صفحة جزء
ضمر

ضمر : الضمر والضمر ، مثل العسر والعسر : الهزال ولحاق البطن ; وقال المرار الحنظلي :

قد بلوناه على علاته ، وعلى التيسور منه والضمر ذو مراح ، فإذا وقرته ، فذلول حسن الخلق يسر التيسور : السمن وذو مراح أي ذو نشاط . وذلول : ليس بصعب . ويسر : سهل ; وقد ضمر الفرس وضمر ; قال ابن سيده : ضمر ، بالفتح ، يضمر ضمورا ، وضمر ، بالضم ، واضطمر ; قال أبو ذؤيب :

بعيد الغزاة ، فما إن يزال مضطمرا طرتاه طليحا وفي الحديث : ( إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يضمر ما في نفسه ) ; أي يضعفه ويقلله ، من الضمور ، وهو الهزال والضعف . وجمل ضامر وناقة ضامر ، بغير هاء أيضا ، ذهبوا إلى النسب ، وضامرة . والضمر من الرجال : الضامر البطن ، وفي التهذيب : المهضم البطن اللطيف الجسم ، والأنثى ضمرة . وفرس ضمر : دقيق الحجاجين ; عن كراع . قال ابن سيده : وهو عندي على التشبيه بما تقدم . وقضيب ضامر ومنضمر وقد انضمر إذا ذهب ماؤه . والضمير : العنب الذابل . وضمرت الخيل : علفتها القوت بعد السمن . والمضمار : الموضع الذي تضمر فيه الخيل ، وتضميرها : أن تعلف قوتا بعد سمنها . قال أبو منصور : ويكون المضمار وقتا للأيام التي تضمر فيها الخيل للسباق أو للركض إلى العدو ، وتضميرها أن تشد عليها سروجها وتجلل بالأجلة حتى تعرق تحتها ، فيذهب رهلها ويشتد لحمها ويحمل عليها غلمان خفاف يجرونها ولا يعنفون بها ، فإذا فعل ذلك بها أمن عليها البهر الشديد عند حضرها ولم يقطعها الشد ; قال : فذلك التضمير الذي شاهدت العرب تفعله ، يسمون ذلك مضمارا وتضميرا . الجوهري : وقد أضمرته أنا وضمرته تضميرا فاضطمر هو ، قال : وتضمير الفرس أيضا أن تعلفه حتى يسمن ثم ترده إلى القوت ، وذلك في أربعين يوما ، وهذه المدة تسمى المضمار ، وفي الحديث : ( من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمر المجيد ) ; المضمر : الذي يضمر خيله لغزو أو سباق . وتضمير الخيل . هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتا . والمجيد : صاحب الجياد ; والمعنى أن الله يباعده من النار مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المضمرة الجياد ركضا . ومضمار [ ص: 61 ] الفرس : غايته في السباق . وفي حديث حذيفة : أنه خطب فقال : ( اليوم المضمار وغدا السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة ) قال شمر : أراد أن اليوم العمل في الدنيا للاستباق إلى الجنة كالفرس يضمر قبل أن يسابق عليه ; ويروى هذا الكلام لعلي - كرم الله وجهه - . ولؤلؤ مضطمر : منضم ; وأنشد الأزهري بيت الراعي :


تلألأت الثريا ، فاستنارت تلألؤ لؤلؤ فيه اضطمار

واللؤلؤ المضطمر : الذي في وسطه بعض الانضمام . وتضمر وجهه : انضمت جلدته من الهزال . والضمير : السر وداخل الخاطر ، والجمع الضمائر . الليث : الضمير الشيء الذي تضمره في قلبك ، تقول : أضمرت صرف الحرف إذا كان متحركا فأسكنته ، وأضمرت في نفسي شيئا ، الاسم الضمير ، والجمع الضمائر . والمضمر : الموضع والمفعول ; وقال الأحوص بن محمد الأنصاري :


سيبقى لها ، في مضمر القلب والحشا     سريرة ود ، يوم تبلى السرائر
وكل خليط لا محالة أنه     إلى فرقة ، يوما من الدهر ، صائر
ومن يحذر الأمر الذي هو واقع     يصبه ، وإن لم يهوه ما يحاذر

وأضمرت الشيء : أخفيته . وهوى مضمر وضمر كأنه اعتقد مصدرا على حذف الزيادة : مخفي ; قال طريح :


به دخيل هوى ضمر ، إذا ذكرت     سلمى له جاش في الأحشاء والتهبا

وأضمرته الأرض : غيبته إما بموت وإما بسفر ; قال الأعشى :


أرانا ، إذا أضمرتك البلاد     نجفى ، وتقطع منا الرحم

أراد إذا غيبتك البلاد . والإضمار : سكون التاء من متفاعلن في الكامل حتى يصير متفاعلن ، وهذا بناء غير معقول فنقل إلى بناء مقول ، معقول ، وهو مستفعلن ، كقول عنترة :


إني امرؤ من خير عبس منصبا     شطري ، وأحمي سائري بالمنصل

فكل جزء من هذا البيت مستفعلن وأصله في الدائرة متفاعلن ، وكذلك تسكين العين من فعلاتن فيه أيضا فيبقى فعلاتن فينقل في التقطيع إلى مفعولن ; وبيته قول الأخطل :


ولقد أبيت من الفتاة بمنزل     فأبيت لا حرج ولا محروم

وإنما قيل له مضمر لأن حركته كالمضمر ، إن شئت جئت بها ، وإن شئت سكنته ، كما أن أكثر المضمر في العربية إن شئت جئت به ، وإن شئت لم تأت به . والضمار من المال : الذي لا يرجى رجوعه . والضمار من العدات : ما كان عن تسويف . الجوهري : الضمار ما لا يرجى من الدين والوعد وكل ما لا تكون منه على ثقة ; قال الراعي :


وأنضاء أنخن إلى سعيد     طروقا ، ثم عجلن ابتكارا
حمدن مزاره ، فأصبن منه     عطاء لم يكن عدة ضمارا

والضمار من الدين : ما كان بلا أجل معلوم . الفراء : ذهبوا بمالي ضمارا مثل قمارا ، قال : وهو النسيئة أيضا . والضمار : خلاف العيان ; قال الشاعر يذم رجلا :


وعينه كالكالئ الضمار

يقول : الحاضر من عطيته كالغائب الذي لا يرتجى ; ومنه قول عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - في كتابه إلى ميمون بن مهران في أموال المظالم التي كانت في بيت المال أن يردها ولا يأخذ زكاتها : فإنه كان مالا ضمارا لا يرجى ; وفي التهذيب والنهاية : أن يردها على أربابها ويأخذ منها زكاة عامها فإنه كان مالا ضمارا ; قال أبو عبيد : المال الضمار هو الغائب الذي لا يرجى فإذا رجي فليس بضمار من أضمرت الشيء إذا غيبته ، فعال بمعنى فاعل أو مفعل ، قال : ومثله من الصفات ناقة كناز ، وإنما أخذ منه زكاة عام واحد لأن أربابه ما كانوا يرجون رده عليهم ، فلم يوجب عليهم زكاة السنين الماضية وهو في بيت المال . الأصمعي : الضميرة والضفيرة الغديرة من ذوائب الرأس ، وجمعها ضمائر . والتضمير : حسن ضفر الضميرة وحسن دهنها . وضمير ، مصغر : جبل بالشام . وضمر : رملة بعينها ; أنشد ابن دريد :


من حبل ضمر حين هابا ودجا

والضمران والضمران : من دق الشجر ، وقيل : هو من الحمض ; قال أبو منصور : ليس الضمران من دق الشجر وله هدب كهدب الأرطى ; ومنه قول عمر بن لجأ :


بحسب مجتل الإماء الخرم     من هدب الضمران لم يحزم

وقال أبو حنيفة : الضمران مثل الرمث إلا أنه أصغر وله خشب قليل يحتطب ; قال الشاعر :


نحن منعنا منبت الحلي     ومنبت الضمران والنصي

والضيمران والضومران : ضرب من الشجر ; قال أبو حنيفة : الضومر والضومران والضيمران من ريحان البر ، وقال بعض الرواة : هو الشاهسفرم ، وقيل : هو مثل الحوك سواء ، وقيل : هو طيب الريح ; قال الشاعر :


أحب الكرائن والضومران     وشرب العتيقة بالسنجلاط

وضمران وضمران : من أسماء الكلاب ، وقال الأصمعي فيما روى ابن السكيت أنه قال في قول النابغة :


فهاب ضمران منه حيث يوزعه

قال : ورواه أبو عبيد ضمران ، وهو اسم كلب في الروايتين معا . وقال [ ص: 62 ] الجوهري : وضمران ، بالضم ، الذي في شعر النابغة اسم كلبة . وبنو ضمرة : من كنانة رهط عمرو بن أمية الضمري .

التالي السابق


الخدمات العلمية