صفحة جزء
[ عمج ]

عمج : عمج في سيره يعمج ، وتعمج : تلوى . وعمج في سيره إذا سار في كل وجه وذلك من النشاط . والتعمج : التلوي في السير والاعوجاج . وتعمج السيل في الوادي : تعوج في مسيره يمنة ويسرة ؛ قال العجاج :


مياحة تميح مشيا رهوجا تدافع السيل إذا تعمجا

وتعمجت الحية : تلوت ؛ قال :


تعمج الحية في انسيابه

وقال يصف زمام الناقة ويشبهه بالحية في تلويه :

تلاعب مثنى حضرمي كأنه تعمج شيطان بذي خروع قفر ويقال : حية عومج لتعمجه في انسيابه أي : تلويه .

والعومج : الحية لتلويها ؛ عن كراع حكاها في باب فوعل ؛ قال رؤبة :


حصب الغواة العومج المنسوسا

وكذلك العمج بالضم والتشديد ؛ وقال :


يتبعن مثل العمج المنسوس     أهوج يمشي مشية المألوس

وقيل : هو العمج على وزن السبب .

وناقة عمجة وعمجة : متلوية .

وفرس عموج : لا يستقيم في سيره . وعمج يعمج بالكسر قلب معج ، إذا أسرع في السير .

وسهم عموج : يتلوى في مسيره . والعموج : السابح في شعر أبي ذؤيب .

وعمج في الماء : سبح .

[ ص: 275 ] [ عمد ]

عمد : العمد : ضد الخطإ في القتل وسائر الجنايات . وقد تعمده وتعمد له وعمده يعمده عمدا وعمد إليه وله يعمد عمدا وتعمده واعتمده : قصده ، والعمد المصدر منه . قال الأزهري : القتل على ثلاثة أوجه : قتل الخطإ المحض ، وهو أن يرمي الرجل بحجر يريد تنحيته عن موضعه ، ولا يقصد به أحدا فيصيب إنسانا فيقتله ، ففيه الدية على عاقلة الرامي أخماسا من الإبل ، وهي عشرون ابنة مخاض ، وعشرون ابنة لبون ، وعشرون ابن لبون ، وعشرون حقة وعشرون جذعة ؛ وأما شبه العمد فهو أن يضرب الإنسان بعمود لا يقتل مثله أو بحجر لا يكاد يموت من أصابه فيموت منه ففيه الدية مغلظة ؛ وكذلك العمد المحض فيه ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة ؛ فأما شبه العمد فالدية على عاقلة القاتل ، وأما العمد المحض فهو في مال القاتل . وفعلت ذلك عمدا على عين ، وعمد عين أي : بجد ويقين ؛ قال خفاف بن ندبة :

إن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمدا على عين تيممت مالكا وعمد الحائط يعمده عمدا : دعمه ؛ والعمود الذي تحامل الثقل عليه من فوق كالسقف يعمد بالأساطين المنصوبة . وعمد الشيء يعمده عمدا : أقامه . والعماد : ما أقيم به . وعمدت الشيء فانعمد أي : أقمته بعماد يعتمد عليه . والعماد : الأبنية الرفيعة ، يذكر ويؤنث ، الواحدة عمادة ؛ قال الشاعر :


ونحن إذا عماد الحي خرت     على الأحفاض نمنع من يلينا

وقوله تعالى : إرم ذات العماد قيل : معناه أي : ذات الطول ، وقيل أي : ذات البناء الرفيع ؛ وقيل ذات البناء الرفيع المعمد ، وجمعه عمد والعمد اسم للجمع . وقال الفراء : ذات العماد إنهم كانوا أهل عمد ينتقلون إلى الكلإ حيث كان ثم يرجعون إلى منازلهم ؛ وقال الليث : يقال لأصحاب الأخبية الذين لا ينزلون غيرها هم أهل عمود وأهل عماد . المبرد : رجل طويل العماد إذا كان معمدا أي : طويلا .

وفلان طويل العماد إذا كان منزله معلما لزائريه . وفي حديث أم زرع : زوجي رفيع العماد ؛ أرادت عماد بيت شرفه ، والعرب تضع البيت موضع الشرف في النسب والحسب . والعماد والعمود : الخشبة التي يقوم عليها البيت . وأعمد الشيء : جعل تحته عمدا . والعميد : المريض لا يستطيع الجلوس من مرضه حتى يعمد من جوانبه بالوسائد أي : يقام . وفي حديث الحسن وذكر طالب العلم : وأعمدتاه رجلاه أي : صيرتاه عميدا ، وهو المريض الذي لا يستطيع أن يثبت على المكان حتى يعمد من جوانبه لطول اعتماده في القيام عليها ، وقوله : أعمدتاه رجلاه ، على لغة من قال أكلوني البراغيث ، وهي لغة طيئ . وقد عمده المرض يعمده : فدحه ؛ عن ابن الأعرابي ؛ ومنه اشتق القلب العميد : يعمده : يسقطه ويفدحه ويشتد عليه . قال : ودخل أعرابي على بعض العرب ، وهو مريض فقال له : كيف تجدك ؟ فقال : أما الذي يعمدني فحصر وأسر . ويقال للمريض معمود ، ويقال له : ما يعمدك ؟ أي : ما يوجعك .

وعمده المرض أي : أضناه ؛ قال الشاعر :


ألا من لهم آخر الليل عامد

معناه موجع . روى ثعلب أن ابن الأعرابي أنشده لسماك العاملي :

ألا من شجت ليلة عامده كما أبدا ليلة واحده وقال : ما معرفة فنصب ( أبدا ) على خروجه من المعرفة كان جائزا قال الأزهري : وقوله ليلة عامدة أي : ممرضة موجعة . واعتمد على الشيء : توكأ . والعمدة : ما يعتمد عليه . واعتمدت على الشيء : اتكأت عليه . واعتمدت عليه في كذا أي : اتكلت عليه . والعمود : العصا ؛ قال أبو كبير الهذلي :


يهدي العمود له الطريق إذا     هم ظعنوا ويعمد للطريق الأسهل

واعتمد عليه في الأمر : تورك على المثل . والاعتماد : اسم لكل سبب زاحفته ، وإنما سمي بذلك ؛ لأنك إنما تزاحف الأسباب لاعتمادها على الأوتاد . والعمود : الخشبة القائمة في وسط الخباء ، والجمع أعمدة وعمد ، والعمد اسم للجمع . ويقال : كل خباء معمد ؛ وقيل : كل خباء كان طويلا في الأرض يضرب على أعمدة كثيرة فيقال لأهله : عليكم بأهل ذلك العمود ، ولا يقال : أهل العمد ؛ وأنشد :

وما أهل العمود لنا بأهل ولا النعم المسام لنا بمال وقال في قول النابغة :


يبنون تدمر بالصفاح والعمد

قال : العمد أساطين الرخام . وأما قوله تعالى : إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة فقد قرئت في عمد ، وهو جمع عماد وعمد وعمد ، كما قالوا إهاب وأهب وأهب ، ومعناه أنها في عمد من النار ؛ نسب الأزهري هذا القول إلى الزجاج ، وقال : وقال الفراء : العمد والعمد جميعا جمعان للعمود مثل أديم وأدم وأدم وقضيم وقضم وقضم . وقوله تعالى : خلق السماوات بغير عمد ترونها قال الزجاج : قيل في تفسيره : إنها بعمد لا ترونها أي : لا ترون تلك العمد ، وقيل خلقها بغير عمد ، وكذلك ترونها ؛ قال : والمعنى في التفسير يئول إلى شيء واحد ، ويكون تأويل بغير عمد ترونها التأويل الذي فسر بعمد لا ترونها ، وتكون العمد قدرته التي يمسك بها السماوات والأرض ؛ وقال الفراء : فيه قولان : أحدهما أنه خلقها مرفوعة بلا عمد ولا يحتاجون مع الرؤية إلى خبر ، والقول الثاني أنه خلقها بعمد لا ترون تلك العمد ؛ وقيل : العمد التي لا ترى قدرته ، وقال الليث : معناه أنكم لا ترون العمد ولها عمد ، واحتج بأن عمدها جبل قاف المحيط بالدنيا ، والسماء مثل القبة ، أطرافها على قاف من زبرجدة خضراء ، ويقال : إن خضرة السماء من ذلك الجبل فيصير يوم القيامة نارا تحشر الناس إلى المحشر .

وعمود الأذن : ما استدار فوق الشحمة وهو قوام الأذن التي تثبت عليه ومعظمها . وعمود اللسان : وسطه طولا ، وعمود القلب كذلك ، وقيل : هو عرق يسقيه ، وكذلك عمود الكبد . ويقال للوتين : عمود السحر ، وقيل : عمود الكبد عرقان ضخمان جنابتي السرة يمينا وشمالا . ويقال : إن فلانا لخارج عموده [ ص: 276 ] من كبده من الجوع . والعمود : الوتين . وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجالب قال : يأتي به أحدهم على عمود بطنه ؛ قال أبو عمرو : عمود بطنه ظهره ؛ لأنه يمسك البطن ويقويه فصار كالعمود له ؛ وقال أبو عبيد : عندي أنه كنى بعمود بطنه عن المشقة والتعب أي : أنه يأتي به على تعب ومشقة ، وإن لم يكن على ظهره إنما هو مثل ، والجالب الذي يجلب المتاع إلى البلاد ؛ يقول : يترك وبيعه لا يتعرض له حتى يبيع سلعته كما شاء ، فإنه قد احتمل المشقة والتعب في اجتلابه وقاسى السفر والنصب . والعمود : عرق من أذن الرهابة إلى السحر . وقال الليث : عمود البطن شبه عرق ممدود من لدن الرهابة إلى دوين السرة في وسطه يشق من بطن الشاة . ودائرة العمود في الفرس : التي في مواضع القلادة ، والعرب تستحبها . وعمود الأمر : قوامه الذي لا يستقيم إلا به . وعمود السنان : ما توسط شفرتيه من غيره الناتئ في وسطه . وقال النضر : عمود السيف الشطيبة التي في وسط متنه إلى أسفله ، وربما كان للسيف ثلاثة أعمدة في ظهره ، وهي الشطب والشطائب . وعمود الصبح : ما تبلج من ضوئه وهو المستظهر منه ، وسطع عمود الصبح على التشبيه بذلك . وعمود النوى : ما استقامت عليه السيارة من بيته على المثل . وعمود الإعصار : ما يسطع منه في السماء أو يستطيل على وجه الأرض . وعميد الأمر : قوامه . والعميد : السيد المعتمد عليه في الأمور أو المعمود إليه ؛ قال :


إذا ما رأت شمسا عب الشمس شمرت     إلى رملها والجلهمي عميدها

والجمع عمداء ، وكذلك العمدة الواحد والاثنان والجمع ، والمذكر والمؤنث فيه سواء . ويقال للقوم : أنتم عمدتنا الذين يعتمد عليهم . وعميد القوم وعمودهم : سيدهم . وفلان عمدة قومه إذا كانوا يعتمدونه فيما يحزبهم ، وكذلك هو عمدتنا . والعميد : سيد القوم ؛ ومنه قول الأعشى :


حتى يصير عميد القوم متكئا     يدفع بالراح عنه نسوة عجل

ويقال : استقام القوم على عمود رأيهم أي : على الوجه الذي يعتمدون عليه . واعتمد فلان ليلته إذا ركبها يسري فيها ؛ واعتمد فلان فلانا في حاجته واعتمد عليه . والعميد : الشديد الحزن . يقال : ما عمدك ؟ أي : ما أحزنك . والعميد والمعمود : المشغوف عشقا ، وقيل : الذي بلغ به الحب مبلغا . وقلب عميد : هده العشق وكسره . وعميد الوجع : مكانه . وعمد البعير عمدا ، فهو عمد والأنثى بالهاء : ورم سنامه من عض القتب والحلس وانشدخ ؛ قال لبيد يصف مطرا أسال الأودية :


فبات السيل يركب جانبيه     من البقار كالعمد الثقال

قال الأصمعي : يعني أن السيل يركب جانبيه سحاب كالعمد أي : أحاط به سحاب من نواحيه بالمطر ، وقيل : هو أن يكون السنام واريا فيحمل عليه ثقل فيكسره فيموت فيه شحمه فلا يستوي ، وقيل : هو أن يرم ظهر البعير مع الغدة ، وقيل : هو أن ينشدخ السنام انشداخا ، وذلك أن يركب وعليه شحم كثير . والعمد : البعير الذي قد فسد سنامه . قال : ومنه قيل رجل عميد ومعمود أي : بلغ الحب منه ، شبه بالسنام الذي انشدخ انشداخا . وعمد البعير إذا انفضخ داخل سنامه من الركوب وظاهره صحيح ، فهو بعير عمد . وفي حديث عمر : أن نادبته قالت : واعمراه ! أقام الأود وشفى العمد . العمد بالتحريك : ورم ودبر يكون في الظهر ، أرادت به أنه أحسن السياسة ؛ ومنه حديث علي : لله بلاء فلان فلقد قوم الأود وداوى العمد .

وفي حديثه الآخر : كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة ؟ البكار جمع بكر ، وهو الفتي من الإبل ، والعمدة : من العمد الورم والدبر ، وقيل : العمدة التي كسرها ثقل حملها . والعمدة : الموضع الذي ينتفخ من سنام البعير وغاربه .

وقال النضر : عمدت أليتاه من الركوب ، وهو أن ترما وتخلجا . وعمدت الرجل أعمده عمدا إذا ضربته بالعمود . وعمدته إذا ضربت عمود بطنه . وعمد الخراج عمدا إذا عصر قبل أن ينضج فورم ولم تخرج بيضته ، وهو الجرح العمد . وعمد الثرى يعمد عمدا : بلله المطر ، فهو عمد ، تقبض وتجعد وندي وتراكب بعضه على بعض ، فإذا قبضت منه على شيء تعقد واجتمع من ندوته ؛ قال الراعي يصف بقرة وحشية :


حتى غدت في بياض الصبح طيبة     ريح المباءة تخدي والثرى عمد

أراد طيبة ريح المباءة ، فلما نون طيبة نصب ريح المباءة . أبو زيد : عمدت الأرض عمدا إذا رسخ فيها المطر إلى الثرى حتى إذ قبضت عليه في كفك تعقد وجعد . ويقال : إن فلانا لعمد الثرى أي : كثير المعروف . وعمدت السيل تعميدا إذا سددت وجه جريته حتى يجتمع في موضع بتراب أو حجارة . والعمود : قضيب الحديد . وأعمد : بمعنى أعجب ، وقيل : أعمد بمعنى أغضب من قولهم عمد عليه إذا غضب ؛ وقيل : معناه أتوجع وأشتكي من قولهم عمدني الأمر فعمدت أي : أوجعني فوجعت . الغنوي : العمد والضمد الغضب ؛ قال الأزهري : وهو العمد والأمد أيضا . وعمد عليه : غضب كعبد ؛ حكاه يعقوب في المبدل . ومن كلامهم : أعمد من كيل محق أي : هل زاد على هذا . وروي عن أبي عبيد محق ، بالتشديد . قال الأزهري : ورأيت في كتاب قديم مسموع من كيل محق بالتخفيف من المحق ، وفسر هل زاد على مكيال نقص كيله أي : طفف . قال : وحسبت أن الصواب هذا ؛ قال ابن بري : ومنه قول الراجز :


فاكتل أصياعك منه وانطلق     ويحك هل أعمد من كيل محق

وقال : معناه هل أزيد على أن محق كيلي ؟ وفي حديث ابن مسعود : أنه أتى أبا جهل يوم بدر وهو صريع ، فوضع رجله على مذمره ليجهز عليه ، فقال له أبو جهل : أعمد من سيد قتله قومه . أي أعجب ؛ قال أبو عبيد : معناه هل زاد على سيد قتله قومه ، هل كان إلا هذا ؟ أي : أن هذا ليس بعار ، ومراده بذلك أن يهون على نفسه ما حل به من الهلاك ، وأنه ليس بعار عليه أن يقتله قومه ؛ وقال شمر : هذا استفهام أي أعجب [ ص: 277 ] من رجل قتله قومه ؛ قال الأزهري : كأن الأصل أأعمد من سيد فخففت إحدى الهمزتين ؛ وقال ابن ميادة ونسبه الأزهري لابن مقبل :


تقدم قيس كل يوم كريهة     ويثنى عليها في الرخاء ذنوبها
وأعمد من قوم كفاهم أخوهم     صدام الأعادي حيث فلت نيوبها

يقول : هل زدنا على أن كفينا إخوتنا .

والمعمد والعمد والعمدان والعمداني : الشاب الممتلئ شبابا ، وقيل هو الضخم الطويل ، والأنثى من كل ذلك بالهاء ، والجمع العمدانيون . وامرأة عمدانية : ذات جسم وعبالة . ابن الأعرابي : العمود والعماد والعمدة والعمدان رئيس العسكر وهو الزوير . ويقال لرجلي الظليم : عمودان . وعمودان : اسم موضع ؛ قال حاتم الطائي :

بكيت وما يبكيك من دمنة قفر بسقف إلى وادي عمودان فالغمر ابن بزرج : يقال : حلس به وعرس به وعمد به ولزب به إذا لزمه . ابن المظفر : عمدان اسم جبل أو موضع ؛ قال الأزهري : أراه أراد غمدان بالغين فصحفه وهو حصن في رأس جبل باليمن معروف وكان لآل ذي يزن ؛ قال الأزهري : وهذا تصحيف كتصحيفه يوم بعاث وهو من مشاهير أيام العرب فأخرجه في الغين وصحفه .

التالي السابق


الخدمات العلمية