صفحة جزء
[ قدا ]

قدا : القدو : أصل البناء الذي يتشعب معه تصريف الاقتداء ، يقال : قدوة وقدوة لما يقتدى به . ابن سيده : القدوة ، والقدوة : ما تسننت به قلبت الواو فيه ياء للكسرة القريبة منه وضعف الحاجز .

والقدى : جمع قدوة يكتب بالياء . والقدة : كالقدوة . يقال : لي بك قدوة وقدوة وقدة ، ومثله حظي فلان حظوة وحظوة وحظة ، وداري حذوة دارك وحذوة دارك وحذة دارك ، وقد اقتدى به . والقدوة ، والقدوة : الأسوة . يقال : فلان قدوة يقتدى به . ابن الأعرابي : القدوة التقدم . يقال : فلان لا يقاديه أحد ولا يماديه أحد ولا يباريه أحد ولا يجاريه أحد ، وذلك إذا برز في الخلال كلها . والقدية : الهدية ، يقال : خذ في هديتك وقديتك ، أي : فيما كنت فيه . وتقدت به دابته : لزمت سنن الطريق وتقدى هو عليها ، ومن جعله من الياء أخذه من القديان ، ويجوز في الشعر : جاء تقدو به دابته . وقدى الفرس يقدي قديانا : أسرع ومر فلان تقدو به فرسه . يقال : مر بي يتقدى فرسه ، أي : يلزم به سنن السيرة .

وتقديت على فرسي وتقدى به بعيره : أسرع . أبو عبيد : من عنق الفرس التقدي ، وتقدي الفرس استعانته بهاديه في مشيه برفع يديه وقبض رجليه شبه الخبب . وقدا اللحم والطعام يقدو قدوا ، وقدى يقدي قديا ، وقدي بالكسر يقدى قدى كله بمعنى إذا شممت له رائحة طيبة . يقال : شممت قداة القدر ، وهي قدية على فعلة ، أي : طيبة الريح ، وأنشد ابن بري لمبشر بن هذيل الشمخي :


يقات زادا طيبا قداته

ويقال : هذا طعام له قداة وقداوة ، عن أبي زيد قال : وهذا يدل أن لام القدا واو . وما أقدى طعام فلان ، أي : ما أطيب طعمه ورائحته . ابن سيده : وطعام قدي وقد طيب الطعم والرائحة ، يكون ذلك في الشواء والطبيخ ، قدي قدى وقداوة وقدو قدوا وقداة وقداوة ، وحكى كراع : إني لأجد لهذا الطعام قدا ، أي : طيبا ، قال : فلا أدري أطيب طعم عنى أم طيب رائحة . قال أبو زيد : إذا كان الطبيخ طيب الريح قلت قدي يقدى وذمي يذمى . أبو زيد : يقال : أتتنا قادية من [ ص: 46 ] ‌‌‌الناس ، أي : جماعة قليلة ، وقيل : القادية من الناس أول ما يطرأ عليك وجمعها قواد . وقد قدت فهي تقدي قديا ، وقيل : قدت قادية إذا أتى قوم قد أنجموا من البادية ، وقال أبو عمرو : قاذية بالذال المعجمة ، والمحفوظ ما قال أبو زيد . أبو زيد : قدى وأقداء وهم الناس يتساقطون بالبلد فيقيمون به ، ويهدءون . ابن الأعرابي : القدو : القدوم من السفر ، والقدو : القرب . وأقدى إذا استوى في طريق الدين ، وأقدى أيضا إذا أسن وبلغ الموت . أبو عمرو : وأقدى إذا قدم من سفر وأقدى إذا استقام في الخير . وهو مني قدى رمح بكسر القاف ، أي : قدره ، كأنه مقلوب من قيد . الأصمعي : بيني وبينه قدى قوس ، بكسر القاف وقيد قوس وقاد قوس ، وأنشد :


ولكن إقدامي إذا الخيل أحجمت     وصبري إذا ما الموت كان قدى الشبر



وقال هدبة بن الخشرم :


وإني إذا ما الموت لم يك دونه     قدى الشبر أحمي الأنف أن أتأخرا



قال الأزهري : قدى وقاد وقيد كله بمعنى قدر الشيء . أبو عبيد : سمعت الكسائي يقول : سندأوة وقندأوة : ، وهو الخفيف ؛ قال الفراء : وهي من النوق الجريئة . قال شمر : قنداوة يهمز ولا يهمز . ابن سيده : وقدة هو هذا الموضع الذي يقال له الكلاب قال : وإنما حمل على الواو ; لأن ق د و أكثر من ق د ي .

التالي السابق


الخدمات العلمية