صفحة جزء
[ غمض ]

غمض : الغمض والغماض والغماض والتغماض والتغميض والإغماض : النوم . يقال : ما اكتحلت غماضا ولا غماضا ولا غمضا ، بالضم ، ولا تغميضا ولا تغماضا أي ما نمت . قال ابن بري : الغمض والغموض والغماض مصدر لفعل لم ينطق به مثل القفر ؛ قال رؤبة :


أرق عينيك عن الغماض برق سرى في عارض نهاض

وما اغتمضت عيناي وما ذقت غمضا ولا غماضا أي ما ذقت نوما ، وما غمضت ولا أغمضت ولا اغتمضت لغات كلها ؛ وقوله :

[ ص: 86 ]

أصاح ترى البرق لم يغتمض     يموت فواقا ويشرى فواقا

إنما أراد لم يسكن لمعانه فعبر عنه بيغتمض لأن النائم تسكن حركاته . وأغمض طرفه عني وغمضه : أغلقه ، وأغمض الميت وغمضه إغماضا وتغميضا . وتغميض العين : إغماضها . وغمض عليه وأغمض : أغلق عينيه ؛ أنشد ثعلب لحسين بن مطير الأسدي :


قضى الله يا أسماء أن لست زائلا     أحبك حتى يغمض العين مغمض

وغمض عنه : تجاوز . وسمع الأمر فأغمض عنه وعليه ، يكنى به عن الصبر . ويقال : سمعت منه كذا وكذا فأغمضت عنه وأغضيت إذا تغافلت عنه . وأغمض في السلعة : استحط من ثمنها لرداءتها ، وقد يكون التغميض من غير نوم . ويقول الرجل لبيعه : أغمض لي في البياعة أي زدني لمكان رداءته أو حط لي من ثمنه . قال ابن الأثير : يقال : أغمض في البيع يغمض إذا استزاده من المبيع واستحطه من الثمن فوافقه عليه ؛ وأنشد ابن بري لأبي طالب :


هما أغمضا للقوم في أخويهما     وأيديهما من حسن وصلهما صفر

قال : وقال المتنخل الهذلي :

يسومونه أن يغمض النقد عندها وقد حاولوا شكسا عليها يمارس

وفي التنزيل العزيز : ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه يقول : أنتم لا تأخذونه إلا بوكس فكيف تعطونه في الصدقة ؟ قاله الزجاج ، وقال الفراء : لستم بآخذيه إلا على إغماض أو بإغماض ، ويدلك على أنه جزاء أنك تجد المعنى إن أغمضتم بعد الإغماض أخذتموه . وفي الحديث : لم يأخذه إلا على إغماض ؛ الإغماض : المسامحة والمساهلة . وغمضت عن فلان إذا تساهلت عليه في بيع أو شراء ، وأغمضت . الأصمعي : أتاني ذاك على اغتماض أي عفوا بلا تكلف ولا مشقة ؛ وقال أبو النجم :


والشعر يأتيني على اغتماض     كرها وطوعا وعلى اعتراض



أي أعترضه اعتراضا فآخذ منه حاجتي من غير أن أكون قدمت الروية فيه . والغوامض : صغار الإبل ، واحدها غامض . والغمض والغامض : المطمئن المنخفض من الأرض . وقال أبو حنيفة : الغمض أشد الأرض تطامنا يطمئن حتى لا يرى ما فيه ، ومكان غمض ؛ قال : وجمعه غموض وأغماض ؛ قال الشاعر :


إذا اعتسفنا رهوة أو غمضا



وأنشد ابن بري ل رؤبة :


بلال يا بن الحسب الأمحاض     ليس بأدناس ولا أغماض



جمع غمض وهو خلاف الواضح ، وهي المغامض واحدها مغمض ، وهو أشد غئورا . وقد غمض المكان وغمض وغمض الشيء وغمض يغمض غموضا فيهما : خفي . اللحياني : غمض فلان في الأرض يغمض ويغمض غموضا إذا ذهب فيها . وقال غيره : أغمضت الفلاة على الشخوص إذا لم تظهر فيها لتغييب الآل إياها وتغيبها في غيوبها ؛ وقال ذو الرمة :


إذا الشخص فيها هزه الآل أغمضت     عليه كإغماض المغضي هجولها



أي أغمضت هجولها عليه . والهجول : جمع الهجل من الأرض . وفي الحديث : كان غامضا في الناس أي مغمورا غير مشهور . وفي حديث معاذ : إياكم ومغمضات الأمور ؛ وفي رواية : المغمضات من‌‌‌ الذنوب ؛ قال : هي الأمور العظيمة التي يركبها الرجل وهو يعرفها فكأنه يغمض عينيه عنها تعاميا وهو يبصرها ، قال ابن الأثير : وربما روي بفتح الميم وهي الذنوب الصغار ، سميت مغمضات لأنها تدق وتخفى فيركبها الإنسان بضرب من الشبهة ولا يعلم أنه مؤاخذ بارتكابها . وكل ما لم يتجه لك من الأمور فقد غمض عليك . ومغمضات الليل : دياجير ظلمه ، وغمض يغمض غموضا وفيه غموض . قال اللحياني : ولا يكادون يقولون فيه غموضة . والغامض من الكلام : خلاف الواضح ، وقد غمض غموضة وغمضته أنا تغميضا ؛ قال ابن بري : ويقال فيه أيضا غمض ، بالفتح ، غموضا ، قال : وفي كلام ابن السراج قال : فتأمله فإن فيه غموضا يسيرا . والغامض من الرجال : الفاتر عن الحملة ؛ وأنشد :


والغرب غرب بقري فارض     لا يستطيع جره الغوامض



ويقال للرجل الجيد الرأي : قد أغمض النظر . ابن سيده : وأغمض النظر إذا أحسن النظر أو جاء برأي جيد . وأغمض في الرأي : أصاب . ومسألة غامضة : فيها نظر ودقة . ودار غامضة إذا لم تكن على شارع ، وقد غمضت تغمض غموضا . وحسب غامض : غير مشهور . ومعنى غامض : لطيف . ورجل ذو غمض أي خامل ذليل ؛ قال كعب بن لؤي لأخيه عامر بن لؤي :


لئن كنت مثلوج الفؤاد لقد بدا     لجمع لؤي منك ذلة ذي غمض



وأمر غامض وقد غمض ، وخلخال غامض : قد غاص في الساق ، وقد غمض في الساق ، غموضا . وكعب غامض : واراه اللحم . وغمض في الأرض يغمض ويغمض غموضا : ذهب وغاب ؛ عن اللحياني . وما في هذا الأمر غميضة وغموضة أي عيب . وغمضت الناقة إذا ردت عن الحوض فحملت على الذائد مغمضة عينيها فوردت ؛ قال أبو النجم :


يرسلها التغميض إن لم ترسل     خوصاء ترمي باليتيم المحثل

التالي السابق


الخدمات العلمية