صفحة جزء
[ عكك ]

عكك : العكة والعكة والعكة والعكك والعكيك : شدة الحر مع سكون الريح ، والجمع عكاك . ويوم عك وعكيك : شديد الحر بغير ريح ; قال ثعلب : هو يوم عك أك إذا كان شديد الحر مع لثق واحتباس ريح ; حكاها في أشياء إتباعية ، فلا أدري أذهب بأك إلى الإتباع أم ذهب فيه إلى أنه الشديد الحر وأنه يفصل من عك كما حكاه أبو عبيد ; وليلة عكة أكة : كذلك ، وقد عك يومنا يعك عكا . وقال الليث : العكة والعكة فورة شديدة في القيظ ، وهو الوقت الذي تركد فيه الريح ، وفي لغة أخرى أكة ، وقال ابن بري : العكيك والعكاك ; قال الطرماح :


ترجي عكاك الصيف أخصامها العلا وما نزلت حول المقر على عمد

ويوم عكيك وذو عكيك : حار . وحر عكيك : شديد ، قال طرفة يصف جارية :


تطرد القر بحر صادق     وعكيك القيظ إن جاء بقر

وفي الحديث حديث عتبة بن غزوان وبناء البصرة : ثم نزلوا وكان يوم عكاك ، وقال : العكاك جمع عكة وهي شدة الحر . والعكة : الرملة الحارة ; وفي التهذيب : العكة رملة حميت عليها الشمس ، والجمع عكاك . والعكة : عرواء الحمى ، وقد عك أي : حم ، وعكته الحمى عكا : لزمته وأحمته حتى تضنيه . وعك إذا غلى من الحر أيضا . والعكة للسمن : كالشكوة للبن ، وقيل : العكة أصغر من القربة للسمن ، وهو زقيق صغير ، وجمعها عكك وعكاك . وفي الحديث : أن رجلا كان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - العكة من السمن والعسل ; قال ابن الأثير في النهاية : وهي وعاء من جلود مستدير ، يختص بهما وهو بالسمن أخص ; قال أبو القمقام الأعرابي : غبت غيبة عن أهلي فقدمت فقدمت إلي امرأتي عكتين صغيرتين من سمن ثم قالت لي : حلني اكسني ، فقلت :


تسلأ كل حرة نحيين     وإنما سلأت عكتين
ثم تقولي اشتر لي قرطين     قرطك الله على الأذنين
عقاربا تمشي وأرقمين

وعكه بشر : كرره عليه ; هذه عن اللحياني . وعك الرجل يعكه عكا : حدثه بحديث فاستعاده مرتين أو ثلاثا ، وكذلك عككته الحديث . وفي حواشي بعض نسخ التهذيب الموثوق بها عن ابن الأعرابي : أنه سئل عن شيء فقال : سوف أعكه لك ; يريد أفسره . وعكه يعكه عكا : حبسه . وإبل معكوكة أي : محبوسة . وعكه عن حاجته يعكه عكا : عقله وصرفه مثل عجسه ، وكذلك إذا مطله بحقه ; وقال ابن الأعرابي في قول رؤبة :


ماذا ترى رأي أخ قد عكا

قال : عك الرجل إذا أقام واحتبس ، وعكه بالحجة يعكه عكا : قهره . وعكني بالأمر عكا إذا ردده عليك حتى يتعبك ، وكذلك عكه بالقول عكا إذا رده عليه متعنتا . وعك عليه : عطف كعاك . وفرس معك : يجري قليلا ثم يحتاج إلى الضرب . ورجل معك إذا كان ذا لدد والتواء وخصومة . وعكه بالسوط : ضربه . وعك : قبيلة وقد غلب على الحي . والعكوك : القصير الملزز المقتدر الخلق ; وأنشد لدلم أبي زعيب العبشمي :


لما رأتني رجلا دعكايه     عكوكا إذا مشى درحايه

وقيل : هو السمين ، وقيل : الصلب الشديد ; قال نجاد الخيبري :


عكوك المشية كالقفندر

قال الجوهري : عكوك فعلع بتكرير العين وليس من المضاعف ، قال ابن بري : عكوك فعول ، وليس فعلع كما ذكر الجوهري . ومكان عكوك : غليظ صلب ، وقيل سهل ; قال :


إذا هبطن منزلا عكوكا     كأنما يطحن فيه الدرمكا

والهاء لغة ; وأما قول العجاج :


عك شديد الأسر قسبري

قال أبو زيد : العك الصلب الشديد المجتمع . وعكوك : اسم رجل . وعكة العشار أيضا : لون يعلو النوق عند لقاحها . وقد أعكت الناقة العشراء تعك إذا تبدلت لونا غير لونها ، والاسم العكة ، وكذلك إذا سمنت فأخصبت . وعك بن عدنان : أخو معد ، وهو اليوم في اليمن ; هذا قول الليث ; وقال بعض النسابين : إنما هو معد بن عدنان ، فأما عك فهو ابن عدثان - بالثاء - وعدثان - بالثاء المثلثة : من ولد قحطان . وعدنان - بالنون : من ولد إسماعيل . وقولهم ائتزر فلان إزرة عك وك وإزرة عكى ، وهو أن يسبل طرفي إزاره ويضم سائره ; وأنشد ابن الأعرابي :


إزرته تجده عك وكا     مشيته في الدار هاك ركا

قال : وهاك رك حكاية تبختره . وعكة : اسم بلد في الثغور ; وفي الحديث : طوبى لمن رأى عكة . قال الفراء : يقال هذه أرض عكة بإضافة وغير إضافة إذا كانت حارة ; وأنشد :


ببلدة عكة لزج نداها     تضمنت السمائم والذبابا

[ ص: 244 ] والعكة : تكون مع الجنوب والصبا . وقال ساجع العرب : إذا طلعت العذرة ، لم يبق بعمان بسرة ، ولا لأكار برة ، وكانت عكة نكرة ، على أهل البصرة . وفي حاشية التهذيب : رواية الليث نكرة - بالنون ; قال ثعلب : والصحيح بكرة - بالباء ; وفي الحاشية : قال الجرجاني : هذا الباب كله راجع إلى معنى واحد وهو تردد الشيء وتكاثفه ، تقول : ما زلت أعكه بالقول حتى غضب أي : أردد عليه الكلام ، ومنه عكته الحمى ، ومنه عكة السمن لأنه يكنز فيها كنزا ، ويقال : سمنت المرأة حتى صارت كالعكة ، ومنه قيل لليوم الحار : يوم عك وعكيك ، يريد شدة احتدامه وتكاثفه ; قال : وهذا قول المبرد .

التالي السابق


الخدمات العلمية