صفحة جزء
ضفط

ضفط : الضفاطة : الجهل والضعف في الرأي . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه سمع رجلا يتعوذ من الفتن ، فقال عمر : اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة ! أتسل ربك أن لا يرزقك أهلا ومالا ؟ قال أبو منصور : تأول قول الله عز وجل : إنما أموالكم وأولادكم فتنة ، ولم يرد فتنة القتال والاختلاف التي تموج موج البحر . قال : وأما الضفاطة فإن أبا عبيد قال : عنى به ضعف الرأي والجهل . ورجل ضفيط : جاهل ضعيف . وروي عن عمر - رضي الله عنه - أنه سئل عن الوتر فقال : أنا أوتر حين ينام الضفطى ; أراد بالضفطى جمع ضفيط ، وهو الضعيف العقل والرأي . وعوتب ابن عباس - رضي الله عنهما - في شيء فقال : إني في ضفطة وهي إحدى ضفطاتي أي غفلاتي ; وقد ضفط بالضم يضفط ضفاطة . وفي الحديث : اللهم إني أعوذ بك من الضفاطة ; هي ضعف الرأي والجهل ، وهو ضفيط ; ومنه الحديث : إذا سركم أن تنظروا إلى الرجل الضفيط المطاع في قومه فانظروا إلى هذا ; يعني عيينة بن حصن . وفي حديث ابن سيرين : بلغه عن رجل شيء فقال : ( إني لأراه ضفيطا ) . ورجل ضفط وضفاط ; الأخيرة عن ثعلب : ثقيل لا ينبعث مع القوم ; هذه عن ابن الأعرابي . والضفاطة : الدف . وفي حديث ابن سيرين : أنه شهد نكاحا فقال : أين ضفاطتكم ؟ فسروا أنه أراد الدف ، وفي الصحاح : ( أين ضفاطتكن ؟ ) يعني الدف ، وقيل : ( أين ضفاطتكم ؟ ) ، قيل : لعاب الدف ، سمي ضفاطة لأنه لهو ولعب وهو راجع إلى ضعف الرأي والجهل . ابن الأعرابي : الضفاط الأحمق ، وقال الليث : الضفاط الذي قد ضفط بسلحه ورمى به . ورجل ضفاط وضفيط وضفنط : سمين رخو ضخم البطن وقد ضفط ضفاطة . شمر : رجل ضفيط أي أحمق كثير الأكل ، وقال : [ ص: 52 ] الضفط التار من الرجال ، والضفاط الجالب من الأصل ، والضفاط الذي يكري الإبل من موضع إلى موضع . والضافطة والضفاطة : العير تحمل المتاع ، وقيل : الضفاطون التجار يحملون الطعام وغيره ; أنشد سيبويه للأخضر بن هبيرة :


فما كنت ضفاطا ، ولكن راكبا أناخ قليلا فوق ظهر سبيل

والضفاط : الذي يكري من قرية إلى قرية أخرى ، وقيل : الذي يكري من منزل إلى منزل ; حكاه ثعلب وأنشد :


ليست له شمائل الضفاط

والضافطة من الناس : الجمالون والمكارون ، وقيل : الضفاط الجمال ، والضفاطة ، بالتشديد ، شبيهة بالدجالة وهي الرفقة العظيمة . والضفاط : المختلف على الحمر من قرية إلى قرية ، ويقال للحمر الضفاطة . وفي حديث قتادة بن النعمان : فقدم ضافطة من الدرمك ; الضافطة والضفاط الذي يجلب الميرة والمتاع إلى المدن ، والمكاري الذي يكري الأحمال ، وكانوا يومئذ قوما من الأنباط يحملون إلى المدينة الدقيق والزيت وغيرهما ; ومنه أن ضفاطين قدموا إلى المدينة . وقال ثعلب : رحل فلان على ضفاطة ، وهي الروحاء المائلة . وضفط الرجل : أسوى . وما أعظم ضفوطهم أي خرأهم . والضفاط : المحدث . يقال : ضفط إذا قضى حاجته كأنه نزل عن راحلته وظن به ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية