صفحة جزء
[ عرك ]

عرك : عرك الأديم وغيره يعركه عركا : دلكه دلكا . وعركت القوم في الحرب عركا ، وعرك بجنبه ما كان من صاحبه يعركه : كأنه حكه حتى عفاه ، وهو من ذلك . وفي الأخبار أن ابن عباس قال للحطيئة : هلا عركت بجنبك ما كان من الزبرقان قال :

إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما يريب من الأدنى رماك الأباعد

، وأنشد ابن الأعرابي :

[ ص: 122 ]

العاركين مظالمي بجنوبهم     والملبسي فثوبهم لي أوسع

أي : خيرهم علي ضاف .

وعركه الدهر : حنكه . وعركتهم الحرب تعركهم عركا : دارت عليهم ، وكلاهما على المثل ، قال زهير :


فتعرككم عرك الرحى بثفالها     وتلقح كشافا ثم تحمل فتتئم

الثفال : الجلدة تجعل حول الرحى تمسك الدقيق ، والعراكة والعلالة والدلاكة : ما حلبت قبل الفيقة الأولى وقبل أن تجتمع الفيقة الثانية . والمعركة والمعركة - بفتح الراء وضمها - موضع القتال الذي يعتركون فيه إذا التقوا ، والجمع معارك . وفي حديث ذم السوق : فإنها معركة الشيطان ، وبها ينصب رايته . قال ابن الأثير : المعركة والمعترك ، موضع القتال ، أي موطن الشيطان ومحله الذي يأوي إليه ويكثر منه ؛ لما يجري فيه من الحرام ، والكذب ، والربا ، والغصب ؛ ولذلك قال : وبها ينصب رايته كناية عن قوة طمعه في إغوائهم ؛ لأن الرايات في الحروب لا تنصب إلا مع قوة الطمع في الغلبة ، وإلا فهي مع اليأس تحط ولا ترفع .

والمعاركة : القتال . والمعترك : موضع الحرب ، وكذلك المعرك . وعاركه معاركة وعراكا : قاتله ، وبه سمي الرجل معاركا . ومعترك المنايا : ما بين الستين إلى السبعين . واعترك القوم في المعركة والخصومة : اعتلجوا . واعتراك الرجال في الحروب : ازدحامهم وعرك بعضهم بعضا . واعترك القوم : ازدحموا ، وقيل : ازدحموا في المعترك . والعراك : ازدحام الإبل على الماء ، واعتركت الإبل في الورد : ازدحمت . وماء معروك ، أي مزدحم عليه ، قال سيبويه : وقالوا أرسلها العراك ، أي أوردها جميعا الماء ، أدخلوا الألف واللام على المصدر الذي في موضع الحال ، كأنه قال : اعتراكا أي : معتركة ، وأنشد قول لبيد يصف الحمار والأتن :


فأرسلها العراك ولم يذدها     ولم يشفق على نغص الدخال

، قال الجوهري : أورد إبله العراك ، ونصب نصب المصادر ، أي أوردها عراكا ، ثم أدخل عليه الألف واللام كما قالوا : مررت بهم الجماء الغفير ، والحمد لله فيمن نصب ، ولم تغير الألف واللام المصدر عن حاله ، قال ابن بري : العراك والجماء الغفير منصوبان على الحال ، وأما الحمد فعلى المصدر لا غير ، والعرك : الشديد العلاج والبطش في الحرب ، وقد عرك عركا ، قال جرير :


قد جربت عركي في كل معترك     غلب الأسود فما بال الضغابيس

والمعارك : كالعرك . والعرك ، والحاز واحد : وهو حز مرفق البعير جنبه حتى يخلص إلى اللحم ويقطع الجلد بحز الكركرة ، قال :


ليس بذي عرك ولا ذي ضب

وقال الشاعر يصف البعير بأنه بائن المرفق :


قليل العرك يهجر مرفقاها

. وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - تصف أباها : عركة للأذاة بجنبه . أي يحتمله ، ومنه عرك البعير جنبه بمرفقه إذا دلكه فأثر فيه . والعركرك : كالعارك وبعير عركرك إذا كان به ذلك ، قال حلحلة بن قيس بن أشيم ، وكان عبد الملك قد أقعده ليقاد منه وقال له : صبرا حلحل ، فقال مجيبا له :


أصبر من ذي ضاغط عركرك     ألقى بواني زوره للمبرك

والعركرك : الجمل القوي الغليظ ، يقال : بعير ضاغط عركرك ، وأورد الجوهري هنا أيضا رجز حلحلة المذكور قبله . وبعض العرب يقول للناقة السمينة : عركركة ، وجمعها عركركات ، أنشد أعرابي من بني عقيل :


يا صاحبي رحلي بليل قوما     وقربا عركركات كوما

فأما ما أنشده ابن الأعرابي لرجل من عكل يقوله لليلى الأخيلية :


حياكة تمشي بعلطتين     وقارم أحمر ذي عركين

فإنما يعني حرها واستعار لها العرك ، وأصله في البعير . وعريكة الجمل والناقة : بقية سنامهما ، وقيل : هو السنام كله ، قال ذو الرمة :


خفاف الخطى مطلنفئات العرائك

. وقيل : إنما سمي بذلك ؛ لأن المشتري يعرك ذلك الموضع ليعرف سمنه وقوته . والعريكة : الطبيعة ، يقال : لانت عريكته ، إذا انكسرت نخوته ، وفي صفته صلى الله عليه وسلم : أصدق الناس لهجة وألينهم عريكة ، العريكة : الطبيعة ، يقال : فلان لين العريكة إذا كان سلسا مطاوعا منقادا ، قليل الخلاف والنفور ، ورجل لين العريكة ، أي لين الخلق سلسه ، وهو منه ، وشديد العريكة إذا كان شديد النفس أبيا . والعريكة : النفس ، يقال : إنه لصعب العريكة ، وسهل العريكة ، أي النفس ، وقول الأخطل :


