طعم
طعم : الطعام : اسم جامع لكل ما يؤكل ، وقد طعم يطعم طعما فهو طاعم ، إذا أكل أو ذاق ، مثال غنم يغنم غنما فهو غانم . وفي التنزيل :
فإذا طعمتم فانتشروا . ويقال : فلان قل طعمه أي أكله . ويقال : طعم يطعم مطعما ، وإنه لطيب المطعم ، كقولك طيب المأكل . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ; أنه قال في
زمزم : إنها طعام طعم ، وشفاء سقم ، أي يشبع الإنسان إذا شرب ماءها ; كما يشبع من الطعام . ويقال : إني طاعم عن طعامكم ; أي مستغن عن طعامكم . ويقال : هذا الطعام طعام طعم ; أي يطعم من أكله ; أي يشبع ، وله جزء من الطعام ، ما لا جزء له . وما يطعم آكل هذا الطعام ، أي ما يشبع ، وأطعمته الطعام . وقوله تعالى :
أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده : اختلف في طعام البحر ، فقال بعضهم : هو ما نضب عنه الماء فأخذ بغير صيد ، فهو طعامه . وقال آخرون : طعامه كل ما سقي بمائه فنبت ، لأنه نبت عن مائه ، كل هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبي إسحاق الزجاج ، والجمع أطعمة ، وأطعمات ، جمع الجمع ، وقد طعمه طعما وطعاما وأطعم غيره ،
وأهل الحجاز إذا أطلقوا اللفظ بالطعام عنوا به البر خاصة ، وفي حديث
أبي سعيد :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372060كنا نخرج صدقة الفطر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاعا من طعام ، أو صاعا من شعير ، قيل : أراد به البر ، وقيل : التمر ، وهو أشبه لأن البر كان عندهم قليلا لا يتسع لإخراج زكاة الفطر ، وقال
الخليل : العالي في كلام العرب أن الطعام هو البر خاصة .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372061وفي حديث المصراة : من ابتاع مصراة فهو بخير النظرين ، إن شاء أمسكها ، وإن شاء ردها ورد معها صاعا من طعام لا سمراء . قال
ابن الأثير : الطعام عام في كل ما يقتات من الحنطة والشعير ، والتمر ، وغير ذلك ، وحيث استثنى منه السمراء وهي الحنطة ، فقد أطلق الصاع فيما عداها من الأطعمة ، إلا أن العلماء خصوه بالتمر ، لأمرين : أحدهما أنه كان الغالب على أطعمتهم ، والثاني أن معظم روايات هذا الحديث إنما جاءت صاعا من تمر ، وفي بعضها قال : صاعا من طعام ، ثم أعقبه بالاستثناء ، فقال لا سمراء ، حتى إن الفقهاء قد ترددوا فيما لو أخرج بدل التمر زبيبا ، أو قوتا آخر فمنهم من تبع التوقيف ، ومنهم من رآه في معناه إجراء له مجرى صدقة الفطر ، وهذا الصاع الذي أمر برده مع المصراة هو بدل عن اللبن الذي كان في الضرع عند العقد ، وإنما لم يجب رد عين اللبن أو مثله أو قيمته ; لأن عين اللبن لا تبقى غالبا ، وإن بقيت فتمتزج بآخر اجتمع في الضرع بعد العقد إلى تمام الحلب ، وأما المثلية فلأن القدر إذا لم يكن معلوما بمعيار الشرع كانت المقابلة من باب الربا ، وإنما قدر من
[ ص: 120 ] التمر دون النقد لفقده عندهم غالبا ، ولأن التمر يشارك اللبن في المالية والقوتية ، ولهذا المعنى نص
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي - رضي الله عنه - أنه لو رد المصراة بعيب آخر سوى التصرية ، رد معها صاعا من تمر لأجل اللبن . وقوله تعالى :
ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون معناه ما أريد أن يرزقوا أحدا من عبادي ولا يطعموه ، لأني أنا الرزاق المطعم ، ورجل طاعم : حسن الحال في المطعم ، قال
الحطيئة :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
ورجل طاعم وطعم على النسب ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، كما قالوا : نهر . والطعم : الأكل . والطعم : ما أكل . وروى
الباهلي عن
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : الطعم الطعام ، والطعم الشهوة ، وهو الذوق ، وأنشد
لأبي خراش الهذلي :
أرد شجاع الجوع قد تعلمينه وأوثر غيري من عيالك بالطعم
أي بالطعام ، ويروى : شجاع البطن ، حية يذكر أنها في البطن وتسمى الصفر ، تؤذي الإنسان إذا جاع ، ثم أنشد قول
أبي خراش في الطعم الشهوة :
وأغتبق الماء القراح فأنتهي إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعم
ذا طعم أي ذا شهوة ، فأراد بالأول الطعام ، وبالثاني ما يشتهى منه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : كنى عن شدة الجوع بشجاع البطن الذي هو مثل الشجاع . ورجل ذو طعم أي ذو عقل وحزم ، وأنشد :
فلا تأمري يا أم أسماء بالتي تجر الفتى ذا الطعم أن يتكلما
أي تخرس ، وأصله من الإجرار ، وهو أن يجعل في فم الفصيل خشبة تمنعه من الرضاع . ويقال : ما بفلان طعم ولا نويص ، أي ليس له عقل ، ولا به حراك . قال
أبو بكر : قولهم : ليس لما يفعل فلان طعم ، معناه ليس له لذة ولا منزلة من القلب ، وقال في قوله : للمزلج ذا طعم في بيت
أبي خراش : معناه ذا منزلة من القلب ، والمزلج البخيل ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : المزلج من الرجال الدون الذي ليس بكامل ; وأنشد :
ألا ما لنفس لا تموت فينقضي شقاها ولا تحيا حياة لها طعم
معناه : لها حلاوة ومنزلة من القلب . وليس بذي طعم ، أي : ليس له عقل ولا نفس . والطعم : ما يشتهى . يقال : ليس له طعم ، وما فلان بذي طعم إذا كان غثا
nindex.php?page=hadith&LINKID=2010841 . وفي حديث بدر : ما قتلنا أحدا به طعم ، ما قتلنا إلا عجائز صلعا ; هذه استعارة أي قتلنا من لا اعتداد به ولا معرفة ولا قدر ، ويجوز فيه فتح الطاء وضمها ; لأن الشيء إذا لم يكن فيه طعم ولا له طعم فلا جدوى فيه للآكل ولا منفعة . والطعم أيضا : الحب الذي يلقى للطير ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه فسوى بين الاسم والمصدر ، فقال : طعم طعما ، وأصاب طعمه ، كلاهما بضم أوله . والطعمة : المأكلة ، والجمع طعم ، قال
النابغة :
مشمرين على خوص مزممة نرجو الإله ونرجو البر والطعما
ويقال : جعل السلطان ناحية كذا طعمة لفلان أي مأكلة له . وفي حديث
أبي بكر : إن الله تعالى إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعلها للذي يقوم بعده ; الطعمة بالضم : شبه الرزق ، يريد به ما كان له من الفيء وغيره ، وجمعها طعم ، ومنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372062حديث ميراث الجد : إن السدس الآخر طعمة له ; أي أنه زيادة على حقه . ويقال : فلان تجبى له الطعم أي الخراج والإتاوات ، قال
زهير :
مما ييسر أحيانا له الطعم
وقال
الحسن في حديثه : القتال ثلاثة : قتال على كذا ، وقتال لكذا ، وقتال على كسب هذه الطعمة ، يعني الفيء والخراج . والطعمة والطعمة بالضم ، والكسر : وجه المكسب . يقال : فلان طيب الطعمة وخبيث الطعمة إذا كان رديء الكسب ، وهي بالكسر خاصة حالة الأكل ، ومنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16659عمر بن أبي سلمة : فما زالت تلك طعمتي بعد ; أي حالتي في الأكل .
أبو عبيد : فلان حسن الطعمة والشربة بالكسر . والطعمة : الدعوة إلى الطعام . والطعمة : السيرة في الأكل ، وهي أيضا الكسبة ، وحكى
اللحياني : إنه لخبيث الطعمة ; أي السيرة ، ولم يقل خبيث السيرة في طعام ولا غيره . ويقال : فلان طيب الطعمة ، وفلان خبيث الطعمة ، إذا كان من عادته ألا يأكل إلا حلالا أو حراما . واستطعمه : سأله أن يطعمه .
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372063وفي الحديث : إذا استطعمكم الإمام فأطعموه ، أي إذا أرتج عليه في قراءة الصلاة واستفتحكم فافتحوا عليه ولقنوه ، وهو من باب التمثيل ، تشبيها بالطعام ، كأنهم يدخلون القراءة في فيه كما يدخل الطعام ، ومنه قولهم : فاستطعمته الحديث ; أي طلبت منه أن يحدثني وأن يذيقني طعم حديثه ، وأما ما ورد في الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372064طعام الواحد يكفي الاثنين ، وطعام الاثنين يكفي الأربعة ، فيعني شبع الواحد قوت الاثنين ، وشبع الاثنين قوت الأربعة ، ومثله قول
عمر - رضي الله عنه - عام الرمادة : لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم ; فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه . ورجل مطعم : شديد الأكل ، وامرأة مطعمة نادر ولا نظير له إلا مصكة . ورجل مطعم بضم الميم : مرزوق . ورجل مطعام : يطعم الناس ويقريهم كثيرا ، وامرأة مطعام بغير هاء . والطعم بالفتح : ما يؤديه الذوق . يقال : طعمه مر . وطعم كل شيء : حلاوته ومرارته ، وما بينهما يكون ذلك في الطعام والشراب ، والجمع طعوم . وطعمه طعما وتطعمه : ذاقه فوجد طعمه . وفي التنزيل :
إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني أي من لم يذقه . يقال : طعم فلان الطعام يطعمه طعما إذا أكله بمقدم فيه ، ولم يسرف فيه ، وطعم منه إذا ذاق منه ، وإذا جعلته بمعنى الذوق جاز فيما يؤكل ويشرب . والطعام : اسم لما يؤكل ، والشراب : اسم لما يشرب ، وقال
أبو إسحاق : "
ومن لم يطعمه " أي : لم يتطعم به . قال
الليث : طعم كل شيء يؤكل - ذوقه ، جعل ذواق الماء طعما ، ونهاهم أن يأخذوا منه إلا غرفة ، وكان فيها ريهم وري دوابهم ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
[ ص: 121 ] فأما بنو عامر بالنسار غداة لقونا فكانوا نعاما
نعاما بخطمة صعر الخدو د لا تطعم الماء إلا صياما
يقول : هي صائمة منه لا تطعمه ، قال : وذلك لأن النعام لا ترد الماء ولا تطعمه ، ومنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في الكلاب : إذا وردن الحكر الصغير فلا تطعمه ; أي لا تشربه . وفي المثل : تطعم تطعم أي ذق تشه ، قال
الجوهري : قولهم : تطعم تطعم أي ذق حتى تستفيق أي تشتهي وتأكل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : معناه ذق الطعام فإنه يدعوك إلى أكله ، قال : فهذا مثل لمن يحجم عن الأمر ، فيقال له : ادخل في أوله يدعوك ذلك إلى دخولك في آخره ، قاله
عطاء بن مصعب . والطعم : الأكل بالثنايا . ويقال : إن فلانا لحسن الطعم وإنه ليطعم طعما حسنا . واطعم الشيء : أخذ طعما . ولبن مطعم ومطعم : أخذ طعم السقاء . وفي التهذيب : قال
أبو حاتم : يقال : لبن مطعم ، وهو الذي أخذ في السقاء طعما وطيبا ، وهو ما دام في العلبة محض وإن تغير ، ولا يأخذ اللبن طعما ولا يطعم في العلبة والإناء أبدا ، ولكن يتغير طعمه في الإنقاع . واطعمت الشجرة ، على افتعلت : أدركت ثمرتها يعني أخذت طعما وطابت . وأطعمت : أدركت أن تثمر . ويقال : في بستان فلان من الشجر المطعم كذا أي من الشجر المثمر الذي يؤكل ثمره . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372065نهى عن بيع الثمرة حتى تطعم . ويقال : أطعمت الشجرة إذا أثمرت وأطعمت الثمرة إذا أدركت أي صارت ذات طعم وشيئا يؤكل منها ، وروي : حتى تطعم أي تؤكل ، ولا تؤكل إلا إذا أدركت . وفي حديث الدجال : أخبروني عن نخل بيسان هل أطعم أي هل أثمر ؟ ، وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : كرجرجة الماء لا تطعم أي لا طعم لها ، ويروى : لا تطعم ، بالتشديد ، تفتعل من الطعم . وقال
النضر : أطعمت الغصن إطعاما إذا وصلت به غصنا من غير شجره وقد أطعمته فطعم أي وصلته به فقبل الوصل . ويقال للحمام الذكر إذا أدخل فمه في فم أنثاه : قد طاعمها وقد تطاعما ; ومنه قول الشاعر :
لم أعطها بيد إذ بت أرشفها إلا تطاول غصن الجيد بالجيد
كما تطاعم في خضراء ناعمة مطوقان أصاخا بعد تغريد
وهو التطاعم والمطاعمة ، واطعمت البسرة أي صار لها طعم ، وأخذت الطعم ، وهو افتعل من الطعم ، مثل اطلب من الطلب ، واطرد من الطرد . والمطعمة : الغلصمة ، قال
أبو زيد : أخذ فلان بمطعمة فلان ، إذا أخذ بحلقه يعصره ، ولا يقولونها إلا عند الخنق والقتال . والمطعمة : المخلب الذي تخطف به الطير اللحم . والمطعمة : القوس التي تطعم الصيد ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
وفي الشمال من الشريان مطعمة كبداء في عجسها عطف وتقويم
كبداء : عريضة الكبد ، وهو ما فوق المقبض بشبر ; وصواب إنشاده :
في عودها عطف
يعني موضع السيتين وسائره مقوم ، البيت بفتح العين ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي بكسر العين ، وقال : إنها تطعم صاحبها الصيد . وقوس مطعمة : يصاد بها الصيد ويكثر الضراب عنها . ويقال : فلان مطعم للصيد ومطعم الصيد إذا كان مرزوقا منه ، ومنه قول
امرئ القيس :
مطعم للصيد ليس له غيرها كسب ، على كبره
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
ومطعم الصيد هبال لبغيته
وأنشد
محمد بن حبيب :
رمتني يوم ذات الغم سلمى بسهم مطعم للصيد لامي
فقلت لها أصبت حصاة قلبي وربت رمية من غير رامي
ويقال : إنك مطعم مودتي أي مرزوق مودتي ; وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15102الكميت :
بلى إن الغواني مطعمات مودتنا وإن وخط القتير
أي نحبهن وإن شبنا . ويقال : إنه لمتطاعم الخلق أي متتابع الخلق . ويقال : هذا رجل لا يطعم ، بتثقيل الطاء ، أي لا يتأدب ولا ينجع فيه ما يصلحه ولا يعقل . والمطعم والمطعم من الإبل : الذي تجد في لحمه طعم الشحم من سمنه ، وقيل : هي التي جرى فيها المخ قليلا . وكل شيء وجد طعمه فقد اطعم . وطعم العظم : أمخ ، أنشد
ثعلب :
وهم تركوكم لا يطعم عظمكم هزالا وكان العظم قبل قصيدا
ومخ طعوم : يوجد طعم السمن فيه . وقال
أبو سعيد : يقال لك : غث هذا وطعومه أي غثه وسمينه . وشاة طعوم وطعيم : فيها بعض الشحم ، وكذلك الناقة . وجزور طعوم : سمينة ، وقال
الفراء : جزور طعوم وطعيم ; إذا كانت بين الغثة والسمينة . والطعومة : الشاة تحبس لتؤكل . ومستطعم الفرس : جحافله ، وقيل : ما تحت مرسنه إلى أطراف جحافله ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : يستحب من الفرس أن يرق مستطعمه . والطعم : القدرة . يقال : طعمت عليه أي قدرت عليه . وأطعمت عينه قذى فطعمته ، واستطعمت الفرس إذا طلبت جريه ، وأنشد
أبو عبيدة :
تداركه سعي وركض طمرة سبوح إذا استطعمتها الجري تسبح
والمطعمتان من رجل كل طائر : هما الإصبعان المتقدمتان المتقابلتان . والمطعمة من الجوارح : هي الإصبع الغليظة المتقدمة ، واطرد هذا الاسم في الطير كلها . وطعمة ، وطعمة ، وطعيمة ، ومطعم ، كلها : أسماء ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي :
كساني ثوبي طعمة الموت إنما ال تراث ، وإن عز الحبيب الغنائم
[ ص: 122 ]