صفحة جزء
شفق

شفق : الشفق والشفقة : الاسم من الإشفاق . والشفق : الخيفة . شفق شفقا فهو شفق ، والجمع شفقون ; قال الشاعر إسحاق بن خلف ، وقيل هو لابن المعلى :


تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا والموت أكرم نزال على الحرم

وأشفقت عليه وأنا مشفق وشفيق ، وإذا قلت : أشفقت منه فإنما تعني حذرته ، وأصلهما واحد ولا يقال شفقت . قال ابن دريد : شفقت وأشفقت بمعنى ، وأنكره أهل اللغة : الليث : الشفق الخوف . تقول : أنا مشفق عليك أي أخاف . والشفق أيضا : الشفقة وهو أن يكون الناصح من بلوغ النصح خائفا على المنصوح . تقول : أشفقت عليه أن يناله مكروه . ابن سيده : وأشفق عليه حذر وأشفق منه جزع وشفق لغة . والشفق والشفقة : الخيفة من شدة النصح . والشفيق : الناصح الحريص على صلاح المنصوح . وقوله تعالى : إنا كنا من قبل في أهلنا مشفقين أي كنا في أهلنا خائفين لهذا اليوم . وشفيق : بمعنى مشفق مثل أليم ووجيع وداع ، وسميع . والشفق والشفقة : رقة من نصح أو حب يؤدي إلى خوف . وشفقت من الأمر شفقة : بمعنى أشفقت ; وأنشد :


فإني ذو محافظة لقومي     إذا شفقت على الرزق العيال

، وفي حديث بلال : وإنما كان يفعل ذلك شفقا من أن يدركه الموت ; الشفق والإشفاق : الخوف ، يقال : أشفقت أشفق إشفاقا ، وهي اللغة العالية . وحكى ابن دريد : شفقت أشفق شفقا ; ومنه حديث الحسن : قال عبيدة أتيناه فازدحمنا على مدرجة رثة ، فقال : أحسنوا ملأكم أيها المرءون وما على البناء شفقا ولكن عليكم ; انتصب شفقا بفعل مضمر تقديره وما أشفق على البناء شفقا ولكن عليكم ; وقوله :


كما شفقت على الزاد العيال

أراد بخلت وضنت ، وهو من ذلك لأن البخيل بالشيء مشفق عليه . والشفق : الرديء من الأشياء وقلما يجمع . ويقال : عطاء مشفق أي مقلل ; قال الكميت :


ملك أغر من الملوك تحلبت     للسائلين يداه غير مشفق

وقد أشفق العطاء . وملحفة شفق النسج : رديئة . وشفق الملحفة : جعلها شفقا في النسج . والشفق : بقية ضوء الشمس وحمرتها في أول [ ص: 105 ] الليل ترى في المغرب إلى صلاة العشاء . والشفق النهار أيضا وعن الزجاج ; وقد فسر بهما جميعا قوله تعالى : فلا أقسم بالشفق . وقال الخليل : الشفق الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء ; الأخيرة ، فإذا ذهب قيل غاب الشفق ، وكان بعض الفقهاء يقول : الشفق البياض لأن الحمرة تذهب إذا أظلمت ، وإنما الشفق البياض الذي إذا ذهب صليت العشاء الأخيرة ، والله أعلم بصواب ذلك . وقال الفراء : سمعت بعض العرب يقول عليه ثوب مصبوغ كأنه الشفق ، وكان أحمر ، فهذا شاهد الحمرة . أبو عمرو : الشفق الثوب المصبوغ بالحمرة . . . . . في السماء . وأشفقنا : دخلنا في الشفق . وأشفق وشفق : أتى بشفق ، وفي مواقيت الصلاة حتى يغيب الشفق ; وهو من الأضداد يقع على الحمرة التي ترى بعد مغيب الشمس وبه أخذ الشافعي ، وعلى البياض الباقي في الأفق الغربي بعد الحمرة المذكورة ، وبه أخذ أبو حنيفة . وفي النوادر : أنا في أشفاق من هذا الأمر أي في نواح منه ، ومثله : أنا في عروض منه ، وفي أعراض منه أي في نواح .

التالي السابق


الخدمات العلمية