صفحة جزء
[ فشش ]

فشش : الفش : تتبع السرق الدون ، فشه يفشه فشا ; قال الشاعر :


نحن وليناه فلا نفشه وابن مفاض قائم يمشه     يأخذ ما يهدى له يقشه
كيف يؤاتيه ولا يؤشه



وانفشت الرياح : خرجت عن الزق ونحوه . والفش : الحلب ، وقيل : الحلب السريع . وفش الناقة يفشها فشا : أسرع حلبها ، وفش الضرع فشا : حلب جميع ما فيه . وناقة فشوش : منتشرة الشخب أي يتشعب إحليلها مثل شعاع قرن الشمس حين يطلع أي يتفرق شخبها في الإناء فلا يرغي بينة الفشاش ، وفي حديث موسى وشعيب ، عليهما السلام : ليس فيها عزوز ولا فشوش ; الفشوش : التي ينفش لبنها من غير حلب أي يجري لسعة الإحليل ، ومثله الفتوح والثرور . والفشفشة : ضعف الرأي . والفشفشة : الخروبة . ابن الأعرابي : الفش الطحربة والفش النميمة والفش الأحمق . والخروب يقال له : الفش . وفش الوطب فشا : أخرج زبده . وفش القربة يفشها فشا : حل وكاءها فخرج ريحها . والفشوش : السقاء الذي يتحلب . وفي بعض الأمثال : لأفشنك فش الوطب أي لأزيلن نفخك ; وقال كراع : معناه لأحلبنك وذلك أن ينفخ ثم يحل وكاؤه ويترك مفتوحا ثم يملأ لبنا ، وقال ثعلب : لأفشن وطبك أي لأذهبن بكبرك وتيهك ; وفي التهذيب : معناه لأخرجن غضبك من رأسك ، من فش السقاء إذا أخرج منه الريح وهو يقال للغضبان ، وربما قالوا : فش الرجل إذا تجشأ . وفي الحديث : إن الشيطان يفش بين أليتي أحدكم حتى يخيل إليه أنه قد أحدث أي ينفخ نفخا ضعيفا . ويقال : فش السقاء إذا خرج منه الريح . وفي حديث ابن عباس : لا ينصرف حتى يسمع فشيشها أي صوت ريحها ، قال : والفشيش الصوت ، ومنه فشيش الأفعى ، وهو صوت جلدها إذا مشت في اليبس . وفي حديث أبي الموالي : فأتت جارية فأقبلت وأدبرت وإني لأسمع بين فخذيها من لففها مثل فشيش الحرابش ; قال : هي جنس من الحيات ، واحدها حربش . وفي حديث عمر : جاءه رجل فقال : أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف ، فغضب حتى ذكرت الزق وانتفاخه قال : من ؟ قلت : ابن أم عبد ، فذكرت الزق وانفشاشه ، يريد أنه غضب حتى انتفخ غيظا ثم لما زال غضبه انفش انتفاخه ، والانفشاش : انفعال من الفش . ومنه حديث ابن عمر مع ابن صياد : فقلت له اخس فلن تعدو قدرك ! فكأنه كان سقاء فش أي فتح فانفش ما فيه وخرج . ويقال للرجل إذا غضب فلم يقدر على التغيير : فشاش فشيه من استه إلى فيه . ويقال للسقاء إذا فتح رأسه وأخرج منه الريح : فش ، وقد فش السقاء يفش . وفششت الزق إذا أخرجت ريحه . والفشوش : الناقة [ ص: 184 ] الواسعة الإحليل . والفشوش والمقصعة والمطحربة : الأمة الفشاء . ويقال : انفشت علة فلان إذا أقبل منها . وفي حديث ابن عباس : أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين منفش المنخرين أي منتفخهما مع قصور المارن وانبطاحه ، وهو من صفات الزنج والحبش في أنوفهم وشفاههم ، وهو تأويل قوله ، صلى الله عليه وسلم : أطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي مجدع ، والضمير في أعطهم لأولي الأمر . والفش : الفسو . والفشوش من النساء : الضروط ، وقيل : هي الرخوة المتاع ، وقيل : هي التي تقعد على الجردان ; قال رؤبة :


وازجر بني النجاخة الفشوش



وفش المرأة يفشها فشا : نكحها . وفش القفل فشا : فتحه بغير مفتاح . والانفشاش : الانكسار عن الشيء والفشل . وانفش الرجل عن الأمر أي فتر وكسل . وانفش الجرح : سكن ورمه ; عن ابن السكيت : والفش : الأكل ; قال جرير :


فبتم تفشون الخزير كأنكم     مطلقة يوما ويوما تراجع



وفش القوم يفشون فشوشا : أحيوا بعد هزال . وأفشوا : انطلقوا فجفلوا . والفش من الأرض : الهجل الذي ليس بحد عميق ولا متطامن جدا . والفش : حمل الينبوت ، واحدته فشة ، وجمعها فشاش . والفشوش : الخروب . والفشاش والفشفاش : كساء رقيق غليظ النسج ، وقيل : الفشاش الكساء الغليظ ، والفشوش : الكساء السخيف . وفي حديث شقيق : أنه خرج إلى المسجد وعليه فشاش له ; وهو كساء غليظ . وفشيشة : بئر لحي من العرب ، قال ابن الأعرابي : هو لقب لبني تميم ; وأنشد :


ذهبت فشيشة بالأباعر حولنا     سرقا فصب على فشيشة أبجر



وفشفش ببوله نضحه . وفشفش الرجل : أفرط في الكذب . ورجل فشفاش : يتنفج بالكذب وينتحل ما لغيره . وفي حديث الشعبي : سميتك الفشفاش ; يعني سيفه وهو الذي لم يحكم عمله . وفشفش في القول إذا أفرط في الكذب . والفشفاش : عشبة نحو البسباس ، واحدته فشفاشة .

التالي السابق


الخدمات العلمية