صفحة جزء
[ عبث ]

عبث : عبث به بالكسر عبثا : لعب ، فهو عابث : لاعب بما لا يعنيه ، وليس من باله ، والعبث : أن تعبث بالشيء ، ورجل عبيث : عابث ، والعبثة بالتسكين : المرة الواحدة ، والعبث : اللعب ، قال الله عز وجل : أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ، قال الأزهري : نصب عبثا ; لأنه مفعول له بمعنى خلقناكم للعبث ، وفي الحديث : من قتل عصفورا عبثا ، العبث : اللعب ، والمراد أن يقتل الحيوان لعبا لغير قصد الأكل ولا على جهة التصيد للانتفاع ، وفي الحديث : أنه عبث في منامه ، أي : حرك يديه كالدافع أو الآخذ ، وعبث الأقط يعبثه عبثا : جففه في الشمس ، وقيل : فرغه على اليابس ; ليحمل يابسه رطبه حتى يطبخ ، وقيل : عبث الأقط يعبثه عبثا : خلطه بالسمن وهي العبيثة ، وعبثت الأقط أعبثه عبثا ، ومثته ودفته : مثله ، وغبثته بالغين : لغة فيه ، والعبيثة والعبيث أيضا : الأقط يدق مع التمر فيؤكل ويشرب ، والعبيثة أيضا : طعام يطبخ ، [ ص: 8 ] ويجعل فيه جراد ، والعبيثة : البر والشعير يخلطان معا ، والعبيثة : الغنم المختلطة ، يقال : مررنا على غنم بني فلان عبيثة واحدة ، أي : اختلط بعضها ببعض ، والعبيثة : أخلاط الناس ، ليسوا من أب واحد قال :


عبيثة من جشم وبكر



ويروى : من جشم وجرم ، كل ذلك مشتق من العبث ، ورجل عبيثة مؤتشب ، وهو من ذلك أيضا ، قال أبو عبيدة : في نسب بني فلان عبيثة ، أي : مؤتشب ، كما يقال : جاء بعبيثة في وعائه ، أي : بر وشعير قد خلطا ، والعبيث في لغة : المصل ، والعبث : الخلط ، وهو بالفارسية ترف ترين ، قال : وتقول إن فلانا لفي عبيثة من الناس ، ولويثة من الناس ، وهم الذين ليسوا من أب واحد ، تهبشوا من أماكن شتى ، والعبث : الخلط ، والعبث : اتخاذ العبيثة ، قال أبو صاعد الكلابي : العبيثة الأقط يفرغ رطبه حين يطبخ على جافه فيخلط به ، يقال : عبثت المرأة أقطها إذا فرغته على المشر اليابس ; ليحمل يابسه رطبه ، يقال : ابكلي واعبثي ، قال رؤبة :


وطاحت الألبان والعبائث



وظلت الغنم عبيثة واحدة ، وبكيلة واحدة : وهو أن الغنم إذا لقيت غنما أخرى فدخلت فيها اختلط بعضها ببعض ، وهو مثل ، وأصله من الأقط والسويق ، يبكل بالسمن فيؤكل ، وأما قول السعدي :


إذا ما الخصيف العوبثاني ساءنا     تركناه واخترنا السديف المسرهدا



فيقال : إن العوبثاني دقيق وسمن وتمر يخلط باللبن الحليب ، قال ابن بري : هذا البيت لناشرة بن مالك يرد على المخبل السعدي ، وكان المخبل قد عيره باللبن ، والخصيف : اللبن الحليب ، يصب عليه الرائب وقبله :


وقد عيرونا المحض لا در درهم     وذلك عار خلته كان أمجدا
فأسقى الإله المحض من كان أهله     وأسقى بني سعد سمارا مصردا

!

السمار : اللبن المخلوط بالماء ، والمصرد : المقلل ، والعوبث : موضع ، قال رؤبة :


بشعب تنبوك وشعب العوبث



التالي السابق


الخدمات العلمية