صفحة جزء
[ بسط ]

بسط : في أسماء الله - تعالى - : الباسط ، هو الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورحمته ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة . والبسط : نقيض القبض ، بسطه يبسطه بسطا فانبسط وبسطه فتبسط ; قال بعض الأغفال :


إذا الصحيح غل كفا غلا بسط كفيه معا وبلا .



وبسط الشيء : نشره ، وبالصاد أيضا . وبسط العذر : قبوله . وانبسط الشيء على الأرض والبسيط من الأرض : كالبساط من الثياب ، والجمع البسط . والبساط : ما بسط . وأرض بساط وبسيطة : منبسطة مستوية ; قال ذو الرمة :


ودو ككف المشتري ، غير أنه     بساط لأخفاف المراسيل واسع .



وقال آخر :


ولو كان في الأرض البسيطة منهم     لمختبط عاف ، لما عرف الفقر .



وقيل : البسيطة الأرض اسم لها . أبو عبيد وغيره : البساط والبسيطة الأرض العريضة الواسعة . وتبسط في البلاد أي سار فيها طولا وعرضا . ويقال : مكان بساط وبسيط ; قال العديل بن الفرخ :


ودون يد الحجاج من أن تنالني     بساط لأيدي الناعجات عريض .



قال وقال غير واحد من العرب : بيننا وبين الماء ميل بساط أي ميل متاح . وقال الفراء : أرض بساط وبساط مستوية لا نبل فيها . ابن الأعرابي : التبسط التنزه . يقال : خرج يتبسط مأخوذ من البساط ، وهي الأرض ذات الرياحين . ابن السكيت : فرش لي فلان فراشا لا يبسطني إذا ضاق عنك ، وهذا فراش يبسطني إذا كان سابغا ، وهذا فراش يبسطك إذا كان واسعا ، وهذا بساط يبسطك أي يسعك . والبساط : ورق السمر يبسط له ثوب ثم يضرب فينحت عليه ، ورجل بسيط : منبسط بلسانه وقد بسط بساطة . الليث : البسيط الرجل المنبسط اللسان والمرأة بسيط . ورجل بسيط اليدين : منبسط بالمعروف ، وبسيط الوجه : متهلل ، وجمعها بسط ; قال الشاعر :


في فتية بسط الأكف مسامح     عند الفصال ، قديمهم لم يدثر .



ويد بسط أي مطلقة . وروي عن الحكم قال في قراءة عبد الله : بل يداه بسطان ، قال ابن الأنباري : معنى بسطان مبسوطتان . وروي عن عروة أنه قال : مكتوب في الحكمة : ليكن وجهك بسطا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء أي متبسطا منطلقا . قال : وبسط وبسط بمعنى مبسوطتين . والانبساط : ترك الاحتشام . ويقال : بسطت من فلان فانبسط ، قال : والأشبه في قوله بل يداه بسطان ، أن تكون الباء مفتوحة حملا على باقي الصفات كالرحمان والغضبان ، فأما بالضم ففي المصادر كالغفران والرضوان ، وقال الزمخشري : يدا الله بسطان ، تثنية بسط مثل روضة أنف ، ثم يخفف فيقال بسط كأذن وأذن . وفي قراءة عبد الله : بل يداه بسطان ، جعل بسط اليد كناية عن الجود وتمثيلا ، ولا يد ثم ولا بسط تعالى الله وتقدس عن ذلك . وإنه ليبسطني ما بسطك ويقبضني ما قبضك أي يسرني ما سرك ويسوءني ما ساءك . وفي حديث فاطمة - رضوان الله عليها - : يبسطني ما يبسطها أي يسرني ما يسرها لأن الإنسان إذا سر انبسط وجهه واستبشر . وفي الحديث : لا تبسط ذراعيك انبساط الكلب أي لا تفرشهما على الأرض في الصلاة . والانبساط : مصدر انبسط لا بسط فحمله عليه ، والبسيط جنس من العروض سمي به لانبساط أسبابه ، قال أبو إسحاق : انبسطت فيه الأسباب فصار أوله مستفعلن فيه سببان متصلان في أوله . وبسط فلان يده بما يحب ويكره ، وبسط إلي يده بما أحب وأكره وبسطها مدها ، وفي التنزيل العزيز : لئن بسطت إلي يدك لتقتلني . وأذن بسطاء : عريضة عظيمة . وانبسط النهار وغيره : امتد وطال . وفي الحديث في وصف الغيث : فوقع بسيطا متداركا أي انبسط في الأرض واتسع ، والمتدارك المتتابع . والبسطة : الفضيلة . وفي التنزيل العزيز قال : إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم ; وقرئ : بصطة ، قال الزجاج : أعلمهم أن الله اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأعلم أن العلم الذي به يجب أن يقع الاختيار لا المال ، وأعلم أن الزيادة في الجسم مما يهيب العدو . والبسطة : الزيادة . والبصطة بالصاد : لغة في البسطة . والبسطة : السعة وفلان بسيط الجسم والباع . وامرأة بسطة : حسنة الجسم [ ص: 87 ] سهلته ، وظبية بسطة كذلك . والبسط والبسط : الناقة المخلاة على أولادها المتروكة معها لا تمنع منها ، والجمع أبساط وبساط الأخيرة من الجمع العزيز ، وحكى ابن الأعرابي في جمعها بسط ; وأنشد للمرار :


متابيع بسط متئمات رواجع     كما رجعت في ليلها أم حائل .



وقيل : البسط هنا المنبسطة على أولادها لا تنقبض عنها ، قال ابن سيده : وليس هذا بقوي ، ورواجع : مرجعة على أولادها وتربع عليها وتنزع إليها كأنه توهم طرح الزائد ولو أتم لقال مراجع . ومتئمات : معها حوار وابن مخاض كأنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نسلها . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كتب لوفد كلب ، وقيل لوفد بني عليم كتابا فيه : عليهم في الهمولة الراعية البساط الظؤار في كل خمسين من الإبل ناقة غير ذات عوار ، البساط ، يروى بالفتح والضم والكسر ، والهمولة : الإبل الراعية ، والحمولة : التي يحمل عليها . والبساط : جمع بسط ، وهي الناقة التي تركت وولدها لا يمنع منها ولا تعطف على غيره ، وهي عند العرب بسط وبسوط ، وجمع بسط بساط ، وجمع بسوط بسط ، هكذا سمع من العرب ; وقال أبو النجم :


يدفع عنها الجوع كل مدفع     خمسون بسطا في خلايا أربع .



البساط ، بالفتح والكسر والضم ، وقال الأزهري : هو بالكسر جمع بسط ، وبسط بمعنى مبسوطة كالطحن والقطف أي بسطت على أولادها ، وبالضم جمع بسط كظئر وظؤار ، وكذلك قال الجوهري ; فأما بالفتح فهو الأرض الواسعة ، فإن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأرض الواسعة ، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول ، والظؤار : جمع ظئر ، وهي التي ترضع . وقد أبسطت ; أي تركت مع ولدها . قال أبو منصور : بسوط فعول بمعنى مفعول ; كما يقال حلوب وركوب للتي تحلب وتركب ، وبسط بمعنى مبسوطة كالطحن بمعنى المطحون ، والقطف بمعنى المقطوف ، وعقبة باسطة : بينها وبين الماء ليلتان ، قال ابن السكيت : سرنا عقبة جوادا وعقبة باسطة وعقبة حجونا ; أي بعيدة طويلة . وقال أبو زيد : حفر الرجل قامة باسطة إذا حفر مدى قامته ومد يده . وقال غيره : الباسوط من الأقتاب ضد المفروق . ويقال أيضا : قتب مبسوط ، والجمع مباسيط كما يجمع المفروق مفاريق . وماء باسط : بعيد من الكلإ وهو دون المطلب . وبسيطة : اسم موضع ، وكذلك بسيطة ; قال :


ما أنت يا بسيط التي التي     أنذرنيك في المقيل صحبتي .



قال ابن سيده : أراد يا بسيطة فرخم على لغة من قال : يا حار ، ولو أراد لغة من قال يا حار لقال يا بسيط ، لكن الشاعر اختار الترخيم على لغة من قال : يا حار ; ليعلم أنه أراد يا بسيطة ، ولو قال : يا بسيط ; لجاز أن يظن أنه بلد يسمى بسيطا غير مصغر ، فاحتاج إليه فحقره وأن يظن أن اسم هذا المكان بسيط ، فأزال اللبس بالترخيم على لغة من قال : يا حار ; فالكسر أشيع وأذيع . ابن بري : بسيطة اسم موضع ربما سلكه الحجاج إلى بيت الله ، ولا تدخله الألف واللام . والبسيطة ، وهو غير هذا الموضع : بين الكوفة ومكة ، قال ابن بري : وقول الراجز :


إنك يا بسيطة التي التي     أنذرنيك في الطريق إخوتي .



قال : يحتمل الموضعين .

التالي السابق


الخدمات العلمية