صفحة جزء
شلل

شلل : الشلل : يبس اليد وذهابها ، وقيل : هو فساد في اليد شلت يده تشل بالفتح شلا وشللا وأشلها الله . قالاللحياني : شل عشره وشل خمسه ، قال : وبعضهم يقول شلت ، قال : وهي أقل يعني أن حذف علامة التأنيث في مثل هذا أكثر من إثباتها ; وأنشد :


فشلت يميني يوم أعلو ابن جعفر ! وشل بناناها وشل الخناصر !

ورجل أشل ، وقد أشل الله يده ولا شللا ولا شلال : مبنية كحذام أي لا تشلل يدك . ويقال في الدعاء : لا تشلل يدك ولا تكلل . وقد شللت يا رجل بالكسر تشل شللا أي صرت أشل والمرأة شلاء . ويقال لمن أجاد الرمي أو الطعن : لا شللا ولا عمى ولا شل عشرك أي أصابعك ، قال أبو الخضري اليربوعي :

مهر أبي الحبحاب لا تشلي !     بارك فيك الله من ذي أل

حرك تشلي للقافية والياء من صلة الكسر ، وهو كما قال امرؤ القيس :

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي     بصبح وما الإصباح منك بأمثل

الفراء : لا يقال شلت يده ، وإنما يقال أشلها الله . الليث : ويقال لا شلل في معنى لا تشلل ; لأنه وقع موقع الأمر فشبه به وجر ، ولو كان نعتا لنصب ; وأنشد :


ضربا على الهامات لا شلل

، قال : وقال نصر بن سيار :

إني أقول لمن جدت صريمته     يوما لغانية : تصرم ولا شلل

، قال : ولم أسمع الكسر لا شلل لغيره . الأزهري : وسمعت العرب تقول للرجل يمارس عملا ، وهو ذو حذق به : لا قطعا ولا شللا أي لا شللت على الدعاء ، وهو مصدر ، وقوله : تصرم معناه في هذا اصرم ولا شلل أي ولا شللت ، وقال لا شلل فكسر ; لأنه نوى الجزم ثم جرته القافية ; وأنشد ابن السكيت :

مهر أبي الحبحاب لا تشلي

، قال الأزهري : معناه لا شللت كقوله :

أليلتنا بذي حسم أنيري     إذا أنت انقضيت فلا تحوري

أي لا حرت . قال الأزهري : وسمعت أعرابيا يقول شل يد فلان بمعنى قطعت ، قال : ولم أسمعه من غيره . وقال ثعلب : شلت يده لغة فصيحة وشلت لغة رديئة . قال : ويقال أشلت يده . وفي الحديث : وفي اليد الشلاء إذا قطعت ثلث ديتها هي المنتشرة العصب التي لا تواتي صاحبها على ما يريد لما بها من الآفة . قال ابن الأثير : يقال شلت يده تشل شللا ولا تضم الشين . وفي الحديث : شلت يده يوم أحد . وفي حديث بيعة علي عليه السلام : يد شلاء وبيعة لا تتم يريد طلحة ، كانت أصيبت يده يوم أحد ، وهو أول من بايعه . والشلل في الثوب : أن يصيبه سواد أو غيره ، فإذا غسل لم يذهب . يقال : ما هذا الشلل في ثوبك ؟ والشليل : مسح من صوف أو شعر يجعل على عجز البعير من وراء الرحل ; قال جميل :


تئج أجيج الرحل لما تحسرت     مناكبها وابتز عنها شليلها

والشليل : الحلس ; قال :


إليك سار العيس في الأشله

والشليل : الغلالة التي تلبس فوق الدرع ، وقيل : هي الدرع الصغيرة القصيرة تكون تحت الكبيرة ، وقيل : تحت الدرع من ثوب أو غيره ، وقيل : هي الدرع ما كانت ، والجمع الأشلة ، قال أوس :


وجئنا بها شهباء ذات أشلة     لها عارض فيه المنية تلمع

ابن شميل : شل الدرع يشلها شلا إذا لبسها ، وشلها عليه . ويقال للدرع نفسها شليل . والشلة : الدرع . والشليل : النخاع ، وهو العرق الأبيض الذي في فقر الظهر . والشليل : طرائق طوال من لحم تكون ممتدة مع الظهر ، واحدتها شليلة ; كلاهما عن كراع والسين فيها أعلى ، والشل والشلل : الطرد ، شله يشله شلا فانشل ، وكذلك شل العير أتنه والسائق إبله . وحمار مشل : كثير الطرد . والشلة : الطرد . وشللت الإبل أشلها شلا إذا طردتها فانشلت . ومر فلان يشلهم بالسيف أي يكسؤهم ويطردهم . وذهب القوم شلالا أي انشلوا مطرودين . وجاءوا شلالا إذا جاءوا يطردون الإبل . والشلال : القوم المتفرقون ، قال ابن الدمينة :


أما والذي حجت قريش قطينه     شلالا ومولى كل باق وهالك

والقطين : سكن الدار . ابن الأعرابي : شل يشل إذا طرد ، وشل يشل إذا اعوجت يده بالكسر . والأشل : المعوج المعصم المتعطل الكف . قال الأزهري : المعروف شلت يده تشل : بالفتح فهي شلاء . وعين شلاء : للتي ذهب بصرها ، وفي العين عرق إذا قطع ذهب بصرها أو أشلها . ورجل مشل وشلول وشلل وشلشل : [ ص: 125 ] خفيف سريع ; قال الأعشى :

وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني     شاو مشل شلول شلشل شول

قال سيبويه : جمع الشلل شللون ، ولا يكسر لقلة فعل في الصفات ; وقال أبو بكر في بيت الأعشى : الشاوي الذي شوى ، والشلول الخفيف ، والمشل المطرد ، والشلشل الخفيف القليل ، وكذلك الشول ، والألفاظ متقاربة أريد بذكرها ، والجمع بينها المبالغة . ابن الأعرابي : المشلل الحمار النهاية في العناية بأتنه . ويقال : إنه لمشل مشل مشلل لعانته ثم ينقل فيضرب مثلا للكاتب النحرير الكافي ، يقال : إنه لمشل عون . ابن الأعرابي : يقال للغلام الحار الرأس الخفيف الروح النشيط في عمله شلشل وشنشن وسلسل ولسلس وشعشع وجلجل والمتشلشل الذي قد تخدد لحمه . ورجل شلشل بالضم ومتشلشل : قليل اللحم خفيف فيما أخذ فيه من عمل أو غيره ; وقال تأبط شرا :


ولكنني أروي من الخمر هامتي     وأنضو الملا بالشاحب المتشلشل

إنما يعني الرجل الخفيف المتخدد القليل اللحم ، والشاحب على هذا يريد به الصاحب ، وقيل : يريد به السيف ; وقال الأصمعي : هو سيف يقطر منه الدم ، والشاحب : الذي أخلق جفنه ، قال : ورجل متشلشل إذا تخدد لحمه ورجل شلشال مثله . ابن الأعرابي : شللت الثوب خطته خياطة خفيفة . والشلشلة : قطران الماء ، وقد تشلشل . وماء شلشل ومتشلشل : تشلشل يتبع قطران بعضه بعضا وسيلانه ، وكذلك الدم ; ومنه قول ذي الرمة :


وفراء غرفية أثأى خوارزها     مشلشل ضيعته بينها الكتب

والشلشل : الزق السائل . وشلشلت الماء أي قطرته ، فهو مشلشل . وماء ذو شلشل وشلشال أي ذو قطران ; وأنشد الأصمعي :


واهتمت النفس اهتمام ذي السقم     ووافت الليل بشلشال سجم

، وفي الحديث : فإنه يأتي يوم القيامة وجرحه يتشلشل أي يتقاطر دما . يقال : شلشل الماء فتشلشل . وشلشل السيف الدم وتشلشل به : صبه ، وقيل لنصيب : ما الشلشال ؟ في بيت قاله ، فقال : لا أدري ، سمعته ، يقال فقلته . وشلشل بوله وببوله شلشلة وشلشالا : فرقه وأرسله منتشرا والاسم الشلشال والصبي يشلشل ببوله . وشلت العين دمعها كشنته : أرسلته وزعم يعقوب أنه من البدل . والشليل من الوادي : وسطه حيث يسيل معظم الماء . شمر : انسل السيل وانشل ، وذلك أول ما يبتديء حين يسيل قبل أن يشتد . والشليل : الكساء الذي تحت الرحل . والشليل : الحلس الذي يكون على عجز البعير ، وقال حاجب المازني :

صحا قلبي وأقصر غير أني     أهش إذا مررت على الحمول
كسون الفارسية كل قرن     وزين الأشلة بالسدول

، ورواه ابن الغرقي : القادسية ؛ والقرن : قرن الهودج والسدول : جمع سديل ، وهو ما أسبل على الهودج . والشلى : النية في السفر والصوم والحرب ، يقال : أين شلاهم ؟ ابن سيده : والشلة النية حيث انتوى القوم ; وفي التهذيب : النية في السفر . والشلة والشلة : الأمر البعيد تطلبه ; قال أبو ذؤيب :

نهيتك عن طلابك أم عمرو     بعاقبة وأنت إذ صحيح
وقلت : تجنبن سخط ابن عم     ومطلب شلة ، وهي الطروح

، ورواه الأخفش : سخط ابن عمرو ، وقال : يعني ابن عويمر ، ويروى : نوى طروح والطروح : النية البعيدة . والشلاشل : الغض من النبات ، قال جرير : يرعين بالصلب بذي شلاشلا

وقول الشاعر :


كرهت العقر عقر بني شليل

شليل : جد جرير بن عبد الله البجلي . التهذيب في ترجمة شغغ : ابن الأعرابي انشغ الذئب في الغنم وانشل فيها وانشن وأغار فيها واستغار بمعنى واحد وشليل اسم بلد ; قال النابغة الجعدي :


حتى غلبنا ، ولولا نحن قد علموا     حلت شليلا عذاراهم وجمالا

التالي السابق


الخدمات العلمية