صفحة جزء
[ قطط ]

قطط : القط : القطع عامة ، وقيل : هو قطع الشيء الصلب كالحقة ونحوها تقطها على حذو مسبور كما يقط الإنسان قصبة على عظم ، وقيل : هو القطع عرضا ، قطه يقطه قطا : قطعه عرضا ، واقتطه فانقط واقتط ، ومنه قط القلم . والمقطة والمقط : ما يقط عليه القلم . وفي التهذيب : المقطة عظيم يكون مع الوراقين يقطون عليه أطراف الأقلام . وروي عن علي - رضوان الله عليه - : أنه كان إذا علا قد وإذا توسط قط ، يقول إذا علا قرنه بالسيف قده بنصفين طولا كما يقد السير ، وإذا أصاب وسطه قطعه عرضا نصفين وأبانه . ومقط الفرس : منقطع أضلاعه . ابن سيده : والمقط من الفرس منقطع الشراسيف ، قال النابغة الجعدي :


كأن مقط شراسيفه إلى طرف القنب فالمنقب     لطمن بترس شديد الصفاق
من خشب الجوز لم يثقب



[ ص: 137 ] والقطاط : حرف الجبل والصخرة كأنما قط قطا ، والجمع أقطة ، وقال أبو زيد : هو أعلى حافة الكهف وهي ثلاثة أقطة . أبو زيد : القطيطة حافة أعلى الكهف ، والقطاط : المثال الذي يحذو عليه الحاذي ويقطع النعل ، قال رؤبة :


يا أيها الحاذي على القطاط



والقطاط : مدار حافر الدابة ; لأنه كأنه قط أي قطع وسوي ، قال :


يردي بسمر صلبة القطاط



والقطط : شعر الزنجي . يقال : رجل قطط وشعر قطط وامرأة قطط ، والجمع قططون وقططات ، وشعر قط وقطط : جعد قصير ، قط يقط قططا وقطاطة وقطط ، بإظهار التضعيف قطا ، وهو طريف . وجعد قطط أي شديد الجعودة . وقد قطط شعره ، بالكسر ، وهو أحد ما جاء على الأصل بإظهار التضعيف ، ورجل قط الشعر وقططه بمعنى ، والجمع قطون وقططون وأقطاط وقطاط ، قال الهذلي :


يمشى بيننا حانوت خمر     من الخرس الصراصرة القطاط



والأنثى قطة وقطط ، بغير هاء . وفي حديث الملاعنة : إن جاءت به جعدا قططا فهو لفلان ، والقطط الشديد الجعودة ، وقيل : الحسن الجعودة . الفراء : الأقط الذي انسحقت أسنانه حتى ظهرت درادرها ، وقيل : الأقط الذي سقطت أسنانه . ابن سيده : ورجل أقط وامرأة قطاء إذا أكلا على أسنانهما حتى تنسحق ، حكاه ثعلب . والقطاط : الخراط الذي يعمل الحقق ، وأنشد ابن بري لرؤبة يصف أتنا وحمارا :


سوى مساحيهن تقطيط الحقق     تفليل ما قارعن من سم الطرق



أراد بالمساحي حوافرهن لأنها تسحي الأرض أي تقشرها ، ونصب تقطيط الحقق على المصدر المشبه به لأن معنى سوى وقطط واحد ، والتقطيط : قطع الشيء ، وأراد تقطيع حقق الطيب وتسويتها ، وتقليل فاعل سوى أي سوى مساحيهن تكسير ما قارعت من سم الطرق ، والطرق جمع طرقة وهي حجارة بعضها فوق بعض . وحديث قتل ابن أبي الحقيق : فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أنفذه فجعل يقول : قطني قطني . وقط السعر يقط ، بالكسر ، قطا وقطوطا ، فهو قاط ومقطوط بمعنى فاعل : غلا . ويقال : وردنا أرضا قطا سعرها ، قال أبو وجزة السعدي :


أشكو إلى الله العزيز الجبار     ثم إليك اليوم بعد المستار
وحاجة الحي وقط الأسعار



وقال شمر : قط السعر إذا غلا ، خطأ عندي إنما هو بمعنى فتر ، وقال الأزهري : وهم شمر فيما قال . وروي عن الفراء أنه قال : حط السعر حطوطا وانحط انحطاطا وكسر وانكسر إذا فتر ، وقال : سعر مقطوط وقد قط إذا غلا ، وقد قطه الله . ابن الأعرابي : القاطط السعر الغالي . الليث : قط خفيفة بمعنى حسب ، تقول : قطك الشيء أي حسبك ، قال : ومثله قد ، قال وهما لم يتمكنا في التصريف ، فإذا أضفتهما إلى نفسك قويتا بالنون قلت : قطني وقدني كما قووا عني ومني ولدني بنون أخرى ، قال : وقال أهل الكوفة معنى قطني كفاني فالنون في موضع نصب مثل نون كفاني ؛ لأنك تقول قط عبد الله درهم ، وقال أهل البصرة : الصواب فيه الخفض على معنى حسب زيد وكفي زيد درهم ، وهذه النون عماد ، ومنعهم أن يقولوا حسبني أن الباء متحركة والطاء من قط ساكنة فكرهوا تغييرها عن الإسكان ، وجعلوا النون الثانية من لدني عمادا للياء . وفي الحديث في ذكر النار : إن النار تقول لربها : إنك وعدتني ملئي ، فيضع فيها قدمه ، وفي رواية : حتى يضع الجبار فيها قدمه فتقول : قط قط بمعنى حسب ، وتكرارها للتأكيد ، وهي ساكنة الطاء ، ورواه بعضهم قطني أي حسبي ، قال الليث : وأما قط فإنه هو الأبد الماضي ، تقول : ما رأيت مثله قط ، وهو رفع لأنه مثل قبل وبعد ، قال : وأما القط الذي في موضع ما أعطيته إلا عشرين قط فإنه مجرور فرقا بين الزمان والعدد ، وقط معناها الزمان قال ابن سيده : ما رأيته قط وقط وقط ، مرفوعة خفيفة محذوفة منها ، إذا كانت بمعنى الدهر ففيها ثلاث لغات ، وإذا كانت في معنى حسب فهي مفتوحة القاف ساكنة الطاء ، قال بعض النحويين : أما قولهم قط بالتشديد فإنما كانت قطط وكان ينبغي لها أن تسكن ، فلما سكن الحرف الثاني جعل الآخر متحركا إلى إعرابه ، ولو قيل فيه بالخفض والنصب لكان وجها في العربية ، وأما الذين رفعوا أوله وآخره فهو كقولك : مد يا هذا ، وأما الذين خففوه فإنهم جعلوه أداة ثم بنوه على أصله فأثبتوا الرفعة التي كانت تكون في قط وهي مشددة ، وكان أجود من ذلك أن يجزموا فيقولوا ما رأيته قط ، مجزومة ساكنة الطاء ، وجهة رفعه كقولهم لم أره مذ يومان ، وهي قليلة ، كله تعليل كوفي ، ولذلك لفظ الإعراب موضع لفظ البناء هذا إذا كانت بمعنى الدهر ، وأما إذا كانت بمعنى حسب ، وهو الاكتفاء ، قال سيبويه : قط ساكنة الطاء معناها الاكتفاء ، وقد يقال قط وقطي ، وقال : قط معناها الانتهاء وبنيت على الضم كحسب . وحكى ابن الأعرابي : ما رأيته قط ، مكسورة مشددة ، وقال بعضهم : قط زيدا درهم أي كفاه ، وزادوا النون في قط فقالوا قطني ، لم يريدوا أن يكسروا الطاء لئلا يجعلوها بمنزلة الأسماء المتمكنة نحو يدي وهني . وقال بعضهم : قطني كلمة موضوعة لا زيادة فيها كحسبي ، قال الراجز :


امتلأ الحوض وقال قطني     سلا رويدا قد ملأت بطني



وإنما دخلت النون ليسلم السكون الذي يبنى الاسم عليه ، وهذه النون لا تدخل الأسماء ، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم كقولك ضربني وكلمني لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها ولتكون وقاية للفعل من الجر ، وإنما أدخلوها في أسماء مخصوصة قليلة نحو قطني وقدني وعني ومني ولدني لا يقاس عليها ، فلو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا قطنك وهذا غير معلوم . وقال ابن بري : عني ومني وقطني ولدني على القياس لأن نون الوقاية تدخل الأفعال [ ص: 138 ] لتقيها الجر وتبقي على فتحها ، وكذلك هذه التي تقدمت دخلت النون عليها لتقيها الجر فتبقي على سكونها ، وقد ينصب بقط ، ومنهم من يخفض بقط مجزومة ، ومنهم من يبنيها على الضم ويخفض بها ما بعدها ، وكل هذا إذا سمي به ثم حقر قيل قطيط لأنه إذا ثقل فقد كفيت ، وإذا خفف فأصله التثقيل لأنه من القط الذي هو القطع . وحكى اللحياني : ما زال هذا مذ قط يا فتى ، بضم القاف والتثقيل ، قال : وقد يقال ما له إلا عشرة قط يا فتى ، بالتخفيف والجزم ، وقط يا فتى ، بالتثقيل والخفض . وقطاط : مبنية مثل قطام أي حسبي ، قال عمرو بن معديكرب :


أطلت فراطهم حتى إذا ما     قتلت سراتهم قالت قطاط



أي قطني وحسبي ، قال ابن بري : صواب إنشاده أطلت فراطكم وقتلت سراتكم بكاف الخطاب ، والفراط : التقدم ، يقول : أطلت التقدم بوعيدي لكم لتخرجوا من حقي فلم تفعلوا . والقط : النصيب . والقط : الصك بالجائزة . والقط : الكتاب ، وقيل : هو كتاب المحاسبة ، وأنشد ابن بري لأمية بن أبي الصلت :


قوم لهم ساحة العرا     ق جميعا والقط والقلم



وفي التنزيل العزيز : عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب والجمع قطوط ، قال الأعشى :


ولا الملك النعمان يوم لقيته     بغبطته يعطي القطوط ويأفق



قوله : يأفق يفضل ، قال أهل التفسير مجاهد وقتادة والحسن قالوا : عجل لنا قطنا أي نصيبنا من العذاب . وقال سعيد بن جبير : ذكرت الجنة فاشتهوا ما فيها فقالوا : ربنا عجل لنا قطنا أي نصيبنا . وقال الفراء : القط الصحيفة المكتوبة ، وإنما قالوا ذلك حين نزل : فأما من أوتي كتابه بيمينه فاستهزءوا بذلك وقالوا : عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب . والقط في كلام العرب : الصك وهو الحظ . والقط : النصيب ، وأصله الصحيفة للإنسان بصلة يوصل بها ، قال : وأصل القط من قططت . وروي عن زيد بن ثابت وابن عمر أنهما كانا لا يريان ببيع القطوط إذا خرجت بأسا ، ولكن لا يحل لمن ابتاعها أن يبيعها حتى يقبضها . قال الأزهري : القطوط هاهنا جمع قط وهو الكتاب . والقط : النصيب ، وأراد بها الجوائز والأرزاق ، سميت قطوطا لأنها كانت تخرج مكتوبة في رقاع وصكاك مقطوعة ، وبيعها عند الفقهاء غير جائز ما لم يتحصل ما فيها في ملك من كتبت له معلومة مقبوضة . الليث : القطة السنور ، نعت لها دون الذكر . ابن سيده : القط السنور ، والجمع قطاط وقططة ، والأنثى قطة ، وقال كراع : لا يقال قطة ، قال ابن دريد : لا أحسبها عربية ، قال الأخطل :


أكلت القطاط فأفنيتها     فهل في الخنانيص من مغمز



ومضى قط من الليل أي ساعة ، حكي عن ثعلب . والقطقط ، بالكسر : المطر الصغار الذي كأنه شذر ، وقيل : هو صغار البرد ، وقد قطقطت السماء فهي مقطقطة ، ثم الرذاذ وهو فوق القطقط ، ثم الطش وهو فوق الرذاذ ، ثم البغش وهو فوق الطش ، ثم الغبية وهو فوق البغشة ، وكذلك الحلبة والشجذة والحفشة والحكشة مثل الغبية . وقال الليث : القطقط المطر المتفرق المتتابع المتحاتن . أبو زيد : أصغر المطر القطقط . ويقال : جاءت الخيل قطائط قطيعا قطيعا ، قال هميان :


بالخيل تترى زيما قطائطا



وقال علقمة بن عبدة :


ونحن جلبنا من ضرية خيلنا     نكلفها حد الإكام قطائطا



قال أبو عمرو : أي نكلفها أن تقطع حد الإكام فتقطعها بحوافرها ، قال : وواحد القطائط قطوط مثل جدود وجدائد ، وقال غيره : قطائطا رعالا وجماعات في تفرقة . ويقال : تقطقطت الدلو إلى البئر أي انحدرت ، قال ذو الرمة يصف سفرة دلاها في البئر :


بمعقودة في نسع رحل تقطقطت     إلى الماء حتى انقد عنها طحالبه



ابن شميل : في بطن الفرس مقاطه ومخيطه ، فأما مقطه فطرفه في القص وطرفه في العانة . وفي حديث أبي وسأل زر بن حبيش عن عدد سورة الأحزاب فقال : إما ثلاثا وسبعين أو أربعا وسبعين ، فقال : أقط ؟ بألف الاستفهام أي أحسب ؟ وفي حديث حيوة بن شريح : لقيت عقبة بن مسلم فقلت له : بلغني أنك حدثت عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا دخل المسجد : أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ، قال : أقط ؟ قلت : نعم . وقطقطت القطاة والحجلة : صوتت وحدها . وتقطقط الرجل : ركب رأسه . ودلج قطقاط : سريع ، عن ثعلب ، وأنشد :


يسيح بعد الدلج القطقاط     وهو مدل حسن الألياط



وقطيقط : اسم أرض ، وقيل : موضع ، قال القطامي :


أبت الخروج من العراق وليتها     رفعت لنا بقطيقط أظعانا



ودارة قطقط ، عن كراع . والقطقطانة ، بالضم : موضع ، وقيل : موضع بقرب الكوفة ، قال الشاعر :


من كان يسأل عنا أين منزلنا     فالقطقطانة منا منزل قمن



التالي السابق


الخدمات العلمية