صفحة جزء
طفا

طفا الشيء فوق الماء يطفو طفوا وطفوا : ظهر وعلا ولم يرسب . وفي الحديث : أنه ذكر الدجال فقال : كأن عينه عنبة طافية ; وسئل أبو العباس عن تفسيره فقال : الطافية من العنب الحبة التي قد خرجت عن حد نبتة أخواتها من الحب فنتأت وظهرت وارتفعت ، وقيل : أراد به الحبة الطافية على وجه الماء ، شبه عينه بها ، ومنه الطافي من السمك لأنه يعلو ويظهر على رأس الماء . وطفا الثور الوحشي على الأكم والرمال ; قال العجاج


إذا تلقته الدهاس خطرفا وإن تلقته العقاقيل طفا



ومر الظبي يطفو إذا خف على الأرض واشتد عدوه . والطفاوة : ما طفا من زبد القدر ودسمها . والطفاوة ، بالضم : دارة الشمس والقمر . الفراء : الطفاوي مأخوذ من الطفاوة ، وهي الدارة حول الشمس ; وقال أبو حاتم : الطفاوة الدارة التي حول القمر ، وكذلك طفاوة القدر ما طفا عليها من الدسم ; قال العجاج :


طفاوة الأثر كحم الجمل



والجمل : الذين يذيبون الشحم . والطفوة : النبت الرقيق . ويقال : أصبنا طفاوة من الربيع ، أي : شيئا منه . والطفاوة : حي من قيس عيلان . والطافي : فرس عمرو بن شيبان . والطفية : خوصة المقل ، والجمع طفي ; قال أبو ذؤيب :


لمن طلل بالمنتضى غير حائل     عفا بعد عهد من قطار ووابل
عفا غير نؤي الدار ما إن تبينه     وأقطاع طفي قد عفت في المعاقل



المناقل : جمع منقل وهو الطريق في الجبل ، ويروى : في المنازل ، ويروى : في المعاقل ، وهو كذا في شعره . وذو الطفيتين : حية لها خطان أسودان يشبهان بالخوصتين ، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها . وفي الحديث : اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر ، وقيل : ذو الطفيتين الذي له خطان أسودان على ظهره . والطفية : حية لينة خبيثة قصيرة الذنب ، يقال لها الأبتر . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اقتلوا الجان ذا الطفيتين والأبتر " ، قال الأصمعي : أراه شبه الخطين اللذين على ظهره بخوصتين من خوص المقل ، وهما الطفيتان ، وربما قيل لهذه الحية : طفية على معنى ذات طفية ; قال الشاعر :


وهم يذلونها من بعد عزتها     كما تذل الطفى من رقية الراقي



أي : ذوات الطفى ، وقد يسمى الشي باسم ما يجاوره . وحكى ابن [ ص: 129 ] بري : أن أبا عبيدة قال : خطان أسودان ، وأن ابن حمزة قال : أصفران ; وأنشد ابن الأعرابي :

عبد إذا ما رسب القوم طفا



قال : طفا أي نزا بجهله إذا ترزن الحليم . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية