صفحة جزء
[ عرن ]

عرن : العرن والعرنة : داء يأخذ الدابة في أخر رجلها كالسحج في الجلد يذهب الشعر ، وقيل : هو تشقق يصيب الخيل في أيديها وأرجلها ، وقيل : هو جسوء يحدث في رسغ رجل الفرس والدابة وموضع ثنتها من أخر للشيء يصيبه فيه من الشقاق أو المشقة من أن يرمح جبلا أو حجرا ، وقد عرنت تعرن عرنا فهي عرنة وعرون ، وهو عرن ، وعرنت رجل الدابة بالكسر ، والعرن أيضا : شبيه بالبثر يخرج بالفصال في أعناقها تحتك منه ، وقيل : قرح يخرج في قوائمها وأعناقها ، وهو غير عرن الدواب ، والفعل كالفعل . وأعرن الرجل إذا تشققت سيقان فصلانه ، وأعرن إذا وقعت الحكة في إبله ، قال ابن السكيت : هو قرح يأخذه في عنقه فيحتك منه ، وربما برك إلى أصل شجرة واحتك بها ، قال : ودواؤه أن يحرق عليه الشحم ، قال ابن بري : ومنه قول رؤبة :


يحك ذفراه لأصحاب الضغن تحكك الأجرب يأذى بالعرن



والعرن : أثر المرقة في يد الآكل ، عن الهجري . والعران : خشبة تجعل في وترة أنف البعير ، وهو ما بين المنخرين ، وهو الذي يكون للبخاتي ، والجمع أعرنة . وعرنه يعرنه ويعرنه عرنا : وضع في أنفه العران ، فهو معرون . وعرن عرنا : شكا أنفه من العران . الأصمعي : [ ص: 126 ] الخشاش ما يكون من عود أو غيره يجعل في عظم أنف البعير ، والعران ما كان في اللحم فوق الأنف ، قال الأزهري : وأصل هذا من العرن والعرين ، وهو اللحم . والعران : المسمار الذي يضم بين السنان والقناة ، عن الهجري . والعرين : اللحم ، قالت غادية الدبيرية :


موشمة الأطراف رخص عرينها



وهذا العجز أورده ابن سيده والأزهري منسوبا لغادية الدبيرية كما ذكرناه ، وأورده الجوهري مهملا لم ينسبه إلى أحد ، وقال ابن بري : هو لمدرك بن حصن ، قال : وهو الصحيح ، وجملة البيت :


رغا صاحبي عند البكاء كما رغت     موشمة الأطراف رخص عرينها

قال : وأنشده أبو عبيدة في نوادر الأسماء ، وأنشد بعده :


من الملح لا يدرى أرجل شمالها     بها الظلع لما هرولت أم يمينها

وفي شعره : موشمة الجنبين ، وأراد بالموشمة الصبغ ، والأملح : بين الأبيض والأسود ، والتوشم : بياض وسواد يكون فيه كهيئة الوشم في يد المرأة ، والرخص : الرطب الناعم ، وقيل : العرين اللحم المطبوخ . ابن الأعرابي : أعرن إذا دام على أكل العرن ، قال : وهو اللحم المطبوخ ، والعرين والعرينة : مأوى الأسد الذي يألفه ، يقال : ليث عرينة وليث غابة ، وأصل العرين جماعة الشجر ، قال ابن سيده : العرينة مأوى الأسد والضبع والذئب والحية ، قال الطرماح يصف رحلا :


أحم سراة أعلى اللون منه     كلون سراة ثعبان العرين

وقيل : العرين الأجمة هاهنا ، قال الشاعر :


ومسربل حلق الحديد مدجج     كالليث بين عرينة الأشبال

هكذا أنشده أبو حنيفة : مدجج ، بالكسر ، والجمع عرن . والعرين : هشيم العضاه . والعرين : جماعة الشجر والشوك والعضاه ، كان فيه أسد أو لم يكن . والعرين والعران : الشجر المنقاد المستطيل . والعرين : الفناء . وفي الحديث : أن بعض الخلفاء دفن بعرين مكة ، أي بفنائها ، وكان دفن عند بئر ميمون . والعرين في الأصل : مأوى الأسد ، شبهت به لعزها ومنعتها ، زادها الله عزا ومنعة . والعرين : صياح الفاختة ، أنشد الأزهري في ترجمة عزهل :


إذا سعدانة السعفات ناحت     عزاهلها سمعت لها عرينا

العرين : الصوت ، والعران : القتال ، والعران : الدار البعيدة . والعران : البعد وبعد الدار ، يقال : دارهم عارنة ، أي بعيدة ، وعرنت الدار عرانا : بعدت وذهبت جهة لا يريدها من يحبه . وديار عران : بعيدة ، وصفت بالمصدر ، قال ابن سيده : وليست عندي بجمع كما ذهب إليه أهل اللغة ، قال ذو الرمة :


ألا أيها القلب الذي برحت به     منازل مي والعران الشواسع

وقيل : العران في بيت ذي الرمة هذا الطرق لا واحد لها . ورجل عرنة : شديد لا يطاق ، وقيل : هو الصريع .

الفراء : إذا كان الرجل صريعا خبيثا قيل : هو عرنة لا يطاق ، قال ابن أحمر يصف ضعفه :


ولست بعرنة عرك سلاحي     عصا مثقوفة تقص الحمارا

يقول : لست بقوي ، ثم ابتدأ فقال : سلاحي عصا أسوق بها حماري ، ولست بمقرن لقرني . قال ابن بري في العرنة : الصريع قال : هو مما يمدح به ، وقد تكون العرنة مما يذم به ، وهو الجافي الكز . وقال أبو عمرو الشيباني : هو الذي يخدم البيوت .

ورمح معرن : مسمر السنان ، قال الجوهري : رمح معرن إذا سمر سنانه بالعران ، وهو المسمار . والعرن : الغمر . والعرن : رائحة لحم له غمر ، حكى ابن الأعرابي : أجد رائحة عرن يديك أي : غمرهما ، وهو العرم أيضا ، والعرن والعرن : ريح الطبيخ ، الأولى عن كراع . ورجل عرن : يلزم الياسر حتى يطعم من الجزور . وعرنين كل شيء : أوله ، وعرنين الأنف : تحت مجتمع الحاجبين ، وهو أول الأنف حيث يكون فيه الشمم . يقال : هم شم العرانين ، والعرنين الأنف كله ، وقيل : هو ما صلب من عظمه ، قال ذو الرمة :


تثني النقاب على عرنين أرنبة     شماء مارنها بالمسك مرثوم

وفي صفته - صلى الله عليه وسلم - : أقنى العرنين ، أي الأنف ، وقيل : رأس الأنف . وفي حديث علي - عليه السلام - : من عرانين أنوفها ، وفي قصيد كعب :


شم العرانين أبطال لبوسهم

واستعاره بعض الشعراء للدهر فقال :


وأصبح الدهر ذو العرنين قد جدعا



وجمعه عرانين . وعرانين الناس : وجوههم . وعرانين القوم : سادتهم وأشرافهم على المثل ، قال العجاج يذكر جيشا :


تهدي قداماه عرانين مضر



والعرانية : مد السيل ، قال عدي بن زيد العبادي :


كانت رياح وماء ذو عرانية     وظلمة لم تدع فتقا ولا خللا

وماء ذو عرانية ، إذا كثر وارتفع عبابه . والعرانية بالضم : ما يرتفع في أعالي الماء من غوارب الموج . وعرانين السحاب : أوائل مطره ، ومنه قول امرئ القيس يصف غيثا :


كأن ثبيرا في عرانين ودقه     من السيل والغثاء فلكة مغزل

والعرنة : عروق العرتن ، وفي الصحاح : عروق العرنتن . والعرنة : شجر الظمخ يجيء أديمه أحمر . وسقاء معرون ومعرن : دبغ بالعرنة ، وهو خشب الظمخ ، قال ابن السكيت : هو شجر يشبه العوسج إلا أنه أضخم منه ، وهو أثيث الفرع وليس له سوق طوال ، يدق ثم يطبخ فيجيء أديمه أحمر ، وقال شمر : العرتن بضم التاء [ ص: 127 ] شجر ، واحدتها عرتنة ، ويقال : أديم معرتن . قال الأزهري : الظمخ واحدتها ظمخة ، وهو العرن ، واحدتها عرنة ، شجرة على صورة الدلب تقطع منه خشب القصارين التي تدفن ، ويقال لبائعها : عران .

وحكى ابن بري عن ابن خالويه : العرنة الخشبة المدفونة في الأرض التي يدق عليها القصار ، وأما التي يدق بها فاسمها المئجنة والكدن . وعرينة وعرين : حيان ، قال الأزهري : عرينة حي من اليمن ، وعرين : حي من تميم ، ولهم يقول جرير :


عرين من عرينة ليس منا     ‌برئت إلى عرينة من عرين

. قال ابن بري : عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، قال : وقال القزاز : عرين في بيت جرير ، هذا اسم رجل بعينه . وقال الأخفش : عرين في البيت هو ثعلبة بن يربوع ، ومعرون اسم ، وكذلك عران . وبنو عرين : بطن من تميم . وعرينة مصغر : بطن من بجيلة . وعرونة وعرنة : موضعان . وعرنات : موضع دون عرفات إلى أنصاب الحرم ، قال لبيد :


والفيل يوم عرنات كعكعا     ‌إذ أزمع العجم به ما أزمعا

وعرنان : غائط واسع منخفض من الأرض ، قال امرؤ القيس :


كأني ورحلي فوق أحقب قارح     ‌‌بشربة أو طاو بعرنان موجس

وعران البكرة : عودها ويشد فيه الخطاف . ورهط من العرنيين ، مثال الجهنيين ، ارتدوا فقتلهم النبي - صلى الله عليه وسلم . وعرنان : اسم جبل بالجناب دون وادي القرى إلى فيد . وعرنان : اسم واد معروف . وبطن عرنة : واد بحذاء عرفات . وفي حديث الحج : وارتفعوا عن بطن عرنة هو بضم العين وفتح الراء ، موضع عند الموقف بعرفات ، وفي الحديث : اقتلوا من الكلاب كل أسود بهيم ذي عرنتين . العرنتان : النكتتان اللتان تكونان فوق عين الكلب .

التالي السابق


الخدمات العلمية