صفحة جزء
[ عقص ]

عقص : العقص : التواء القرن على الأذنين إلى المؤخر وانعطافه ، عقص عقصا . وتيس أعقص ، والأنثى عقصاء ، والعقصاء من المعزى : التي التوى قرناها على أذنيها من خلفها ، والنصباء : المنتصبة القرنين ، والدفواء : التي انتصب قرناها إلى طرفي علباويها ، والقبلاء : التي أقبل قرناها على وجهها ، والقصماء : المكسورة القرن الخارج ، والعضباء : المكسورة القرن الداخل ، وهو المشاش ، وكل منها مذكور في بابه . والمعقاص : الشاة المعوجة القرن . وفي حديث مانع الزكاة : فتطؤه بأظلافها ليس فيها عقصاء ، ولا جلحاء ; قال ابن الأثير : العقصاء الملتوية القرنين . والعقص في زحاف الوافر : إسكان الخامس من " مفاعلتن " فيصير " مفاعيلن " بنقله ثم تحذف النون منه مع الخرم فيصير الجزء " مفعول " كقوله :


لولا ملك رؤوف رحيم تداركني برحمته هلكت

سمي أعقص لأنه بمنزلة التيس الذي ذهب أحد قرنيه مائلا كأنه عقص أي : عطف على التشبيه بالأول . والعقص : دخول الثنايا في الفم والتواؤها ، والفعل كالفعل . والعقص من الرمل : كالعقد . والعقصة من الرمل : مثل السلسلة ، وعبر عنها أبو علي فقال : العقصة والعقصة رمل يلتوي بعضه على بعض وينقاد كالعقدة والعقدة ، والعقص : رمل متعقد لا طريق فيه ; قال الراجز :


كيف اهتدت ودونها الجزائر     وعقص من عالج تياهر

والعقص : أن تلوي الخصلة من الشعر ثم تعقدها ثم ترسلها . وفي صفته - صلى الله عليه وسلم : إن انفرقت عقيصته فرق وإلا تركها . قال ابن الأثير : العقيصة الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ، وأصل العقص اللي وإدخال أطراف الشعر في أصوله ، قال : وهكذا جاء في رواية ، والمشهور عقيقته لأنه لم يكن يعقص شعره - صلى الله عليه وسلم - والمعنى إن انفرقت من ذات نفسها وإلا تركها على حالها ولم يفرقها . قال الليث : العقص أن تأخذ المرأة كل خصلة من شعرها فتلويها ثم تعقدها حتى يبقى فيها التواء ثم ترسلها ، فكل خصلة عقيصة ; قال : والمرأة ربما اتخذت عقيصة من شعر غيرها . والعقيصة : الخصلة ، والجمع عقائص وعقاص ، وهي العقصة ، ولا يقال للرجل عقصة . والعقيصة : الضفيرة . يقال : لفلان عقيصتان . وعقص الشعر : ضفره وليه على الرأس . وذو العقيصتين : رجل معروف خصل شعره عقيصتين وأرخاهما من جانبيه . وفي حديث ضمام : إن صدق ذو العقيصتين ليدخلن الجنة ; العقيصتان : تثنية العقيصة ; والعقاص المدارى في قول امرئ القيس :


غدائره مستشزرات إلى العلا     تضل العقاص في مثنى ومرسل

وصفها بكثرة الشعر والتفافه . والعقص والضفر : ثلاث قوى وقوتان ، والرجل يجعل شعره عقيصتين وضفيرتين فيرخيهما من جانبيه . وفي حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه : من لبد أو عقص فعليه الحلق ، يعني المحرمين بالحج أو العمرة ، وإنما جعل عليه الحلق ; لأن هذه الأشياء تقي الشعر من الشعث ، فلما أراد حفظ شعره وصونه ألزمه حلقه بالكلية ، مبالغة في عقوبته . قال أبو عبيد : العقص ضرب من الضفر ، وهو أن يلوى الشعر على الرأس ، ولهذا تقول النساء : لها عقصة ، وجمعها عقص وعقاص وعقائص ، ويقال : هي التي تتخذ من شعرها مثل الرمانة . وفي حديث ابن عباس : الذي يصلي ورأسه معقوص كالذي يصلي وهو مكتوف ; أراد أنه إذا كان شعره منشورا سقط على الأرض عند السجود فيعطى صاحبه ثواب السجود به ، وإذا كان معقوصا صار في معنى ما لم يسجد ، وشبهه بالمكتوف ، وهو المشدود اليدين لأنهما لا تقعان على الأرض في السجود . وفي حديث حاطب : فأخرجت الكتاب من عقاصها أي : ضفائرها . جمع عقيصة أو عقصة ، وقيل : هو الخيط الذي تعقص به أطراف الذوائب ، والأول الوجه . والعقوص : خيوط تفتل من صوف وتصبغ بالسواد وتصل به المرأة شعرها ; يمانية . وعقصت شعرها تعقصه عقصا : شدته في قفاها . وفي حديث النخعي : الخلع [ ص: 229 ] تطليقة بائنة ، وهو ما دون عقاص الرأس ; يريد أن المختلعة إذا أفتدت نفسها من زوجها بجميع ما تملك كان له أن يأخذ ما دون شعرها من جميع ملكها . الأصمعي : المعقص السهم ينكسر نصله فيبقى سنخه في السهم ، فيخرج ويضرب حتى يطول ويرد إلى موضعه فلا يسد مسده لأنه دقق وطول ، قال : ولم يدر الناس ما معاقص فقالوا مشاقص للنصال التي ليست بعريضة ; وأنشد للأعشى :


ولو كنتم نخلا لكنتم جرامة     ولو كنتم نبلا لكنتم معاقصا

ورواه غيره : مشاقصا . وفي الصحاح : المعقص السهم المعوج ; قال الأعشى ، وهو من هذه القصيدة :


لو كنتم تمرا لكنتم حسافة     ولو كنتم سهما لكنتم معاقصا

وهذان بيتان على هذه الصورة في شعر الأعشى . وعقص أمره إذا لواه فلبسه . وفي حديث ابن عباس : ليس مثل الحصر العقص يعني ابن الزبير ; العقص : الألوى الصعب الأخلاق تشبيها بالقرن الملتوي . والعقص والعقيص والأعقص والعيقص ، كله : البخيل الكز الضيق ، وقد عقص - بالكسر - عقصا . والعقاص : الدوارة التي في بطن الشاة ، قال : وهي العقاص والمربض والمربض والحوية والحاوية للدوارة التي في بطن الشاة . ابن الأعرابي : المعقاص من الجواري السيئة الخلق ، قال : والمعفاص - بالفاء - هي النهاية في سوء الخلق . والعقص : السيئ الخلق . وفي النوادر : أخذته معاقصة ومقاعصة أي : معازة .

التالي السابق


الخدمات العلمية