صفحة جزء
ظرف

ظرف : الظرف : البراعة وذكاء القلب ، يوصف به الفتيان الأزوال والفتيات الزولات ولا يوصف به الشيخ ولا السيد ، وقيل : الظرف حسن العبارة ، وقيل : حسن الهيئة ، وقيل : الحذق بالشيء ، وقد ظرف ظرفا ، ويجوز في الشعر ظرافة . والظرف : مصدر الظريف ، وقد ظرف يظرف وهم الظرفاء ، ورجل ظريف من قوم ظراف وظروف وظراف ، على التخفيف من قوم ظرفاء ; هذه عن اللحياني ، وظراف من قوم ظرافين . وتقول : فتية ظروف أي ظرفاء ، وهذا في الشعر يحسن . قال الجوهري : كأنهم جمعوا ظرفا بعد حذف الزيادة ، قال : وزعم الخليل أنه بمنزلة مذاكير لم يكسر على ذكر ، وذكر ابن بري أن الجوهري قال : وقوم ظرفاء وظراف ، وقد قالوا : ظرف ، قال : والذي ذكره سيبويه ظروف ، قال : كأنه جمع ظرف . وتظرف فلان أي تكلف الظرف ; وامرأة ظريفة من نسوة ظرائف وظراف . قال سيبويه : وافق مذكره في التكسير يعني في ظراف ، وحكى اللحياني اظرف إن كنت ظارفا ، وقالوا في الحال : إنه لظريف . الأصمعي وابن الأعرابي : الظريف البليغ الجيد الكلام ، وقالا : الظرف في اللسان ، واحتجا بقول عمر في الحديث : إذا كان اللص ظريفا لم يقطع ; معناه إذا كان بليغا جيد الكلام احتج عن نفسه بما يسقط عنه الحد ، وقال غيرهما الظريف الحسن الوجه واللسان ، يقال : لسان ظريف ووجه ظريف ، وأجاز : ما أظرف زيد ، في الاستفهام : ألسانه أظرف أم وجهه ؟ والظرف في اللسان البلاغة ، وفي الوجه الحسن ، وفي القلب الذكاء . ابن الأعرابي : الظرف في اللسان ، والحلاوة في العينين ، والملاحة في الفم ، والجمال في الأنف . وقال محمد بن يزيد : الظريف مشتق من الظرف ، وهو الوعاء ، كأنه جعل الظريف وعاء للأدب ومكارم الأخلاق . ويقال : فلان يتظرف وليس بظريف . والظرف : الكياسة . وقد ظرف الرجل ، بالضم ، [ ص: 184 ] ظرافة ، فهو ظريف . وفي حديث معاوية قال : كيف ابن زياد ؟ قالوا : ظريف على أنه يلحن ، قال : أوليس ذلك أظرف له ؟ وفي حديث ابن سيرين : الكلام أكثر من أن يكذب ظريف ; أي أن الظريف لا تضيق عليه معاني الكلام ، فهو يكني ويعرض ولا يكذب . وأظرف بالرجل : ذكره بظرف . وأظراف الرجل : ولد له أولاد ظرفاء . وظرف الشيء : وعاؤه ، والجمع ظروف ، ومنه ظروف الأزمنة والأمكنة . الليث : الظرف وعاء كل شيء حتى إن الإبريق ظرف لما فيه . الليث : والصفات في الكلام التي تكون مواضع لغيرها تسمى ظروفا من نحو أمام وقدام وأشباه ذلك ، تقول : خلفك زيد ، إنما انتصب لأنه ظرف لما فيه وهو موضع لغيره ، وقال غيره : الخليل يسميها ظروفا ، والكسائي يسميها المحال ، والفراء يسميها الصفات ، والمعنى واحد . وقالوا : إنك لغضيض الطرف نقي الظرف ، يعني بالظرف وعاءه . يقال : إنك لست بخائن ; قال أبو حنيفة : أكنة النبات كل ظرف فيه حبة فجعل الظرف للحبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية