ضلع
ضلع : الضلع والضلع لغتان : محنية الجنب ، مؤنثة ، والجمع أضلع وأضالع وأضلاع وضلوع ; قال الشاعر :
وأقبل ماء العين من كل زفرة إذا وردت لم تستطعها الأضالع
وتضلع الرجل : امتلأ ما بين أضلاعه شبعا وريا ; قال
ابن عناب الطائي :
دفعت إليه رسل كوماء جلدة وأغضيت عنه الطرف حتى تضلعا
ودابة مضلع : لا تقوى أضلاعها على الحمل . وحمل مضلع : مثقل للأضلاع . والإضلاع : الإمالة . يقال : حمل مضلع أي مثقل ; قال
الأعشى :
عنده البر والتقى وأسى الشق ق وحمل لمضلع الأثقال
وداهية مضلعة : تثقل الأضلاع وتكسرها . والأضلع : الشديد القوي الأضلاع . واضطلع بالحمل والأمر : احتملته أضلاعه ; والضلع أيضا في قول
سويد :
جعل الرحمن والحمد له سعة الأخلاق فينا والضلع
القوة واحتمال الثقيل ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي . والضلاعة : القوة وشدة الأضلاع ، تقول منه : ضلع الرجل ، بالضم ، فهو ضليع . وفرس ضليع : تام الخلق مجفر الأضلاع غليظ الألواح كثير العصب . والضليع : الطويل الأضلاع الواسع الجنبين العظيم الصدر . وفي حديث مقتل
أبي جهل : فتمنيت أن أكون بين أضلع منهما أي بين رجلين أقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأشد ، وقيل : الضليع الطويل الأضلاع الضخم من أي الحيوان كان حتى من الجن . وفي الحديث أن
عمر - رضي الله عنه - صارع جنيا فصرعه
عمر ثم قال له : ما لذراعيك كأنهما ذراعا كلب ؟ يستضعفه بذلك ، فقال له الجني : أما إني منهم لضليع أي إني منهم لعظيم الخلق . والضليع : العظيم الخلق الشديد . يقال : ضليع بين الضلاعة ، والأضلع يوصف به الشديد الغليظ . ورجل ضليع الفم : واسعه عظيم أسنانه على التشبيه بالضلع . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : ضليع الفم أي عظيمه ، وقيل : واسعه ; حكاه
الهروي في الغريبين ، والعرب تحمد عظم الفم وسعته وتذم صغره ; ومنه قولهم في صفة منطقه - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه ، وذلك لرحب شدقيه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : قلت لأعرابي : ما الجمال ؟ فقال : غؤور العينين وإشراف الحاجبين ورحب الشدقين . وقال
شمر في قوله ضليع الفم : أراد عظم الأسنان وتراصفها . ويقال : رجل ضليع الثنايا غليظها . ورجل أضلع : سنه شبيهة بالضلع ، وكذلك امرأة ضلعاء وقوم ضلع . وضلوع كل إنسان : أربع وعشرون ضلعا ، وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعا تلتقي أطرافها في الصدر وتتصل أطراف بعضها ببعض ، وتسمى الجوانح ، وخلفها من الظهر الكتفان ، والكتفان بحذاء الصدر ، واثنتا عشرة
[ ص: 55 ] ضلعا أسفل منها في الجنبين ، البطن بينهما لا تلتقي أطرافها ، على طرف كل ضلع منها شرسوف ، وبين الصدر والجنبين غضروف يقال له : الرهابة ، ويقال له : لسان الصدر ، وكل ضلع من أضلاع الجنبين أقصر من التي تليها إلى أن تنتهي إلى آخرتها ، وهي التي في أسفل الجنب يقال لها الضلع الخلف . وفي حديث غسل دم الحيض : ( حتيه بضلع ) ، بكسر الضاد وفتح اللام ، أي بعود ، والأصل فيه الضلع ضلع الجنب ، وقيل للعود الذي فيه انحناء وعرض : ضلع تشبيها بالضلع الذي هو واحد الأضلاع ، وهذه ضلع وثلاث أضلع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : شاهد الضلع ، بالفتح ، قول
حاجب بن ذبيان :
هي الضلع العوجاء لست تقيمها ألا إن تقويم الضلوع انكسارها
وشاهد الضلع ، بالتسكين ، قول
nindex.php?page=showalam&ids=17375ابن مفرغ :
ورمقتها فوجدتها كالضلع ليس لها استقامه
ويقال : شرب فلان حتى تضلع أي انتفخت أضلاعه من كثرة الشرب ، ومثله : شرب حتى أون أي صار له أونان في جنبيه من كثرة الشرب . وفي حديث زمزم : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371990فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ) ; أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنه كان يتضلع من زمزم . والضلع : خط يخط في الأرض ثم يخط آخر ثم يبذر ما بينهما . وثياب مضلعة : مخططة على شكل الضلع ; قال
اللحياني : هو الموشى ، وقيل : المضلع من الثياب المسير ، وقيل : هو المختلف النسج الرقيق ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل : المضلع الثوب الذي قد نسج بعضه وترك بعضه ، وقيل : برد مضلع إذا كانت خطوطه عريضة كالأضلاع . وتضليع الثوب : جعل وشيه على هيئة الأضلاع . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010828أنه أهدي له - صلى الله عليه وسلم - ثوب سيراء مضلع بقز ; المضلع الذي فيه سيور وخطوط من الإبريسم أو غيره شبه الأضلاع . وفي حديث
علي : وقيل له ما القسية ؟ قال : ( ثياب مضلعة فيها حرير أي فيها خطوط عريضة كالأضلاع ) .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الضولع المائل بالهوى . والضلع من الجبل : شيء مستدق منقاد ، وقيل : هو الجبيل الصغير الذي ليس بالطويل ، وقيل : هو الجبيل المنفرد ، وقيل : هو جبل ذليل مستدق طويل ، يقال : انزل بتلك الضلع . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما نظر إلى المشركين يوم بدر قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371991كأني بكم يا أعداء الله مقتلين بهذه الضلع الحمراء ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الضلع جبيل مستطيل في الأرض ليس بمرتفع في السماء . وفي حديث آخر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371992إن ضلع قريش عند هذه الضلع الحمراء أي ميلهم . والضلع . الحرة الرجيلة . والضلع : الجزيرة في البحر ، والجمع أضلاع ، وقيل : هو جزيرة بعينها . والضلع : الميل . وضلع عن الشيء ، بالفتح ، يضلع ضلعا ، بالتسكين : مال وجنف على المثل . وضلع عليه ضلعا : حاف . والضالع : الجائر . والضالع : المائل ; ومنه قيل : ضلعك مع فلان أي ميلك معه وهواك . ويقال : هم علي ضلع جائرة ، وتسكين اللام فيهما جائز . وفي حديث
ابن الزبير : فرأى ضلع
معاوية مع
مروان أي ميله . وفي المثل : لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها أي ميلها ; وهو حديث أيضا يضرب لرجل يخاصم آخر فيقول : أجعل بيني وبينك فلانا لرجل يهوى هواه . ويقال : خاصمت فلانا فكان ضلعك علي أي ميلك .
أبو زيد : يقال هم علي ألب واحد ، وصدع واحد ، وضلع واحد ، يعني اجتماعهم عليه بالعداوة . وفي الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371993اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال ; قال
ابن الأثير : أي ثقل الدين ، قال : والضلع الاعوجاج ، أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال لثقله . وفي حديث
علي - كرم الله وجهه - : واردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب أي يثقلك . والضلع ، بالتحريك : الاعوجاج خلقة يكون في المشي من الميل ; قال
محمد بن عبد الله الأزدي :
وقد يحمل السيف المجرب ربه على ضلع في متنه ، وهو قاطع
فإن لم يكن خلقة فهو الضلع ، بسكون اللام ، تقول منه : ضلع ، بالكسر ، يضلع ضلعا ، وهو ضلع . ورمح ضلع : معوج لم يقوم ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل :
بكل شعشاع كجذع المزدرع فليقه أجرد كالرمح الضلع
يصف إبلا تناول الماء من الحوض بكل عنق كجذع الزرنوق ، والفليق : المطمئن في عنق البعير الذي فيه الحلقوم . وضلع السيف والرمح وغيرهما ضلعا ، فهو ضليع : اعوج . ولأقيمن ضلعك وصلعك أي عوجك . وقوس ضليع ومضلوعة : في عودها عطف وتقيوم وقد شاكل سائرها كبدها ; حكاه
أبو حنيفة ; وأنشد
للمتنخل الهذلي :
واسل عن الحب بمضلوعة نوقها الباري ولم يعجل
وضليع : القوس . ويقال : فلان مضطلع بهذا الأمر أي قوي عليه ، وهو مفتعل من الضلاعة . قال : ولا يقال مطلع ، بالإدغام . وقال
أبو نصر أحمد بن حاتم : يقال هو مضطلع بهذا الأمر ومطلع له ، فالاضطلاع من الضلاعة وهي القوة ، والاطلاع من العلو من قولهم : اطلعت الثنية أي علوتها أي هو عال لذلك الأمر
مالك له . قال
الليث : يقال : إني بهذا الأمر مضطلع ومطلع ، الضاد تدغم في التاء فتصيران طاء مشددة ، كما تقول اظنني أي اتهمني ، واظلم إذا احتمل الظلم . واضطلع الحمل أي احتمله أضلاعه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : يقال هو مضطلع بحمله أي قوي على حمله ، وهو مفتعل من الضلاعة ، قال : ولا يقال هو مطلع بحمله ; وروى
أبو الهيثم قول
أبي زبيد :
أخو المواطن عياف الخنى أنف للنائبات ولو أضلعن مطلع
أضلعن : أثقلن وأعظمن ؛ مطلع : وهو القوي على الأمر المحتمل ;
[ ص: 56 ] أراد مضطلع فأدغم ، هكذا رواه بخطه ، قال : ويروى مضطلع . وفي حديث
علي - عليه السلام - في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010829كما حمل فاضطلع بأمرك لطاعتك ; اضطلع افتعل من الضلاعة وهي القوة . يقال : اضطلع بحمله أي قوي عليه ونهض به . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371994الحمل المضلع والشر الذي لا ينقطع إظهار البدع ; المضلع : المثقل كأنه يتكئ على الأضلاع ، ولو روي بالظاء من الظلع والغمز لكان وجها .