من اللواتي إذا لانت عريكتها     كان لها بعدها آل ومجلود

قيل في تفسيره : عريكتها : قوتها وشدتها ، ويجوز أن تكون مما تقدم ؛ لأنها إذا جهدت وأعيت لانت عريكتها وانقادت . ورجل ميمون العريكة ، والحريكة ، والسليقة ، والنقيبة ، والنقيمة ، والنخيجة ، والطبيعة ، والجبيلة بمعنى واحد . والعركية : المرأة الفاجرة ، قال ابن مقبل يهجو النجاشي :

وجاءت به حياكة عركية     تنازعها في طهرها رجلان

وعرك ظهر الناقة وغيرها يعركه عركا : أكثر جسه ليعرف سمنها ، وناقة عروك مثل الشكوك : لا يعرف سمنها إلا بذلك ، وقيل : هي التي يشك في سنامها أبه شحم أم لا ، والجمع عرك .

وعركت السنام : إذا لمسته تنظر أبه طرق أم لا . وعريكة البعير : سنامه إذا عركه الحمل ، وجمعها العرائك . ولقيته عركة أو عركتين ، أي مرة أو مرتين ، لا يستعمل إلا ظرفا . ولقيته عركات ، أي مرات ، وفي الحديث : أنه عاوده [ ص: 123 ] كذا كذا عركة أي : مرة ، يقال : لقيته عركة بعد عركة ، أي مرة بعد أخرى . وعركه بشر : كرره عليه ، وقال اللحياني : عركه يعركه عركا إذا حمل الشر عليه . وعرك الإبل في الحمض : خلاها فيه تنال منه حاجتها ، وعركت الماشية النبات : أكلته ، قال :


وما زلت مثل النبت يعرك مرة     فيعلى ويولى مرة ويثوب

يعرك : يؤكل ، ويولى من الولي ، والعرك من النبات : ما وطئ وأكل ، قال رؤبة :


وإن رعاها العرك أو تأنقا

. وأرض معروكة : عركتها السائمة حتى أجدبت ، وقد عركت إذا جردتها الماشية من المرعى . ورجل معروك : ألح عليه في المسألة . والعراك : المحيض ، عركت المرأة تعرك عركا وعراكا وعروكا ، الأولى عن اللحياني ، وهي عارك ، وأعركت وهي معرك : حاضت ، وخص اللحياني بالعرك الجارية ، وفي الحديث : أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت محرمة ، فذكرت العراك قبل أن تفيض ، العراك : الحيض . وفي حديث عائشة : حتى إذا كنا بسرف عركت أي : حضت ، وأنشد ابن بري لحجر بن جليلة :


فغرت لدى النعمان لما رأيته     كما فغرت للحيض شمطاء عارك

ونساء عوارك ، أي حيض ، وأنشد ابن بري أيضا :


أفي السلم أعيارا جفاء وغلظة     وفي الحرب أمثال النساء العوارك

وقالت الخنساء :


لا نوم أو تغسلوا عارا أظلكم     غسل العوارك حيضا بعد إطهار

والعرك : خرء السباع . والعركي : صياد السمك ، وفي الحديث : أن العركي سأل النبي عن الطهور بماء البحر ، العركي : صياد السمك ، وجمعه عرك ، كعربي وعرب وهم العروك ، قال أمية بن أبي عائذ :


وفي غمرة الآل خلت الصوى     عروكا على رائس يقسمونا

رائس : جبل في البحر ، وقيل : رئيس منهم ، قال ابن الأثير : وفي كتابه إلى قوم من اليهود : " إن عليكم ربع ما أخرجت نخلكم ، وربع ما صادت عروككم ، وربع المغزل ، قال : العروك جمع عرك - بالتحريك - وهم الذين يصيدون السمك ، وإنما قيل : للملاحين عرك لأنهم يصيدون السمك ، وليس بأن العرك اسم لهم . قال زهير :


يغشي الحداة بهم حر الكثيب كما     يغشي السفائن موج اللجة العرك

وقال الجوهري : روى أبو عبيدة " موج " بالرفع ، وجعل العرك نعتا للموج ، يعني المتلاطم . والعرك : الصوت ، وكذلك العرك ، بكسر الراء . ورجل عرك ، أي شديد صريع لا يطاق . وقوم عركون ، أي أشداء صراع . ورمل عريك ومعرورك : متداخل ، والعركرك : الركب الضخم ، وقيده الأزهري فقال : من أركاب النساء ، وقال : أصله ثلاثي ولفظه خماسي . والعركركة : على وزن فعلعلة ، من النساء : الكثيرة اللحم القبيحة الرسحاء ، قال الشاعر :


وما من هواي ولا شيمتي     عركركة ذات لحم زيم

وعراك ومعارك ومعرك ومعراك : أسماء .

وذو معارك : موضع ، أنشد ابن الأعرابي :


تليح من جندل ذي معارك     إلاحة الروم من النيازك

أي : تليح من حجر هذا الموضع ، ويروى : " من جندل ذي معارك " جعل جندل اسما للبقعة فلم يصرفه ، وذي معارك بدل منها ، كأن الموضع يسمى بجندل وذي معارك .

التالي السابق


الخدمات العلمية