صفحة جزء
[ غرف ]

غرف : غرف الماء والمرق ونحوهما يغرفه غرفا واغترفه واغترف منه ، وفي الصحاح : غرفت الماء بيدي غرفا . والغرفة والغرفة : ما غرف ، وقيل : الغرفة المرة الواحدة ، والغرفة ما اغترف . وفي التنزيل العزيز : إلا من اغترف غرفة وغرفة ؛ أبو العباس : غرفة قراءة عثمان ، ومعناه الماء الذي يغترف نفسه ، وهو الاسم ، والغرفة المرة من المصدر . ويقال : الغرفة ، بالضم ، ملء اليد . قال : وقال الكسائي : لو كان موضع اغترف غرف اخترت الفتح لأنه يخرج على فعلة ، ولما كان اغترف لم يخرج على فعلة . وروي عن يونس أنه قال : غرفة وغرفة عربيتان ، غرفت غرفة ، وفي القدر غرفة ، وحسوت حسوة ، وفي الإناء حسوة . الجوهري : الغرفة ، بالضم ، اسم المفعول منه لأنك ما لم تغرفه لا تسميه غرفة ، والجمع غراف مثل نطفة ونطاف . والغرافة : كالغرفة ، والجمع غراف . وزعموا أن ابنة الجلندى وضعت قلادتها على سلحفاة فانسابت في البحر ، فقالت :

يا قوم نزاف نزاف لم يبق في البحر غير غراف

. والغراف أيضا : مكيال ضخم مثل الجراف ، وهو القنقل . والمغرفة : ما غرف به ، وبئر غروف : يغرف ماؤها باليد . ودلو غريف وغريفة : كثيرة الأخذ من الماء . وقال الليث : الغرف غرفك الماء باليد أو بالمغرفة ، قال : وغرب غروف [ ص: 38 ] كثير الأخذ للماء . قال : ومزادة غرفية وغرفية ، فالغرفية رقيقة من جلود يؤتى بها من البحرين ، وغرفية دبغت بالغرف . وسقاء غرفى أي مدبوغ بالغرف . ونهر غراف : كثير الماء . وغيث غراف : غزير ؛ قال :


لا تسقه صيب غراف جؤر

ويروى عزاف ، وقد تقدم .

وغرف الناصية يغرفها غرفا : جزها وحلقها . وغرفت ناصية الفرس : قطعتها وجززتها ، وفي الحديث : أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، نهى عن الغارفة ، قال الأزهري : هو أن تسوي ناصيتها مقطوعة على وسط جبينها . ابن الأعرابي : غرف شعره إذا جزه ، وملطه إذا حلقه . وغرفت العود : جززته . والغرفة : الخصلة من الشعر ؛ ومنه قول قيس : تكاد تنغرف أي تنقطع . قال الأزهري : والغارفة في الحديث اسم من الغرفة جاء على فاعلة كقولهم سمعت راغية الإبل ، وكقول الله تعالى : لا تسمع فيها لاغية أي لغوا ، ومعنى الغارفة غرف الناصية مطرزة على الجبين ، والغارفة في غير هذا : الناقة السريعة السير سميت غارفة لأنها ذات قطع ؛ وقال الخطابي : يريد بالغارفة التي تجز ناصيتها عند المصيبة . وغرف شعره إذا جزه ، ومعنى الغارفة فاعلة بمعنى مفعولة كعيشة راضية . وناقة غارفة : سريعة السير . وإبل غوارف وخيل مغارف : كأنها تغرف الجري غرفا ، وفرس مغرف ؛ قال مزاحم :


بأيدي اللهاميم الطوال المغارف

ابن دريد : فرس غراف رغيب الشحوة كثير الأخذ بقوائمه من الأرض . وغرف الشيء يغرفه غرفا فانغرف : قطعه فانقطع . ابن الأعرابي : الغرف التثني والانقصاف ؛ قال قيس بن الخطيم :


تنام عن كبر شأنها فإذا     قامت رويدا تكاد تنغرف

قال يعقوب : معناه تتثنى ، وقيل : معناه تنقصف من دقة خصرها . وانغرف العظم : انكسر ، وقيل : انغرف العود انغرض إذا كسر ولم ينعم كسره . وانغرف إذا مات . والغرفة : العلية ، والجمع غرفات وغرفات وغرفات وغرف . والغرفة : السماء السابعة ؛ قال لبيد :

سوى فأغلق دون غرفة عرشه سبعا طباقا فوق فرع المنقل كذا ذكر في الصحاح ، وفي المحكم : فوق فرع المعقل ؛ قال : ويروى المنقل ، وهو ظهر الجبل ؛ قال ابن بري : الذي في شعره : دون عزة عرشه . والمنقل : الطريق في الجبل . والغرفة : حبل معقود بأنشوطة يلقى في عنق البعير . وغرف البعير يغرفه ويغرفه غرفا : ألقى في رأسه الغرفة ، يمانية . والغريفة : النعل بلغة بني أسد ، قال شمر : وطيئ تقول ذلك ، وقال اللحياني : الغريفة النعل الخلق . والغريفة : جلدة معرضة فارغة نحو من الشبر من أدم مرتبة في أسفل قراب السيف تتذبذب ، وتكون مفرضة مزينة ؛ قال الطرماح وذكر مشفر البعير :


تمر على الوراك إذا المطايا     تقايست النجاد من الوجين
خريع النعو مضطرب النواحي     كأخلاق الغريفة ذي غضون

وخريع منصوب بتمر أي تمر على الوراك مشفرا خريع النعو ؛ والنعو شق المشفر وجعله خلقا لنعومته . وقال اللحياني : الغريفة في هذا البيت النعل الخلق ، قال : ويقال لنعل السيف إذا كان من أدم غريفة أيضا . والغريفة والغريف : الشجر الملتف ، وقيل : الأجمة من البردي والحلفاء والقصب ؛ قال أبو حنيفة : وقد يكون من السلم ؛ والضال قال أبو كبير :


يأوي إلى عظم الغريف ونبله     كسوام دبر الخشرم المتثور

وقيل : هو الماء الذي في الأجمة ؛ قال الأعشى :


كبردية الغيل وسط الغري     ف قد خالط الماء منها السريرا

السرير : ساق البردي . قال الأزهري : أما ما قال الليث في الغريف إنه ماء الأجمة فهو باطل . والغريف : الأجمة نفسها بما فيها من شجرها . والغريف : الجماعة من الشجر الملتف من أي شجر كان ؛ قال الأعشى :

كبردية الغيل وسط الغري ف ساق الرصاف إليه غديرا أنشده الجوهري ؛ قال ابن بري : عجز بيت الأعشى لصدر آخر غير هذا وتقرير البيتين :


كبردية الغيل وسط الغريف     إذا خالط الماء منها السرورا

والبيت الآخر بعد هذا البيت ببيتين وهو :


أو اسفنط عانة بعد الرقا     د ساق الرصاف إليه غديرا

والغرف والغرف : شجر يدبغ به ، فإذا يبس فهو الثمام ، وقيل : الغرف من عضاه القياس وهو أرقها ، وقيل : هو الثمام ما دام أخضر ، وقيل : هو الثمام عامة ؛ قال الهذلي :


أمسى سقام خلاء لا أنيس به     غير الذئاب ومر الريح بالغرف

سقام : اسم واد ، ويروى غير السباع ؛ وأنشد ابن بري لجرير :


يا حبذا الخرج بين الدام والأدمى     فالرمث من برقة الروحان فالغرف

الأزهري : الغرف ، ساكن الراء ، شجرة يدبغ بها ، قال أبو عبيد : هو الغرف والغلف ، وأما الغرف فهو جنس من الثمام لا يدبغ به . والثمام أنواع : منه الغرف وهو شبيه بالأسل وتتخذ منه المكانس ويظلل به المزاد فيبرد الماء ؛ وقال عمر بن لجأ في الغرف :

تهمزها الكف على انطوائها همز شعيب الغرف من عزلائها يعني مزادة دبغت بالغرف . وقال الباهلي في قول عمر بن لجإ : الغرف جلود ليست بقرظية تدبغ بهجر ، وهو أن يؤخذ لها هدب الأرطى فيوضع في منحاز ويدق ، ثم يطرح عليه التمر ، فتخرج له رائحة خمرة ، ثم يغرف لكل جلد مقدار ، ثم يدبغ به ، فذلك الذي يغرف يقال له الغرف ، وكل مقدار جلد من ذلك النقيع فهو الغرف ، واحده وجميعه سواء ، وأهل الطائف يسمونه النفس . وقال ابن [ ص: 39 ] الأعرابي : يقال أعطني نفسا أو نفسين أي دبغة من أخلاط الدباغ يكون ذلك قدر كف من الغرفة وغيره من لحاء الشجر . قال أبو منصور : والغرف الذي يدبغ به الجلود معروف من شجر البادية ، قال : وقد رأيته ، قال : والذي عندي أن الجلود الغرفية منسوبة إلى الغرف الشجر لا إلى ما يغرف باليد . قال ابن الأعرابي : والغرف الثمام بعينه لا يدبغ به ؛ قال الأزهري : وهذا الذي قاله ابن الأعرابي صحيح . قال أبو حنيفة : إذا جف الغرف فمضغته شبهت رائحته برائحة الكافور . وقال مرة : الغرف ، ساكنة الراء ، ما دبغ بغير القرظ ، وقال أيضا : الغرف ساكنة الراء ضروب تجمع فإذا دبغ بها الجلد سمي غرفا . وقال الأصمعي : الغرف ، بإسكان الراء ، جلود يؤتى بها من البحرين . وقال أبو خيرة : الغرفية يمانية وبحرانية ، قال : والغرفية ، متحركة الراء ، منسوبة إلى الغرف . ومزادة غرفية : مدبوغة بالغرف ؛ قال ذو الرمة :


وفراء غرفية أثأى خوارزها     مشلشل ضيعته بينها الكتب

يعني مزادة دبغت بالغرف ؛ ومشلشل : من نعت السرب في قوله :


ما بال عينك منها الماء ينسكب     كأنه من كلى مفرية سرب

قال ابن دريد : السرب الماء يصب في السقاء ليدبغ فتغلظ سيوره ؛ وأنشد بيت ذي الرمة ؛ وقال : من روى سرب ، بالكسر ، فقد أخطأ وربما جاء الغرف بالتحريك ؛ وأنشد :


ومر الريح بالغرف

قال ابن بري : قال علي بن حمزة : قال ابن الأعرابي : الغرف ضروب تجمع ، فإذا دبغ بها الجلد سمي غرفا . أبو حنيفة : والغرف شجر تعمل منه القسي ولا يدبغ به أحد . وقال القزاز : يجوز أن يدبغ بورقه وإن كانت القسي تعمل من عيدانه . وحكى أبو محمد عن الأصمعي : أن الغرف يدبغ بورقه ولا يدبغ بعيدانه ؛ وعليه قوله : وفراء غرفية ؛ وقيل : الغرفية هاهنا الملأى ، وقيل : هي المدبوغة بالتمر والأرطى والملح ، وقال أبو حنيفة : مزادة غرفية وقربة غرفية ؛ أنشد الأصمعي :


كأن خضر الغرفيات الوسع     نيطت بأحقى مجرئشات همع

وغرفت الجلد : دبغته بالغرف . وغرفت الإبل ، بالكسر ، تغرف غرفا : اشتكت من أكل الغرف . التهذيب : وأما الغريف فإنه الموضع الذي تكثر فيه الحلفاء والغرف والأباء وهي القصب والغضا وسائر الشجر ؛ ومنه قول امرئ القيس :


ويحش تحت القدر يوقدها     بغضا الغريف فأجمعت تغلي

وأما الغريف فهي شجرة أخرى بعينها . والغريف ، بكسر الغين وتسكين الراء : ضرب من الشجر ؛ وقيل : من نبات الجبل ؛ قال أحيحة بن الجلاح في صفة نخل :


إذا جمادى منعت قطرها     زان جنابي عطن معصف
معرورف أسبل جباره     بحافتيه الشوع والغريف

قال أبو حنيفة : قال أبو نصر الغريف شجر خوار مثل الغرب ، قال : وزعم غيره أن الغريف البردي ؛ وأنشد أبو حنيفة لحاتم :


رواء يسيل الماء تحت أصوله     يميل به غيل بأدناه غريف

والغريف : رمل لبني سعد . وغريف وغراف : اسمان . والغراف : فرس خزز بن لوذان .

التالي السابق


الخدمات العلمية