صفحة جزء
[ غرض ]

غرض : الغرض : حزام الرحل ، والغرضة كالغرض ، والجمع غرض مثل بسرة وبسر وغرض مثل كتب . والغرضة ، بالضم : التصدير ، وهو للرحل بمنزلة الحزام للسرج والبطان ، وقيل : الغرض البطان للقتب ، والجمع غروض مثل فلس وفلوس وأغراض أيضا ؛ قال ابن بري : ويجمع أيضا على أغرض مثل فلس وأفلس ؛ قال هميان بن قحافة السعدي :


يغتال طول نسعه وأغرضه بنفخ جنبيه وعرض ربضه

وقال ابن خالويه : المغرض موضع الغرضة ، قال : ويقال للبطن المغرض . وغرض البعير بالغرض والغرضة يغرضه غرضا : شده . وأغرضت البعير : شددت عليه الغرض . وفي الحديث : لا تشد الرحال الغرض إلا إلى ثلاثة مساجد ؛ هو من ذلك . والمغرض : الموضع الذي يقع عليه الغرض أو الغرضة ؛ قال :


إلى أمون تشتكي المغرضا

والمغرض : المحزم ، وهو من البعير بمنزلة المحزم من الدابة ، وقيل : المغرض جانب البطن أسفل الأضلاع التي هي مواضع الغرض من بطونها ؛ قال أبو محمد الفقعسي :


يشربن حتى ينقض المغارض     لا عائف منها ولا معارض

وأنشد آخر لشاعر :


عشيت جابان حتى استد مغرضه     وكاد يهلك ، لولا أنه اطافا

أي انسد ذلك الموضع من شدة الامتلاء ، والجمع المغارض . والمغرض : رأس الكتف الذي فيه المشاش تحت الغرضوف ، وقيل : هو باطن ما بين العضد منقطع الشراسيف . والغرض : الملء . والغرض : النقصان عن الملء ، وهو من الأضداد . وغرض الحوض والسقاء يغرضهما غرضا . ملأهما ؛ قال ابن سيده : وأرى اللحياني حكى أغرضه ؛ قال الراجز :


لا تأويا للحوض أن يغيضا     أن تغرضا خير من أن تغيضا

والغرض : النقصان ؛ قال :


لقد فدى أعناقهن المحض     والدأظ ، حتى ما لهن غرض

أي كانت لهن ألبان يقرى منها ففدت أعناقها من أن تنحر . ويقال : الغرض موضع ماء تركته فلم تجعل فيه شيئا ؛ يقال : غرض في سقائك أي لا تملأه . وفلان بحر لا يغرض أي لا ينزح ، وقيل في قوله :


والدأظ حتى ما لهن غرض

إن الغرض ما أخليته من الماء كالأمت في السقاء . والغرض أيضا : أن يكون الرجل سمينا فيهزل فيبقى في جسده غروض . وقال الباهلي : الغرض أن يكون في جلودها نقصان . وقال أبو الهيثم : الغرض التثني . والغرض : الضجر والملال ؛ وأنشد ابن بري للحمام بن الدهيقين :


لما رأت خولة مني غرضا     قامت قياما ريثا لتنهضا

قوله : غرضا أي ضجرا . وغرض منه غرضا ، فهو غرض : ضجر وقلق وقد غرض بالمقام يغرض غرضا وأغرضه غيره . وفي الحديث : كان إذا مشى عرف في مشيه أنه غير غرض ؛ الغرض : القلق الضجر . وفي حديث عدي : فسرت حتى نزلت جزيرة العرب فأقمت بها حتى اشتد غرضي أي ضجري وملالي . والغرض أيضا : شدة النزاع نحو الشيء والشوق إليه . وغرض إلى لقائه يغرض غرضا ، فهو غرض : اشتاق ؛ قال ابن هرمة :


إني غرضت إلى تناصف وجهها     غرض المحب إلى الحبيب الغائب

أي محاسن وجهها التي ينصف بعضها بعضا في الحسن ؛ قال الأخفش : تفسيره غرضت من هؤلاء إليه لأن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل ، قال الكلابي :


فمن يك لم يغرض فإني وناقتي     بحجر ، إلى أهل الحمى غرضان
تحن فتبدي ما بها من صبابة     وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني

وقال آخر :


يا رب بيضاء ، لها زوج حرض     ترميك بالطرف كما يرمي الغرض

أي المشتاق . وغرضنا البهم نغرضه غرضا : فصلناه عن أمهاته . وغرض الشيء يغرضه غرضا : كسره كسرا لم يبن . وانغرض [ ص: 37 ] الغصن : تثنى وانكسر انكسارا غير بائن . والغريض : الطري من اللحم والماء واللبن والتمر . يقال : أطعمنا لحما غريضا أي طريا . وغريض اللبن واللحم : طريه . وفي حديث الغيبة : فقاءت لحما غريضا أي طريا ومنه حديث عمر : فيؤتى بالخبز لينا وباللحم غريضا . وغرض غرضا فهو ، غريض أي طري ؛ قال أبو زبيد الطائي يصف أسدا :


يظل مغبا عنده من فرائس     رفات عظام أو غريض مشرشر

مغبا أي غابا . مشرشر : مقطع ، ومنه قيل لماء المطر مغروض وغريض ؛ قال الحادرة :


بغريض سارية أدرته الصبا     من ماء أسجر طيب المستنقع

والمغروض : ماء المطر الطري ؛ قال لبيد :

تذكر شجوه وتقاذفته مشعشعة بمغروض زلال وقولهم : وردت الماء غارضا أي مبكرا . وغرضناه نغرضه غرضا وغرضناه : جنيناه طريا أو أخذناه كذلك . وغرضت له غريضا : سقيته لبنا حليبا . وأغرضت للقوم غريضا : عجنت لهم عجينا ابتكرته ولم أطعمهم بائتا . وورد غارض : باكر . وأتيته غارضا : أول النهار . وغرضت المرأة سقاءها تغرضه غرضا ، وهو أن تمخضه ، فإذا ثمر وصار ثميرة قبل أن يجتمع زبده صبته فسقته للقوم ، فهو سقاء مغروض وغريض . ويقال أيضا : غرضنا السخل نغرضه إذا فطمناه قبل إناه . وغرض إذا تفكه من الفكاهة وهو المزاح . والغريضة : ضرب من السويق ، يصرم من الزرع ما يراد حتى يستفرك ثم يشهى ، وتشهيته أن يسخن على المقلى حتى ييبس ، وإن شاء جعل معه على المقلى حبقا فهو أطيب لطعمه وهو أطيب سويق . والغرض : شعبة في الوادي أكبر من الهجيج ؛ قال ابن الأعرابي : ولا تكون شعبة كاملة ، والجمع غرضان وغرضان . يقال : أصابنا مطر أسال زهاد الغرضان ، وزهادها صغارها . والغرضان من الفرس : ما انحدر من قصبة الأنف من جانبيها وفيها عرق البهر . وقال أبو عبيدة : في الأنف غرضان وهما ما انحدر من قصبة الأنف من جانبيه جميعا وأما قوله :


كرام ينال الماء قبل شفاههم     لهم واردات الغرض شم الأرانب

فقد قيل : إنه أراد الغرضوف الذي في قصبة الأنف ، فحذف الواو والفاء ، ورواه بعضهم : لهم عارضات الورد . وكل من ورد الماء باكرا ، فهو غارض ، والماء غريض وقيل : الغارض من الأنوف الطويل . والغرض : هو الهدف الذي ينصب فيرمى فيه ، والجمع أغراض . وفي حديث الدجال : أنه يدعو شابا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ؛ الغرض هاهنا : الهدف أراد أنه يكون بعد ما بين القطعتين بقدر رمية السهم إلى الهدف ، وقيل : معناه وصف الضربة أي تصيبه إصابة رمية الغرض . وفي حديث عقبة بن عامر : تختلف بين هذين الغرضين وأنت شيخ كبير . وغرضه كذا أي حاجته وبغيته . وفهمت غرضك أي قصدك . واغترض الشيء : جعله غرضه . وغرض أنف الرجل : شرب فنال أنفه الماء من قبل شفته . والغريض : الطلع ، والإغريض : الطلع والبرد ، ويقال : كل أبيض طري ، وقال ثعلب : الإغريض ما في جوف الطلعة ثم شبه به البرد لا أن الإغريض أصل في البرد . ابن الأعرابي : الإغريض الطلع حين ينشق عنه كافوره ؛ وأنشد :


وأبيض كالإغريض لم يتثلم

والإغريض أيضا : قطر جليل تراه إذا وقع كأنه أصول نبل وهو من سحابة متقطعة ، وقيل : هو أول ما يسقط منها ؛ قال النابغة :


يميح بعود الضرو إغريض بغشة     جلا ظلمه ما دون أن يتهمما

وقال اللحياني : قال الكسائي : الإغريض كل أبيض مثل اللبن وما ينشق عنه الطلع . قال ابن بري : والغريض أيضا كل غناء محدث طري ، ومنه سمي المغني الغريض لأنه أتى بغناء محدث .

التالي السابق


الخدمات العلمية