صفحة جزء
[ فأل ]

فأل : الفأل : ضد الطيرة ، والجمع فئول ، وقال الجوهري : الجمع أفؤل ؛ وأنشد للكميت :


ولا أسأل الطير عما تقول ولا تتخالجني الأفؤل



وتفاءلت به وتفأل به ، قال ابن الأثير : يقال تفاءلت بكذا وتفألت ، على التخفيف والقلب ، قال : وقد أولع الناس بترك همزه تخفيفا . والفأل : أن يكون الرجل مريضا فيسمع آخر يقول يا سالم ، أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول يا واجد ، فيقول : تفاءلت بكذا ، ويتوجه له في ظنه كما سمع أنه يبرأ من مرضه أو يجد ضالته . وفي الحديث : أنه ، صلى الله عليه وسلم ، كان يحب الفأل ويكره الطيرة ؛ والطيرة : ضد الفأل ، وهي فيما يكره كالفأل فيما يستحب ، والطيرة لا تكون إلا فيما يسوء ، والفأل يكون فيما يحسن وفيما يسوء . قال أبو منصور : من العرب من يجعل الفأل فيما يكره أيضا ، قال أبو زيد : تفاءلت تفاؤلا ، وذلك أن تسمع الإنسان وأنت تريد الحاجة يدعو يا سعيد يا أفلح أو يدعو باسم قبيح ، والاسم الفأل ، مهموز ، وفي نوادر الأعراب : يقال لا فأل عليك بمعنى لا ضير عليك ولا طير عليك ولا شر عليك ، وفي الحديث عن أنس عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح ، والفأل الصالح : الكلمة الحسنة ؛ قال : وهذا يدل على أن من الفأل ما يكون صالحا ومنه ما يكون غير صالح ؛ وإنما أحب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، الفأل لأن الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير ، ولو غلطوا في جهة الرجاء فإن الرجاء لهم خير ، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أملهم ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر ؟ وإنما خبر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن الفطرة كيف هي وإلى أي شيء تنقلب ، فأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء ، ويحب للإنسان أن يكون لله تعالى راجيا ، وأن يكون حسن الظن بربه ، قال : والكوادس ما يتطير منه مثل الفأل والعطاس ونحوه . وفي الحديث أيضا : أنه كان يتفاءل ولا يتطير . وفي الحديث : قيل يا رسول الله ما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة ، قال : وقد جاءت الطيرة بمعنى الجنس ، والفأل بمعنى النوع ؛ قال : ومنه الحديث أصدق الطيرة الفأل . والافتئال : افتعال من الفأل ؛ قال الكميت يصف خيلا :


إذا ما بدت تحت الخوافق صدقت     بأيمن فأل الزاجرين افتئالها

التهذيب : تفيل إذا سمن كأنه فيل . ورجل فيل اللحم : كثيره ؛ قال : وبعضهم يهمزه فيقول : فيئل على فيعل . والفئال ، بالهمزة : لعبة للأعراب ، وسيذكر في فيل .

التالي السابق


الخدمات العلمية