صفحة جزء
شيح

شيح : الشيح والشائح والمشيح : الجاد والحذر . وشايح الرجل : جد في الأمر ، قال أبو ذؤيب الهذلي يرثي رجلا من بني عمه ، ويصف مواقفه في الحرب :


وزعتهم حتى إذا ما تبددوا سراعا ولاحت أوجه وكشوح     بدرت إلى أولاهم فسبقتهم
وشايحت قبل اليوم إنك شيح

وقال الأفوه :


وبروضة السلان منا مشهد     والخيل شائحة وقد عظم الثبى

وأشاح : مثل شايح ; قال أبو النجم :


قبا أطاعت راعيا مشيحا     لا منفشا رعيا ولا مريحا

القب : الضامرة . والمنفش : الذي يتركها ليلا ترعى . والمريح : الذي يريحها على أهلها . وفي حديث سطيح : على جمل مشيح أي جاد مسرع ; الفراء : المشيح على وجهين : المقبل إليك ، والمانع لما وراء ظهره . ابن الأعرابي : والإشاحة الحذر ; وأنشد لأوس :


في حيث لا تنفع الإشاحة من     أمر لمن قد يحاول البدعا

والإشاحة : الحذر والخوف لمن حاول أن يدفع الموت ، ومحاولته دفعه بدعة ; قال : ولا يكون الحذر بغير جد مشيحا ; وقول الشاعر :


تشيح على الفلاة فتعتليها     بنوع القدر إذ قلق الوضين

أي تديم السير . والمشيح : المجد ، وقال ابن الإطنابة :


وإقدامي على المكروه نفسي     وضربي هامة البطل المشيح

وأشاح على حاجته وشايح مشايحة وشياحا . والشياح : الحذار والجد في كل شيء . ورجل شائح : حذر . وشايح وأشاح بمعنى حذر ، وقال أبو السوداء العجلي :


إذا سمعن الرز من رباح     شايحن منه أيما شياح

أي حذر . وشايحن : حذرن . والرز : الصوت . ورباح : اسم راع ; وتقول : إنه لمشيح حازم حذر ; وأنشد :

[ ص: 173 ]

أمر مشيحا معي فتية     فمن بين مود ومن خاسر

والشائح : الغيور : وكذلك الشيحان لحذره على حرمه ; وأنشد المفضل :


لما استمر بها شيحان مبتجح     بالبين عنك بها يرآك شنآنا

الأزهري : شايح أي قاتل ; وأنشد :


وشايحت قبل اليوم إنك شيح

والشيحان : الطويل الحسن الطول ; وأنشد شمر :


مشيح فوق شيحان     يدر كأنه كلب

قال شمر : وروي فوق شيحان ، بكسر الشين . الأزهري : قال خالد بن جنبة : الشيحان الذي يتهمس عدوا ; أراد السرعة . ابن الأعرابي : شيح إذا نظر إلى خصمه فضايقه . وأشاح بوجهه عن الشيء : نحاه . وفي صفته : إذا غضب أعرض وأشاح ; وقال ابن الأعرابي : أعرض بوجهه . وأشاح أي جد في الإعراض . قال : والمشيح الجاد ، قال : وأقرأنا لطرفة :


أدت الصنعة في أمتنها     فهي من تحت مشيحات الحزم

يقول : جد ارتفاعها في الحزم ، وقال : إذا ضمر وارتفع حزامه فهو مشيح ، وإذا نحى الرجل وجهه عن وهج أصابه أو عن أذى ، قيل : قد أشاح بوجهه ، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : اتقوا النار ، ولو بشق تمرة ، ثم أعرض وأشاح ، قال ابن الأثير : المشيح الحذر والجاد في الأمر ، وقيل : المقبل إليك المانع لما وراء ظهره ، فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني أي حذر النار كأنه ينظر إليها ، أو جد على الإيصاء باتقائها ، أو أقبل إليك بخطابه . التهذيب الليث : إذا أرخى الفرس ذنبه ، قيل : قد أشاح بذنبه ، قال أبو منصور : أظن الصواب أساح بالسين ، إذا أرخاه ، والشين تصحيف . وهم في مشيحى ومشيوحاء من أمرهم أي اختلاط . والمشيوحاء : أن يكون القوم في أمر يبتدرونه . قال شمر : المشيح ليس من الأضداد إنما هي كلمة جاءت بمعنيين . والشيح : ضرب من برود اليمن ، يقال له الشيح والمشيح ، وهو المخطط ، قال الأزهري : ليس في البرود والثياب شيح ولا مشيح ، بالشين معجمة من فوق ، والصواب السيح والمسيح بالسين والياء في باب الثياب ، وقد ذكر ذلك في موضعه . والشيح : نبات سهلي يتخذ من بعضه المكانس ، وهو من الأمرار ، له رائحة طيبة وطعم مر ، وهو مرعى للخيل والنعم ، ومنابته القعان والرياض ، قال :


في زاهر الروض يغطي الشيحا

وجمعه شيحان ; قال :


يلوذ بشيحان القرى من مسفة     شآمية أو نفح نكباء صرصر

وقد أشاحت الأرض . والمشيوحاء : الأرض التي تنبت الشيح ، يقصر ويمد ; وقال أبو حنيفة إذا كثر نباته بمكان قيل : هذه مشيوحاء . وناقة شيحانة أي سريعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية