[ عنت ]
عنت : العنت : دخول المشقة على الإنسان ، ولقاء الشدة ؛ يقال : أعنت فلان فلانا إعناتا إذا أدخل عليه عنتا أي : مشقة . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372681الباغون البرآء العنت ؛ قال
ابن الأثير : العنت المشقة ، والفساد ، والهلاك ، والإثم ، والغلط ، والخطأ ، والزنا : كل ذلك قد جاء ، وأطلق العنت عليه ، والحديث يحتمل كلها ؛ والبرآء جمع بريء ، وهو والعنت منصوبان مفعولان للباغين ؛ يقال : بغيت فلانا خيرا ، وبغيتك الشيء : طلبته لك ، وبغيت الشيء : طلبته .
ومنه الحديث :
فيعنتوا عليكم دينكم ، أي : يدخلوا عليكم الضرر في دينكم ؛ والحديث الآخر :
حتى تعنته . أي : تشق عليه . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10372683أيما طبيب تطبب ولم يعرف بالطب فأعنت ، فهو ضامن .
أي : أضر المريض وأفسده . وأعنته وتعنته تعنتا : سأله عن شيء أراد به اللبس عليه والمشقة . وفي حديث
عمر : أردت أن تعنتني . أي : تطلب عنتي وتسقطني . والعنت : الهلاك . وأعنته : أوقعه في الهلكة ؛ وقوله عز وجل :
واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم أي : لو أطاع مثل المخبر الذي أخبره بما لا أصل له ، وقد كان سعى بقوم من العرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنهم ارتدوا ، لوقعتم في عنت أي : في فساد وهلاك . وهو قول الله عز وجل :
ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم . وفي التنزيل :
ولو شاء الله لأعنتكم معناه : لو شاء لشدد عليكم ، وتعبدكم بما يصعب عليكم أداؤه ، كما فعل بمن كان قبلكم . وقد يوضع العنت موضع الهلاك ، فيجوز أن يكون معناه : لو شاء الله لأعنتكم أي : لأهلككم بحكم يكون فيه غير ظالم . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : أصل التعنت التشديد ، فإذا قالت العرب : فلان يتعنت فلانا ويعنته ، فمرادهم يشدد عليه ، ويلزمه بما يصعب عليه أداؤه ؛ قال : ثم نقلت إلى معنى الهلاك ، والأصل ما وصفنا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : الإعنات تكليف غير الطاقة . والعنت : الزنا . وفي التنزيل :
ذلك لمن خشي العنت منكم يعني الفجور والزنا ؛ وقال
الأزهري : نزلت هذه الآية فيمن لم يستطع طولا أي : فضل مال ينكح به حرة ، فله أن ينكح أمة ؛ ثم قال :
ذلك لمن خشي العنت منكم وهذا يوجب أن من لم يخش العنت ، ولم يجد طولا لحرة ، أنه لا يحل له أن ينكح أمة ؛ قال : واختلف الناس في تفسير هذه الآية ؛ فقال بعضهم : معناه ذلك لمن خاف أن يحمله شدة الشبق والغلمة على الزنا ، فيلقى العذاب العظيم في الآخرة ، والحد في الدنيا ، وقال بعضهم : معناه أن يعشق أمة ؛ وليس في الآية ذكر عشق ، ولكن ذا العشق يلقى عنتا ؛ وقال
أبو العباس محمد بن يزيد الثمالي : العنت هاهنا الهلاك ؛ وقيل : الهلاك في الزنا ؛ وأنشد :
أحاول إعناتي بما قال أو رجا
أراد : أحاول إهلاكي .
وروى
المنذري عن
أبي الهيثم أنه قال : العنت في كلام العرب الجور والإثم والأذى ؛ قال : فقلت له التعنت من هذا ؟ قال : نعم ؛ يقال : تعنت فلان فلانا إذا أدخل عليه الأذى ؛ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق الزجاج : العنت في اللغة المشقة الشديدة ، والعنت الوقوع في أمر شاق ، وقد عنت ، وأعنته غيره ؛ قال
الأزهري : هذا الذي قاله
أبو إسحاق صحيح ، فإذا شق على الرجل العزبة ، وغلبته الغلمة ، ولم يجد ما يتزوج به حرة ، فله أن ينكح أمة ؛ لأن غلبة الشهوة ، واجتماع الماء في الصلب ، ربما أدى إلى العلة الصعبة ، والله أعلم ؛ قال
الجوهري : العنت الإثم ؛ وقد عنت الرجل . قال تعالى :
عزيز عليه ما عنتم قال
الأزهري : معناه عزيز عليه عنتكم ، وهو لقاء الشدة والمشقة ؛ وقال بعضهم : معناه عزيز أي : شديد ما أعنتكم أي : أوردكم العنت والمشقة . ويقال : أكمة عنوت طويلة شاقة المصعد ، وهي العنتوت
[ ص: 295 ] أيضا ؛ قال
الأزهري : والعنت الكسر ، وقد عنتت يده أو رجله أي : انكسرت ، وكذلك كل عظم ؛ قال الشاعر :
فداو بها أضلاع جنبيك بعدما عنتن وأعيتك الجبائر من عل
ويقال : عنت العظم عنتا ، فهو عنت : وهى وانكسر ؛ قال
رؤبة :
فأرغم الله الأنوف الرغما مجدوعها والعنت المخشما
وقال
الليث : الوثء ليس بعنت ؛ لا يكون العنت إلا الكسر ؛ والوثء الضرب حتى يرهص الجلد واللحم ، ويصل الضرب إلى العظم ، من غير أن ينكسر .
ويقال : أعنت الجابر الكسير إذا لم يرفق به ، فزاد الكسر فسادا ، وكذلك راكب الدابة إذا حمله على ما لا يحتمله من العنف حتى يظلع ، فقد أعنته ، وقد عنتت الدابة . وجملة العنت : الضرر الشاق المؤذي . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : في رجل أنعل دابة فعنتت ؛ هكذا جاء في رواية ، أي : عرجت ؛ وسماه عنتا ؛ لأنه ضرر وفساد . والرواية : فعتبت ، بتاء فوقها نقطتان ، ثم باء تحتها نقطة ، قال
القتيبي : والأول أحب الوجهين إلي . ويقال للعظم المجبور إذا أصابه شيء فهاضه : قد أعنته ، فهو عنت ومعنت .
قال
الأزهري : معناه أنه يهيضه ، وهو كسر بعد انجبار ، وذلك أشد من الكسر الأول . وعنت عنتا : اكتسب مأثما . وجاءني فلان متعنتا إذا جاء يطلب زلتك . والعنتوت : جبيل مستدق في السماء ، وقيل :
دوين الحرة ؛ قال :
أدركتها تأفر دون العنتوت تلك الهلوك والخريع السلحوت
الأفر : سير سريع . والعنتوت : الحز في القوس ؛ قال
الأزهري : عنتوت القوس هو الحز الذي تدخل فيه الغانة ، والغانة : حلقة رأس الوتر .