صفحة جزء
[ قحط ]

قحط : القحط : احتباس المطر . وقد قحط وقحط ، والفتح أعلى قحطا وقحطا وقحوطا . وقحط الناس بالكسر على ما لم يسم فاعله لا غير قحطا وأقحطوا وكرهها بعضهم ، وقال ابن سيده : لا يقال قحطوا ولا أقحطوا . والقحط : الجدب ؛ لأنه من أثره .

وحكى أبو حنيفة : قحط المطر على صيغة ما لم يسم فاعله ، وأقحط على فعل الفاعل ، وقحطت الأرض على صيغة ما لم يسم فاعله فهي مقحوطة ، قال ابن بري : قال بعضهم قحط المطر بالفتح ، وقحط المكان بالكسر هو الصواب ، قال : ويقال أيضا : قحط القطر ، قال الأعشى :


وهم يطعمون إن قحط القط ر وهبت بشمأل وضريب



وقال شمر : قحوط المطر أن يحتبس وهو محتاج إليه ، ويقال : زمان قاحط ، وعام قاحط ، وسنة قحيط ، وأزمن قواحط . وعام قحط وقحيط : ذو قحط . وفي حديث الاستسقاء برسول الله صلى الله عليه وسلم : قحط المطر واحمر الشجر هو من ذلك . وأقحط الناس إذا لم يمطروا ، وقال ابن الفرج : كان ذلك في إقحاط الزمان وإكحاط الزمان ، أي : في شدته ، قال ابن سيده : وقد يشتق القحط لكل ما قل خيره ، والأصل للمطر ، وقيل : القحط في كل شيء قلة خيره أصل غير مشتق . وفي الحديث : إذا أتى الرجل القوم فقالوا قحطا فقحطا له يوم يلقى ربه ، أي : أنه إذا كان ممن يقال له عند قدومه على الناس هذا القول ، فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة ، وقحطا منصوب على المصدر ، أي : قحطت قحطا وهو دعاء بالجدب فاستعاره لانقطاع الخير عنه وجدبه من الأعمال الصالحة . وفي الحديث : من جامع فأقحط فلا غسل عليه ، ومعناه : أن ينتشر فيولج ثم يفتر ذكره قبل أن ينزل ، وهو من أقحط الناس إذا لم يمطروا ، والإقحاط مثل الإكسال وهذا مثل الحديث الآخر : الماء من الماء ، وكان هذا في أول الإسلام ثم نسخ وأمر بالاغتسال بعد الإيلاج . والقحطي من الرجال : الأكول الذي لا يبقي من الطعام شيئا ، وهذا من كلام أهل العراق ، وقال الأزهري : هو من كلام الحاضرة دون أهل البادية وأظنه نسب إلى القحط لكثرة الأكل ، كأنه نجا من القحط فلذلك كثر أكله . وضرب قحيط : شديد . والتقحيط في لغة بني عامر : التلقيح ، حكاه أبو حنيفة . والقحط : ضرب من النبت وليس بثبت . وقحطان : أبو اليمن وهو في قول نسابتهم : قحطان بن هود ، وبعض يقول : قحطان بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، والنسب إليه على القياس قحطاني ، وعلى غير القياس أقحاطي ، وكلاهما عربي فصيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية