صفحة جزء
ضبأ

ضبأ : ضبأ بالأرض يضبأ ضبأ وضبوءا وضبأ في الأرض ، وهو ضبيء : لطئ واختبأ ، والموضع : مضبأ . وكذلك الذئب إذا لزق بالأرض أو بشجرة أو استتر بالخمر ليختل الصيد . ومنه سمي الرجل ضابئا ، وهو ضابئ بن الحارث البرجمي . وقال الشاعر في الضابئ المختبئ الصياد :


إلا كميتا ، كالقناة وضابئا بالفرج بين لبانه ويده

يصف الصياد أنه ضبأ في فروج ما بين يدي فرسه ليختل به الوحش ، وكذلك الناقة تعلم ذلك ، وأنشد :


لما تفلق عنه قيض بيضته     آواه في ضبن مضبإ به نضب

قال : والمضبأ : الموضع الذي يكون فيه . يقال للناس : هذا مضبؤكم أي موضعكم ، وجمعه مضابئ . وضبأ : لصق بالأرض . وضبأت به الأرض ، فهو مضبوء به إذا ألزقه بها . وضبأت إليه : لجأت . وأضبأ على الشيء إضباء : سكت عليه وكتمه ، فهو مضبئ عليه . ويقال : أضبأ فلان على داهية مثل أضب . وأضبأ على ما في يديه : أمسك . اللحياني : أضبأ على ما في يديه ، وأضبى ، وأضب إذا أمسك ، وأضبأ القوم على ما في أنفسهم إذا كتموه . وضبأ : استخفى . وضبأ منه : استحيا . أبو عبيد : اضطبأت منه أي استحييت ، رواه بالباء عن الأموي . وقال أبو الهيثم : إنما هو اضطنأت ، بالنون ، وهو مذكور في موضعه . وقال الليث : الأضباء : وعوعة جرو الكلب إذا وحوح ، وهو بالفارسية فحنحه . قال أبو منصور : هذا خطأ وتصحيف ، وصوابه : الأصياء ، بالصاد ، من صأى يصأى ، وهو الصئي . وروى المنذري بإسناده عن ابن السكيت عن العكلي : أن أعرابيا أنشده :


فهاءوا مضابئة ، لم يؤل     بادئها البدء ، إذ تبدؤه

قال ابن السكيت : المضابئة : الغرارة المثقلة تضبئ من يحملها تحتها أي تخفيه . قال : وعنى بها هذه القصيدة المبتورة . وقوله : لم يؤل أي لم يضعف . بادئها : قائلها الذي ابتدأها . وهاءوا أي هاتوا . وضبأت المرأة إذا كثر ولدها ، قال أبو منصور : هذا تصحيف ، والصواب ضنأت المرأة ، بالنون والهمزة ، إذا كثر ولدها . والضابئ : الرماد .

التالي السابق


الخدمات العلمية