صفحة جزء
[ صلل ]

صلل : صل يصل صليلا وصلصل صلصلة ومصلصلا ؛ قال :


كأن صوت الصنج في مصلصله

.

ويجوز أن يكون موضعا للصلصلة . وصل اللجام : امتد صوته فإن توهمت ترجيع صوت قلت : صلصل وتصلصل ، الليث : يقال صل اللجام : إذا توهمت في صوته حكاية صوت صل ، فإن توهمت ترجيعا قلت صلصل اللجام ، وكذلك كل يابس يصلصل . وصلصلة اللجام : صوته إذا ضوعف . وحمار صلصل وصلاصل وصلصال ومصلصل : مصوت ؛ قال الأعشى :


عنتريس تعدو إذا مسها الصو     ت كعدو المصلصل الجوال

.

وفرس صلصال : حاد الصوت دقيقه . وفي الحديث : أتحبون أن تكونوا مثل الحمير الصالة ؟ قال أبو أحمد العسكري : هو بالصاد المهملة فرووه بالمعجمة ، وهو خطأ ، يقال للحمار الوحشي الحاد الصوت : صال وصلصال ، كأنه يريد الصحيحة الأجساد الشديدة الأصوات لقوتها ونشاطها . والصلصلة : صفاء صوت الرعد ، وقد صلصل وتصلصل الحي أي صوت ، وفي صفة الوحي : كأنه [ ص: 273 ] صلصلة على صفوان . الصلصلة : صوت الحديد إذا حرك ، يقال : صل الحديد وصلصل والصلصلة أشد من الصليل . وفي حديث حنين : أنهم سمعوا صلصلة بين السماء والأرض . والصلصال من الطين : ما لم يجعل خزفا ، سمي به لتصلصله ؛ وكل ما جف من طين أو فخار فقد صل صليلا . وطين صلال ومصلال أي يصوت ؛ كما يصوت الخزف الجديد ؛ وقال النابغة الجعدي :


فإن صخرتنا أعيت أباك فلا     يألو لها ما استطاع الدهر إخبالا
ردت معاوله خثما مفللة     وصادفت أخضر الجالين صلالا

.

يقول : صادفت ناقتي الحوض يابسا ، وقيل : أراد صخرة في ماء قد اخضر جانباها منه ، وعنى بالصخرة مجدهم وشرفهم فضرب الصخرة مثلا . وجاءت الخيل تصل عطشا ، وذلك إذا سمعت لأجوافها صليلا أي صوتا . أبو إسحاق : الصلصال : الطين اليابس الذي يصل من يبسه أي يصوت . وفي التنزيل العزيز : من صلصال كالفخار قال : هو صلصال ما لم تصبه النار ، فإذا مسته النار فهو حينئذ فخار ، وقال الأخفش نحوه ، وقال : كل شيء له صوت ، فهو صلصال من غير الطين ، وفي حديث ابن عباس في تفسير الصلصال : هو الصال الماء الذي يقع على الأرض فتنشق فيجف فيصير له صوت فذلك الصلصال ، وقال مجاهد : الصلصال حمأ مسنون ؛ قال الأزهري : جعله حمأ مسنونا ؛ لأنه جعله تفسيرا للصلصال ذهب إلى صل أي أنتن ؛ قال :


وصدرت مخلقها جديد     وكل صلال لها رثيد

.

يقول : عطشت فصارت كالأسقية البالية وصدرت رواء جددا ، وقوله : وكل صلال لها رثيد ، أي صدقت الأكل بعد الري فصار كل صلال في كرشها رثيدا بما أصابت من النبات وأكلت . الجوهري : الصلصال الطين الحر خلط بالرمل فصار يتصلصل إذا جف ، فإذا طبخ بالنار فهو الفخار . وصل البيض صليلا : سمعت له طنينا عند مقارعة السيوف . الأصمعي : سمعت صليل الحديد يعني صوته . وصل المسمار يصل صليلا : إذا ضرب فأكره أن يدخل في شيء ؛ وفي التهذيب : أن يدخل في القتير فأنت تسمع له صوتا ؛ قال لبيد :


أحكم الجنثي من عوراتها     كل حرباء إذا أكره صل

.

الجثني بالرفع والنصب فمن قال الجثني بالرفع جعله الحداد أو الزراد أي أحكم صنعة هذه الدرع ؛ ومن قال الجنثي بالنصب جعله السيف يقول : هذه الدرع لجودة صنعتها تمنع السيف أن يمضي فيها . و ( أحكم ) هنا : رد ؛ وقال خالد بن كلثوم في قول ابن مقبل :


ليبك بنو عثمان ما دام جذمهم     عليه بأصلال تعرى وتخشب

.

الأصلال : السيوف القاطعة ، والواحد صل . وصلت الإبل تصل صليلا : يبست أمعاؤها من العطش فسمعت لها صوتا عند الشرب ؛ قال الراعي :


فسقوا صوادي يسمعون عشية     للماء في أجوافهن صليلا

.

التهذيب : سمعت لجوفه صليلا من العطش وجاءت الإبل تصل عطشا ، وذلك إذا سمعت لأجوافها صوتا كالبحة ، وقال مزاحم العقيلي يصف القطا :


غدت من عليه بعدما تم ظمؤها     تصل وعن قيض بزيزاء مجهل

.

قال ابن السكيت في قوله ( من عليه ) : من فوقه ؛ يعني من فوق الفرخ ، قال : ومعنى تصل أي هي يابسة من العطش ، وقال أبو عبيدة : معنى قوله ( من عليه ) من عند فرخها . وصل السقاء صليلا : يبس . والصلة : الجلد اليابس قبل الدباغ . والصلة : الأرض اليابسة ، وقيل : هي الأرض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين ، وذلك لأنها يابسة مصوتة ، وقيل : هي الأرض ما كانت كالساهرة ، والجمع صلال . أبو عبيد : قبره في الصلة وهي الأرض . وخف جيد الصلة أي جيد الجلد ، وقيل أي جيد النعل ، سمي باسم الأرض ؛ لأن النعل لا تسمى صلة ؛ ابن سيده : وعندي أن النعل تسمى صلة ليبسها وتصويتها عند الوطء ، وقد صللت الخف . والصلالة : بطانة الخف . والصلة : المطرة المتفرقة القليلة ، والجمع صلال . ويقال : وقع بالأرض صلال من مطر ؛ الواحدة صلة وهي القطع من الأمطار المتفرقة يقع منها الشيء بعد الشيء ؛ قال الشاعر :


سيكفيك الإله بمسنمات     كجندل لبن تطرد الصلالا

.

وقال ابن الأعرابي في قوله :


كجندل لبن تطرد الصلالا

.

قال : أراد الصلاصل ، وهي بقايا تبقى من الماء ، قال أبو الهيثم : وغلط ، إنما هي صلة وصلال ، وهي مواقع المطر فيها نبات فالإبل تتبعها وترعاها . والصلة أيضا : القطعة المتفرقة من العشب ، سمي باسم المطر ، والجمع كالجمع . وصل اللحم يصل بالكسر صلولا وأصل : أنتن ، مطبوخا كان أو نيئا ؛ قال الحطيئة :


ذاك فتى يبذل ذا قدره     لا يفسد اللحم لديه الصلول

.

وأصل ، مثله ، وقيل : لا يستعمل ذلك إلا في النيء ؛ قال ابن بري : أما قول الحطيئة الصلول ، فإنه قد يمكن أن يقال الصلول ، ولا يقال صل ، كما يقال : العطاء ، من أعطى ، والقلوع من أقلعت الحمى ؛ قال الشماخ :


كأن نطاة خيبر زودته     بكور الورد ريثة القلوع

.

وصللت اللحام : شدد للكثرة . وقال الزجاج : أصل اللحم ، ولا يقال صل . وفي التنزيل العزيز : ( وقالوا أئذا صللنا في الأرض ) قال أبو إسحاق : من قرأ ( صللنا ) بالصاد المهملة فهو على ضربين : أحدهما : أنتنا [ ص: 274 ] وتغيرنا وتغيرت صورنا من صل اللحم وأصل : إذا أنتن وتغير ، والضرب الثاني : صللنا : يبسنا ، من الصلة ، وهي الأرض اليابسة . وقال الأصمعي : يقال ما يرفعه من الصلة ، من هوانه عليه ، يعني من الأرض . وفي الحديث : كل ما ردت عليك قوسك ما لم يصل أي : ما لم ينتن ، وهذا على سبيل الاستحباب ، فإنه يجوز أكل اللحم المتغير الريح إذا كان ذكيا ؛ وقول زهير :


تلجلج مضغة فيها أنيض     أصلت فهي تحت الكشح داء

.

قيل : معناه أنتنت ؛ قال ابن سيده : فهذا يدل على أنه يستعمل في الطبيخ والشواء ، وقيل : أصلت هنا أثقلت . وصل الماء : أجن . وماء صلال : آجن . وأصله القدم : غيره . والصلصلة والصلصلة والصلصل : بقية الماء في الإداوة وغيرها من الآنية أو في الغدير . والصلاصل : بقايا الماء ؛ قال أبو وجزة :


ولم يكن ملك للقوم ينزلهم     إلا صلاصل لا تلوى على حسب

.

وكذلك البقية من الدهن والزيت ؛ قال العجاج :


كأن عينيه من الغئور     قلتان في لحدي صفا منقور
صفران أو حوجلتا قارور     غيرتا بالنضح والتصبير
صلاصل الزيت إلى الشطور

.

وأنشده الجوهري : صلاصل ؛ قال ابن بري : صوابه صلاصل بالفتح ؛ لأنه مفعول لغيرتا ، قال : ولم يشبههما بالجرار ، وإنما شبههما بالقارورتين ؛ قال ابن سيده : شبه أعينها حين غارت بالجرار فيها الزيت إلى أنصافها . والصلصل : ناصية الفرس ، وقيل : بياض في شعر معرفة الفرس . أبو عمرو : هي الجمة والصلصلة للوفرة . ابن الأعرابي : صلصل : إذا أوعد ، وصلصل : إذا قتل سيد العسكر . وقال الأصمعي : الصلصل : القدح الصغير ؛ المحكم ، والصلصل من الأقداح مثل الغمر ؛ هذه عن أبي حنيفة . ابن الأعرابي : الصلصل : الراعي الحاذق ؛ وقال الليث : الصلصل طائر تسميه العجم الفاختة ، ويقال : بل هو الذي يشبهها ؛ قال الأزهري : هذا الذي يقال له موسحة ؛ ابن الأعرابي : الصلاصل الفواخت ، واحدها صلصل . وقال في موضع آخر : الصلصلة والعكرمة والسعدانة : الحمامة . المحكم : والصلصل طائر صغير . ابن الأعرابي : المصلل الأسكف وهو الإسكاف عند العامة والمصلل أيضا : الخالص الكرم والنسب ؛ والمصلل : المطر الجود . الفراء : الصلة بقية الماء في الحوض ، والصلة المطرة الواسعة . والصلة الجلد المنتن ، والصلة الأرض الصلبة ، والصلة صوت المسمار إذا أكره . ابن الأعرابي : الصلة المطرة الخفيفة ، والصلة قوارة الخف الصلبة . والصل : الحية التي تقتل إذا نهشت من ساعتها . غيره : والصل بالكسر الحية التي لا تنفع فيها الرقية ، ويقال : إنها لصل صفي إذا كانت منكرة مثل الأفعى ، ويقال للرجل إذا كان داهيا منكرا : إنه لصل أصلال أي حية من الحيات ؛ معناه أي داه منكر في الخصومة ، وقيل : هو الداهي المنكر في الخصومة وغيرها ؛ قال ابن بري : ومنه قول الشاعر :


إن كنت داهية تخشى بوائقها     فقد لقيت صملا صل أصلال

.

ابن سيده : والصل والصالة الداهية . وصلتهم الصالة تصلهم بالضم أي أصابتهم الداهية . أبو زيد : يقال إنه لصل أصلال ، وإنه لهتر أهتار ؛ يقال ذلك للرجل ذي الدهاء والإرب ، وأصل الصل من الحيات يشبه الرجل به إذا كان داهية ؛ وقال النابغة الذبياني :


ماذا رزئنا به من حية ذكر     نضناضة بالرزايا صل أصلال

وصل الشراب يصله صلا : صفاه . والمصلة : الإناء الذي يصفى فيه يمانية ، وهما صلان أي مثلان ؛ عن كراع . والصل واليعضيد والصفصل : شجر والصل نبت ؛ قال :


رعيتها أكرم عود عودا     الصل والصفصل واليعضيدا

والصليان : شجر ، قال أبو حنيفة : الصليان من الطريفة ، وهو ينبت صعدا ، وأضخمه أعجازه ، وأصوله على قدر نبت الحلي ، ومنابته السهول والرياض . قال : وقال أبو عمرو : الصليان من الجنبة لغلظه وبقائه ، واحدته صليانة . ومن أمثال العرب تقول للرجل يقدم على اليمين الكاذبة ولا يتتعتع فيها : جذها جذ العير الصليانة ، وذلك أن العير إذا كدمها بفيه اجتثها بأصلها إذا ارتعاها ، والتشديد فيها على اللام والياء خفيفة ، فهي فعليانة من الصلي مثل حرصيانة من الحرص ، ويجوز أن يكون من الصل والياء والنون زائدتان . التهذيب : والصليان من أطيب الكلأ ، وله جعثنة ، وورقه رقيق . ودارة صلصل : موضع ؛ عن كراع .

التالي السابق


الخدمات العلمية