ضلل
ضلل : الضلال والضلالة : ضد الهدى والرشاد ، ضللت تضل هذه اللغة الفصيحة ، وضللت تضل ضلالا وضلالة ; وقال كراع : وبنو تميم يقولون : ضللت أضل وضللت أضل ; وقال
اللحياني : أهل
الحجاز يقولون : ضللت أضل ، وأهل نجد يقولون : ضللت أضل ، قال وقد قرئ بهما جميعا قوله عز وجل :
قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي ; وأهل العالية يقولون : ضللت ، بالكسر ، أضل ، وهو ضال تال ، وهي الضلالة والتلالة ; وقال
الجوهري : لغة نجد هي الفصيحة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وكان
nindex.php?page=showalam&ids=17340يحيى بن وثاب يقرأ كل شيء في القرآن ضللت وضللنا ، بكسر اللام ، ورجل ضال . قال : وأما قراءة من قرأ : ( ولا الضألين ) ، بهمز الألف ، فإنه كره التقاء الساكنين : الألف واللام فحرك الألف لالتقائهما فانقلبت همزة ; لأن الألف حرف ضعيف واسع المخرج لا يتحمل الحركة ، فإذا اضطروا إلى تحريكه قلبوه إلى أقرب الحروف إليه وهو الهمزة ; قال : وعلى ذلك ما حكاه
أبو زيد من قولهم : شأبة ومأدة ; وأنشدوا :
يا عجبا لقد رأيت عجبا حمار قبان يسوق أرنبا خاطمها زأمها أن تذهبا
يريد زامها . وحكى
أبو العباس عن
أبي عثمان عن
أبي زيد قال : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16711عمرو بن عبيد يقرأ : فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جأن ، بهمز جان ، فظننته قد لحن حتى سمعت العرب تقول : شأبة ومأدة ; قال
أبو العباس : فقلت
لأبي عثمان : أتقيس ذلك ؟ قال : لا ولا أقبله . وضلول : كضال ; قال :
لقد زعمت أمامة أن مالي بني وأنني رجل ضلول
وأضله : جعله ضالا . وقوله تعالى :
إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وقرئت : ( لا يهدى من يضل ) ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو كما قال تعالى :
من يضلل الله فلا هادي له . قال
أبو منصور : والإضلال في كلام العرب ضد الهداية والإرشاد . يقال : أضللت فلانا إذا وجهته للضلال عن الطريق ; وإياه أراد
لبيد :
من هداه سبل الخير اهتدى ناعم البال ، ومن شاء أضل
قال
لبيد هذا في جاهليته فوافق قوله التنزيل العزيز :
يضل من يشاء ويهدي من يشاء ; قال
أبو منصور : والأصل في كلام العرب وجه آخر يقال : أضللت الشيء إذا غيبته وأضللت الميت دفنته . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371995سيكون عليكم أمة إن عصيتموهم ضللتم ; يريد بمعصيتهم الخروج عليهم وشق عصا المسلمين ; وقد يقع أضلهم في غير هذا الموضع على الحمل على الضلال والدخول فيه . وقوله في التنزيل العزيز :
رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ; أي ضلوا بسببها ; لأن الأصنام لا تفعل شيئا ولا تعقل ، وهذا كما تقول : قد أفتنتني هذه الدار أي افتتنت بسببها وأحببتها ; وقول
أبي ذؤيب :
رآها الفؤاد فاستضل ضلاله نيافا من البيض الكرام العطابل
قال
السكري : طلب منه أن يضل فضل كما يقال جن جنونه ، ونيافا أي طويلة ، وهو مصدر ناف نيافا وإن لم يستعمل ، والمستعمل أناف ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : نيافا مفعول ثان لرآها ; لأن الرؤية هاهنا رؤية القلب لقوله رآها الفؤاد . ويقال : ضل ضلاله ، كما يقال : جن جنونه ; قال
أمية :
لولا وثاق الله ضل ضلالنا ولسرنا أنا نتل فنوأد
وقال
أوس بن حجر :
إذا ناقة شدت برحل ونمرق إلى حكم بعدي فضل ضلالها
وضللت المسجد والدار إذا لم تعرف موضعهما ، وضللت الدار والمسجد والطريق وكل شيء مقيم ثابت لا تهتدي له ، وضل هو عني ضلالا وضلالة ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء : إذا لم تعرف المكان قلت : ضللته ، وإذا سقط من يدك شيء قلت أضللته ; قال : يعني أن المكان لا يضل وإنما أنت تضل عنه ، وإذا سقطت الدراهم عنك فقد ضلت عنك ، تقول للشيء الزائل عن موضعه : قد أضللته ، وللشيء الثابت في موضعه إلا أنك لم تهتد إليه : ضللته ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق :
[ ص: 57 ] ولقد ضللت أباك يدعو دراما كضلال ملتمس طريق وبار
وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371996ضالة المؤمن ; قال
ابن الأثير : وهي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره .
الجوهري : الضالة ما ضل من البهائم للذكر والأنثى ، يقال : ضل الشيء إذا ضاع ، وضل عن الطريق إذا جار ، قال : وهي في الأصل فاعلة ثم اتسع فيها فصارت من الصفات الغالبة ، وتقع على الذكر والأنثى والاثنين والجمع ، وتجمع على ضوال ; قال : والمراد بها في هذا الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371997الضالة من الإبل والبقر مما يحمي نفسه ويقدر على الإبعاد في طلب المرعى والماء بخلاف الغنم والضالة من الإبل : التي بمضيعة لا يعرف لها رب ، الذكر والأنثى في ذلك سواء . وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ضوال الإبل فقال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371996ضالة المؤمن حرق النار ) ، وخرج جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سؤال السائل لأنه سأله عن ضوال الإبل فنهاه عن أخذها وحذره النار إن تعرض لها ، ثم قال - عليه السلام : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371998ما لك ولها ، معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر ) ; أراد أنها بعيدة المذهب في الأرض طويلة الظمإ ، ترد الماء وترعى دون راع يحفظها فلا تعرض لها ودعها حتى يأتيها ربها ، قال : وقد تطلق الضالة على المعاني ، ومنه الكلمة الحكيمة : ضالة المؤمن ، وفي رواية :
ضالة كل حكيم أي لا يزال يتطلبها كما يتطلب الرجل ضالته . وضل الشيء : خفي وغاب . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10371999ذروني في الريح لعلي أضل الله ) ; يريد أضل عنه أي أفوته ويخفى عليه مكاني ، وقيل : لعلي أغيب عن عذابه . يقال : ضللت الشيء وضللته إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو ، وأضللته إذا ضيعته . وضل الناسي إذا غاب عنه حفظ الشيء . ويقال : أضللت الشيء إذا وجدته ضالا كما تقول أحمدته وأبخلته إذا وجدته محمودا وبخيلا . ومنه الحديث :
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى قومه فأضلهم أي وجدهم ضلالا غير مهتدين إلى الحق ، ومعنى الحديث من قوله تعالى :
أئذا ضللنا في الأرض أي خفينا وغبنا . وقال
ابن قتيبة في معنى الحديث : أي أفوته ، وكذلك في قوله :
لا يضل ربي لا يفوته . والمضل : السراب ; قال الشاعر :
أعددت للحدثان كل فقيدة أنف كلائحة المضل ، جرور
وأضله الله فضل ، تقول : إنك لتهدي الضال ولا تهدي المتضال . ويقال : ضلني فلان فلم أقدر عليه أي ذهب عني ; وأنشد :
والسائل المبتغي كرائمها يعلم أني تضلني عللي
أي تذهب عني . ويقال : أضللت الدابة والدراهم وكل شيء ليس بثابت قائم مما يزول ولا يثبت . وقوله في التنزيل العزيز :
لا يضل ربي ولا ينسى ; أي لا يضله ربي ولا ينساه ، وقيل : معناه لا يغيب عن شيء ولا يغيب عنه شيء . ويقال : أضللت الشيء إذا ضاع منك مثل الدابة والناقة وما أشبهها إذا انفلت منك ، وإذا أخطأت موضع الشيء الثابت مثل الدار والمكان قلت : ضللته وضللته ، ولا تقل : أضللته . قال
محمد بن سلام : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15744حماد بن سلمة يقرأ في كتاب
لا يضل ربي ولا ينسى ، فسألت عنها
يونس فقال : يضل جيدة ، يقال : ضل فلان بعيره أي أضله ; قال
أبو منصور : خالفهم
يونس في هذا . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10370650لولا أن الله لا يحب ضلالة العمل ما رزأناكم عقالا قال
ابن الأثير : أي بطلان العمل وضياعه مأخوذ من الضلال الضياع ; ومنه قوله تعالى :
ضل سعيهم في الحياة الدنيا . وأضله أي أضاعه وأهلكه . وفي التنزيل العزيز :
إن المجرمين في ضلال وسعر أي في هلاك . والضلال : النسيان . وفي التنزيل العزيز :
ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ; أي تغيب عن حفظها أو يغيب حفظها عنها ، وقرئ ( إن تضل ) ، بالكسر ، فمن كسر إن قال : كلام على لفظ الجزاء ومعناه ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : المعنى في إن تضل إن تنس إحداهما تذكرها الأخرى الذاكرة ، قال : وتذكر وتذكر رفع مع كسر إن لا غير ، ومن قرأ
أن تضل إحداهما فتذكر ، وهي قراءة أكثر الناس ، قال : وذكر
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه أن المعنى استشهدوا امرأتين لأن تذكر إحداهما الأخرى ومن أجل أن تذكرها ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : فإن قال إنسان : فلم جاز أن تضل وإنما أعد هذا للإذكار ؟ فالجواب عنه أن الإذكار لما كان سببه الإضلال جاز أن يذكر أن تضل ; لأن الإضلال هو السبب الذي به وجب الإذكار ، قال : ومثله أعددت هذا أن يميل الحائط فأدعمه ، وإنما أعددته للدعم لا للميل ، ولكن الميل ذكر لأنه سبب الدعم كما ذكر الإضلال لأنه سبب الإذكار ، فهذا هو البين إن شاء الله . ومنه قوله تعالى :
قال فعلتها إذا وأنا من الضالين وضللت الشيء : أنسيته . وقوله تعالى :
وما كيد الكافرين إلا في ضلال ; أي يذهب كيدهم باطلا ويحيق بهم ما يريده الله تعالى : وأضل البعير والفرس : ذهبا عنه .
أبو عمرو : أضللت بعيري إذا كان معقولا فلم تهتد لمكانه ، وأضللته إضلالا إذا كان مطلقا فذهب ولا تدري أين أخذ . وكل ما جاء من الضلال من قبلك قلت : ضللته ، وما جاء من المفعول به قلت : أضللته . قال
أبو عمرو : وأصل الضلال الغيبوبة ، يقال : ضل الماء في اللبن إذا غاب ، وضل الكافر إذا غاب عن الحجة ، وضل الناسي إذا غاب عنه حفظه ، وأضللت بعيري وغيره إذا ذهب منك ، وقوله تعالى :
أضل أعمالهم ; قال
أبو إسحاق : معناه لم يجازهم على ما عملوا من خير ; وهذا كما تقول للذي عمل عملا لم يعد عليه نفعه قد ضل سعيك .
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : وإذا كان الحيوان مقيما قلت : قد ضللته كما يقال في غير الحيوان من الأشياء الثابتة التي لا تبرح ; أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
ضل أباه فادعى الضلالا
وضل الشيء ضلالا : ضاع . وتضليل الرجل : أن تنسبه إلى الضلال . والتضليل : تصيير الإنسان إلى الضلال ; قال
الراعي :
وما أتيت نجيدة بن عويمر أبغي الهدى ، فيزيدني تضليلا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : هكذا قاله الراعي بالوقص ، وهو حذف التاء من متفاعلن ، فكرهت الرواة ذلك وروته : ولما أتيت ، على الكمال . والتضلال : كالتضليل . وضل فلان عن القصد إذا جار . ووقع في
[ ص: 58 ] وادي تضلل وتضلل أي الباطل . قال
الجوهري : وقع في وادي تضلل مثل تخيب وتهلك ، كله لا ينصرف . ويقال للباطل : ضل بتضلال ; قال
عمرو بن شاس الأسدي :
تذكرت ليلى ، لات حين ادكارها وقد حني الأضلاع ، ضل بتضلال
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : حكاه
أبو علي عن
أبي زيد ضلا بالنصب ; قال : ومثله
للعجاج :
ينشد أجمالا ، وما من أجمال يبغين إلا ضلة بتضلال
والضلضلة : الضلال . وأرض مضلة ومضلة : يضل فيها ولا يهتدى فيها للطريق . وفلان يلومني ضلة إذا لم يوفق للرشاد في عذله . وفتنة مضلة : تضل الناس ، وكذلك طريق مضل .
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : المضل والمضل الأرض المتيهة . غيره : أرض مضل تضل الناس فيها ، والمجهل كذلك . يقال : أخذت أرضا مضلة ومضلة ، وأخذت أرضا مجهلا مضلا ; وأنشد :
ألا طرقت صحبي عميرة إنها لنا بالمروراة المضل ، طروق
وقال بعضهم : أرض مضلة ومزلة ، وهو اسم ، ولو كان نعتا كان بغير الهاء . ويقال : فلاة مضلة وخرق مضلة ، الذكر والأنثى والجمع سواء ، كما قالوا : الولد مبخلة ; وقيل : أرض مضلة ومضلة وأرضون مضلات ومضلات .
أبو زيد : أرض متيهة ومضلة ومزلة من الزلق .
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : قولهم : أضل الله ضلالك أي ضل عنك فذهب فلا تضل . قال : وقولهم : مل ملالك أي ذهب عنك حتى لا تمل . ورجل ضليل : كثير الضلال . ومضلل : لا يوفق لخير أي ضال جدا ، وقيل : صاحب غوايات وبطالات وهو الكثير التتبع للضلال . والضليل : الذي لا يقلع عن الضلالة ، وكان
امرؤ القيس يسمى الملك الضليل والمضلل . وفي حديث
علي وقد سئل عن أشعر الشعراء فقال : ( إن كان ولا بد فالملك الضليل ) ; يعني
امرأ القيس ، كان يلقب به . والضليل ، بوزن القنديل : المبالغ في الضلال والكثير التتبع له . والأضلولة : الضلال ; قال
كعب بن زهير :
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها إلا الأضاليل
وفلان صاحب أضاليل ، واحدتها أضلولة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
وسؤال الظباء عن ذي غد الأم ر أضاليل من فنون الضلال
الفراء : الضلة ، بالضم الحذاقة بالدلالة في السفر . والضلة : الغيبوبة في خير أو شر . والضلة : الضلال . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : أضلني أمر كذا وكذا أي لم أقدر عليه ; وأنشد :
إني ، إذا خلة تضيفني يريد مالي ، أضلني عللي
أي فارقتني فلم أقدر عليها . ويقال للدليل الحاذق الضلاضل والضلضلة ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . وضل الشيء يضل ضلالا أي ضاع وهلك ، والاسم الضل ، بالضم ، ومنه قولهم : فلان ضل بن ضل أي منهمك في الضلال ، وقيل : هو الذي لا يعرف ولا يعرف أبوه ، وقيل : هو الذي لا خير فيه ، وقيل : إذا لم يدر من هو وممن هو ، وهو الضلال بن الألال والضلال بن فهلل وابن ثهلل ; كله بهذا المعنى . يقال : فلان ضل أضلال وصل أصلال ، بالضاد والصاد إذا كان داهية . وفي المثل : يا ضل ما تجري به العصا أي يا فقده ويا تلفه ! يقوله
قصير بن سعد لجذيمة الأبرش حين صار معه إلى الزباء ، فلما صار في عملها ندم ، فقال له قصير : اركب فرسي هذا وانج عليه فإنه لا يشق غباره . وفعل ذلك ضلة أي في ضلال . وهو لضلة أي لغير رشدة ; عن
أبي زيد . وذهب ضلة أي لم يدر أين ذهب . وذهب دمه ضلة : لم يثأر به . وفلان تبع ضلة ، مضاف ، أي لا خير فيه ولا خير عنده ; عن
ثعلب وكذلك رواه
ابن الكوفي ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : إنما هو تبع ضلة ، على الوصف ، وفسره بما فسره به
ثعلب ; وقال مرة : هو تبع ضلة أي داهية لا خير فيه ، وقيل : تبع صلة ، بالصاد . وضل الرجل : مات وصار ترابا فضل فلم يتبين شيء من خلقه . وفي التنزيل العزيز :
أئذا ضللنا في الأرض ; معناه أإذا متنا وصرنا ترابا وعظاما فضللنا في الأرض فلم يتبين شيء من خلقنا . وأضللته : دفنته ; قال
المخبل :
أضلت بنو قيس بن سعد عميدها وفارسها في الدهر قيس بن عاصم
وأضل الميت إذا دفن ، وروي بيت
النابغة الذبياني يرثي
النعمان بن الحارث بن أبي شمر الغساني :
فإن تحي لا أملل حياتي ، وإن تمت فما في حياة بعد موتك طائل
فآب مضلوه بعين جلية وغودر بالجولان حزم ونائل
يريد بمضليه دافنيه حين مات ، وقوله بعين جلية أي بخبر صادق أنه مات ،
والجولان : موضع
بالشام ، أي دفن بدفن
النعمان الحزم والعطاء . وأضلت به أمه : دفنته ، نادر ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ; وأنشد :
فتى ، ما أضلت به أمه من القوم ، ليلة لا مدعم
قوله لا مدعم أي لا ملجأ ولا دعامة . والضلل : الماء الذي يجري تحت الصخرة لا تصيبه الشمس ، يقال : ماء ضلل ، وقيل : هو الماء الذي يجري بين الشجر . وضلاضل الماء : بقاياه ، والصاد لغة ، واحدتها ضلضلة وصلصلة . وأرض ضلضلة وضلضلة وضلضل وضلضل وضلاضل : غليظة ; الأخيرة عن
اللحياني ، وهي أيضا الحجارة التي يقلها الرجل ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الضلضل مقصور عن الضلاضل . التهذيب : الضلضلة كل حجر قدر ما يقله الرجل أو فوق ذلك أملس يكون في بطون الأودية ; قال وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها .
الجوهري : الضلضلة ، بضم الضاد وفتح
[ ص: 59 ] اللام وكسر الضاد الثانية ، حجر قدر ما يقله الرجل ، قال : وليس في الكلام المضاعف غيره ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي لصخر الغي :
ألست أيام حضرنا الأعزله وبعد إذ نحن على الضلضله ؟
وقال
الفراء : مكان ضلضل وجندل ، وهو الشديد ذو الحجارة ; قال : أرادوا ضلضيل وجنديل على بناء حمصيص وصمكيك فحذفوا الياء .
الجوهري : الضلضل والضلضلة الأرض الغليظة ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ، قال : كأنه قصر الضلاضل . ومضلل ، بفتح اللام : اسم رجل من
بني أسد ; وقال
الأسود بن يعفر :
وقبلي مات الخالدان كلاهما : عميد بني جحوان وابن المضلل
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : صواب إنشاده فقبلي ، بالفاء ; لأن قبله :
فإن يك يومي قد دنا ، وإخاله كواردة يوما إلى ظمء منهل
والخالدان : هما
خالد بن نضلة وخالد بن المضلل .