صفحة جزء
[ قرف ]

قرف : القرف : لحاء الشجر واحدته قرفة ، وجمع القرف قروف . والقرافة : كالقرف . والقرف : القشر . والقرفة : القشرة . والقرفة : الطائفة من القرف ، وكل قشر قرف ، بالكسر ، ومنه قرف الرمانة وقرف الخبز الذي يقشر ويبقى في التنور . وقولهم : تركته على مثل مقرف الصمغة وهو موضع القرف ، أي : مقشر الصمغة ، وهو شبيه بقولهم تركته على مثل ليلة الصدر . ويقال : صبغ ثوبه بقرف السدر ، أي : بقشره وقرف كل شجرة : قشرها . والقرفة : دواء معروف . ابن سيده : والقرف قشر شجرة طيبة الريح يوضع في الدواء والطعام ، غلبت هذه الصفة عليها غلبة الأسماء لشرفها . والقرف من الخبز : ما يقشر منه . وقرف الشجرة يقرفها قرفا : نحت قرفها ، وكذلك قرف القرحة فتقرفت ، أي : قشرها ، وذلك إذا يبست ، قال عنترة :


علالتنا في كل يوم كريهة بأسيافنا والقرح لم يتقرف



أي : لم يعله ذلك ، وأنشد الجوهري عجز هذا البيت :


والجرح لم يتقرف



والصحيح ما أوردناه . وفي حديث الخوارج : إذا رأيتموهم فاقرفوهم واقتلوهم ، هو من قرفت الشجرة إذا قشرت لحاءها . وقرفت جلد الرجل إذا اقتلعته أراد استأصلوهم . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : قال له رجل من البادية : متى تحل لنا الميتة ؟ قال : إذا وجدت قرف الأرض فلا تقربها ، أراد ما تقترف من بقل الأرض وعروقه ، أي : تقتلع وأصلها أخذ القشر منه . وفي حديث ابن الزبير : ما على أحدكم إذا أتى المسجد أن يخرج قرفة أنفه ، أي : قشرته ، يريد المخاط اليابس الذي لزق به ، أي : ينقي أنفه منه . وتقرفت القرحة ، أي : تقشرت . ابن السكيت : القرف مصدر قرفت القرحة أقرفها قرفا إذا نكأتها . ويقال للجرح إذا تقشر : قد تقرف ، واسم الجلدة القرفة . والقرف : الأديم الأحمر كأنه قرف ، أي : قشر فبدت حمرته والعرب تقول : أحمر كالقرف ؛ قال :


أحمر كالقرف وأحوى أدعج



وأحمر قرف : شديد الحمرة . وفي حديث عبد الملك : أراك أحمر [ ص: 80 ] قرفا ، القرف بكسر الراء : الشديد الحمرة كأنه قرف ، أي : قشر . وقرف السدر : قشره ؛ وقوله أنشده ابن الأعرابي :


اقتربوا قرف القمع



يعني بالقمع قمع الوطب الذي يصب فيه اللبن ، وقرفه ما يلزق به من وسخ اللبن ، فأراد أن هؤلاء المخاطبين أوساخ ونصبه على النداء ، أي : يا قرف القمع . وقرف الذنب وغيره يقرفه قرفا واقترفه : اكتسبه . والاقتراف : الاكتساب . اقترف ، أي : اكتسب ، واقترف ذنبا ، أي : أتاه وفعله . وفي الحديث : رجل قرف على نفسه ذنوبا ، أي : كسبها . ويقال : قرف الذنب واقترفه إذا عمله . وقارف الذنب وغيره : داناه ولاصقه . وقرفه بكذا ، أي : أضافه إليه واتهمه به . وفي التنزيل العزيز : وليقترفوا ما هم مقترفون . واقترف المال : اقتناه . والقرفة : الكسب . وفلان يقرف لعياله ، أي : يكسب . وبعير مقترف : وهو الذي اشتري حديثا . وإبل مقترفة ومقرفة : مستجدة . وقرفت الرجل ، أي : عبته . ويقال : هو يقرف بكذا ، أي : يرمى به ويتهم فهو مقروف . وقرف الرجل بسوء : رماه وقرفته بالشيء فاقترف به . ابن السكيت : قرفت الرجل بالذنب قرفا إذا رميته . الأصمعي : قرف عليه فهو يقرف قرفا إذا بغى عليه . وقرف فلان فلانا إذا وقع فيه وأصل القرف القشر . وقرف عليه قرفا : كذب . وقرفه بالشيء : اتهمه . والقرفة : التهمة . وفلان قرفتي ، أي : تهمتي أو هو الذي أتهمه . وبنو فلان قرفتي ، أي : الذين عندهم أظن طلبتي . ويقال : سل بني فلان عن ناقتك فإنهم قرفة ، أي : تجد خبرها عندهم . ويقال أيضا : هو قرف من ثوبي للذي تتهمه . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يأخذ بالقرف ، أي : التهمة ، والجمع القراف . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : أولم ينه أمية علمها بي عن قرافي ، أي : عن تهمتي بالمشاركة في دم عثمان - رضي الله عنه - وهو قرف أن يفعل وقرف ، أي : خليق ولا يقال : ما أقرفه ولا أقرف به وأجازهما ابن الأعرابي على مثل هذا . ورجل قرف من كذا وقرف بكذا ، أي : قمن قال :


والمرء ما دامت حشاشته     قرف من الحدثان والألم



والتثنية والجمع كالواحد . قال أبو الحسن : ولا يقال قرف ولا قريف . وقرف الشيء : خلطه . والمقارفة والقراف : المخالطة والاسم القرف . وقارف فلان الخطيئة ، أي : خالطها . وقارف الشيء : داناه ولا تكون المقارفة إلا في الأشياء الدنية ، قال طرفة :


وقراف من لا يستفيق دعارة     يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب



وقال النابغة :


وقارفت ، وهي لم تجرب وباع لها     من الفصافص بالنمي سفسير



أي : قاربت أن تجرب . وفي حديث الإفك : إن كنت قارفت ذنبا فتوبي إلى الله ، وهذا راجع إلى المقاربة والمداناة . وقارف الجرب البعير قرافا : داناه شيء منه . والقرف : العدوى . وأقرف الجرب الصحاح : أعداها . والقرف : مقارفة الوباء . أبو عمرو : القرف الوباء . يقال : احذر القرف في غنمك . وقد اقترف فلان من مرض آل فلان ، وقد أقرفوه إقرافا : وهو أن يأتيهم وهم مرضى فيصيبه ذلك . وقارف فلان الغنم : رعى بالأرض الوبيئة . والقرف بالتحريك : مداناة المرض . يقال : أخشى عليك القرف من ذلك وقد قرف بالكسر . وفي الحديث : أن قوما شكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وباء أرضهم ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : تحولوا فإن من القرف التلف . قال ابن الأثير : القرف ملابسة الداء ومداناة المرض ، والتلف الهلاك قال : وليس هذا من باب العدوى وإنما هو من باب الطب فإن استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان ، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام . والقرفة : الهجنة . والمقرف : الذي دانى الهجنة من الفرس وغيره الذي أمه عربية وأبوه ليس كذلك ; لأن الإقراف إنما هو من قبل الفحل ، والهجنة من قبل الأم . وفي الحديث : أنه ركب فرسا لأبي طلحة مقرفا ، المقرف من الخيل الهجين ، وهو الذي أمه برذونة وأبوه عربي ، وقيل بالعكس ، وقيل : هو الذي دانى الهجنة من قبل أبيه ، وقيل : هو الذي دانى الهجنة وقاربها ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : كتب إلى أبي موسى في البراذين : ما قارف العتاق منها فاجعل له سهما واحدا ، أي : قاربها وداناها . وأقرف الرجل وغيره : دنا من الهجنة . والمقرف أيضا : النذل وعليه وجه قوله :


فإن يك إقراف فمن قبل الفحل



وقالوا : ما أبصرت عيني ولا أقرفت يدي ، أي : ما دنت منه ولا أقرفت لذلك ، أي : ما دانيته ولا خالطت أهله . وأقرف له ، أي : داناه قال ابن بري : شاهده قول ذي الرمة :


نتوج ، ولم تقرف لما يمتنى له     إذا نتجت ماتت وحي سليلها



لم تقرف : لم تدان ماله منية . والمنية : انتظار لقح الناقة من سبعة أيام إلى خمسة عشر يوما . ويقال : ما أقرفت يدي شيئا مما تكره ، أي : ما دانت وما قارفت . ووجه مقرف : غير حسن ، قال ذو الرمة :


تريك سنة وجه غير مقرفة     ملساء ليس بها خال ولا ندب



والمقارفة والقراف : الجماع . وقارف امرأته : جامعها . ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها - : إن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصبح جنبا من قراف غير احتلام ثم يصوم ، أي : من جماع . وفي الحديث في دفن أم كلثوم : من كان منكم لم يقارف أهله الليلة فليدخل قبرها . وفي حديث عبد الله بن حذافة : قالت له أمه : أمنت أن تكون أمك قارفت بعض ما يقارف أهل الجاهلية ، أرادت الزنا . وفي حديث عائشة : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : إني رجل مقراف للذنوب ، أي : كثير المباشرة لها ، ومفعال من أبنية المبالغة . والقرف : وعاء من أدم ، وقيل : يدبغ بالقرفة ، أي : بقشور الرمان ويتخذ فيه الخلع . وهو لحم يتخذ بتوابل فيفرغ فيه ، وجمعه قروف ، قال معقر بن حمار البارقي :


وذبيانية وصت بنيها     بأن كذب القراطف والقروف



أي : عليكم بالقراطف والقروف فاغنموها . وفي التهذيب : القرف شيء من جلود يعمل فيه الخلع ، والخلع : أن يؤخذ لحم الجزور [ ص: 81 ] ويطبخ بشحمه ثم تجعل فيه توابل ثم تفرغ في هذا الجلد . وقال أبو سعيد في قوله كذب القراطف والقروف ، قال : القرف الأديم ، وجمعه قروف . أبو عمرو : القروف الأدم الحمر ، الواحد قرف . قال : والقروف والظروف بمعنى واحد . وفي الحديث : لكل عشر من السرايا ما يحمل القراف من التمر ، القراف : جمع قرف ، بفتح القاف ، وهو وعاء من جلد يدبغ بالقرفة وهي قشور الرمان . وقرفة : اسم رجل قال :


ألا أبلغ لديك بني سويد     وقرفة ، حين مال به الولاء



وقولهم في المثل : أمنع من أم قرفة هي اسم امرأة . التهذيب : وفي الحديث أن جاريتين كانتا تغنيان بما تقارفت به الأنصار يوم بعاث ، هكذا روي في بعض طرقه .

التالي السابق


الخدمات العلمية