صفحة جزء
شجج

شجج : الشجة : واحدة شجاج الرأس ، وهي عشر : الحارصة ، وهي التي تقشر الجلد ولا تدميه ، والدامية ، وهي التي تدميه ، والباضعة ، وهي التي تشق اللحم شقا كبيرا ، والسمحاق ، وهي التي يبقى بينها وبين العظم جلدة رقيقة ، فهذه خمس شجاج ليس فيها قصاص ولا أرش مقدر ، وتجب فيها حكومة ; والموضحة ، وهي التي تبلغ إلى العظم ، وفيها خمس من الإبل ، ثم الهامشة ، وهي التي تهشم العظم أي تكسره ، وفيها عشر من الإبل ، والمنقلة ، وهي التي ينقل منها العظم من موضع إلى موضع ، وفيها خمس عشرة من الإبل ، ثم المأمومة ، ويقال : الآمة ، وهي التي لا يبقى بينها وبين الدماغ إلا جلدة رقيقة ، وفيها ثلث الدية والدامغة ، وهي التي تبلغ الدماغ ، وفيها أيضا ثلث الدية ، والشجة : الجرح يكون في الوجه والرأس فلا يكون في غيرهما من الجسم ، وجمعها شجاج .

وشجه يشجه شجا فهو مشجوج وشجيج من قوم شجى ، الجمع عن أبي زيد . والشجيج والمشجج : الوتد لشعثه صفة غالبة ; قال :


ومشجج أما سواء قذاله فبدا وغيب ساره المعزاء



ووتد مشجوج وشجيج ومشجج : شدد لكثرة ذلك فيه . وشجه قصاص شعره وعلى قصاص شعره . والشجج : أثر الشجة في [ ص: 24 ] الجبين ، والنعت أشج ورجل أشج بين الشجج إذا كان في جبينه أثر الشجة . وكان بينهم شجاج أي شج بعضهم بعضا . الليث : الشج كسر الرأس ; أبو الهيثم : الشج أن يعلو رأس الشيء بالضرب كما يشج رأس الرجل ، ولا يكون الشج إلا في الرأس . وفي حديث أم زرع : شجك أو فلك في الرأس خاصة في الأصل وهو أن تضربه بشيء فتجرحه فيه وتشقه ، ثم استعمل في غيره من الأعضاء . وفي الحديث في ذكر الشجاج جمع شجة ، وهي المرة من الشج ، والخمر تشج بالماء ; وقال زهير يصف عيرا وأتنه :


يشج بها الأماعز ، وهي تهوي     هوي الدلو أسلمها الرشاء



أي يعلو بالأتن الأماعز : والوتد يسمى شجيجا . وشج الخمر بالماء يشجها ويشجها شجا : مزجها . وفي حديث جابر : أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقمت خاتم النبوة فكان يشج علي مسكا ، أي أشم منه مسكا ، وهو من شج الشراب إذا مزجه بالماء ، كأنه كان يخلط النسيم الواصل إلى مشمه بريح المسك ; ومنه قول كعب :


شجت بذي شبم من ماء محنية



أي مزجت وخلطت . وشج المفازة يشجها شجا : قطعها . وشج الأرض براحلته شجا : سار بها سيرا شديدا . وشجت السفينة البحر : خرقته وشقته ، وكذلك السابح . وسابح شجاج : شديد الشج قال :


في بطن حوت به في البحر شجاج

وشججت المفازة : قطعتها ; قال الشاعر :


تشج بي العوجاء كل تنوفة     كأن لها بوا بنهي تغاوله



، وفي حديث جابر : فأشرع ناقته فشربت فشجت ، قال : هكذا رواه الحميدي في كتابه ، وقال : معناه قطعت الشرب ، من شججت المفازة إذا قطعتها بالسير ، قال : والذي رواه الخطابي في غريبه ، وغيره : فشجت على أن الفاء أصلية والجيم مخففة ، ومعناه : تفاجت أي فرقت ما بين فخذيها لتبول . ومن أمثالهم : فلان يشج بيد ويأسو بأخرى إذا أفسد مرة وأصلح مرة . والشجج والشجاج : الهواء ; وقيل : الشجج نجم .

التالي السابق


الخدمات العلمية