صفحة جزء
[ غمز ]

غمز : الغمز : الإشارة بالعين والحاجب والجفن ، غمزه يغمزه غمزا . قال الله تعالى : وإذا مروا بهم يتغامزون ومنه الغمز بالناس . قال ابن الأثير : وقد فسر الغمز في بعض الأحاديث بالإشارة كالرمز بالعين والحاجب واليد . وجارية غمازة : حسنة الغمز للأعضاء . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أنه دخل عليه وعنده غليم يغمز ظهره . وفي حديث عائشة ، رضي الله عنها : اللدود مكان الغمز ؛ هو أن تسقط اللهاة فتغمز باليد أي تكبس . والغمز في الدابة : الظلع من قبل الرجل ، غمزت تغمز ، وقيل : هو ظلع خفي . والغمز : العصر باليد ؛ قال زياد الأعجم :


وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما



قال ابن بري : هكذا ذكر سيبويه هذا البيت بنصب تستقيم بأو ، وجميع البصريين ؛ قال : هو في شعره تستقيم بالرفع والأبيات كلها ثلاثة لا غير وهي :


ألم تر أنني وترت قوسي     لأبقع من كلاب بني تميم
عوى فرميته بسهام موت ترد     عوادي الحنق اللئيم
وكنت إذا غمزت قناة قوم     كسرت كعوبها أو تستقيم



قال : والحجة ل سيبويه في هذا أنه سمع من العرب من ينشد هذا البيت ، بالنصب ، فكان إنشاده ، حجة كما عمل أيضا في البيت المنسوب لعقبة الأسدي وهو :


معاوي إننا بشر فأسجح     فلسنا بالجبال ولا الحديدا !


هكذا سمع من ينشده ، بالنصب ، ولم تحفظ الأبيات التي قبله والتي بعده ؛ وهذه القصيدة من شعره مخفوضة الروي ؛ وبعده :


أكلتم أرضنا فجردتموها !     فهل من قائم أو من حصيد ؟



والمعنى في شعر زياد الأعجم أنه هجا قوما زعم أنه أثارهم بالهجاء وأهلكهم إلا أن يتركوا سبه وهجاءه ، وكان يهاجي المغيرة بن حبناء التميمي ، ومعنى غمزت لينت ، وهذا مثل ، والمعنى إذا اشتد علي جانب قوم رمت تليينه أو يستقيم . وغمزت الناقة أغمزها غمزا إذا وضعت يدك على ظهرها لتنظر أبها طرق أم لا ؛ وناقة غموز ، والجمع غمز . والغموز من النوق : مثل العروك والشكوك عن أبي عبيد . وفي حديث الغسل : قال لها : اغمزي قرونك أي اكبسي ضفائر شعرك عند الغسل . والغمز : العصر والكبس باليد . والغمز ، بالتحريك : رذال المال من الإبل والغنم ، والضعاف من [ ص: 84 ] الرجال ، يقال : رجل غمز من قوم غمز وأغماز ؛ والقمز مثل الغمز ؛ وأنشد الأصمعي :


أخذت بكرا نقزا من النقز     وناب سوء قمزا من القمز
هذا وهذا غمز من الغمز

وناقة غموز إذا صار في سنامها شحم قليل يغمز ؛ وقد أغمزت الناقة إغمازا . وأغمز في الرجل إغمازا : استضعفه وعابه وصغر شأنه ؛ قال الكميت :


ومن يطع النساء يلاق منها     إذا أغمزن فيه الأقورينا


الأقورينا : الدواهي . يقول : من يطع النساء إذا عبنه وزهدن فيه يلاق الدواهي التي لا طاقة له بها . والغميز والغميزة : ضعف في العمل ، وفهة في العقل . وفي التهذيب : وجهلة في العقل . ورجل غمز أي ضعيف . وسمع مني كلمة فاغتمزها في عقله أي استضعفها . والغميزة : العيب . وليس في فلان غميزة ولا غميز ولا مغمز أي ما فيه ما يغمز فيعاب به ولا مطعن ؛ قال حسان :


وما وجد الأعداء في غميزة     ولا طاف لي منهم بوحشي صائد



والمغامز : المعايب . وفعلت شيئا فاغتمزه فلان أي طعن علي ووجد بذلك مغمزا . أبو عمرو : غمز عيب فلان وغمز داؤه إذا ظهر ؛ قال الشاعر :


وبلدة للداء فيها غامز     ميت بها العرق الصحيح الراقز


الراقز : الضارب . والمغموز : المتهم . والمغمز : المطمع ؛ قال :


أكلت القطاط فأفنيتها !     فهل في الخنانيص من مغمز ؟



ويقال : ما في هذا الأمر مغمز أي مطمع . ابن السكيت : أغمزني الحر أي فتر فاجترأت عليه وركبت الطريق . وفي التهذيب : غمزني الحر ؛ عن أبي عمرو ، وقد غمزت الشيء غمزا . وغماز وغمازة : موضع ، وقيل : هي بئر أو عين ؛ وفي التهذيب : وعين غمازة معروفة ذكرها ذو الرمة فقال :


توخى بها العينين عيني غمازة     أقب رباع أو قويرح عام

قال : وبالسودة عين أخرى يقال لها عيينة غمازة ، نسبت إلى غمازة من ولد جرير ، قال : وغمازة عين أخرى ، بالزاي ؛ قال ذو الرمة يصف الوحش وانتقاض جروها :


صوافن لا يعدلن بالورد غيره     ولكنها في موردين عدالها
أعين بني بو غمازة مورد     لها حين تجتاب الدجى أم أثالها ؟

قال شمر : عادلت بين كذا وكذا أيهما أتى .

التالي السابق


الخدمات العلمية