صفحة جزء
[ عقم ]

عقم : العقم والعقم ، بالفتح والضم : هزمة تقع في الرحم فلا تقبل الولد . عقمت الرحم عقما وعقمت عقما وعقما وعقما وعقمها الله يعقمها عقما ورحم عقيم وعقيمة معقومة ، والجمع عقائم وعقم ، وما كانت عقيما ولقد عقمت ، فهي معقومة ، وعقمت إذا لم تحمل فهي عقيم وعقرت ، بفتح العين وضم القاف . وحكى ابن الأعرابي : امرأة عقيم - بغير هاء - لا تلد من نسوة عقائم ، وزاد اللحياني : من نسوة عقم ; قال أبو دهبل يمدح عبد الله بن الأزرق المخزومي ، وقيل هو للحزين الليثي :


نزر الكلام من الحياء تخاله ضمنا وليس بجسمه سقم     متهلل بنعم بلا متباعد
سيان منه الوفر والعدم     عقم النساء فلن يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عقم

قال ابن بري : الفصيح عقم الله رحمها وعقمت المرأة ، ومن قال عقمت أو عقمت قال : أعقمها الله وعقمها مثل أحزنته وحزنته ; وأنشد في العقم المصدر للمخبل السعدي :


عقمت فناعم نبته العقم

وفي الحديث : سوداء ولود خير من حسناء عقيم . قال ابن الأثير : والمرأة عقيم ومعقومة ، والرجل عقيم ومعقوم . وفي كلام الحاضرة : الرجال عنده بكم ، والنساء بمثله عقم . ويقال للمرأة معقومة الرحم كأنها مسدودتها . ويقال : عقمت المرأة تعقم عقما وعقمت تعقم [ ص: 237 ] عقما وعقمت تعقم عقماء ، وأعقم الله رحمها فعقمت ، على ما لم يسم فاعله . ورحم معقومة أي : مسدودة لا تلد ومصدره العقم ; وأنشد ابن بري للأعشى :


تلوي بعذق خصاب كلما خطرت     عن فرج معقومة لم تتبع ربعا

ورجل عقيم وعقام : لا يولد له ، والجمع عقماء وعقام وعقمى . وامرأة عقام ورجل عقام إذا كانا سيئي الخلق ، وما كان عقاما ولقد عقم : تخلقه ; وأنشد أبو عمرو :


وأنت عقام لا يصاب له هوى     وذو همة في المال وهو مضيع

ويقال للمرأة العقيم من سوء الخلق : عقمت . والدنيا عقيم أي : لا ترد على صاحبها خيرا ، ويوم القيامة يوم عقيم لأنه لا يوم بعده ; فأما قول النبي - صلى الله عليه وسلم : العقل عقلان ، فأما عقل صاحب الدنيا فعقيم ، وأما عقل صاحب الآخرة فمثمر ، فالعقيم هاهنا الذي لا ينفع ولا يرد خيرا على المثل . والريح العقيم في كتاب الله : هي الدبور ; قال الله تعالى : وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم قال أبو إسحاق : الريح العقيم التي لا يكون معها لقح أي : لا تأتي بمطر إنما هي ريح الإهلاك ، وقيل : هي لا تلقح الشجر ، ولا تنشئ سحابا ، ولا تحمل مطرا ، عادلوا بها ضدها ، وهو قولهم : ريح لاقح أي : أنها تلقح الشجر وتنشئ السحاب ، وجاؤوا بها على حذف الزائد وله نظائر كثيرة . ويقال : الملك عقيم لا ينفع فيه نسب لأن الأب يقتل ابنه على الملك . وقال ثعلب : معناه أنه يقتل أباه وأخاه وعمه في ذلك . والعقم : القطع ، ومنه قيل : الملك عقيم لأنه تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق . وفي الحديث : اليمين الفاجرة التي يقتطع بها مال المسلم تعقم الرحم ; يريد أنها تقطع الصلة والمعروف بين الناس . قال ابن الأثير : ويجوز أن يحمل على ظاهره . وحرب عقام وعقام وعقيم : شديدة لا يلوي فيها أحد على أحد يكثر فيها القتل وتبقى النساء أيامى ، ويوم عقيم وعقام وعقام كذلك . وداء عقام وعقام : لا يبرأ ، والضم أفصح ; قالت ليلى :


شفاها من الداء العقام الذي     بها غلام إذا هز القناة سقاها

قال الجوهري : العقام الداء الذي لا يبرأ منه ، وقياسه الضم إلا أن المسموع هو الفتح . ابن الأعرابي : يقال فلان ذو عقميات إذا كان يلوي بخصمه . والعقام : اسم حية تسكن البحر ، ويقال : إن الأسود من الحيات يأتي شط البحر فيصفر فتخرج إليه العقام فيتلاويان ثم يفترقان ، فيذهب هذا في البر وترجع العقام إلى البحر . وناقة عقام : بازل شديدة ; وأنشد ابن الأعرابي :


وإن أجدى أظلاها ومرت     لمنهلها عقام خنشليل

أجدى : من جدية الدم . والمعاقم : فقر بين الفريدة والعجب في مؤخر الصلب ; قال خفاف :


وخيل تنادى لا هوادة بينها     شهدت بمدلوك المعاقم محنق

أي : ليس برهل . والاعتقام : الدخول في الأمر . وفي حديث ابن مسعود حين ذكر القيامة وأن الله يظهر للخلق قال : فيخر المسلمون سجودا لرب العالمين وتعقم أصلاب المنافقين ، وقيل : المشركين ، فلا يسجدون أي : تيبس مفاصلهم وتصير مشدودة ، فتبقى أصلابهم طبقا واحدا أي : تعقد ويدخل بعضها في بعض فلا يستطيعون السجود . ويقال : عقمت مفاصل يديه ورجليه إذا يبست . والمعاقم : المفاصل . والمعاقم من الخيل : المفاصل ، واحدها معقم ، فالرسغ عند الحافر معقم ، والركبة معقم ، والعرقوب معقم ، وسميت المفاصل معاقم ; لأن بعضها منطبق على بعض . والاعتقام : أن يحفروا البئر حتى إذا دنوا من الماء حفروا بئرا صغيرة في وسطها حتى يصلوا إلى الماء فيذوقوه ; فإن كان عذبا وسعوها وحفروا بقيتها ، وإن لم يكن عذبا تركوها ; قال العجاج يصف ثورا :


بسلهبين فوق أنف أذلفا     إذا انتحى معتقما أو لجفا

أي : بقرنين طويلين أي : عوج جراب البئر يمنة ويسرة . والاعتقام : المضي في الحفر سفلا . قال ابن بري : ويأتي يعتقم بمعنى يقهر ; قال رؤبة بن العجاج :


يعتقم الأجدال والخصوما

وقول الشاعر ربيعة بن مقروم الضبي :


وماء آجن الجمات قفر     تعقم في جوانبه السباع

أي : تحتفر ، ويقال : تردد . وعاقمت فلانا إذا خاصمته . والعقم : المرط الأحمر ، وقيل : هو كل ثوب أحمر . والعقم : ضرب من الوشي ، الواحدة عقمة ويقال عقمة ; وأنشد ابن بري لعلقمة بن عبدة :


عقما ورقما يكاد الطير يتبعه     كأنه من دم الأجواف مدموم

وقال اللحياني : العقمة ضرب من ثياب الهوادج موشى ، قال : وبعضهم يقول : هي ضروب من اللبن بيض وحمر ، وقيل : العقمة جمع عقم كشيخ وشيخة ، وإنما قيل للوشي عقمة لأن الصانع كان يعمل ، فإذا أراد أن يشي بغير ذلك اللون لواه فأغمضه وأظهر ما يريد عمله . وكلام عقمي : قديم قد درس ; عن ثعلب . والعقمي من الكلام : غريب الغريب . والعقمي : كلام عقيم لا يشتق منه فعل . ويقال : إنه لعالم بعقمي الكلام وعقبي الكلام ، وهو غامض الكلام الذي لا يعرفه الناس ، وهو مثل النوادر . وقال أبو عمرو : سألت رجلا من هذيل عن حرف غريب فقال : هذا كلام عقمي ، يعني أنه من كلام الجاهلية لا يعرف اليوم ، وقيل : عقمي الكلام أي : قديم الكلام . وكلام عقمي وعقمي أي : غامض . والعقمي : الرجل القديم الكرم والشرف . والتعاقم : الورد مرة بعد مرة ، وقيل : الميم فيه بدل من باء التعاقب . والمعقم أيضا : عقدة في التبن .

التالي السابق


الخدمات العلمية