صفحة جزء
شذر

شذر : الشذر : قطع من الذهب يلقط من المعدن من غير إذابة الحجارة ، ومما يصاغ من الذهب فرائد يفصل بها اللؤلؤ والجوهر . والشذر أيضا : صغار اللؤلؤ ، شبهها بالشذر لبياضها . وقال شمر : الشذر هنات صغار كأنها رءوس النمل من الذهب تجعل في الخوق ، وقيل : هو خرز يفصل به النظم وقيل : هو اللؤلؤ الصغير ، واحدته شذرة قال الشاعر :


ذهب لما أن رآها ثرمله وقال : يا قوم رأيت منكره     شذرة واد ورأيت الزهره



وأنشد شمر للمرار الأسدي يصف ظبيا :


أتين على اليمين كأن شذرا     تتابع في النظام له زليل



وشذر النظم : فصله . فأما قولهم : شذر كلامه بشعر فمولد وهو على المثل . والتشذر : النشاط والسرعة في الأمر . وتشذرت الناقة إذا رأت رعيا يسرها فحركت برأسها مرحا وفرحا . والتشذر : التهدد ، ومنه قول سليمان بن صرد : بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول تشذر لي فيه بشتم وإيعاد فسرت إليه جوادا أي مسرعا ; قال أبو عبيد : لست أشك فيها بالذال ، قال : وقال بعضهم تشزر بالزاي كأنه من النظر الشزر ، وهو نظر المغضب ، وقيل : التشذر التهيؤ للشر ، وقيل : التشذر التوعد والتهدد ; وقال لبيد :


غلب تشذر بالذحول كأنها     جن البدي رواسيا أقدامها



ابن الأعرابي : تشذر فلان وتقتر إذا تشمر وتهيأ للحملة . وفي حديث حنين : أرى كتيبة حرشف كأنهم قد تشذروا أي تهيأوا لها وتأهبوا . ويقال : شذر به وشتر به إذا سمع به . ويقال للقوم في الحرب إذا تطاولوا : تشذروا . وتشذر فلان إذا تهيأ للقتال . وتشذر فرسه أي ركبه من ورائه . وتشذرت الناقة : جمعت قطريها وشالت بذنبها . وتشذر السوط : مال وتحرك ; قال :


وكان ابن أجمال إذا ما تشذرت     صدور السياط شرعهن المخوف



وتشذر القوم : تفرقوا . وذهبوا في كل وجه شذر مذر وشذر مذر وبذر أي ذهبوا في كل وجه ، ولا يقال ذلك في الإقبال ، وذهبت غنمك شذر مذر وشذر مذر : كذلك . وفي حديث عائشة رضي الله عنها : أن عمر رضي الله عنه شرد الشرك شذر مذر أي فرقه وبدده في كل وجه ، ويروى بكسر الشين والميم وفتحهما . والتشذر بالثوب وبالذنب : هو الاستثفار به . والشوذر : الإتب وهو برد يشق ثم تلقيه المرأة في عنقها من غير كمين ولا جيب ; قال :


منضرج عن جانبيه الشوذر



وقيل : هو الإزار ، وقيل : هو الملحفة فارسي معرب أصله شاذر ، وقيل : جاذر ، وقال الفراء : الشوذر هو الذي تلبسه المرأة تحت ثوبها ، وقال الليث : الشوذر ثوب تجتابه المرأة والجارية إلى طرف عضدها ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية