الحديث : يهلكون مهلكا واحدا ، ويصدرون مصادر شتى . وفي الحديث في الأنبياء : وأمهاتهم شتى أي دينهم واحد وشرائعهم مختلفة ; وقيل : أراد اختلاف أزمانهم . وجاء القوم أشتاتا : متفرقين ، واحدهم شت . والحمد لله الذي جمعنا من شت أي تفرقة . وإن المجلس ليجمع شتوتا من الناس ، وشتى أي فرقا ، وقيل : يجمع ناسا ليسوا من قبيلة واحدة . وشتان ما زيد وعمرو وشتان ما بينهما أي بعد ما بينهما ; وأبى الأصمعي شتان ما بينهما . قال أبو حاتم فأنشدته قول ربيعة الرقي :


لشتان ما بين اليزيدين في الندى     يزيد سليم والأغر بن حاتم



فقال : ليس بفصيح يلتفت إليه . وقال في التهذيب : ليس بحجة إنما هو مولد ; والحجة الجيد قول الأعشى :


شتان ما يومي على كورها     ويوم حيان أخي جابر



معناه : تباعد الذي بينهما . التهذيب : يقال شتان ما هما . وقال الأصمعي : لا أقول شتان ما بينهما . قال ابن بري في بيت ربيعة الرقي : إنه يمدح يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب ، ويهجو يزيد بن أسيد السلمي ; وبعده :


فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله     وهم الفتى القيسي جمع الدراهم
فلا يحسب التمتام أني هجوته     ولكنني فضلت أهل المكارم



قال ابن بري : وقول الأصمعي : لا أقول شتان ما بينهما ليس بشيء لأن ذلك قد جاء في أشعار الفصحاء من العرب ; من ذلك قول أبي الأسود الدؤلي :


فإن أعف يوما عن ذنوب وتعتدي     فإن العصا كانت لغيرك تقرع
وشتان ما بيني وبينك إنني     على كل حال أستقيم وتظلع



[ ص: 20 ] قال : ومثله قول البعيث :


وشتان ما بيني وبين ابن خالد     أمية في الرزق الذي يتقسم



وقال آخر :


شتان ما بيني وبين رعاتها     إذا صرصر العصفور في الرطب الثعد



، وقال الأحوص :


شتان حين ينث الناس فعلهما     ما بين ذي الذم والمحمود إن حمدا



قال : ويقال شتان بينهما ، من غير ذكر ما قال حسان بن ثابت :


وشتان بينكما في الندى     وفي البأس والخبر والمنظر



وقال آخر :


أخاطب جهرا إذ لهن تخافت     وشتان بين الجهر والمنطق الخفت



، وقال جميل :


أريد صلاحها وتريد قتلي     وشتا بين قتلي والصلاح



فحذف نون شتان لضرورة الشعر . وشتان : مصروفة عن شتت ، فالفتحة التي في النون هي الفتحة التي كانت في التاء ، وتلك الفتحة تدل على أنه مصروف عن الفعل الماضي ، وكذلك وشكان وسرعان مصروف من وشك وسرع ، تقول : وشكان ذا خروجا ، وسرعان ذا خروجا ، وأصله وشك ذا خروجا ، وسرع ذا خروجا ، روى ذلك كله ابن السكيت عن الأصمعي . أبو زيد : شتان منصوب على كل حال ; لأنه ليس له واحد ; وقال في قوله :


شتان بينهما في كل منزلة     يخاف وهذا يرتجى أبدا

فرفع البين ; لأن المعنى وقع له ، قال : ومن العرب من ينصب بينهما ، في مثل هذا الموضع ، فيقول : شتان بينهما ويضمر ما ، كأنه يقول : شت الذي بينهما ، كقوله تعالى : لقد تقطع بينكم قال أبو بكر : شتان أخوك وأبوك ، وشتان ما أخوك وأبوك ، وشتان ما بين أخيك وأبيك . فمن قال : شتان رفع الأخ بشتان ونسق الأب على الأخ ، وفتح النون من شتان ; لاجتماع الساكنين ، وشبههما بالأدوات ، ومن قال : شتان ما أخوك وأبوك ، رفع الأخ بشتان ، ونسق الأب عليه ، ودخل ما صلة ويجوز على هذا الوجه شتان ، بكسر النون على أنه تثنية شت . والشت : المتفرق ، وتثنيته : شتان وجمعه : أشتات . ومن قال : شتان ما بين أخيك وأبيك ، رفع ما بشتان على أنها بمعنى الذي ، وبين صلة ما والمعنى شتان الذي بين أخيك وأبيك ، ولا يجوز في هذا الوجه كسر النون ; لأنها رفعت اسما واحدا . قال ابن جني : شتان وشتى كسرعان وسكرى يعني أن شتى ليس مؤنث شتان ، كسكران وسكرى ، وإنما هما اسمان تواردا وتقابلا في عرض اللغة من غير قصد ولا إيثار لتقاودهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية