[ غرا ]
غرا : الغراء : الذي يلصق به الشيء يكون من السمك إذا
[ ص: 44 ] فتحت الغين قصرت وإن كسرت مددت تقول منه : غروت الجلد أي ألصقته بالغراء . وغرا السمن قلبه يغروه غروا : لصق به وغطاه . وفي حديث الفرع : لا تذبحها وهي صغيرة لم يصلب لحمها فيلصق بعضها ببعض كالغراء ؛ قال : الغرا بالمد والقصر ، هو الذي يلصق به الأشياء ويتخذ من أطراف الجلود والسمك . ومنه الحديث :
فرعوا إن شئتم ولكن لا تذبحوا غراة حتى يكبر ، وهي بالفتح والقصر ، القطعة من الغرا وهي لغة في الغراء . وفي الحديث :
لبدت رأسي بغسل أو بغراء . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=260عمرو بن سلمة الجرمي : فكأنما يغرى في صدري أي يلصق به . يقال : غري هذا الحديث في صدري ، بالكسر ، يغرى ، بالفتح ، كأنه ألصق بالغراء . وغري بالشيء يغرى غرا وغراء : أولع به وكذلك أغري به إغراء وغراة وغري وأغراه به لا غير والاسم الغروى ، وقيل : الاسم الغراء ، بالفتح والمد . وحكى
أبو عبيد : غاريت بين الشيئين غراء إذا واليت ؛ ومنه قول
كثير :
إذا قلت : أسلو غارت العين بالبكا غراء ومدتها مدامع حفل قال : وهو فاعلت من قولك غريت به أغرى غراء . وغري به غراة ، فهو غري : لزق به ولزمه عن
اللحياني . وفي حديث
جابر : فلما رأوه أغروا بي تلك الساعة أي لجوا في مطالبتي وألحوا . وغاريته أغاريه مغاراة وغراء إذا لاججته ؛ وقال في بيت
كثير :
إذا قلت أسلو غارت العين بالبكا غراء ومدتها مدامع حفل
قال : هو من غاريت . وقال
خالد بن كلثوم :
غاريت بين اثنين وعاديت بين اثنين
أي واليت ؛ وأنشد أيضا بيت
كثير . ويقال : غارت فاعلت من الولاء . وقال
أبو عبيدة : هي فاعلت من غريت به أغرى غراء . وأغرى بينهم العداوة : ألقاها كأنه ألزقها بهم والاسم الغراة . والإغراء : الإيساد . وقد أغرى الكلب بالصيد وهو منه لأنه إلزاق ، وأغريت الكلب إذا آسدته وأرشته ، وغريت به غراء أي أولعت وغريت به غراة ؛ قال
الحارث :
لا تحلنا على غراتك إنا قبل ما قد وشى بنا الأعداء
أي على إغرائك بنا إغراء وغراة . وهو يغاريه ويواريه ويماريه ويشاره ويلاحه ؛ قال
الهذلي :
ولا بالدلاء له نازع يغاري أخاه إذا ما نهاه
وغرا الشيء غروا وغراه : طلاه . وقوس مغروة ومغرية ، بنيت الأخيرة على غريت ، وإلا فأصله الواو وكذلك السهم . ويقال : غروت السهم وغريته بالواو والياء أغروه وأغريه . وهو سهم مغرو ومغري ، قال
أوس :
لأسهمه غار وبار وراصف
وفي المثل : أدركني ولو بأحد المغروين ؛ قيل : يعني بالمغروين السهم والرمح ؛ عن أبي
علي في البصريات ، وقيل : بأحد السهمين . وقال
ثعلب : أدركني بسهم أو برمح . قال
الأزهري : ومن أمثالهم أنزلني ولو بأحد المغروين ؛ حكاه
المفضل أي بأحد السهمين ، قال : وذلك أن رجلا ركب بعيرا صعبا فتقحم به فاستغاث بصاحب له معه سهمان فقال : أنزلني ولو بأحد المغروين ؛ قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : يضرب مثلا في السرعة والتعجيل بالإغاثة ولو بأحد السهمين المكسورين ، وقيل : بل الذي لم يجف عليه الغراء . والغراء : ما طلي به . قال بعضهم : غرى السرج ، مقصور مفتوح الأول فإذا كسرته مددته . وقال
أبو حنيفة : قوم يفتحون الغرا فيقصرونه وليست بالجيدة . والغري : صبغ أحمر كأنه يغرى به ؛ قال :
كأنما جبينه غري
الليث : الغراء ما غريت به شيئا ما دام لونا واحدا . ويقال أيضا : أغريته ، ويقال : مطلي مغرى ، بالتشديد . والغري : صنم كان طلي بدم ؛ أنشد
ثعلب :
كغري أجسدت رأسه فرع بين رئاس وحام
أبو سعيد : الغري نصب كان يذبح عليه النسك ؛ وأنشد البيت . والغرى : مقصور : الحسن . والغري : الحسن من الرجال وغيرهم ، وفي التهذيب : الحسن الوجه ؛ وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري للأعشى :
وتبسم عن مها شبم غري إذا تعطي المقبل يستزيد
وكل بناء حسن غري ، والغريان المشهوران
بالكوفة منه ؛ حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ؛ أنشد
ثعلب :
لو كان شيء له أن لا يبيد على طول الزمان لما باد الغريان
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : وأنشد
ثعلب :
لو كان شيء أبى أن لا يبيد على طول الزمان لما باد الغريان
قال : وهما بناءان طويلان ، يقال هما قبر
مالك وعقيل نديمي
جذيمة الأبرش ، وسميا الغريين لأن
النعمان بن المنذر كان يغريهما بدم من يقتله في يوم بؤسه ؛ قال
خطام المجاشعي :
أهل عرفت الدار بالغريين لم يبق من آي بها يحلين
غير خطام ورماد كنفين وصاليات ككما يؤثفين
والغرو : موضع ؛ قال
عروة بن الورد :
وبالغرو والغراء منها منازل وحول الصفا من أهلها متدور
والغري والغري : موضع ؛ عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي ؛ وأنشد :
أغرك يا موصول منها ثمالة وبقل بأكناف الغري تؤان
أراد تؤام فأبدل . والغرا : ولد البقرة ؛ وفي التهذيب : البقرة الوحشية ؛ قال
الفراء : ويكتب بالألف ، وتثنيته غروان ، وجمعه أغراء . ويقال للحوار أول ما يولد : غرا أيضا .
nindex.php?page=showalam&ids=15409ابن شميل : الغرا منقوص هو الولد الرطب جدا . وكل مولود غرا حتى يشتد لحمه . يقال : أيكلمني فلان وهو غرا وغرس للصبي . والغرو : العجب . ولا غرو ولا غروى أي لا عجب ؛ ومنه قول
طرفة :
فلا غرو إلا جارتي وسؤالها ألا هل لنا أهل سئلت كذلك
[ ص: 45 ] وفي الحديث :
لا غرو إلا أكلة بهمطة ؛ الغرو : العجب . وغروت ، أي : عجبت . ورجل غراء : لا دابة له ؛ قال
أبو نخيلة :
بل لفظت كل غراء معظم
وغري العد : برد ماؤه ؛ وروي بيت
عمرو بن كلثوم :
كأن متونهن متون عد تصفقه الرياح إذا غرينا
وغري فلان إذا تمادى في غضبه ، وهو من الواو .