صفحة جزء
[ عثن ]

عثن : العثان والعثن : الدخان والجمع عواثن على غير قياس ، وكذلك جمع الدخان دواخن ، والعواثن والدواخن لا يعرف لهما نظير وقد عثن يعثن عثنا وعثانا ، وفي حديث الهجرة وسراقة بن مالك : أنه طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر حين خرجا مهاجرين ، فلما بصر به دعا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فساخت قوائم فرسه في الأرض فسألهما أن يخليا عنه فخرجت قوائمها ولها عثان ، قال ابن الأثير : أي دخان ، قال الأزهري : وقال أبو عبيد العثان أصله الدخان ، وأراد بالعثان هاهنا الغبار شبهه بالدخان ، قال : كذلك قال أبو عمرو بن العلاء قال الجوهري : وربما سموا الغبار عثانا ، وعثنت النار تعثن بالضم عثانا وعثونا وعثنت إذا دخنت ، وعثن الشيء : دخنه بريح الدخنة ، وعثن هو : عبق ، وطعام معثون وعثن ومدخون [ ص: 37 ] ودخن إذا فسد لدخان خالطه ، ويقال للرجل إذا استوقد بحطب رديء ذي دخان : لا تعثن علينا ، وعثن في الجبل يعثن عثنا : صعد مثل عفن أنشد يعقوب :


حلفت بمن أرسى ثبيرا مكانه أزوركم ما دام للطود عاثن



يريد : لا أزوركم ما دام للجبل صاعد فيه ، وروي : ما دام للطود عافن ، يقال : عثن وعفن بمعنى ، قال يعقوب : هو على البدل ، وعثنت ثوبي بالبخور تعثينا ، والعثنون من اللحية : ما نبت على الذقن وتحته سفلا ، وقيل : هو كل ما فضل من اللحية بعد العارضين من باطنهما ، ويقال لما ظهر منها السبلة ، وقد يجمع بين السبلة والعثنون فيقال لهما عثنون وسبلة ، وقيل : اللحية كلها ، وقيل : عثنون اللحية طولها وما تحتها من شعرها عن كراع ، قال ابن سيده : ولا يعجبني ، وقيل : عثنون اللحية طرفها ، ورجل معثن : ضخم العثنون ، وفي الحديث : وفروا العثانين هي جمع عثنون ، وهو اللحية ، والعثنون : شعيرات عند مذبح البعير والتيس ، ويقال للبعير ذو عثانين على قوله :


قال العواذل : ما لجهلك بعدما     شاب المفارق واكتسين قتيرا ؟



والعثنون : شعيرات طوال تحت حنك البعير ، يقال : بعير ذو عثانين كما قالوا لمفرق الرأس مفارق ، أبو زيد : العثانين المطر بين السحاب والأرض مثل السبل ، واحدها عثنون وعثنون السحاب : ما وقع على الأرض منها قال :


بتنا نراقبه وبات يلفنا     عند السنام مقدما عثنونا



يصف سحابا ، وعثانين السحاب : ما تدلى من هيدبها ، وعثنون الريح : هيدبها إذا أقبلت تجر الغبار جرا ، قالأبو حنيفة : وعثنون الريح والمطر أولهما وعثانينها أوائلها ، ومنه قول جران العود :

وبالخط نضاح العثانين واسع ويقال : عثنت المرأة بدخنتها إذا استجمرت ، وعثنت الثوب بالطيب إذا دخنته عليه حتى عبق به ، وفي الحديث : أن مسيلمة لما أراد الإعراس بسجاح قال عثنوا لها ، أي : بخروا لها البخور ، والعثن : الصنم الصغير والوثن الكبير ، والجماعة الأعثان والأوثان ، وعثن فلان تعثينا ، أي : خلط وأثار الفساد ، وقال أبو تراب : سمعت زائدة البكري يقول : العرب تدعو ألوان الصوف العهن غير بني جعفر فإنهم يدعونه العثن بالثاء ، قال : وسمعت مدرك بن غزوان الجعفري وأخاه يقولان : العثن ضرب من الخوصة يرعاه المال إذا كان رطبا فإذا يبس لم ينفع وقال مبتكر : هي العهنة ، وهي شجرة غبراء ذات زهر أحمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية