صفحة جزء
[ قضم ]

قضم : قضم الفرس يقضم وخضم الإنسان يخضم وهو كقضم الفرس والقضم بأطراف الأسنان والخضم بأقصى الأضراس ، وأنشد لأيمن بن خريم الأسدي يذكر أهل العراق حين ظهر عبد الملك على مصعب :

[ ص: 131 ]

رجوا بالشقاق الأكل خضما وقد رضوا أخيرا من أكل الخضم أن يأكلوا القضما



ويدل على هذا قول أبي ذر : اخضموا فإنا سنقضم . ابن سيده : القضم أكل بأطراف الأسنان والأضراس ، وقيل : هو أكل الشيء اليابس قضم يقضم قضما ، والخضم : الأكل بجميع الفم ، وقيل : هو أكل الشيء الرطب والقضم دون ذلك . وقولهم : يبلغ الخضم بالقضم ، أي : أن الشبعة قد تبلغ بالأكل بأطراف الفم ، ومعناه أن الغاية البعيدة قد تدرك بالرفق قال الشاعر :


تبلغ بأخلاق الثياب جديدها     وبالقضم حتى تدرك الخضم بالقضم



، وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ابنوا شديدا وأملوا بعيدا واخضموا فإنا سنقضم ، القضم : الأكل بأطراف الأسنان . وفي حديث أبي ذر : تأكلون خضما ونأكل قضما . وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - : فأخذت السواك فقضمته وطيبته ، أي : مضغته بأسنانها ولينته . والقضيم : شعير الدابة . وقضمت الدابة شعيرها بالكسر تقضمه قضما : أكلته . وأقضمته أنا إياه ، أي : علفتها القضيم . وقال الليث : القضم أكل دون كما تقضم الدابة الشعير ، واسمه القضيم وقد أقضمته قضيما . قال ابن بري : يقال : قضم الرجل الدابة شعيرها فيعديه إلى مفعولين كما تقول : كسا زيد ثوبا وكسوته ثوبا واستعار عدي بن زيد القضم للنار ، فقال :


رب نار بت أرمقها     تقضم الهندي والغارا



والقضيم : ما قضمته . وما للقوم قضيم وقضام وقضمة ومقضم ، أي : ما يقضم عليه ، ومنه قول بعض العرب وقد قدم عليه ابن عم له بمكة ، فقال : إن هذه بلاد مقضم ، وليست ببلاد مخضم . وما ذقت قضاما ، أي : شيئا . وأتتهم قضيمة ، أي : ميرة قليلة . والقضم : ما ادرعته الإبل والغنم من بقية الحلي . والقضم : انصداع في السن ، وقيل : تثلم وتكسر في أطراف الأسنان وتفلل واسوداد ، قضم قضما فهو قضم وأقضم ، والأنثى قضماء . وقد قضم فوه إذا انكسر ونقد مثله . والقضم ، بكسر الضاد : السيف الذي طال عليه الدهر فتكسر حده ، وفي المحكم : وسيف قضم طال عليه الدهر فتكسر حده . وفي مضاربه قضم ، بالتحريك ، أي : تكسر ، والفعل كالفعل قال راشد بن شهاب اليشكري :


فلا توعدني إنني إن تلاقني     معي مشرفي في مضاربه قضم



قال ابن بري : ورواه ابن قتيبة قصم بصاد غير معجمة ويروى صدره :


متى تلقني تلق امرأ ذا شكيمة



والقضيم : الجلد الأبيض يكتب فيه ، وقيل : هي الصحيفة البيضاء ، وقيل : النطع ، وقيل : هو العيبة ، وقيل : هو الأديم ما كان ، وقيل : هو حصير منسوج خيوطه سيور بلغة أهل الحجاز ، قال النابغة :


كأن مجر الرامسات ذيولها     عليه قضيم نمقته الصوانع



والجمع من كل ذلك أقضمة وقضم ، فأما القضم فاسم للجمع عند سيبويه . وفي حديث الزهري : قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن في العسب والقضم ، هي الجلود البيض ، واحدها قضيم ويجمع أيضا على قضم ، بفتحتين كأدم وأديم ، ومنه الحديث : أنه دخل على عائشة - رضي الله عنها - وهي تلعب ببنت مقضمة - هي لعبة تتخذ من جلود بيض ويقال لها بنت قضامة بالضم والتشديد ، قال ابن بري : ولعبة أهل المدينة اسمها بنت قضامة بضم القاف غير مصروف تعمل من جلود بيض . والقضيم : النطع الأبيض ، وقيل : من صحف بيض من القضيمة وهي الصحيفة البيضاء . ابن سيده : والقضيمة الصحيفة البيضاء كالقضيم ، عن اللحياني قال : وجمعها قضم كصحيفة وصحف ، وقضم أيضا قال : وعندي أن قضما اسم لجمع قضيمة كما كان اسما لجمع قضيم وقال أبو عبيد في القضيم بمعنى الجلد الأبيض :


كأن ما أبقت الروامس منه     والسنون الذواهب الأول
قرع قضيم غلا صوانعه     في يمني العياب أو كلل



غلا ، أي : تأنق في صنعه . الليث : والقضيم الفضة وأنشد :


وثدي ناهدات وبياض كالقضيم



قال الأزهري : القضيم هاهنا الرق الأبيض الذي يكتب فيه قال : ولا أعرف القضيم بمعنى الفضة فلا أدري ما قول الليث هذا . والقضام والقضاضيم : النخل التي تطول حتى يخف ثمرها ، واحدتها قضامة وقضامة . والقضام : من نجيل السباخ ، قال أبو حنيفة : هو من الحمض ، وقال مرة : هو نبت يشبه الخذراف فإذا جف ابيض ، وله وريقة صغيرة . وفي حديث علي : كانت قريش إذا رأته قالت احذروا الحطم احذروا القضم ، أي : الذي يقضم الناس فيهلكهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية