صفحة جزء
[ فرش ]

فرش : فرش الشيء يفرشه ويفرشه فرشا وفرشه فانفرش وافترشه : بسطه . الليث : الفرش مصدر فرش يفرش ويفرش وهو بسط الفراش ، وافترش فلان ترابا أو ثوبا تحته . وأفرشت الفرس إذا استأتت أي طلبت أن تؤتى . وافترش فلان لسانه : تكلم كيف شاء أي بسطه . وافترش الأسد والذئب ذراعيه : ربض عليهما ومدهما ; قال :


ترى السرحان مفترشا يديه كأن بياض لبته الصديع



وافترش ذراعيه : بسطهما على الأرض . وروي عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أنه نهى في الصلاة عن افتراش السبع ، وهو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يقلهما ويرفعهما عن الأرض إذا سجد كما يفترش الذئب والكلب ذراعيه ويبسطهما . والافتراش ، افتعال : من الفرش والفراش . وافترشه أي وطئه . والفراش : ما افترش ، والجمع أفرشة وفرش ; سيبويه ; وإن شئت خففت في لغة بني تميم . وقد يكنى بالفرش عن المرأة . والمفرشة : الوطاء الذي يجعل فوق الصفة . والفرش : المفروش من متاع البيت . وقوله تعالى : الذي جعل لكم الأرض فراشا أي وطاء لم يجعلها حزنة غليظة لا يمكن الاستقرار عليها . ويقال : لقي فلان فلانا فافترشه إذا صرعه . والأرض فراش الأنام ، والفرش الفضاء الواسع من الأرض ، وقيل : هي أرض تستوي وتلين وتنفسح عنها الجبال . الليث : يقال فرش فلان داره إذا [ ص: 156 ] بلطها ; قال أبو منصور : وكذلك إذا بسط فيها الآجر والصفيح فقد فرشها . وتفريش الدار : تبليطها . وجمل مفترش الأرض : لا سنام له ، وأكمة مفترشة الأرض كذلك ، وكله من الفرش . والفريش : الثور العربي الذي لا سنام له ; قال طريح :


غبس خنابس كلهن مصدر     نهد الزبنة كالفريش شتيم



وفرشه فراشا . وأفرشه : فرشه له . ابن الأعرابي : فرشت زيدا بساطا وأفرشته وفرشته إذا بسطت له بساطا في ضيافته ، وأفرشته إذا أعطيته فرشا من الإبل . الليث : فرشت فلانا أي فرشت له ، ويقال : فرشته أمري أي بسطته كله ، وفرشت الشيء أفرشه وأفرشه : بسطته . ويقال : فرشه أمره إذا أوسعه إياه وبسطه له . والمفرش : شيء كالشاذكونة . والمفرشة : شيء يكون على الرحل يقعد عليها الرجل ، وهي أصغر من المفرش ، والمفرش أكبر منه . والفرش والمفارش : النساء لأنهن يفترشن ; قال أبو كبير :


منهم ولا هلك المفارش عزل



أي النساء ، وافترش الرجل المرأة للذة . والفريش : الجارية يفترشها الرجل . الليث : جارية فريش قد افترشها الرجل ، فعيل جاء من افتعل ، قال أبو منصور : ولم أسمع جارية فريش لغيره . أبو عمرو : الفراش الزوج والفراش المرأة والفراش ما ينامان عليه والفراش البيت والفراش عش الطائر ; قال أبو كبير الهذلي :


حتى انتهيت إلى فراش عزيزة



والفراش : موقع اللسان في قعر الفم . وقوله تعالى : وفرش مرفوعة قالوا : أراد بالفرش نساء أهل الجنة ذوات الفرش . يقال لامرأة الرجل : هي فراشه وإزاره ولحافه ، وقوله ( مرفوعة ) رفعن بالجمال عن نساء أهل الدنيا ، وكل فاضل رفيع . وقوله ، صلى الله عليه وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ; معناه أنه لمالك الفراش ، وهو الزوج والمولى ، لأنه يفترشها ، وهذا من مختصر الكلام ، كقوله عز وجل : واسأل القرية يريد أهل القرية . والمرأة تسمى فراشا لأن الرجل يفترشها . ويقال : افترش القوم الطريق إذا سلكوه . وافترش فلان كريمة فلان فلم يحسن صحبتها إذا تزوجها . ويقال : فلان كريم متفرش لأصحابه إذا كان يفرش نفسه لهم . وفلان كريم المفارش إذا تزوج كرائم النساء . والفريش من الحافر : التي أتى عليها من نتاجها سبعة أيام واستحقت أن تضرب ، أتانا كانت أو فرسا ، وهو على التشبيه بالفريش من النساء ، والجمع فرائش ; قال الشماخ :


راحت يقحمها ذو أزمل وسقت     له الفرائش والسلب القياديد



الأصمعي : فرس فريش إذا حمل عليها بعد النتاج بسبع . والفريش من ذوات الحافر : بمنزلة النفساء من النساء إذا طهرت ، وبمنزلة العوذ من النوق . والفرش : الموضع الذي يكثر فيه النبات . والفرش : الزرع إذا فرش . وفرش النبات فرشا : انبسط على وجه الأرض . والمفرش : الزرع إذا انبسط ، وقد فرش تفريشا . وفراش اللسان : اللحمة التي تحته ، وقيل : هي الجلدة الخشناء التي تلي أصول الأسنان العليا ، وقيل : الفراش موقع اللسان من أسفل الحنك ، وقيل : الفراشتان ، بالهاء ، غرضوفان عند اللهاة . وفراش الرأس : عظام رقاق تلي القحف . النضر : الفراشان عرقان أخضران تحت اللسان ; وأنشد يصف فرسا :


خفيف النعامة ذو ميعة     كثيف الفراشة ناتي الصرد



ابن شميل : فراشا اللجام الحديدتان اللتان يربط بهما العذاران ، والعذاران السيران اللذان يجمعان عند القفا . ابن الأعرابي : الفرش الكذب ، يقال : كم تفرش كم ! وفراش الرأس : طرائق دقاق من القحف ، وقيل : هو ما رق من عظم الهامة ، وقيل : كل رقيق من عظم فراشة ، وقيل : كل عظم ضرب فطارت منه عظام رقاق ، فهي الفراش ، وقيل : كل قشور تكون على العظم دون اللحم ، وقيل : هي العظام التي تخرج من رأس الإنسان إذا شج وكسر ، وقيل : لا تسمى عظام الرأس فراشا حتى تتبين ، الواحدة من كل ذلك فراشة . والمفرشة والمفترشة من الشجاج : التي تبلغ الفراش . وفي حديث مالك : في المنقلة التي يطير فراشها خمسة عشر ; المنقلة من الشجاج التي تنقل العظام . الأصمعي : المنقلة من الشجاج ، هي التي يخرج منها فراش العظام ، وهي قشرة تكون على العظم دون اللحم ; ومنه قول النابغة :


ويتبعها منهم فراش الحواجب



والفراش : عظم الحاجب . ويقال : ضربه فأطار فراش رأسه ، وذلك إذا طارت العظام رقاقا من رأسه . وكل رقيق من عظم أو حديد ، فهو فراشة ; وبه سميت فراشة القفلغ لرقتها . وفي حديث علي ، كرم الله وجهه : ضرب يطير منه فراش الهام ; الفراش : عظام رقاق تلي قحف الرأس . الجوهري : المفرشة الشجة التي تصدع العظم ولا تهشم ، والفراشة : ما شخص من فروع الكتفين فيما بين أصل العنق ومستوى الظهر وهما فراشا الكتفين . والفراشتان : طرفا الوركين في النقرة . وفراش الظهر : مشك أعالي الضلوع فيه . وفراش القفل : مناشبه ، واحدتها فراشة ; حكاها أبو عبيد ; قال ابن دريد : لا أحسبها عربية . وكل حديدة رقيقة : فراشة . وفراشة القفل : ما ينشب فيه . يقال : أقفل فأفرش . وفراش النبيذ : الحبب الذي عليه . والفرش : الزرع ، إذا صارت له ثلاث ورقات وأربع . وفرش الإبل وغيرها : صغارها ، الواحد والجمع في ذلك سواء . قال الفراء : لم أسمع له بجمع ، قال : ويحتمل أن يكون مصدرا سمي به من قولهم فرشها الله فرشا أي بثها بثا . وفي التنزيل العزيز : ومن الأنعام حمولة وفرشا وفرشها : كبارها ; عن ثعلب ; وأنشد :


له إبل فرش وذات أسنة     صهابية حانت عليه حقوقها



وقيل : الفرش من النعم ما لا يصلح إلا للذبح . وقال الفراء : الحمولة ما أطاق العمل والحمل . والفرش : الصغار . وقال أبو إسحاق : أجمع أهل اللغة على أن الفرش صغار الإبل . وقال بعض المفسرين : الفرش صغار الإبل وإن البقر والغنم من الفرش . قال : والذي جاء في [ ص: 157 ] التفسير يدل عليه قوله عز وجل : ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين فلما جاء هذا بدلا من قوله : حمولة وفرشا جعله للبقر والغنم مع الإبل ; قال أبو منصور : وأنشدني غيره ما يحقق قول أهل التفسير :


ولنا الحامل الحمولة والفر     ش من الضأن والحصون السيوف



وفي حديث أذينة : في الظفر فرش من الإبل ; هو صغار الإبل ، وقيل : هو من الإبل والبقر والغنم ما لا يصلح إلا للذبح . وأفرشته : أعطيته فرشا من الإبل ، صغارا أو كبارا . وفي حديث خزيمة يذكر السنة : وتركت الفريش مسحنككا أي شديد السواد من الاحتراق . قيل : الفراش الصغار من الإبل ; قال أبو بكر : هذا غير صحيح عندي لأن الصغار من الإبل لا يقال لها إلا الفرش . وفي حديث آخر : لكم العارض والفريش ; قال القتيبي : هي التي وضعت حديثا كالنفساء من النساء . والفرش : منابت العرفط ; قال الشاعر :


وأشعث أعلى ماله كفف له     بفرش فلاة بينهن قصيم



ابن الأعرابي : فرش من عرفط وقصيمة من غضا وأيكة من أثل وغال من سلم وسليل من سمر . وفرش الحطب والشجر : دقه وصغاره . ويقال : ما بها إلا فرش من الشجر . وفرش العضاه : جماعتها . والفرش : الدارة من الطلح ، وقيل : الفرش الغمض من الأرض فيه العرفط والسلم والعرفج والطلح والقتاد والسمر والعوسج ، وهو ينبت في الأرض مستوية ميلا وفرسخا ; أنشد ابن الأعرابي :


وقد أراها وشواها الحبشا     ومشفرا إن نطقت أرشا
كمشفر الناب تلوك الفرشا



ثم فسره فقال : إن الإبل إذا أكلت العرفط والسلم استرخت أفواهها . والفرش في رجل البعير : اتساع قليل وهو محمود ، وإذا كثر وأفرط الروح حتى اصطك العرقوبان فهو العقل ، وهو مذموم . وناقة مفروشة الرجل إذا كان فيها اسطار وانحناء ; وأنشد الجعدي :


مطوية الزور طي البئر دوسرة     مفروشة الرجل فرشا لم يكن عقلا



ويقال : الفرش في الرجل هو أن لا يكون فيها انتصاب ولا إقعاد . وافترش الشيء أي انبسط . ويقال : أكمة مفترشة الظهر إذا كانت دكاء . وفي حديث طهفة : لكم العارض والفريش ; الفريش من النبات : ما انبسط على وجه الأرض ولم يقم على ساق . وقال ابن الأعرابي : الفرش مدح والعقل ذم والفرش اتساع في رجل البعير فإن كثر فهو عقل . وقال أبو حنيفة : الفرشة الطريقة المطمئنة من الأرض شيئا يقود اليوم والليلة ونحو ذلك ، قال : ولا يكون إلا فيما اتسع من الأرض واستوى وأصحر ، والجمع فروش . والفراشة : حجارة عظام أمثال الأرحاء توضع أولا ثم يبنى عليها الركيب وهو حائط النخل . والفراشة : البقية تبقى في الحوض من الماء القليل الذي ترى أرض الحوض من ورائه من صفائه . والفراشة : منقع الماء في الصفاة وجمعها فراش . وفراش القاع والطين : ما يبس بعد نضوب الماء من الطين على وجه الأرض ، والفراش : أقل من الضحضاح ; قال ذو الرمة يصف الحمر :


وأبصرن أن القنع صارت نطافه     فراشا وأن البقل ذاو ويابس



والفراش : حبب الماء من العرق ، وقيل : هو القليل من العرق ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


فراش المسيح فوقه يتصبب



قال ابن سيده : ولا أعرف هذا البيت إنما المعروف بيت لبيد :


علا المسك والديباج فوق نحورهم     فراش المسيح كالجمان المثقب



قال : وأرى ابن الأعرابي إنما أراد هذا البيت فأحال الرواية إلا أن يكون لبيد قد أقوى فقال :


فراش المسيح فوقه يتصبب



قال : وإنما قلت إنه أقوى لأن روي هذه القصيدة مجرور ، وأولها :


أرى النفس لجت في رجاء مكذب     وقد جربت لو تقتدي بالمجرب



وروى البيت : كالجمان المحبب ; قال الجوهري : من رفع الفراش ونصب المسك في البيت رفع الديباج على أن الواو للحال ، ومن نصب الفراش رفعهما . والفراش : دواب مثل البعوض تطير ، واحدتها فراشة . والفراشة : التي تطير وتهافت في السراج ، والجمع فراش . وقال الزجاج في قوله عز وجل : يوم يكون الناس كالفراش المبثوث قال : الفراش ما تراه كصغار البق يتهافت في النار ، شبه الله عز وجل الناس يوم البعث بالجراد المنتشر وبالفراش المبثوث لأنهم إذا بعثوا يموج بعضهم في بعض كالجراد الذي يموج بعضه في بعض ، وقال الفراء : يريد كالغوغاء من الجراد يركب بعضه بعضا كذلك الناس يجول يومئذ بعضهم في بعض وقال الليث : الفراش الذي يطير ; وأنشد :


أودى بحلمهم الفياش فحلمهم     حلم الفراش غشين نار المصطلي



وفي المثل : أطيش من فراشة . وفي الحديث : فتتقادع بهم جنبة السراط تقادع الفراش ; هو بالفتح الطير الذي يلقي نفسه في ضوء السراج ; ومنه الحديث : جعل الفراش وهذه الدواب تقع فيها . والفراش : الخفيف الطياشة من الرجال . وتفرش الطائر : رفرف بجناحيه وبسطهما ; قال أبو داود يصف ربيئة :


فأتانا يسعى تفرش أم ال     بيض شدا وقد تعالى النهار



ويقال : فرش الطائر تفريشا إذا جعل يرفرف على الشيء ، وهي الشرشرة والرفرفة . وفي الحديث : فجاءت الحمرة فجعلت تفرش ; هو أن تقرب من الأرض وتفرش جناحيها وترفرف . وضربه فما أفرش عنه حتى قتله أي ما أقلع عنه ، وأفرش عنهم الموت أي ارتفع ; عن ابن الأعرابي . وقولهم : ما أفرش عنه أي ما أقلع قال يزيد بن عمرو بن الصعق :

[ ص: 158 ]

نحن رءوس القوم بين جبله     يوم أتتنا أسد وحنظله
نعلوهم بقضب منتخله     لم تعد أن أفرش عنها الصقله



أي أنها جدد ، ومعنى : منتخله : متخيرة . يقال : تنخلت الشيء وانتخلته اخترته . والصقله : جمع صاقل مثل كاتب وكتبة . وقوله لم تعد أن أفرش أي لم تجاوز أن أقلع عنها الصقلة أي أنها جدد قريبة العهد بالصقل . وفرش عنه : أراده وتهيأ له . وفي حديث ابن عبد العزيز : إلا أن يكون مالا مفترشا أي مغصوبا قد انبسطت فيه الأيدي بغير حق ، من قولهم : افترش عرض فلان إذا استباحه بالوقيعة فيه ، وحقيقته جعله لنفسه فراشا يطؤه . وفرش الجبا : موضع ; قال كثير عزة :


أهاجك برق آخر الليل واصب     تضمنه فرش الجبا فالمسارب



والفراشة : أرض ; قال الأخطل :


وأقفرت الفراشة والحبيا     وأقفر بعد فاطمة الشقير



وفي الحديث ذكر فرش ، بفتح الفاء وتسكين الراء ، واد سلكه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، حين سار إلى بدر ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية