صفحة جزء
شيط

شيط : شاط الشيء شيطا وشياطة وشيطوطة : احترق وخص بعضهم به الزيت والرب ; قال :


كشائط الرب عليه الأشكل

وأشاطه وشيطه وشاطت القدر شيطا احترقت ، وقيل : احترقت ولصق بها الشيء ، وأشاطها هو وأشطتها إشاطة ، ومنه قولهم : شاط دم فلان أي ذهب ، وأشطت بدمه . وفي حديث عمر رضي الله عنه : القسامة توجب العقل ولا تشيط الدم أي تؤخذ بها الدية ولا يؤخذ بها القصاص يعني لا تهلك الدم رأسا بحيث تهدره حتى لا يجب فيه شيء من الدية . الكلابي : شوط القدر وشيطها إذا أغلاها . وأشاط اللحم : فرقه . وشاط السمن والزيت : خثر . وشاط السمن إذا نضج حتى يحترق وكذلك الزيت ; قال نقادة الأسدي يصف ماء آجنا :


أوردته قلائصا أعلاطا     أصفر مثل الزيت لما شاطا

والتشييط : لحم يصلح للقوم ويشوى لهم ، اسم كالتمتين ، والمشيط مثله ، وقال الليث : التشيط شيطوطة اللحم إذا مسته النار يتشيط فيحترق أعلاه ، وتشيط الصوف . والشياط : ريح قطنة محترقة . ويقال : شيطت رأس الغنم وشوطته إذا أحرقت صوفه لتنظفه . يقال : شيط فلان اللحم إذا دخنه ولم ينضجه ; قال الكميت :


لما أجابت صفيرا كان آيتها     من قابس شيط الوجعاء بالنار

وشيط الطاهي الرأس والكراع إذا أشعل فيهما النار حتى يتشيط ما عليهما من الشعر والصوف ، ومنهم من يقول شوط . وفي الحديث في صفة أهل النار : ألم يروا إلى الرأس إذا شيط ; من قولهم شيط اللحم أو الشعر أو الصوف إذا أحرق بعضه . وشاط الرجل يشيط : هلك ; قال الأعشى :


قد نخصب العير في مكنون فائله     وقد يشيط على أرماحنا البطل

والإشاطة : الإهلاك . وفي حديث زيد بن حارثة : أنه قاتل براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم أي هلك ; ومنه حديث عمر رضي الله عنه : لما شهد على المغيرة ثلاثة نفر بالزنا ، قال : شاط ثلاثة أرباع المغيرة . وكل ما ذهب ، فقد شاط . وشاط دمه وأشاط دمع وبدمه : أذهبه ، وقيل : أشاط بدمه عمل في هلاكه ، وتشيط به دمه . وأشاط فلان فلانا إذا أهلكه ، وأصل الإشاطة الإحراق ; يقال : أشاط فلان دم فلان إذا عرضه للقتل . ابن الأنباري : شاط فلان بدم فلان معناه عرضه للهلاك . ويقال : شاط دم فلان إذا جعل الفعل للدم ، فإذا كان للرجل ، قيل : شاط بدمه وأشاط دمه . وتشيط الدم إذا علا بصاحبه ، وشاط دمه . وشاط فلان الدماء أي خلطها كأنه سفك دم القاتل على دم المقتول ; قال المتلمس :


أحارث إنا لو تشاط دماؤنا     تزيلن حتى ما يمس دم دما

ويروى : تساط ، بالسين ، والسوط : الخلط . وشاط فلان أي ذهب دمه هدرا . ويقال : أشاطه وأشاط بدمه . وشاط بمعنى عجل . ويقال للغبار الساطع في السماء : شيطي ; قال القطامي :


تعادي المراخي ضمرا في جنوحها     وهن من الشيطي عار ولابس

يصف الخيل وإثارتها الغبار بسنابكها . وفي الحديث : أن سفينة أشاط دم جزور بجذل فأكله ، قال الأصمعي : أشاط دم جزور أي سفكه وأراقه فشاط يشيط يعني أنه ذبحه بعود ، والجذل العود . واشتاط عليه : التهب . والمستشيط : السمين من الإبل . والمشياط من الإبل : السريعة السمن ، وكذلك البعير . الأصمعي : المشاييط من الإبل اللواتي يسرعن السمن ، يقال : ناقة مشياط ، وقال أبو عمرو : هي الإبل التي تجعل للنحر من قولهم شاط دمه . غيره : وناقة مشياط إذا طار فيها السمن ، وقال العجاج :


بولق طعن كالحريق الشاطي

قال : الشاطي المحترق ، أراد طعنا كأنه لهب النار من شدته ; قال أبو منصور : أراد بالشاطي الشائط ، كما يقال للهائر هار ، قال الله عز وجل : هار فانهار به . ويقال : شاط السمن يشيط إذا نضج حتى يحترق . الأصمعي : شاطت الجزور إذا لم يبق فيها نصيب إلا قسم . ابن شميل : أشاط فلان الجزور إذا قسمها بعد التقطيع . قال : والتقطيع نفسه إشاطة أيضا . ويقال : تشيط فلان من الهبة أي نحل من كثرة الجماع . وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال : إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البريء فيقال عاص وليس بعاص فيشاط لحمه ، كما تشاط الجزور ; قال الكميت :


نطعم الجيأل اللهيد من الكو     م ولم ندع من يشيط الجزورا

قال : وهذا من أشطت الجزور إذا قطعتها وقسمت لحمها ، وأشاطها فلان ، وذلك أنهم إذا اقتسموها وبقي بينهم سهم فيقال : من يشيط الجزور أي من ينفق هذا السهم ; وأنشد بيت الكميت ، فإذا لم يبق منها نصيب قالوا : شاطت الجزور أي تنفقت . واستشاط الرجل من الأمر إذا خف له . وغضب فلان واستشاط أي احتدم كأنه التهب في [ ص: 176 ] غضبه ، قال الأصمعي : هو من قولهم ناقة مشياط ، وهي التي يسرع فيها السمن . واستشاط البعير أي سمن . واستشاط فلان أي احتد وخف وتحرق . ويقال : استشاط أي احتد وأشرف على الهلاك من قولك شاط فلان أي هلك . وفي الحديث : إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان ، يعني إذا استشاط السلطان أي تحرق من شدة الغضب وتلهب وصار كأنه نار تسلط عليه الشيطان فأغراه الإقاع بمن غضب عليه ، وهو استفعل من شاط يشيط إذا كاد يحترق . واستشاط فلان إذا استقتل ; قال :


أشاط دماء المستشيطين كلهم     وغل رءوس القوم فيهم وسلسلوا

وروى ابن شميل بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ما رؤي ضاحكا مستشيطا ، قال : معناه ضاحكا ضحكا شديدا كالمتهالك في ضحكه . واستشاط الحمام إذا طار ، وهو نشيط . والشيطان فعلان : من شاط يشيط . وفي الحديث : أعوذ بك من شر الشيطان وفتونه وشيطاه وشجونه ، قيل : الصواب وأشطانه أي حباله التي يصيد بها . والشيطان إذا سمي به لم ينصرف ; وعلى ذلك قول طفيل الغنوي :


وقد متت الخذواء متا عليهم     وشيطان إذ يدعوهم ويثوب

فلم يصرف شيطان ، وهو شيطان بن الحكم بن جلهمة ، والخذواء فرسه . والشيط : فرس أنيف بن جبلة الضبي . والشيطان : قاعان بالصمان فيهما مساكات لماء السماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية