صفحة جزء
شفع

شفع : الشفع : خلاف الوتر ، وهو الزوج . تقول : كان وترا فشفعته شفعا . وشفع الوتر من العدد شفعا : صيره زوجا ; وقوله أنشده ابن الأعرابي لسويد بن كراع ، وإنما هو لجرير :


وما بات قوم ضامنين لنا دما فيشفينا إلا دماء شوافع

أي لم نك نطالب بدم قتيل منا فنشتفي إلا بقتل جماعة لعزتنا وقوتنا على إدارك الثأر . والشفيع من الأعداد : ما كان زوجا ، [ ص: 102 ] تقول : كان وترا فشفعته بآخر ; وقوله :


لنفسي حديث دون صحبي وأصبحت     تزيد لعيني الشخوص الشوافع

لم يفسره ثعلب ، وقوله :


ما كان أبصرني بغرات الصبا     فالآن قد شفعت لي الأشباح

معناه أنه يحسب الشخص اثنين لضعف بصره . وعين شافعة : تنظر نظرين . والشفع : ما شفع به ، سمي بالمصدر ، والجمع شفاع ; قال أبو كبير :


وأخو الإباءة إذ رأى خلانه     تلى شفاعا حوله كالإذخر

شبههم بالإذخر ; لأنه لا يكاد ينبت إلا زوجا زوجا . وفي التنزيل : والشفع والوتر . قال الأسود بن يزيد : الشفع يوم الأضحى ، والوتر يوم عرفة . وقال عطاء : الوتر هو الله ، والشفع خلقه . وقال ابن عباس : الوتر آدم شفع بزوجته ، وقيل في الشفع والوتر : إن الأعداد كلها شفع ووتر . وشفعة الضحى : ركعتا الضحى . وفي الحديث : من حافظ على شفعة الضحى غفر له ذنوبه ، يعني ركعتي الضحى من الشفع الزوج يروى بالفتح والضم كالغرفة والغرفة ، وإنما سماها شفعة لأنها أكثر من واحدة . قال القتيبي : الشفع الزوج ولم أسمع به مؤنثا إلا هاهنا ، قال : وأحسبه ذهب بتأنيثه إلى الفعلة الواحدة أو إلى الصلاة . وناقة شافع : في بطنها ولد أو يتبعها ولد يشفعها ، وقيل : في بطنها ولد يتبعها آخر ونحو ذلك تقول منه : شفعت الناقة شفعا ; قال الشاعر :


وشافع في بطنها لها ولد     ومعها من خلفها لها ولد

، وقال :

ما كان في البطن طلاها شافع     ومعها لها وليد تابع

وشاة شفوع وشافع : شفعها ولدها . وفي الحديث : أن رسول الله بعث مصدقا فأتاه رجل بشاة شافع فلم تأخذها ، فقال : ائتني بمعتاط ; فالشافع : التي معها ولدها ، سميت شافعا لأن ولدها شفعها وشفعته هي فصارا شفعا . وفي رواية : هذه شاة الشافع بالإضافة ، كقولهم صلاة الأولى ومسجد الجامع . وشاة مشفع : ترضع كل بهمة ; عن ابن الأعرابي . والشفوع من الإبل : التي تجمع بين محلبين في حلبة واحدة ، وهي القرون . وشفع لي بالعداوة : أعان علي ; قال النابغة :


أتاك امرؤ مستبطن لي بغضة     له من عدو مثل ذلك شافع

وتقول : إن فلانا ليشفع لي بعداوة أي يضادني ; قال الأحوص :


كأن من لامني لأصرمها     كانوا علينا بلومهم شفعوا

معناه أنهم كانوا أغروني بها حين لاموني في هواها ، وهو كقوله :


إن اللوم إغراء

وشفع لي يشفع شفاعة وتشفع طلب . والشفيع الشافع والجمع شفعاء ، واستشفع بفلان على فلان وتشفع له إليه فشفعه فيه . وقال الفارسي : استشفعه طلب منه الشفاعة أي قال له : كن لي شافعا . وفي التنزيل : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها . وقرأ أبو الهيثم : من يشفع شفاعة حسنة أي يزداد عملا إلى عمل . وروي عن المبرد و ثعلب أنهما قالا في قوله تعالى : من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه قالا : الشفاعة الدعاء هاهنا . والشفاعة : كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره . وشفع إليه في معنى طلب إليه . والشافع : الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب . يقال : تشفعت بفلان إلى فلان فشفعني فيه ، واسم الطالب شفيع ، قال الأعشى :


واستشفعت من سراة الحي ذا ثقة     فقد عصاها أبوها والذي شفعا

واستشفعته إلى فلان أي سألته أن يشفع لي إليه ; وتشفعت إليه في فلان فشفعني فيه تشفيعا ; قال حاتم يخاطب النعمان :


فككت عديا كلها من إسارها     فأفضل وشفعني بقيس بن جحدر

، وفي حديث الحدود : إذا بلغ الحد السلطان فلعن الله الشافع والمشفع . وقد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلق بأمور الدنيا والآخرة ، وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم . والمشفع : الذي يقبل الشفاعة ، والمشفع الذي تقبل شفاعته . والشفعة والشفعة في الدار والأرض القضاء بها لصاحبها . وسئل أبو العباس عن اشتقاق الشفعة في اللغة ، فقال : الشفعة الزيادة هو أن يشفعك فيما تطلب حتى تضمه إلى ما عندك فتزيده وتشفعه بها أي أن تزيده بها أي أنه كان وترا واحدا فضم إليه ما زاده وشفعه به . وقال القتيبي في تفسير الشفعة : كان الرجل في الجاهلية إذا أراد بيع منزل أتاه رجل فشفع إليه فيما باع فشفعه وجعله أولى بالمبيع ممن بعد سببه فسميت شفعة ، وسمي طالبها شفيعا . وفي الحديث : الشفعة في كل ما يقسم ، الشفعة في الملك معروفة ، وهي مشتقة من الزيادة ; لأن الشفيع يضم المبيع إلى ملكه فيشفعه به كأنه كان واحدا وترا فصار زوجا شفعا . وفي حديث الشعبي : الشفعة على رءوس الرجال هو أن تكون الدار بين جماعة مختلفي السهام فيبيع واحد منهم نصيبه ، فيكون ما باع لشركائه بينهم على رءوسهم لا على سهامهم . والشفيع : صاحب الشفعة وصاحب الشفاعة ، والشفعة الجنون ، وجمعها شفع ، ويقال للمجنون مشفوع ومسفوع ; ابن الأعرابي : في وجهه شفعة وسفعة وشنعة وردة ونظرة بمعنى واحد . والشفعة : العين . وامرأة مشفوعة : مصابة من العين ولا يوصف به المذكر . والأشفع : الطويل . وشافع وشفيع : اسمان . و بنو شافع : من بني المطلب بن عبد مناف منهم الشافعي الفقيه الإمام المجتهد رحمه الله ونفعنا به .

التالي السابق


الخدمات العلمية