صفحة جزء
[ بلح ]

بلح : البلح : الخلال ، وهو حمل النخل ما دام أخضر صغارا كحصرم العنب ، واحدته بلحة . الأصمعي : البلح هو السياب . وقد أبلحت النخلة إذا صار ما عليها بلحا . وفي حديث ابن الزبير : ارجعوا فقد طاب البلح ، ابن الأثير : هو أول ما يرطب البسر ، والبلح قبل البسر لأن أول التمر طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر . والبلحيات : قلائد تصنع من البلح ، عن أبي حنيفة . والبلح : طائر أعظم من النسر أبغث اللون محترق الريش ، يقال : إنه لا تقع ريشة من ريشه في وسط ريش سائر الطائر إلا أحرقته ، وقيل : هو النسر القديم الهرم ، وفي التهذيب : البلح طائر أكبر من الرخم ، والجمع بلحان وبلحان ، والبلوح : تبلد الحامل من تحت الحمل من ثقله ، وقد بلح يبلح بلوحا وبلح ، قال أبو النجم يصف النمل حين ينقل الحب في الحر :


وبلح النمل به بلوحا .



ويقال : حمل على البعير حتى بلح ، أبو عبيد : إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر على التحرك ، قيل : بلح . والبالح والمبالح : الممتنع الغالب ; قال :


ورد علينا العدل من آل هاشم     حرائبنا ، من كل لص مبالح .



وبالحهم : خاصمهم حتى غلبهم وليس بمحق . وبلح علي وبلح أي لم أجد عنده شيئا . الأزهري : بلح ما على غريمي إذا لم يكن عنده شيء . وبلح الغريم إذا أفلس . وبلحت البئر تبلح بلوحا ، وهي بالح : ذهب ماؤها . وبلح الماء بلوحا إذا ذهب ، وبئر بلوح ، قال الراجز :


ولا الصماريد البكاء البلح .



ابن بزرج : البوالح من الأرضين التي قد عطلت فلا تزرع ولا تعمر . والبالح : الأرض التي لا تنبت شيئا ; وأنشد :


سلا لي قدور الحارثية : ما ترى ؟     أتبلح أم تعطي الوفاء غريمها ؟



التهذيب : بلحت خفارته إذا لم يف ، وقال بشر بن أبي خازم :


ألا بلحت خفارة آل لأي     فلا شاة ترد ، ولا بعيرا .



وبلح الرجل بشهادته يبلح بلحا : كتمها . وبلح بالأمر جحده . قال ابن شميل : استبق رجلان فلما سبق أحدهما صاحبه تبالحا ; أي تجاحدا . والبلحة والبلجة : الاست ، عن كراع ، والجيم أعلى وبها بدأ . وبلح الرجل بلوحا أي أعيا ، قال الأعشى :


واشتكى الأوصال منه وبلح .



وبلح تبليحا مثله ، وفي الحديث : " لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم [ ص: 138 ] يصب دما حراما ، فإذا أصاب دما حراما بلح ، بلح أي أعيا ، وقد أبلحه السير فانقطع به ، يريد وقوعه في الهلاك بإصابة الدم الحرام ، وقد تخفف اللام ، ومنه الحديث : استنفرتهم فبلحوا علي ، أي أبوا ، كأنهم أعيوا عن الخروج معه وإعانته ، ومنه الحديث في الذي يدخل الجنة آخر الناس ، يقال له : اعد ما بلغت قدماك ، فيعدو حتى إذا ما بلح ، ومنه حديث علي - رضي الله عنه - في الفتن : إن من ورائكم فتنا وبلاء مكلحا ومبلحا أي معييا .

التالي السابق


الخدمات العلمية