صفحة جزء
[ برج ]

برج : البرج : تباعد ما بين الحاجبين ، وكل ظاهر مرتفع فقد برج ، وإنما قيل للبروج بروج لظهورها وبيانها وارتفاعها . والبرج : نجل العين ، وهو سعتها ; وقيل : البرج سعة العين في شدة بياض صاحبها ; ابن سيده : البرج سعة العين ; وقيل : سعة بياض العين وعظم المقلة وحسن الحدقة ; وقيل : هو نقاء بياضها وصفاء سوادها ; وقيل : هو أن يكون بياض العين محدقا بالسواد كله ، لا يغيب من سوادها شيء . برج برجا ، وهو أبرج ، وعين برجاء ; وفي صفة عمر - رضي الله عنه : أدلم أبرج ; هو من ذلك . وامرأة برجاء : بينة البرج ; ومنه قيل : ثوب مبرج للمعين من الحلل . والتبرج : إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال . وتبرجت المرأة : أظهرت وجهها . وإذا أبدت المرأة محاسن جيدها ووجهها ، قيل : تبرجت ، وترى مع ذلك في عينيها حسن نظر ، كقول ابن عرس في الجنيد بن عبد الرحمن يهجوه :


يبغض من عينيك تبريجها وصورة في جسد فاسد



وقال أبو إسحاق في قوله عز وجل : غير متبرجات بزينة ; التبرج : إظهار الزينة وما يستدعى به شهوة الرجل ; وقيل : إنهن كن يتكسرن في مشيهن ويتبخترن ; وقال الفراء في قوله - تعالى : ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ; ذلك في زمن ولد فيه إبراهيم النبي - عليه السلام - كانت المرأة إذ ذاك تلبس الدرع من اللؤلؤ غير مخيط الجانبين ; ويقال : كانت تلبس الثياب سلع المال لا تواري جسدها فأمرن أن لا يفعلن ذلك ; وفي الحديث : كان يكره عشر خلال ، منها التبرج بالزينة لغير محلها ; والتبرج : إظهار الزينة للناس الأجانب ، وهو المذموم ، فأما للزوج فلا ، وهو معنى قوله لغير محلها . وتباريج النبات : أزاهيره . والبرج : واحد من بروج الفلك ، وهي اثنا عشر برجا ، كل برج منها منزلتان وثلث ، منزل للقمر ، وثلاثون درجة للشمس ، إذا غاب منها ستة طلع ستة ، ولكل برج اسم على حدة ، فأولها الحمل ، وأول الحمل الشرطان ، وهما قرنا الحمل كوكبان أبيضان إلى جنب السمكة ، وخلف الشرطين البطين ، وهي ثلاثة كواكب ، فهذان منزلان وثلث للثريا من برج الحمل . قال محمد بن المكرم : قوله : كل برج منها منزلتان وثلث منزل للقمر وثلاثون درجة للشمس كلام صحيح ، لكن الشمس والقمر سواء في ذلك ، وكان حقه أن يقول : كل برج منها منزلان ، وثلث منزل للشمس والقمر ، وثلاثون درجة لهما . وقوله أيضا : وأول الحمل الشرطان وهما قرنا الحمل ، إلى وثلث للثريا من برج الحمل ، قد انتقض عليه الآن ، فإن أول دقيقة في برج الحمل اليوم ، بعض الرشاء والشرطين وبعض البطين ، والله أعلم . والجمع أبراج وبروج ، وكذلك بروج المدينة والقصر ، والواحد كالواحد ; وقال أبو إسحاق في قوله - تعالى : والسماء ذات البروج ; قيل : ذات الكواكب ; وقيل : ذات القصور في السماء . الفراء : اختلفوا في البروج ، فقالوا : هي النجوم ، وقالوا : هي البروج المعروفة اثنا عشر برجا ، وقالوا : هي القصور في السماء ، والله أعلم بما أراد . وقوله تعالى : ولو كنتم في بروج مشيدة ; البروج هاهنا : الحصون ، واحدها برج . الليث : بروج سور المدينة والحصن : بيوت تبنى على السور ; وقد تسمى بيوت تبنى على نواحي أركان القصر بروجا . الجوهري : برج الحصن ركنه ، والجمع بروج وأبراج ; وقال الزجاج في قوله : جعلنا في السماء بروجا ; قال : البروج الكواكب العظام . وثوب مبرج : فيه صور البروج ; وفي التهذيب : قد صور فيه تصاوير كبروج السور ; قال العجاج :


وقد لبسنا وشيه المبرجا



وقال :


كأن برجا فوقها مبرجا



شبه سنامها ببرج السور . ابن الأعرابي : برج أمره إذا اتسع أمره في الأكل والشرب . والبرجان ، من الحساب : أن يقال : ما مبلغ كذا ؟ أو ما جذر كذا ؟ الليث : حساب البرجان هو كقولك ما جذاء كذا في كذا ؟ وما جذر كذا وكذا ؟ فجذاؤه مبلغه ، وجذره أصله الذي يضرب بعضه في بعض ، وجملته البرجان . يقال : ما جذر مائة ؟ فيقال : عشرة ; ويقال : ما جذاء عشرة ؟ فيقال : مائة . ابن الأعرابي : أبرج الرجل إذا جاء ببنين ملاح . والبارج : الملاح الفاره . الأصمعي : البوارج السفن الكبار ، واحدتها بارجة ، وهي الفلاس والخلايا . والبارجة : سفينة من سفن البحر تتخذ للقتال . والإبريج : الممخضة ; قال الشاعر :


لقد تمخض في قلبي مودتها     كما تمخض في إبريجه اللبن



الهاء في إبريجه ترجع إلى اللبن . وما فلان إلا بارجة قد جمع فيه الشر . وبرجان : جنس من الروم يسمون كذلك ; قال الأعشى :


وهرقل ، يوم ذي ساتيدما [ ص: 51 ]     من بني برجان في البأس رجح



يقول : هم رجح على بني برجان أي هم أرجح في القتال وشدة البأس منهم . وبرجان : اسم لص ; يقال : أسرق من برجان . وبرجان : اسم أعجمي .

والبرج : اسم شاعر . وبرجة : فرس سنان بن أبي سنان ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية