صفحة جزء
[ بسل ]

بسل : بسل الرجل يبسل بسولا ، فهو باسل وبسل وبسيل وتبسل ، كلاهما : عبس من الغضب أو الشجاعة ، وأسد باسل . وتبسل لي فلان إذا رأيته كريه المنظر . وبسل فلان وجهه تبسيلا إذا كرهه . وتبسل وجهه : كرهت مرآته وفظعت ، قال أبو ذؤيب يصف قبرا :


فكنت ذنوب البئر لما تبسلت وسربلت أكفاني ووسدت ساعدي .



لما تبسلت أي كرهت ; وقال كعب بن زهير :


إذا غلبته الكأس لا متعبس     حصور ، ولا من دونها يتبسل .



ورواه علي بن حمزة : لما تنسلت ، وكذلك ضبطه في كتاب النبات ، قال ابن سيده : ولا أدري ما هو . والباسل : الأسد لكراهة منظره وقبحه . والبسالة : الشجاعة . والباسل : الشديد . والباسل : الشجاع ، والجمع بسلاء وبسل ، وقد بسل ، بالضم ، بسالة وبسالا ، فهو باسل أي بطل ، قال الحطيئة :


وأحلى من التمر الحلي ، وفيهم     بسالة نفس إن أريد بسالها .



قال ابن سيده : على أن بسالا هنا قد يجوز أن يعني بسالتها فحذف ، كقول أبي ذؤيب :


ألا ليت شعري ! هل تنظر خالد     عيادي على الهجران ، أم هو يائس .



أي عيادتي . والمباسلة : المصاولة في الحرب . وفي حديث خيفان : قال لعثمان : أما هذا الحي من همدان فأنجاد بسل ، أي شجعان ، وهو جمع باسل ، وسمي به الشجاع ; لامتناعه ممن يقصده . ولبن باسل : كريه الطعم حامض ، وقد بسل وكذلك النبيذ : إذا اشتد وحمض . الأزهري في ترجمة حذق : خل باسل وقد بسل بسولا إذا طال تركه فأخلف طعمه وتغير ، وخل مبسل ، قال ابن الأعرابي : ضاف أعرابي قوما فقال : ائتوني بكسع جبيزات ، وببسيل من قطامي ناقس ; قال : البسيل الفضلة ، والقطامي النبيذ ، والناقس الحامض ، والكسع الكسر ، والجبيزات اليابسات . وباسل القول : شديده وكريهه ، قال أبو بثينة الهذلي :


نفاثة أعني لا أحاول غيرهم     وباسل قولي لا ينال بني عبد .



ويوم باسل : شديد من ذلك ، قال الأخطل :


نفسي فداء أمير المؤمنين ، إذا     أبدى النواجذ يوم باسل ذكر .



والبسل : الشدة ، وبسل الشيء : كرهه . والبسيل : الكريه الوجه . والبسيلة : عليقمة في طعم الشيء . والبسيلة : الترمس ; حكاه أبو حنيفة ; قال : وأحسبها سميت بسيلة للعليقمة التي فيها . وحنظل مبسل : أكل وحده فتكره طعمه وهو يحرق الكبد ، أنشد ابن الأعرابي :


بئس الطعام الحنظل المبسل     تيجع منه كبدي وأكسل .



والبسل : نخل الشيء في المنخل . والبسيلة والبسيل : ما يبقى من شراب القوم فيبيت في الإناء ; قال بعض العرب : دعاني إلى بسيلة له . وأبسل نفسه للموت واستبسل : وطن نفسه عليه واستيقن . وأبسله لعمله وبه : وكله إليه . وأبسلت فلانا إذا أسلمته للهلكة فهو مبسل . وقوله تعالى : أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا ; قال الحسن : أبسلوا أسلموا بجرائرهم ، وقيل : أي ارتهنوا ، وقيل : أهلكوا ، وقال مجاهد فضحوا وقال قتادة حبسوا . أن تبسل نفس بما كسبت ; أي تسلم للهلاك . قال أبو منصور : أي لئلا تسلم نفس إلى العذاب بعملها ، قال النابغة الجعدي :


ونحن رهنا بالأفاقة عامرا     بما كان في الدرداء ، رهنا فأبسلا .



والدرداء : كتيبة كانت لهم . وفي حديث عمر : مات أسيد بن حضير وأبسل ماله أي أسلم بدينه واستغرقه ، وكان نخلا فرده عمر وباع ثمره ثلاث سنين وقضى دينه . والمستبسل : الذي يقع في مكروه ولا مخلص له منه فيستسلم موقنا للهلكة ، وقال الشنفرى :


هنالك لا أرجو حياة تسرني     سمير الليالي مبسلا لجرائري .



أي مسلما . الجوهري : المستبسل الذي يوطن نفسه على الموت والضرب . وقد استبسل أي استقتل وهو أن يطرح نفسه في الحرب ، يريد أن يقتل أو يقتل لا محالة . ابن الأعرابي في قوله : أن تبسل نفس بما كسبت ; أي تحبس في جهنم . أبو الهيثم : يقال : أبسلته بجريرته ; أي أسلمته بها ; قال : ويقال : جزيته بها . ابن سيده : أبسله لكذا رهقه .

وعرضه ، قال عوف بن الأحوص بن جعفر :


وإبسالي بني بغير جرم     بعوناه ، ولا بدم قراض .



وفي الصحاح : بدم مراق . قال الجوهري : وكان حمل عن غني لبني قشير دم ابني السجفية ، فقالوا : لا نرضى بك ، فرهنهم بنيه طلبا للصلح . والبسل من الأضداد : وهو الحرام والحلال ، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء ، قال الأعشى في الحرام :


أجارتكم بسل علينا محرم     وجارتنا حل لكم وحليلها ؟



وأنشد أبو زيد لضمرة النهشلي :


بكرت تلومك ، بعد وهن في الندى [ ص: 89 ]     بسل عليك ملامتي وعتابي .



وقال ابن همام في البسل بمعنى الحلال :


أيثبت ما زدتم وتلغى زيادتي ؟     دمي ، إن أحلت هذه ، لكم بسل .



أي حلال ، ولا يكون الحرام هنا ; لأن معنى البيت لا يسوغنا ذلك . وقال ابن الأعرابي : البسل المخلى في هذا البيت . أبو عمرو : البسل : الحلال ، والبسل : الحرام ، والإبسال : التحريم . والبسل : أخذ الشيء قليلا قليلا . والبسل عصارة العصفر والحناء . والبسل : الحبس . وقال أبو مالك : البسل يكون بمعنى التوكيد في الملام مثل قولك : تبا . قال الأزهري : سمعت أعرابيا يقول لابن له عزم عليه ، فقال له : عسلا وبسلا ! أراد بذلك لحيه ولومه . والبسل : ثمانية أشهر حرم كانت لقوم لهم صيت وذكر في غطفان وقيس ، يقال لهم : الهباءات ، من سير محمد بن إسحاق . والبسل : اللحي واللوم . والبسل أيضا في الكفاية ، والبسل أيضا في الدعاء . ابن سيده : قالوا في الدعاء على الإنسان : بسلا وأسلا ! كقولهم : تعسا ونكسا ! وفي التهذيب : يقال : بسلا له ! كما يقال : ويلا له ! وأبسل البسر : طبخه وجففه . والبسلة ، بالضم ، أجرة الراقي خاصة . وابتسل : أخذ بسلته . وقال اللحياني : أعط العامل بسلته لم يحكها إلا هو . الليث : بسلت الراقي أعطيته بسلته ، وهي أجرته . وابتسل الرجل : إذ أخذ على رقيته أجرا . وبسل اللحم : مثل خم . وبسلني عن حاجتي بسلا : أعجلني . وبسل في الدعاء : بمعنى آمين ، قال المتلمس :


لا خاب من نفعك من رجاكا     بسلا وعادى الله من عاداكا .



وأنشده ابن جني بسل بالرفع ، وقال : هو بمعنى آمين . أبو الهيثم : يقول الرجل : بسلا ، إذا أراد آمين في الاستجابة . والبسل : بمعنى الإيجاب . وفي الحديث : كان عمر يقول في آخر دعائه : آمين وبسلا ، أي إيجابا يا رب . وإذا دعا الرجل على صاحبه يقول : قطع الله مطاه ، فيقول الآخر : بسلا بسلا ، أي آمين آمين . وبسل : بمعنى أجل . وبسيل : قرية بحوران ، قال كثير عزة :


فبيد المنقى فالمشارب دونه     فروضة بصرى أعرضت ، فبسيلها .



التالي السابق


الخدمات العلمية