صفحة جزء
[ قرهم ]

قرهم : القرهم من الثيران : كالقرهب وهو المسن الضخم [ ص: 92 ] قال كراع : القرهم المسن قال ابن سيده : فلا أدري أعم به أم أراد الخصوص ، وقال مرة : القرهم أيضا من المعز ذات الشعر ، وزعم أن الميم في كل ذلك بدل من الباء . والقرهم من الإبل : الضخم الشديد . والقرهم : السيد كالقرهب ، عن اللحياني ، وزعم أن الميم بدل من باء قرهب وليس بشيء . الأزهري في أثناء كلامه على القهرمان : أبو زيد يقال قهرمان وقرهمان مقلوب .

قرا : القرو : من الأرض الذي لا يكاد يقطعه شيء ، والجمع قرو .

والقرو : شبه حوض . التهذيب : والقرو شبه حوض ممدود مستطيل إلى جنب حوض ضخم يفرغ فيه من الحوض الضخم ترده الإبل والغنم ، وكذلك إن كان من خشب ; قال الطرماح :


منتأى كالقرو رهن انثلام



شبه النؤي حول الخيمة بالقرو ، وهو حوض مستطيل إلى جنب حوض ضخم . الجوهري : والقرو حوض طويل مثل النهر ترده الإبل .

والقرو : قدح من خشب . وفي حديث أم معبد : أنها أرسلت إليه بشاة وشفرة ، فقال اردد الشفرة وهات لي قروا ; يعني قدحا من خشب . والقرو : أسفل النخلة ينقر وينبذ فيه ، وقيل : القرو إناء صغير يردد في الحوائج . ابن سيده : القرو أسفل النخلة ، وقيل : أصلها ينقر وينبذ فيه ، وقيل : هو نقير يجعل فيه العصير من أي خشب كان . والقرو : القدح ، وقيل : هو الإناء الصغير . والقرو : مسيل المعصرة ومثعبها ، والجمع القري والأقراء ، ولا فعل له ; قال الأعشى :


أرمي بها البيداء ، إذ أعرضت     وأنت بين القرو والعاصر



وقال ابن أحمر :


لها حبب يرى الراووق فيها     كما أدميت في القرو الغزالا



يصف حمرة الخمر كأنه دم غزال في قرو النخل .

قال الدينوري : ولا يصح أن يكون القدح لأن القدح لا يكون راووقا إنما هو مشربة ; الجوهري : وقول الكميت :


فاشتك خصييه إيغالا بنافذة     كأنما فجرت من قرو عصار



يعني المعصرة ; وقال الأصمعي في قول الأعشى :


وأنت بين القرو والعاصر



إنه أسفل النخلة ينقر فينبذ فيه . والقرو : ميلغة الكلب ، والجمع في ذلك كله أقراء وأقر وقري . وحكى أبو زيد : أقروة ، مصحح الواو ، وهو نادر من جهة الجمع والتصحيح .

والقروة غير مهموز : كالقرو الذي هو ميلغة الكلب . ويقال : ما في الدار لاعي قرو . ابن الأعرابي : القروة والقروة والقروة ميلغة الكلب . والقرو والقري : كل شيء على طريق واحد . يقال : ما زال على قرو واحد وقري واحد . ورأيت القوم على قرو واحد ، أي : على طريقة واحدة . وفي إسلام أبي ذر : وضعت قوله على أقراء الشعر فليس هو بشعر ; أقراء الشعر : طرائقه وأنواعه ، واحدها قرو وقري وقري . وفي حديث عتبة بن ربيعة حين مدح القرآن لما تلاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت له قريش : هو شعر ، قال : لا لأني عرضته على أقراء الشعر فليس هو بشعر ، هو مثل الأول . وأصبحت الأرض قروا واحدا إذا تغطى وجهها بالماء . ويقال : تركت الأرض قروا واحدا إذا طبقها المطر . وقرا إليه قروا : قصد . الليث : القرو مصدر قولك قروت إليهم أقرو قروا ، وهو القصد نحو الشيء ; وأنشد :


أقرو إليهم أنابيب القنا قصدا



وقراه : طعنه فرمى به ; عن الهجري ; قال ابن سيده : وأراه من هذا كأنه قصده بين أصحابه ; قال :


والخيل تقروهم على اللحيات

، وقرا الأمر واقتراه : تتبعه . الليث : يقال الإنسان يقتري فلانا بقوله ويقتري سبيلا ويقروه ، أي : يتبعه ; وأنشد :


يقتري مسدا بشيق



وقروت البلاد قروا وقريتها قريا واقتريتها واستقريتها إذا تتبعتها تخرج من أرض إلى أرض . ابن سيده : قرا الأرض قروا ، واقتراها وتقراها واستقراها تتبعها أرضا أرضا وسار فيها ينظر حالها وأمرها . وقال اللحياني : وقال اللحياني : قروت الأرض سرت فيها ، وهو أن تمر بالمكان ثم تجوزه إلى غيره ثم إلى موضع آخر . وقروت بني فلان واقتريتهم واستقريتهم : مررت بهم واحدا واحدا ، وهو من الإتباع ، واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أخذته بدرهم فصاعدا : لم ترد أن تخبر أن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء ، كقولهم بدرهم وزيادة ، ولكنك أخبرت بأدنى الثمن فجعلته أولا ، ثم قروت شيئا بعد شيء لأثمان شتى . وقال بعضهم : ما زلت أستقري هذه الأرض قرية قرية . الأصمعي : قروت الأرض إذا تتبعت ناسا بعد ناس فأنا أقروها قروا . والقرى : مجرى الماء إلى الرياض ، وجمعه قريان وأقراء ، وأنشد :


كأن قريانها الرجال



وتقول : تقريت المياه ، أي : : تتبعتها . واستقريت فلانا : سألته أن يقريني . وفي الحديث : والناس قواري الله في أرضه ، أي : شهداء الله ، أخذ من أنهم يقرون الناس يتتبعونهم فينظرون إلى أعمالهم ، وهي أحد ما جاء من فاعل الذي للمذكر الآدمي مكسرا على فواعل نحو فارس وفوارس وناكس ونواكس ، وقيل : القارية الصالحون من الناس . وقال اللحياني : هؤلاء قواري الله في الأرض ، أي : شهود الله لأنه يتتبع بعضهم أحوال بعض ، فإذا شهدوا لإنسان بخير أو شر فقد وجب ، واحدهم قار ، وهو جمع شاذ حيث هو وصف لآدمي ذكر كفوارس ، ومنه حديث أنس : فتقرى حجر نسائه كلهن ، وحديث ابن سلام : فما زال عثمان يتقراهم ويقول لهم ذلك ومنه حديث عمر - رضي الله عنه : بلغني عن أمهات المؤمنين شيء فاستقريتهن أقول لتكففن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ليبدلنه الله خيرا منكن ، ومنه الحديث : فجعل يستقري الرفاق ، قال : وقال بعضهم هم الناس الصالحون ، قال : والواحد قارية بالهاء . والقرا : الظهر قال الشاعر :


أزاحمهم بالباب إذ يدفعونني     وبالظهر مني من قرا الباب عاذر



وقيل : القرا وسط الظهر ، وتثنيته قريان وقروان ، عن اللحياني [ ص: 93 ] وجمعه أقراء وقروان ، قال مالك الهذلي يصف الضبع :


إذا نفشت قروانها وتلفتت     أشب بها الشعر الصدور القراهب



أراد بالقراهب أولادها التي قد تمت ، الواحد قرهب أراد أن أولادها تناهبها لحوم القتلى وهو القرورى . والقروان : الظهر ، ويجمع قروانات . وجمل أقرى : طويل القرا ، وهو الظهر ، والأنثى قرواء . الجوهري : ناقة قرواء طويلة السنام قال الراجز :


مضبورة قرواء هرجاب فنق



ويقال للشديدة الظهر : بينة القرا ، قال : ولا تقل جمل أقرى . وقد قال ابن سيده : يقال كما ترى وما كان أقرى ، ولقد قري قرى ، مقصور ، عن اللحياني . وقرا الأكمة : ظهرها . ابن الأعرابي : أقرى إذا لزم الشيء وألح عليه ، وأقرى إذا اشتكى قراه ، وأقرى لزم القرى ، وأقرى طلب القرى . الأصمعي : رجع فلان إلى قرواه ، أي : عاد إلى طريقته الأولى . الفراء : هو القرى والقراء والقلى والقلاء والبلى والبلاء والإيا والأياء ضوء الشمس . والقرواء ، جاء به الفراء ممدودا في حروف ممدودة مثل المصواء : وهي الدبر . ابن الأعرابي : القرا القرع الذي يؤكل . ابن شميل : قال لي أعرابي اقتر سلامي حتى ألقاك ، وقال : اقتر سلاما حتى ألقاك ، أي : كن في سلام وفي خير وسعة . وقرى على فعلى : اسم ماء بالبادية . والقيروان : الكثرة من الناس ومعظم الأمر ، وقيل : هو موضع الكتيبة ، وهو معرب أصله كاروان ، بالفارسية ، فأعرب وهو على وزن الحيقطان . قال ابن دريد : القيروان ، بفتح الراء الجيش ، وبضمها القافلة ، وأنشد ثعلب في القيروان بمعنى الجيش :


فإن تلقاك بقيروانه     أو خفت بعض الجور من سلطانه
فاسجد لقرد السوء في زمانه



وقال النابغة الجعدي :


وعادية سوم الجراد شهدتها     لها قيروان خلفها متنكب



قال ابن خالويه : والقيروان الغبار ، وهذا غريب ويشبه أن يكون شاهده بيت الجعدي المذكور ، وقال ابن مفرغ :


أغر يواري الشمس عند طلوعها     قنابله والقيروان المكتب



وفي الحديث عن مجاهد : إن الشيطان يغدو بقيروانه إلى الأسواق . قال الليث : القيروان دخيل ، وهو معظم العسكر ومعظم القافلة ، وجعله امرؤ القيس الجيش فقال :


وغارة ذات قيروان     كأن أسرابها الرعال



و قرورى : اسم موضع ، قال الراعي :


تروحن من حزم الجفول فأصبحت     هضاب قرورى دونها والمضيح



الجوهري : والقرورى موضع على طريق الكوفة ، وهو متعشى بين النقرة والحاجر ، وقال :


بين قرورى ومرورياتها

وهو فعوعل عن سيبويه . قال ابن بري : قرورى منونة ; لأن وزنها فعوعل . وقال أبو علي : وزنها فعلعل من قروت الشيء إذا تتبعته ، ويجوز أن يكون فعوعلا من القرية ، وامتناع الصرف فيه لأنه اسم بقعة بمنزلة شرورى ، وأنشد :


أقول إذا أتين على قرورى     وآل البيد يطرد اطرادا



والقروة : أن يعظم جلد البيضتين لريح فيه أو ماء أو لنزول الأمعاء ، والرجل قرواني . وفي الحديث : لا ترجع هذه الأمة على قرواها ، أي : على أول أمرها وما كانت عليه ، ويروى على قروائها ، بالمد . ابن سيده : القرية والقرية لغتان المصر الجامع ، التهذيب : المكسورة يمانية ، ومن ثم اجتمعوا في جمعها على القرى فحملوها على لغة من يقول كسوة وكسا ، وقيل : هي القرية ، بفتح القاف لا غير ، قال : وكسر القاف خطأ ، وجمعها قرى جاءت نادرة . ابن السكيت : ما كان من جمع فعلة بفتح الفاء معتلا من الياء والواو على فعال كان ممدودا مثل ركوة وركاء وشكوة وشكاء وقشوة وقشاء ، قال : ولم يسمع في شيء من جميع هذا القصر إلا كوة وكوى وقرية وقرى ، جاءتا على غير قياس . الجوهري : القرية معروفة ، والجمع القرى على غير قياس . وفي الحديث : أن نبيا من الأنبياء أمر بقرية النمل فأحرقت ، هي مسكنها وبيتها ، والجمع قرى والقرية من المساكن والأبنية والضياع وقد تطلق على المدن . وفي الحديث : أمرت بقرية تأكل القرى هي مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومعنى أكلها القرى ما يفتح على أيدي أهلها من المدن ويصيبون من غنائمها ، وقوله تعالى : واسأل القرية التي كنا فيها قال سيبويه : إنما جاء على اتساع الكلام والاختصار ، وإنما يريد أهل القرية فاختصر وعمل الفعل في القرية كما كان عاملا في الأهل لو كان هاهنا ، قال ابن جني : في هذا ثلاثة معان : الاتساع والتشبيه والتوكيد ، أما الاتساع فإنه استعمل لفظ السؤال مع ما لا يصح في الحقيقة سؤاله ، ألا تراك تقول : وكم من قرية مسئولة ، وتقول القرى ، وتسآلك كقولك أنت وشأنك ، فهذا ونحوه اتساع ، وأما التشبيه فلأنها شبهت بمن يصح سؤاله لما كان بها ومؤالفا لها ، وأما التوكيد فلأنه في ظاهر اللفظ إحالة بالسؤال على من ليس من عادته الإجابة ، فكأنهم تضمنوا لأبيهم - عليه السلام - أنه إن سأل الجمادات والجمال أنبأته بصحة قولهم ، وهذا تناه في تصحيح الخبر ، أي : لو سألتها لأنطقها الله بصدقنا فكيف لو سألت ممن عادته الجواب ؟ والجمع قرى . وقوله تعالى : وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة قال الزجاج : القرى المبارك فيها بيت المقدس ، وقيل : الشام ، وكان بين سبإ و الشام قرى متصلة فكانوا لا يحتاجون من وادي سبإ إلى الشام إلى زاد ، وهذا عطف على قوله تعالى : لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان وجعلنا بينهم والنسب إلى قرية قرئي ، في قول أبي عمرو ، وقروي في قول يونس . وقول بعضهم : ما رأيت قرويا أفصح من الحجاج إنما نسبه إلى القرية التي هي المصر ، وقول الشاعر أنشده ثعلب :

[ ص: 94 ]

رمتني بسهم ريشه قروية     وفوقاه سمن والنضي سويق



فسره فقال : القروية التمرة . قال ابن سيده : وعندي أنها منسوبة إلى القرية التي هي المصر ، أو إلى وادي القرى ، ومعنى البيت أن هذه المرأة أطعمته هذا السمن بالسويق والتمر . و أم القرى : مكة - شرفها الله تعالى - لأن أهل القرى يؤمونها ، أي : يقصدونها . وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : أنه أتي بضب فلم يأكله وقال إنه قروي ، أي : من أهل القرى ، يعني إنما يأكله أهل القرى والبوادي والضياع دون أهل المدن . قال : والقروي منسوب إلى القرية على غير قياس ، وهو مذهب يونس والقياس قرئي . والقريتين في قوله تعالى : رجل من القريتين عظيم مكة و الطائف . وقرية النمل : ما تجمعه من التراب ، والجمع قرى ، وقول أبي النجم :


وأتت النمل القرى بعيرها     من حسك التلع ومن خافورها



والقارية والقاراة : الحاضرة الجامعة . ويقال : أهل القارية للحاضرة وأهل البادية لأهل البدو . وجاءني كل قار وباد ، أي : الذي ينزل القرية والبادية . وأقريت الجل على ظهر الفرس ، أي : ألزمته إياه . والبعير يقري العلف في شدقه ، أي : يجمعه . والقري : جبي الماء في الحوض . وقريت الماء في الحوض قريا وقرى : جمعته : وقال في التهذيب : ويجوز في الشعر قرى فجعله في الشعر خاصة ، واسم ذلك الماء القرى ، بالكسر والقصر ، وكذلك ما قرى الضيف قرى . والمقراة : الحوض العظيم يجتمع فيه الماء ، وقيل : المقراة والمقرى ما اجتمع فيه الماء من حوض وغيره . والمقراة والمقرى : إناء يجمع فيه الماء . وفي التهذيب : المقرى الإناء العظيم يشرب به الماء . والمقراة : الموضع الذي يقرى فيه الماء . والمقراة : شبه حوض ضخم يقرى فيه من البئر ثم يفرغ في المقراة ، وجمعها المقاري . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : ما ولي أحد إلا حامى على قرابته وقرى في عيبته ، أي : جمع ، يقال : قرى الشيء يقريه قريا إذا جمعه يريد أنه خان في عمله . وفي حديث هاجر - عليها السلام - حين فجر الله لها زمزم : فقرت في سقاء أو شنة كانت معها . وفي حديث مرة بن شراحيل : أنه عوتب في ترك الجمعة ، فقال : إن بي جرحا يقري ، وربما ارفض في إزاري ، أي : يجمع المدة وينفجر . الجوهري : والمقراة المسيل وهو الموضع الذي يجتمع فيه ماء المطر من كل جانب . ابن الأعرابي : تنح عن سنن الطريق وقريه وقرقه بمعنى واحد . وقرت النمل جرتها : جمعتها في شدقها . قال اللحياني : وكذلك البعير والشاة والضائنة والوبر وكل ما اجتر . يقال للناقة : هي تقري إذا جمعت جرتها في شدقها ، وكذلك جمع الماء في الحوض . وقريت في شدقي جوزة : خبأتها . وقرت الظبية تقري إذا جمعت في شدقها شيئا . ويقال للإنسان إذا اشتكى شدقه : قرى يقري . والمدة تقري في الجرح : تجتمع . وأقرت الناقة تقري وهي مقر : اجتمع الماء في رحمها واستقر . والقري على فعيل : مجرى الماء في الروض ، وقيل : مجرى الماء في الحوض ، والجمع أقرية وقريان ، وشاهد الأقرية قول الجعدي :


ومن أيامنا يوم عجيب     شهدناه بأقرية الرداع



وشاهد القريان قول ذي الرمة :


تستن أعداء قريان ، تسنمها     غر الغمام ومرتجاته السود



وفي حديث قس : وروضة ذات قريان ، ويقال في جمع قري أقراء . قال معاوية بن شكل يذم حجل بن نضلة بين يدي النعمان : إنه مقبل النعلين ، منتفخ الساقين ، قعو الأليتين ، مشاء بأقراء ، قتال ظباء ، بياع إماء ، فقال له النعمان : أردت أن تذيمه فمدحته ، القعو : الخطاف من الخشب مما يكون فوق البئر ، أراد أنه إذا قعد التزقت أليتاه بالأرض فهما مثل القعو ، وصفه بأنه صاحب صيد وليس بصاحب إبل . والقري : مسيل الماء من التلاع ، وقالاللحياني : القري مدفع الماء من الربو إلى الروضة ، هكذا قال الربو ، بغير هاء ، والجمع أقرية وأقراء وقريان ، وهو الأكثر . وفي حديث ابن عمر : قام إلى مقرى بستان فقعد يتوضأ ، المقرى والمقراة : الحوض الذي يجتمع فيه الماء . وفي حديث ظبيان : رعوا قريانه ، أي : مجاري الماء ، واحدها قري بوزن طري . وقرى الضيف قرى وقراء : أضافه . واستقراني واقتراني وأقراني : طلب مني القرى . وإنه لقري للضيف ، والأنثى قرية ، عن اللحياني . وكذلك إنه لمقرى للضيف ومقراء ، والأنثى مقراة ومقراء ، الأخيرة عن اللحياني . وقال : إنه لمقراء للضيف وإنه لمقراء للأضياف ، وإنه لقري للضيف وإنها لقرية للأضياف . الجوهري : قريت الضيف قرى ، مثال قليته قلى ، وقراء : أحسنت إليه ، إذا كسرت القاف قصرت ، وإذا فتحت مددت . والمقراة : القصعة التي يقرى الضيف فيها . وفي الصحاح : والمقرى إناء يقرى فيه الضيف . والجنفة مقراة ، وأنشد ابن بري لشاعر :


حتى تبول عبور الشعريين دما     صردا ، ويبيض في مقراته القار



والمقاري : القدور ، عن ابن الأعرابي وأنشد :


ترى فصلانهم في الورد هزلى     وتسمن في المقاري والحبال



يعني أنهم يسقون ألبان أمهاتها عن الماء ، فإذا لم يفعلوا ذلك كان عليهم عارا ، وقوله : وتسمن في المقاري والحبال ، أي : أنهم إذا نحروا لم ينحروا إلا سمينا ، وإذا وهبوا لم يهبوا إلا كذلك ، كل ذلك عن ابن الأعرابي . وقال اللحياني : المقرى ، مقصور بغير هاء ، كل ما يؤتى به من قرى الضيف من قصعة أو جفنة أو عس ، ومنه قول الشاعر :


: ولا يضنون بالمقرى وإن ثمدوا

قال : وتقول العرب لقد قرونا في مقرى صالح . والمقاري : الجفان التي يقرى فيها الأضياف ، وقوله أنشده ابن الأعرابي :


وأقضي قروض الصالحين وأقتري

، فسره فقال : أنى أزيد عليهم سوى قرضهم . ابن سيده : والقرية ، بالكسر ، أن يؤتى بعودين طولهما ذراع ثم يعرض على أطرافهما عويد يؤسر إليهما من كل جانب بقد ، فيكون ما بين العصيتين قدر أربع أصابع ، ثم يؤتى بعويد فيه فرض فيعرض في وسط القرية ويشد طرفاه إليها بقد فيكون فيه رأس العمود ، هكذا حكاه يعقوب ، وعبر عن القرية بالمصدر الذي هو قوله أن يؤتى ، قال : وكان حكمه أن يقول القرية عودان طولهما ذراع يصنع بهما [ ص: 95 ] كذا . وفي الصحاح : والقرية على فعيلة خشبات فيها فرض يجعل فيها رأس عمود البيت ، عن ابن السكيت . وقريت الكتاب : لغة في قرأت عن أبي زيد قال : ولا يقولون في المستقبل إلا يقرأ . وحكى ثعلب : صحيفة مقرية ، قال ابن سيده : فدل هذا على أن قريت لغة كما حكى أبو زيد ، وعلى أنه بناها على قريت المغيرة بالإبدال عن قرئت ، وذلك أن قريت لما شاكلت لفظ قضيت قيل مقرية كما قيل مقضية . والقارية : حد الرمح والسيف وما أشبه ذلك ، وقيل : قارية السنان أعلاه وحده . التهذيب : والقارية هذا الطائر القصير الرجل الطويل المنقار الأخضر الظهر تحبه الأعراب ، زاد الجوهري : وتتيمن به ويشبهون الرجل السخي به ، وهي مخففة ، قال الشاعر :


أمن ترجيع قارية تركتم     سباياكم وأبتم بالعناق ؟



والجمع القواري . قال يعقوب : والعامة تقول قارية ، بالتشديد . ابن سيده : والقارية طائر أخضر اللون أصفر المنقار طويل الرجل ، قال ابن مقبل :


لبرق شآم كلما قلت قد ونى     سنا ، والقواري الخضر في الدجن جنح



وقيل : القارية طير خضر تحبها الأعراب ، قال : وإنما قضيت على هاتين الياءين أنهما وضع ولم أقض عليهما أنهما منقلبتان عن واو ; لأنهما لام ، والياء لاما أكثر منها واوا . وقري : اسم رجل . قال ابن جني : تحتمل لامه أن تكون من الياء ، ومن الواو ومن الهمزة ، على التخفيف . ويقال : ألقه في قريتك . والقرية : الحوصلة ، و ابن القرية مشتق منه ، قال : وهذان قد يكونان ثنائيين ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية