صفحة جزء
[ قبب ]

قبب : قب القوم يقبون قبا : صخبوا في خصومة أو تمار ، وقب الأسد ، والفحل يقب قبا وقبيبا إذا سمعت قعقعة أنيابه ، وقب ناب الفحل والأسد قبا وقبيبا كذلك يضيفونه إلى الناب ، قال أبو ذؤيب :


كأن محربا من أسد ترج ينازلهم لنابيه قبيب



وقال في الفحل :


أرى ذو كدنة لنابيه قبيب



وقال بعضهم : القبيب الصوت ، فعم به . وما سمعنا العام قابة ، أي : صوت رعد يذهب به إلى القبيب ، ذكره ابن سيده ولم يعزه إلى أحد ، وعزاه الجوهري إلى الأصمعي . وقال ابن السكيت : لم يرو أحد هذا الحرف غير الأصمعي ، قال : والناس على خلافه . وما أصابتهم قابة ، أي : قطرة . قال ابن السكيت : ما أصابتنا العام قطرة ، وما أصابتنا العام قابة : بمعنى واحد . الأصمعي : قب ظهره يقب قبوبا إذا ضرب بالسوط وغيره فجف ، فذلك القبوب . قال أبو نصر : سمعت الأصمعي يقول : ذكر عن عمر أنه ضرب رجلا حدا ، فقال : إذا قب ظهره فردوه إلي ، أي : إذا اندملت آثار ضربه وجفت ، من قب اللحم والتمر إذا يبس ونشف . وقبه يقبه قبا ، واقتبه : قطعه وهو افتعل ، وأنشد ابن الأعرابي :


يقتب رأس العظم دون المفصل     وإن يرد ذلك لا يخصل



أي : لا يجعله قطعا ، وخص بعضهم به قطع اليد . يقال : اقتب فلان يد فلان اقتبابا إذا قطعها ، وهو افتعال ، وقيل : الاقتباب كل قطع لا يدع شيئا . قال ابن الأعرابي : كان العقيلي لا يتكلم بشيء إلا كتبته عنه ، فقال : ما ترك عندي قابة إلا اقتبها ، ولا نقارة إلا انتقرها ، يعني : ما ترك عندي كلمة مستحسنة مصطفاة إلا اقتطعها ، ولا لفظة منتخبة [ ص: 6 ] منتقاة إلا أخذها لذاته . والقب : ما يدخل في جيب القميص من الرقاع . والقب : الثقب الذي يجري فيه المحور من المحالة ، وقيل : القب الخرق الذي في وسط البكرة ، وقيل : هو الخشبة التي فوق أسنان المحالة ، وقيل : هو الخشبة المثقوبة التي تدور في المحور ، وقيل : القب الخشبة التي في وسط البكرة وفوقها أسنان من خشب ، والجمع من كل ذلك أقب لا يجاوز به ذلك . الأصمعي : القب هو الخرق في وسط البكرة وله أسنان من خشب . قال : وتسمى الخشبة التي فوقها أسنان المحالة القب ، وهي البكرة . وفي حديث علي رضي الله عنه : كانت درعه صدرا لا قب لها ، أي : لا ظهر لها ، سمي قبا ; لأن قوامها به من قب البكرة ، وهي الخشبة التي في وسطها وعليها مدارها . والقب : رئيس القوم وسيدهم ، وقيل : هو الملك ، وقيل : الخليفة ، وقيل : هو الرأس الأكبر . ويقال لشيخ القوم : هو قب القوم ، ويقال : عليك بالقب الأكبر ، أي : بالرأس الأكبر ، قال شمر : الرأس الأكبر يراد به الرئيس . يقال : فلان قب بني فلان ، أي : رئيسهم . والقب : ما بين الوركين . وقب الدبر : مفرج ما بين الأليتين . والقب بالكسر : العظم الناتئ من الظهر بين الأليتين ، يقال : ألزق قبك بالأرض . وفي نسخة من التهذيب بخط الأزهري : قبك بفتح القاف . والقب : ضرب من اللجم ، أصعبها وأعظمها . والأقب : الضامر ، وجمعه قب ، وفي الحديث : خير الناس القبيون . وسئل أحمد بن يحيى عن القبيين ، فقال : إن صح فهم الذين يسردون الصوم حتى تضمر بطونهم . ابن الأعرابي : قب إذا ضمر للسباق ، وقب إذا خف . والقب ، والقبب : دقة الخصر وضمور البطن ولحوقه . قب يقب قببا ، وهو أقب ، والأنثى قباء بينة القبب ، قال الشاعر يصف فرسا :


اليد سابحة والرجل طامحة     والعين قادحة والبطن مقبوب



أي : قب بطنه ، والفعل : قبه يقبه قبا وهو شدة الدمج للاستدارة ، والنعت : أقب وقباء . وفي حديث علي رضي الله عنه في صفة امرأة : إنها جداء قباء ، القباء : الخميصة البطن . والأقب : الضامر البطن . وفي الحديث : خير الناس القبيون ، سئل عنه ثعلب ، فقال : إن صح فهم القوم الذين يسردون الصوم حتى تضمر بطونهم . وحكى ابن الأعرابي : قببت المرأة بإظهار التضعيف ولها أخوات ، حكاها يعقوب عن الفراء ، كمششت الدابة ولححت عينه . وقال بعضهم : قب بطن الفرس فهو أقب إذا لحقت خاصرتاه بحالبيه . والخيل القب : الضوامر . والقبقبة : صوت جوف الفرس وهو القبيب . وسرة مقبوبة ومقببة : ضامرة ، قال :


جارية من قيس بن ثعلبه     بيضاء ذات سرة مقببه
كأنها حلية سيف مذهبه



وقب التمر واللحم ، والجلد يقب قبوبا : ذهب طراؤه وندوته وذوى ، وكذلك الجرح إذا يبس وذهب ماؤه وجف ، وقيل : قبت الرطبة إذا جفت بعض الجفوف بعد الترطيب . وقب النبت يقب ، ويقب قبا : يبس ، واسم ما يبس منه القبيب كالقفيف سواء . والقبيب من الأقط : الذي خلط يابسه برطبه . وأنف قباب : ضخم عظيم . وقب الشيء وقببه : جمع أطرافه . والقبة من البناء : معروفة ، وقيل هي من الأدم خاصة ، مشتق من ذلك ، والجمع قبب وقباب . وقببها : عملها . وتقببها : دخلها . وبيت مقبب : جعل فوقه قبة ، والهوادج تقبب . وقببت قبة وقببتها تقبيبا إذا بنيتها . وقبة الإسلام : البصرة ، وهي خزانة العرب ، قال :


بنت قبة الإسلام قيس لأهلها     ولو لم يقيموها لطال التواؤها



وفي حديث الاعتكاف : رأى قبة مضروبة في المسجد . القبة من الخيام : بيت صغير مستدير ، وهو من بيوت العرب . والقباب : ضرب من السمك يشبه الكنعد ، قال جرير :


لا تحسبن مراس الحرب إذ خطرت     أكل القباب وأدم الرغف بالصير



وحمار قبان : هني أميلس أسيد رأسه كرأس الخنفساء طوال قوائمه نحو قوائم الخنفساء ، وهي أصغر منها ، وقيل : عير قبان : أبلق محجل القوائم ، له أنف كأنف القنفذ إذا حرك تماوت حتى تراه كأنه بعرة ، فإذا كف الصوت انطلق ، وقيل : هو دويبة وهو فعلان من قب ; لأن العرب لا تصرفه ، وهو معرفة عندهم ، ولو كان فعالا لصرفته ، تقول : رأيت قطيعا من حمر قبان ، قال الشاعر :


يا عجبا لقد رأيت عجبا     حمار قبان يسوق أرنبا



وقبقب الرجل : حمق . والقبقبة ، والقبيب : صوت جوف الفرس . والقبقبة ، والقبقاب : صوت أنياب الفحل وهديره ، وقيل : هو ترجيع الهدير . وقبقب الأسد ، والفحل قبقبة إذا هدر .

والقبقاب : الجمل الهدار . ورجل قبقاب وقباقب : كثير الكلام ، أخطأ أو أصاب ، وقيل : كثير الكلام مخلطه ، أنشد ثعلب :


أو سكت القوم فأنت قبقاب



وقبقب الأسد : صرف نابيه . والقبقب : سير يدور على القربوسين كليهما ، وعند المولدين : سير يعترض وراء القربوس المؤخر . والقبقب : خشب السرج قال :


يطير الفارس لولا قبقبه



، والقبقب : البطن . وفي الحديث : من كفي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وقي ، وقيل للبطن : قبقب من القبقبة ، وهي حكاية صوت البطن . والقبقاب : الكذاب . والقبقاب : الخرزة التي تصقل بها الثياب . والقبقاب : النعل المتخذة من خشب بلغة أهل اليمن . والقبقاب : الفرج . يقال : بل البول مجامع قبقابه . وقالوا : ذكر قبقاب ، فوصفوه به ، وأنشد أعرابي في جارية اسمها لعساء :


لعساء يا ذات الحر القبقاب



فسئل عن معنى القبقاب ، فقال : هو الواسع الكثير الماء إذا أولج الرجل فيه ذكره . قبقب ، أي : صوت ، وقال الفرزدق :


لكم طلقت في قيس عيلان من حر [ ص: 7 ]     وقد كان قبقابا رماح الأراقم



وقباقب بضم القاف : العام الذي يلي قابل عامك اسم علم للعام ، وأنشد أبو عبيدة :

العام ، والمقبل ، والقباقب

وفي الصحاح : القباقب بالألف واللام . تقول : لا آتيك العام ولا قابل ولا قباقب . قال ابن بري : الذي ذكره الجوهري هو المعروف ، قال : أعني قوله إن قباقبا هو العام الثالث . قال : وأما العام الرابع ، فيقال له : المقبقب . قال : ومنهم من يجعل القاب العام الثالث ، والقباقب العام الرابع ، والمقبقب العام الخامس . وحكي عن خالد بن صفوان أنه قال لابنه : إنك لا تفلح العام ولا قابل ولا قاب ولا قباقب ولا مقبقب . زاد ابن بري عن ابن سيده فيما حكاه خالد : انظر قاب بهذا المعنى . وقال ابن سيده فيما حكاه ، قال : كل كلمة منها اسم السنة بعد السنة . وقال : حكاه الأصمعي وقال : ولا يعرفون ما وراء ذلك . والقباب ، والمقبقب : الأسد . وقب قب : حكاية وقع السيف . وقبة الشاة أيضا : ذات الأطباق ، وهي الحفث . وربما خففت .

التالي السابق


الخدمات العلمية