صفحة جزء
[ قصر ]

قصر : القصر والقصر في كل شيء : خلاف الطول ، أنشد ابن الأعرابي :


عادت محورته إلى قصر

قال : معناه إلى قصر ، وهما لغتان . وقصر الشيء بالضم يقصر قصرا : خلاف طال ، وقصرت من الصلاة أقصر قصرا . والقصير : خلاف الطويل . وفي حديث سبيعة : نزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى ، القصرى تأنيث الأقصر ، يريد سورة الطلاق ، والطولى سورة البقرة لأن عدة الوفاة في البقرة أربعة أشهر وعشر ، وفي سورة الطلاق وضع الحمل ، وهو قوله عز وجل : وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن . وفي الحديث : أن أعرابيا جاءه فقال : علمني عملا يدخلني الجنة ، فقال : لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة، أي : جئت بالخطبة قصيرة وبالمسألة عريضة ، يعني قللت الخطبة وأعظمت المسألة . وفي حديث علقمة : كان إذا خطب في نكاح قصر دون أهله ، أي : خطب إلى من هو دونه وأمسك عمن هو فوقه ، وقد قصر قصرا وقصارة ، الأخيرة عن اللحياني ، فهو قصير ، والجمع قصراء وقصار ، والأنثى قصيرة ، والجمع قصار . وقصرته تقصيرا إذا صيرته قصيرا .

وقالوا : لا وفائت نفسي القصير ، يعنون النفس لقصر وقته ، الفائت هنا هو الله - عز وجل - . والأقاصر : جمع أقصر مثل أصغر وأصاغر ، وأنشد الأخفش :


إليك ابنة الأغيار ، خافي بسالة ال     رجال ، وأصلال الرجال أقاصره
ولا تذهبن عيناك في كل شرمح     طوال فإن الأقصرين أمازره



يقول لها : لا تعيبيني بالقصر فإن أصلال الرجال ودهاتهم أقاصرهم ، وإنما قال : أقاصره على حد قولهم هو أحسن الفتيان وأجمله : يريد : وأجملهم : وكذا قوله فإن الأقصرين أمازره ، يريد أمازرهم ، وواحد أمازر أمزر ، مثل أقاصر وأقصر في البيت المتقدم ، والأمزر هو أفعل ، من قولك : مزر الرجل مزارة ، فهو مزير ، وهو أمزر منه وهو الصلب الشديد والشرمح الطويل . وأما قولهم في المثل : لا يطاع لقصير أمر فهو قصير بن سعد اللخمي صاحب جذيمة الأبرش . وفرس قصير ، أي : مقربة لا تترك أن ترود لنفاستها ، قال مالك بن زغبة ، وقال ابن بري : هو لزغبة الباهلي وكينته أبو شقيق يصف فرسه وأنها تصان لكرامتها وتبذل إذا نزلت شدة :


وذات مناسب جرداء بكر     كأن سراتها كر مشيق
تنيف بصلهب للخيل عال     كأن عموده جذع سحوق
تراها عند قبتنا قصيرا     ونبذلها إذا باقت بئوق



البئوق : الداهية : وباقتهم : أهلكتهم ودهتهم . وقوله : وذات مناسب يريد فرسا منسوبة من قبل الأب والأم . وسراتها : أعلاها . والكر بفتح الكاف هنا : الحبل . والمشيق : المداول . وتنيف تشرف . والصلهب : العنق الطويل ، والسحوق من النخل : ما طال . ويقال للمحبوسة من الخيل : قصير ، وقوله :


لو كنت حبلا لسقيتها بيه     أو قاصرا وصلته بثوبيه



قال ابن سيده : أراه على النسب لا على الفعل ، وجاء قوله : ها بيه وهو منفصل مع قوله ثوبيه ; لأن ألفها حينئذ غير تأسيس ، وإن كان الروي حرفا مضمرا مفردا ، إلا أنه لما اتصل بالياء قوي فأمكن فصله . وتقاصر : أظهر القصر . وقصر الشيء : جعله قصيرا . والقصير من الشعر : خلاف الطويل . وقصر الشعر : كف منه وغض حتى قصر . وفي التنزيل العزيز : محلقين رءوسكم ومقصرين والاسم منه القصار ، عن ثعلب . وقصر من شعره تقصيرا إذا حذف منه شيئا ولم يستأصله . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه مر برجل قد قصر الشعر في السوق فعاقبه ، قصر الشعر إذا جزه ، وإنما عاقبه لأن الريح تحمله فتلقيه في الأطعمة . وقال الفراء : قلت لأعرابي بمنى : آلقصار أحب إليك أم الحلق ؟ يريد : التقصير أحب إليك أم حلق الرأس . وإنه لقصير العلم على المثل . والقصر : خلاف المد ، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر . والمقصور : من عروض المديد والرمل ما أسقط آخره وأسكن نحو فاعلاتن حذفت نونه وأسكنت تاؤه فبقي فاعلات ، فنقل إلى فاعلان نحو قوله :


لا يغرن امرأ عيشه     كل عيش صائر للزوال



وقوله في الرمل :


أبلغ النعمان عني مألكا     إنني قد طال حبسي وانتظار



قال ابن سيده : هكذا أنشده الخليل بتسكين الراء ولو أطلقه لجاز ، ما لم يمنع منه مخافة إقواء ، وقول ابن مقبل :


نازعت ألبابها لبي بمقتصر      [ ص: 116 ] من الأحاديث حتى زدنني لينا



إنما أراد بقصر من الأحاديث فزدنني بذلك لينا ، والقصر : الغاية ، قاله أبو زيد وغيره ، وأنشد :


عش ما بدا لك قصرك الموت     لا معقل منه ولا فوت
بينا غنى بيت وبهجته     زال الغنى وتقوض البيت



وفي الحديث : من شهد الجمعة فصلى ولم يؤذ أحدا بقصره إن لم يغفر له جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارته في الجمعة التي تليها ، أي : غايته . يقال : قصرك أن تفعل كذا ، أي : حسبك وكفايتك وغايتك ، وكذلك قصارك وقصاراك ، وهو من معنى القصر الحبس لأنك إذا بلغت الغاية حبستك ، والباء زائدة دخلت على المبتدإ دخولها في قولهم : بحسبك قول السوء ، وجمعته منصوبة على الظرف . وفي حديث معاذ : فإن له ما قصر في بيته ، أي : ما حبسه . وفي حديث أسماء الأشهلية : إنا معشر النساء محصورات مقصورات . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : فإذا هم ركب قد قصر بهم الليل ، أي : حبسهم . وفي حديث ابن عباس : قصر الرجال على أربع من أجل أموال اليتامى ، أي : حبسوا أو منعوا عن نكاح أكثر من أربع . ابن سيده : يقال قصرك وقصارك وقصارك وقصيراك وقصاراك أن تفعل كذا ، أي : جهدك وغايتك وآخر أمرك وما اقتصرت عليه ، قال الشاعر :


لها تفرات تحتها وقصارها     إلى مشرة لم تعتلق بالمحاجن



وقال الشاعر :


إنما أنفسنا عارية     والعواري قصارى أن ترد



ويقال : المتمني قصاراه الخيبة . والقصر كفك نفسك عن أمر وكفكها عن أن تطمح بها غرب الطمع . ويقال : قصرت نفسي عن هذا أقصرها قصرا . ابن السكيت : أقصر عن الشيء إذا نزع عنه وهو يقدر عليه ، وقصر عنه إذا عجز عنه ولم يستطعه ، وربما جاءا بمعنى واحد إلا أن الأغلب عليه الأول ، قال لبيد :


فلست وإن أقصرت عنه بمقصر



قال المازني : يقول لست وإن لمتني حتى تقصر بي بمقصر عما أريد ، وقال امرؤ القيس :


فتقصر عنها خطوة وتبوص



ويقال : قصرت بمعنى قصرت ، قال حميد :


فلئن بلغت لأبلغن متكلفا     ولئن قصرت لكارها ما أقصر



وأقصر فلان عن الشيء يقصر إقصارا إذا كف عنه وانتهى . والإقصار : الكف عن الشيء . وأقصرت عن الشيء : كففت ونزعت مع القدرة عليه ، فإن عجزت عنه قلت : قصرت بلا ألف . وقصرت عن الشيء قصورا : عجزت عنه ولم أبلغه . ابن سيده : قصر عن الأمر يقصر قصورا وأقصر وقصر وتقاصر ، كله : انتهى قال :


إذا غم خرشاء الثمالة أنفه     تقاصر منها للصريح فأقنعا



وقيل : التقاصر هنا من القصر ، أي : قصر عنقه عنها ، وقيل : قصر عنه تركه وهو لا يقدر عليه ، وأقصر تركه وكف عنه وهو يقدر عليه . والتقصير في الأمر : التواني فيه . والاقتصار على الشيء : الاكتفاء به . واستقصره ، أي : عده مقصرا ، وكذلك إذا عده قصيرا . وقصر فلان في حاجتي إذا ونى فيها ، وقوله أنشده ثعلب :


يقول وقد نكبتها عن بلادها     أتفعل هذا يا حيي على عمد ؟
فقلت له قد كنت فيها مقصرا     وقد ذهبت في غير أجر ولا حمد



قال : هذا لص ؛ يقول صاحب الإبل لهذا اللص : تأخذ إبلي وقد عرفتها ، وقوله : فقلت له قد كنت فيها مقصرا ، يقول كنت لا تهب ولا تسقي منها ، قال اللحياني : ويقال للرجل إذا أرسلته في حاجة فقصر دون الذي أمرته به إما لحر وإما لغيره . ما منعك أن تدخل المكان الذي أمرتك به إلا أنك أحببت القصر والقصر والقصرة ، أي : أن تقصر . وتقاصرت نفسه : تضاءلت . وتقاصر الظل : دنا وقلص . وقصر الظلام : اختلاطه ، وكذلك المقصر ، والجمع المقاصر ، عن أبي عبيد ، وأنشد لابن مقبل يصف ناقته :


فبعثتها تقص المقاصر بعدما     كربت حياة النار للمتنور



قال خالد بن جنبة : المقاصر أصول الشجر ، الواحد مقصور ، وهذا البيت ذكره الأزهري في ترجمة وقص شاهدا على وقصت الشيء إذا كسرته ، تقص المقاصر ، أي : تدق وتكسر . ورضي بمقصر ، بكسر الصاد مما كان يحاول ، أي : بدون ما كان يطلب . ورضيت من فلان بمقصر ومقصر ، أي : أمر دون . وقصر سهمه عن الهدف قصورا : خبا فلم ينته إليه . وقصر عني الوجع والغضب يقصر قصورا وقصر : سكن وقصرت أنا عنه ، وقصرت له من قيده أقصر قصرا : قاربت . وقصرت الشيء على كذا إذا لم تجاوز به غيره . يقال : قصرت اللقحة على فرسي إذا جعلت درها له . وامرأة قاصرة الطرف : لا تمده إلى غير بعلها . وقال أبو زيد : قصر فلان على فرسه ثلاثا أو أربعا من حلائبه يسقيه ألبانها . وناقة مقصورة على العيال : يشربون لبنها ، قال أبو ذؤيب :


قصر الصبوح لها فشرج لحمها     بالني فهي تتوخ فيه الإصبع



وقصره على الأمر قصرا : رده إليه . وقصرت الستر : أرخيته . وفي حديث إسلام ثمامة : فأبى أن يسلم قصرا فأعتقه ، يعني حبسا عليه وإجبارا . يقال : قصرت نفسي على الشيء إذا حبستها عليه وألزمتها إياه ، وقيل : أراد قهرا وغلبة ، من القسر فأبدل السين صادا ، وهما يتبادلان في كثير من الكلام ، ومن الأول الحديث : ولتقصرنه على الحق قصرا . وقصر الشيء يقصره قصرا : حبسه ، ومنه مقصورة الجامع ، قال أبو دواد يصف فرسا :


فقصرن الشتاء بعد عليه     وهو للذود أن يقسمن جار



أي : حبسن عليه يشرب ألبانها في شدة الشتاء . قال ابن جني : وهذا جواب كم كأنه قال كم قصرن عليه وكم ظرف ومنصوبه الموضع ، فكان قياسه أن يقول ستة أشهر ; لأن كم سؤال عن قدر من العدد محصور ، فنكرة هذا كافية من معرفته ، ألا ترى أن قولك عشرون والعشرون وعشروك فائدته في العدد واحدة ؟ لكن المعدود معرفة في جواب كم مرة ، ونكرة أخرى ، فاستعمل الشتاء وهو معرفة في جواب كم ، وهذا تطوع بما لا يلزم وليس عيبا بل هو زائد على [ ص: 117 ] المراد ، وإنما العيب أن يقصر في الجواب عن مقتضى السؤال ، فأما إذا زاد عليه فالفضل له ، وجاز أن يكون الشتاء جوابا لكم من حيث كان عددا في المعنى ، ألا تراه ستة أشهر ؟ قال : ووافقنا أبو علي - رحمه الله تعالى - ونحن بحلب على هذا الموضع من الكتاب وفسره ونحن بحلب ، فقال : إلا في هذا البلد فإنه ثمانية أشهر ، ومعنى قوله :


وهو للذود أن يقسمن جار



أي : أنه يجيرها من أن يغار عليها فتقسم ، وموضع أن نصب كأنه قال : لئلا يقسمن ومن أن يقسمن فحذف وأوصل . ومرأة قصورة وقصيرة : مصونة محبوسة مقصورة في البيت لا تترك أن تخرج ، قال كثير :


وأنت التي حببت كل قصيرة     إلي وما تدري بذاك القصائر
عنيت قصورات الحجال ، ولم أرد     قصار الخطى ، شر النساء البحاتر



وفي التهذيب : عنيت قصورات الحجال ، ويقال للجارية المصونة التي لا بروز لها : قصيرة وقصورة ، وأنشد الفراء :


وأنت التي حببت كل قصورة



وشر النساء البهاتر . التهذيب : القصر الحبس قال الله تعالى : حور مقصورات في الخيام ، أي : محبوسات في خيام من الدر مخدرات على أزواجهن في الجنات ، وامرأة مقصورة ، أي : مخدرة . وقال الفراء في تفسير مقصورات ، قال : قصرن على أزواجهن ، أي : حبسن فلا يردن غيرهم ولا يطمحن إلى من سواهم . قال : والعرب تسمي الحجلة المقصورة والقصورة ، وتسمي المقصورة من النساء القصورة ، والجمع القصائر ، فإذا أرادوا قصر القامة قالوا : امرأة قصيرة وتجمع قصارا . وأما قوله تعالى : وعندهم قاصرات الطرف أتراب قال الفراء : قاصرات الطرف حور قد قصرن أنفسهن على أزواجهن فلا يطمحن إلى غيرهم ، ومنه قول امرئ القيس :


من القاصرات الطرف لو دب محول     من الذر فوق الإتب منها لأثرا



وقال الفراء : امرأة مقصورة الخطو شبهت بالمقيد الذي قصر القيد خطوه ، ويقال لها : قصير الخطى ، وأنشد :


قصير الخطى ما تقرب الجيرة القصى     ولا الأنس الأدنين إلا تجشما



التهذيب : وقد تجمع القصيرة من النساء قصارة ، ومنه قول الأعشى :


لا ناقصي حسب ولا     أيد ، إذا مدت قصاره



قال الفراء : والعرب تدخل الهاء في كل جمع على فعال ، يقولون : الجمالة والحبالة والذكارة والحجارة ، قال : جمالات صفر . ابن سيده : وأما قول الشاعر :


وأهوى من النسوان كل قصيرة     لها نسب في الصالحين قصير



فمعناه أنه يهوى من النساء كل مقصورة يغنى بنسبها إلى أبيها عن نسبها إلى جدها . أبو زيد : يقال أبلغ هذا الكلام بني فلان قصرة ومقصورة ، أي : دون الناس ، وقد سميت المقصورة مقصورة لأنها قصرت على الإمام دون الناس . وفلان قصير النسب إذا كان أبوه معروفا إذ ذكره للابن كفاية عن الانتماء إلى الجد الأبعد ، قال رؤبة :


قد رفع العجاج ذكري فادعني     باسم إذا الأنساب طالت يكفني



ودخل رؤبة على النسابة البكري ، فقال : من أنت ؟ قال : رؤبة بن العجاج . قال : قصرت وعرفت . وسيل قصير : لا يسيل واديا مسمى إنما يسيل فروع الأودية وأفناء الشعاب وعزاز الأرض . والقصر من البناء : معروف ، وقال اللحياني : هو المنزل ، وقيل : كل بيت من حجر ، قرشية ، سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحرم ، أي : تحبس وجمعه قصور . وفي التنزيل العزيز : ويجعل لك قصورا . والمقصورة : الدار الواسعة المحصنة ، وقيل : هي أصغر من الدار ، وهو من ذلك أيضا . والقصورة والمقصورة : الحجلة عن اللحياني . الليث : المقصورة مقام الإمام ، وقال : إذا كانت دار واسعة محصنة الحيطان فكل ناحية منها على حيالها مقصورة وجمعها مقاصر ومقاصير ، وأنشد :


ومن دون ليلى مصمتات المقاصر



المصمت : المحكم . وقصارة الدار : مقصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار . قال أسيد : قصارة الأرض طائفة منها قصيرة قد علم صاحبها أنها أسمنها أرضا وأجودها نبتا قدر خمسين ذراعا أو أكثر ، وقصارة الدار : مقصورة منها لا يدخلها غير صاحب الدار ، قال : وكان أبي وعمي على الحمى فقصرا منها مقصورة لا يطؤها غيرهما . واقتصر على الأمر : لم يجاوزه . وماء قاصر ، أي : بارد . وماء قاصر : يرعى المال حوله لا يجاوزه ، وقيل : هو البعيد عن الكلإ . ابن السكيت : ماء قاصر ومقصر إذا كان مرعاه قريبا ، وأنشد :


كانت مياهي نزعا قواصرا     ولم أكن أمارس الجرائرا



والنزع : جمع النزوع وهي البئر التي ينزع منها باليدين نزعا ، وبئر جرور : يستقى منها على بعير ، وقوله أنشده ثعلب في صفة نخل :


فهن يروين بطل قاصر



قال : عنى أنها تشرب بعروقها . وقال ابن الأعرابي : الماء البعيد من الكلإ قاصر ثم باسط ثم مطلب . وكلأ قاصر : بينه وبين الماء نبحة كلب أو نظرك باسطا . وكلأ باسط : قريب ، وقوله أنشده ثعلب :


إليك ابنة الأغيار خافي بسالة الر     جال ، وأصلال الرجال أقاصره



لم يفسره قال ابن سيده : وعندي أنه عنى حبائس قصائر . والقصارة والقصري والقصرة والقصرى والقصر الأخيرة عن اللحياني : ما يبقى في المنخل بعد الانتخال ، وقيل : هو ما يخرج من القت وما يبقى في السنبل من الحب بعد الدوسة الأولى ، وقيل : القشرتان اللتان على الحبة سفلاهما الحشرة وعلياهما القصرة . الليث : والقصر كعابر الزرع الذي يخلص من البر وفيه بقية من [ ص: 118 ] الحب ، يقال له القصرى ، على فعلى . الأزهري : وروى أبو عبيد ، حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المزارعة أن أحدهم كان يشترط جداول والقصارة ، القصارة بالضم : ما سقى الربيع فنهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك . قال أبو عبيد : والقصارة ما بقي في السنبل من الحب مما لا يتخلص بعدما يداس ، قال : وأهل الشام يسمونه القصري بوزن القبطي ، قال الأزهري : هكذا أقرأنيه ابن هاجك عن ابن جبلة عن أبي عبيد ، بكسر القاف وسكون الصاد وكسر الراء وتشديد الياء ، قال : وقال عثمان بن سعيد : سمعت أحمد بن صالح يقول هي القصرى إذا ديس الزرع فغربل ، فالسنابل الغليظة هي القصرى على فعلى . وقال اللحياني : نقيت من قصره وقصله ، أي : من قماشه . وقال أبو عمرو : القصل والقصر أصل التبن . وقال ابن الأعرابي : القصرة قشر الحبة إذا كانت في السنبلة ، وهي القصارة : وذكر النضر عن أبي الخطاب أنه قال : الحبة عليها قشرتان : فالتي تلي الحبة الحشرة والتي فوق الحشرة القصرة . والقصر : قشر الحنطة إذا يبست . والقصيراة : ما يبقى في السنبل بعدما يداس . والقصرة بالتحريك : أصل العنق . قال اللحياني : إنما يقال لأصل العنق قصرة إذا غلظت ، والجمع قصر ، وبه فسر ابن عباس قوله عز وجل : إنها ترمي بشرر كالقصر بالتحريك ، وفسره قصر النخل يعني الأعناق . وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى : إنها ترمي بشرر كالقصر هو بالتحريك ، قال : كنا نرفع الخشب للشتاء ثلاث أذرع أو أقل ونسميه القصر ونريد قصر النخل ، وهو ما غلظ من أسفلها أو أعناق الإبل ، واحدتها قصرة ، وقيل في قوله بشرر كالقصر قيل : أقصار جمع الجمع . وقال كراع : القصرة أصل العنق والجمع أقصار ، قال : وهذا نادر إلا أن يكون على حذف الزائد . وفي حديث سلمان قال لأبي سفيان وقد مر به : لقد كان في قصرة هذا موضع لسيوف المسلمين ، وذلك قبل أن يسلم فإنهم كانوا حراصا على قتله ، وقيل : كان بعد إسلامه . وفي حديث أبي ريحانة : إني لأجد في بعض ما أنزل من الكتب الأقبل القصير القصرة صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء وأهل الأرض ، ويل له ثم ويل له ، وقيل : القصر أعناق الرجال والإبل ، قال :


لا تدلك الشمس إلا حذو منكبه     في حومة تحتها الهامات والقصر



وقال الفراء في قوله تعالى : إنها ترمي بشرر كالقصر قال : يريد القصر من قصور مياه العرب ، وتوحيده وجمعه عربيان . قال : ومثله : سيهزم الجمع ويولون الدبر معناه الأدبار قال : ومن قرأ كالقصر فهو أصل النخل ، وقال الضحاك : القصر هي أصول الشجر العظام . وفي الحديث : من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به ومن لم يكن فليجعل له بها أصلا ولو قصرة ، القصرة بالفتح والتحريك : أصل الشجرة ، وجمعها قصر ، أراد فليتخذ له بها ولو أصل نخلة واحدة . والقصرة أيضا : العنق وأصل الرقبة . قال : وقرأ الحسن كالقصر ، مخففا ، وفسره الجذل من الخشب ، الواحدة قصرة مثل تمر وتمرة ، وقال قتادة : كالقصر يعني أصول النخل والشجر . النضر : القصار ميسم يوسم به قصرة العنق . يقال : قصرت الجمل قصرا فهو مقصور . قال : ولا يقال إبل مقصرة . ابن سيده : القصار سمة على القصر وقد قصرها . والقصر : أصول النخل والشجر وسائر الخشب ، وقيل : هي بقايا الشجر ، وقيل : إنها ترمي بشرر كالقصر ، وكالقصر ، فالقصر : أصول النخل والشجر ، والقصر من البناء ، وقيل : القصر هنا الحطب الجزل حكاه اللحياني عن الحسن . والقصر : المجدل وهو الفدن الضخم ، والقصر : داء يأخذ في القصرة . وقال أبو معاذ النحوي : واحد قصر النخل قصرة وذلك أن النخلة تقطع قدر ذراع يستوقدون بها في الشتاء ، وهو من قولك للرجل : إنه لتام القصرة إذا كان ضخم الرقبة ، والقصر يبس في العنق ، قصر ، بالكسر ، يقصر قصرا ، فهو قصر وأقصر ، والأنثى قصراء ، قال ابن السكيت : هو داء يأخذ البعير في عنقه فيلتوي فيكتوى في مفاصل عنقه فربما برأ . أبو زيد : يقال قصر الفرس يقصر قصرا إذا أخذه وجع في عنقه ، يقال : به قصر . الجوهري : وقصر الرجل إذا اشتكى ذلك . يقال : قصر البعير ، بالكسر ، يقصر قصرا . والتقصار والتقصارة بكسر التاء : القلادة للزومها قصرة العنق ، وفي الصحاح : قلادة شبيهة بالمخنقة ، والجمع التقاصير ، قال عدي بن زيد العبادي :


ولها ظبي يؤرثها     عاقد في الجيد تقصارا



وقال أبو وجزة السعدي :


وغدا نوائح معولات بالضحى     ورق تلوح فكلهن قصارها



قالوا : قصارها أطواقها . قال الأزهري : كأنه شبه بقصار الميسم وهو العلاط . وقال نصير : القصرة أصل العنق في مركبه في الكاهل وأعلى الليتين ، قال : ويقال لعنق الإنسان كله قصرة . والقصرة : زبرة الحداد عن قطرب . الأزهري : أبو زيد : قصر فلان يقصر قصرا إذا ضم شيئا إلى أصله الأول ، وقصر قيد بعيره قصرا إذا ضيقه ، وقصر فلان صلاته يقصرها قصرا في السفر . قال الله تعالى : فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة وهو أن تصلي الأولى والعصر والعشاء الآخرة ركعتين ركعتين ، فأما العشاء الأولى وصلاة الصبح فلا قصر فيهما ، وفيها لغات : يقال قصر الصلاة وأقصرها وقصرها ، كل ذلك جائز ، والتقصير من الصلاة ومن الشعر مثل القصر . وقال ابن سيده : وقصر الصلاة ، ومنها يقصر قصرا وقصر نقص ورخص ، ضد . وأقصرت من الصلاة : لغة في قصرت . وفي حديث السهو : أقصرت الصلاة أم نسيت ، يروى على ما لم يسم فاعله وعلى تسمية الفاعل بمعنى النقص . وفي الحديث : قلت لعمر إقصار الصلاة اليوم ، قال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية من أقصر الصلاة لغة شاذة في قصر . وأقصرت المرأة : ولدت أولادا قصارا ، وأطالت إذا ولدت أولادا طوالا . وفي الحديث : إن الطويلة قد تقصر وإن القصيرة قد تطيل . وأقصرت النعجة والمعز فهي مقصر ، إذا أسنتا حتى تقصر أطراف أسنانهما ، حكاها يعقوب . والقصر والمقصر والمقصر [ ص: 119 ] والمقصرة : العشي . قال سيبويه : ولا يحقر القصير استغنوا عن تحقيره بتحقير المساء . والمقاصر والمقاصير : العشايا ، الأخيرة نادرة ، قالابن مقبل :


فبعثتها تقص المقاصر ، بعدما     كربت حياة النار للمتنور



وقصرنا وأقصرنا قصرا : دخلنا في قصر العشي ، كما تقول : أمسينا في المساء . وقصر العشي يقصر قصورا إذا أمسيت ؛ قال العجاج :


حتى إذا ما قصر العشي



ويقال : أتيته قصرا ، أي : عشيا ، وقال كثير عزة :


كأنهم قصرا مصابيح راهب     بموزن ، روى بالسليط ذبالها
هم أهل ألواح السرير ويمنه     قرابين أردافا لها وشمالها



الأرداف : الملوك في الجاهلية ، والاسم منه الردافة ، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع . والردافة : أن يجلس الردف عن يمين الملك ، فإذا شرب الملك ، شرب الردف بعده قبل الناس ، وإذا غزا الملك قعد الردف مكانه فكان خليفة على الناس حتى يعود الملك ، وله من الغنيمة المرباع . وقرابين الملك : جلساؤه وخاصته ، واحدهم قربان . وقوله : هم أهل ألواح السرير ، أي : يجلسون مع الملك على سريره لنفاستهم وجلالتهم . وجاء فلان مقصرا حين قصر العشاء ، أي : كاد يدنو من الليل ، وقال ابن حلزة :


آنست نبأة وأفزعها الق     ناص قصرا وقد دنا الإمساء



ومقاصير الطريق : نواحيها ، واحدتها مقصرة ، على غير قياس . والقصريان والقصيريان ضلعان تليان الطفطفة ، وقيل : هما اللتان تليان الترقوتين . والقصيرى : أسفل الأضلاع ، وقيل هي الضلع التي تلي الشاكلة ، وهي الواهنة ، وقيل : هي آخر ضلع في الجنب . التهذيب : والقصرى والقصيرى الضلع التي تلي الشاكلة بين الجنب والبطن وأنشد :


نهد القصيرى يزينه خصله



وقال أبو دواد :


وقصرى شنج الأنسا     ء نباح من الشعب



أبو الهيثم : القصرى أسفل الأضلاع ، والقصيرى أعلى الأضلاع ، وقال أوس :


معاود تأكال القنيص ، شواؤه     من اللحم قصرى رخصة وطفاطف



قال : وقصرى هاهنا اسم ، ولو كانت نعتا لكانت بالألف واللام . قال : وفي كتاب أبي عبيد : القصيرى هي التي تلي الشاكلة ، وهي ضلع الخلف ، فأما قوله أنشده اللحياني :


لا تعدليني بظرب جعد     كز القصيرى مقرف المعد



قال ابن سيده : عندي أن القصيرى أحد هذه الأشياء التي ذكرنا في القصيرى ، قال : وأما اللحياني فحكى أن القصيرى هنا أصل العنق ، قال : وهذا غير معروف في اللغة إلا أن يريد القصيرة ، وهو تصغير القصرة من العنق ، فأبدل الهاء لاشتراكهما في أنهما علما تأنيث . والقصرة : الكسل ، قال الأزهري : أنشدني المنذري رواية عن ابن الأعرابي :


وصارم يقطع أغلال القصر     كأن في متنته ملحا يذر
أو زحف ذر دب في آثار ذر



ويروى :


كأن فوق متنه ملحا يذر



ابن الأعرابي : القصر والقصار الكسل . وقال أعرابي : أردت أن آتيك فمنعني القصار ، قال : والقصار والقصار والقصرى والقصر ، كله أخرى الأمور . وقصر المجد معدنه ، وقال عمرو بن كلثوم :


أباح لنا قصور المجد دينا



ويقال : ما رضيت من فلان بمقصر ومقصر ، أي : بأمر من دون ، أي : بأمر يسير ، ومن زائدة . ويقال : فلان جاري مقاصري ، أي : قصره بحذاء قصري ، وأنشد :


لتذهب إلى أقصى مباعدة جسر     فما بي إليها من مقاصرة فقر

يقول : لا حاجة لي في جوارهم . وجسر : من محارب . والقصيرى والقصرى : ضرب من الأفاعي ، يقال : قصرى قبال ، وقصيرى قبال . والقصرة : القطعة من الخشب . وقصر الثوب قصارة ، عن سيبويه ، وقصره كلاهما : حوره ودقه ومنه سمي القصار . وقصرت الثوب تقصيرا مثله . والقصار والمقصر : المحور للثياب ; لأنه يدقها بالقصرة التي هي القطعة من الخشب ، وحرفته القصارة . والمقصرة : خشبة القصار . التهذيب : والقصار يقصر الثوب قصرا . والمقصر : الذي يخس العطاء ويقلله . والتقصير : إخساس العطية . وهو ابن عمي قصرة ، بالضم ، ومقصورة ، وابن عمي دنيا ودنيا ، أي : داني النسب وكان ابن عمه لحا ، وأنشد ابن الأعرابي :


رهط التلب هؤلا مقصورة



قال : مقصورة ، أي : خلصوا فلم يخالطهم غيرهم من قومهم ، وقال اللحياني : تقال هذه الأحرف في ابن العمة وابن الخالة وابن الخال . وتقوصر الرجل : دخل بعضه في بعض . والقوصرة والقوصرة ، مخفف ومثقل : وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواري ، قال : وينسب إلى علي - كرم الله وجهه - :


أفلح من كانت له قوصره     يأكل منها كل يوم مره



قال ابن دريد : لا أحسبه عربيا . ابن الأعرابي : العرب تكني عن المرأة بالقارورة والقوصرة . قال ابن بري : وهذا الرجز ينسب إلى علي - عليه السلام - وقالوا : أراد بالقوصرة المرأة وبالأكل النكاح . قال ابن بري : وذكر الجوهري أن القوصرة قد تخفف راؤها ولم يذكر عليه شاهدا . قال : وذكر بعضهم أن شاهده قول أبي يعلى المهلبي :


وسائل الأعلم ابن قوصرة     متى رأى بي عن العلى قصرا ؟



قال : وقالوا ابن قوصرة هنا المنبوذ . قال : وقال ابن حمزة : أهل البصرة يسمون المنبوذ ابن قوصرة ، وجد في قوصرة أو في غيرها ، قال : وهذا البيت شاهد عليه . وقيصر : اسم ملك يلي الروم . [ ص: 120 ] وقيل : قيصر ملك الروم . والأقيصر : صنم كان يعبد في الجاهلية ، أنشد ابن الأعرابي :


وأنصاب الأقيصر حين أضحت     تسيل على مناكبها الدماء



وابن أقيصر رجل بصير بالخيل . وقاصرون وقاصرين : موضع ، وفي النصب والخفض قاصرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية