صفحة جزء
[ قنا ]

قنا : القنوة والقنوة والقنية والقنية : الكسبة قلبوا فيه الواو ياء للكسرة القريبة منها ، وأما قنية فأقرت الياء بحالها التي كانت عليها في لغة من كسر ، هذا قول البصريين وأما الكوفيون فجعلوا قنيت وقنوت لغتين ، فمن قال : قنيت على قلتها ، فلا نظر في قنية وقنية في قوله ، ومن قال : قنوت ، فالكلام في قوله هو الكلام في قول من قال : صبيان ، قنوت الشيء قنوا وقنوانا واقتنيته : كسبته . وقنوت العنز : اتخذتها للحلب . وله غنم قنوة وقنوة ، أي : خالصة له ثابتة عليه ، والكلمة واوية ويائية . والقنية : ما اكتسب ، والجمع قنى ، وقد قنى المال قنيا وقنيانا ، الأولى عن اللحياني . ومال قنيان : اتخذته لنفسك ، قال : ومنه قنيت حيائي ، أي : لزمته ; وأنشد لعنترة :

[ ص: 207 ]

فأجبتها إن المنية منهل لا بد أن أسقى بذاك المنهل     إقني حياءك لا أبا لك واعلمي
أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

قال ابن بري : صوابه فاقني حياءك ، وقال أبو المثلم الهذلي يرثي صخر الغي :

لو كان للدهر مال متلده     لكان للدهر صخر مال قنيان

وقال اللحياني : قنيت العنز اتخذتها للحلب . أبو عبيدة : قني الرجل يقنى قنى مثل غني يغنى غنى ، قال ابن بري : ومنه قول الطماحي :


كيف رأيت الحمق الدلنظى     يعطى الذي ينقصه فيقنى

أي : فيرضى به ويغنى . وفي الحديث : فاقنوهم ، أي : علموهم واجعلوا لهم قنية من العلم يستغنون به إذا احتاجوا إليه . وله غنم قنية وقنية إذا كانت خالصة له ثابتة عليه ، قال ابن سيده أيضا : وأما البصريون فإنهم جعلوا الواو في كل ذلك بدلا من الياء لأنهم لا يعرفون قنيت . وقنيت الحياء ، بالكسر ، قنوا : لزمته ، قال حاتم :


إذا قل مالي أو نكبت بنكبة     قنيت حيائي عفة وتكرما

وقنيت الحياء ، بالكسر ، قنيانا ، بالضم ، أي : لزمته ; وأنشد ابن بري :


فاقني حياءك لا أبا لك إنني     في أرض فارس موثق أحوالا

الكسائي : يقال أقنى واستقنى وقنا وقنى إذا حفظ حياءه ولزمه . ابن شميل : قناني الحياء أن أفعل كذا ، أي : ردني ووعظني ، وهو يقنيني ; وأنشد :


وإني ليقنيني حياؤك كلما     لقيتك يوما أن أبثك ما بيا

قال : وقد قنا الحياء إذا استحيا . وقني الغنم : ما يتخذ منها للولد أو اللبن . وفي الحديث : أنه نهى عن ذبح قني الغنم ، قال أبو موسى : هي التي تقتنى للدر والولد ، واحدتها قنوة وقنوة ، بالضم والكسر ، وقنية بالياء أيضا . يقال : هي غنم قنوة وقنية ، وقال الزمخشري : القني والقنية ما اقتني من شاة أو ناقة ، فجعله واحدا كأنه فعيل بمعنى مفعول ، قال : وهو الصحيح ، والشاة قنية فإن كان جعل القني جنسا للقنية فيجوز ، وأما فعلة وفعلة فلم يجمعا على فعيل . وفي حديث عمر رضي الله عنه : لو شئت أمرت بقنية سمينة فألقي عنها شعرها . الليث : يقال : قنا الإنسان يقنو غنما وشيئا قنوا وقنوانا ، والمصدر القنيان والقنيان ، وتقول : اقتنى يقتني اقتناء وهو أن يتخذه لنفسه لا للبيع ، ويقال : هذه قنية واتخذها قنية للنسل لا للتجارة ; وأنشد :


وإن قناتي إن سألت وأسرتي     من الناس قوم يقتنون المزنما

الجوهري : قنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة ، وقنيت أيضا قنية وقنية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة ; وأنشد ابن بري للمتلمس :


كذلك أقنو كل قط مضلل

ومال قنيان وقنيان : يتخذ قنية . وتقول العرب : من أعطي مائة من المعز فقد أعطي القنى ، ومن أعطي مائة من الضأن فقد أعطي الغنى ، ومن أعطي مائة من الإبل فقد أعطي المنى . والقنى : الرضا . وقد قناه الله تعالى وأقناه : أعطاه ما يقتني من القنية والنشب . وأقناه الله أيضا ، أي : رضاه . وأغناه الله وأقناه ، أي : أعطاه ما يسكن إليه . وفي التنزيل : وأنه هو أغنى وأقنى ، قال أبو إسحاق : قيل في أقنى قولان : أحدهما أقنى أرضى ، والآخر جعل قنية ، أي : جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا ، ومنه قولك : قد اقتنيت كذا وكذا ، أي : عملت على أنه يكون عندي لا أخرجه من يدي ، قال الفراء : أغنى رضى الفقير بما أغناه به وأقنى من القنية والنشب . ابن الأعرابي : أقنى أعطاه ما يدخره بعد الكفاية ، ويقال : قنيت به ، أي : رضيت به . وفي حديث وابصة : والإثم ما حك في صدرك وإن أقناك الناس عنه وأقنوك ، أي : أرضوك ، حكى أبو موسى أن الزمخشري قال ذلك ، وأن المحفوظ بالفاء والتاء من الفتيا ، قال ابن الأثير : والذي رأيته أنا في الفائق في باب الحاء والكاف : أفتوك ، بالفاء ، وفسره بأرضوك ، وجعل الفتيا إرضاء من المفتي على أنه قد جاء على أبي زيد أن القنى الرضا . وأقناه إذا أرضاه . وقني ماله قناية : لزمه ، وقني الحياء كذلك . واقتنيت لنفسي مالا ، أي : جعلته قنية ارتضيته ، وقال في قول المتلمس : وألقيتها بالثني من جنب كافر كذلك أقنو كل قط مضلل إنه بمعنى أرضى ، وقال غيره : أقنو ألزم وأحفظ ، وقيل : أقنو أجزي وأكافئ ، ويقال : لأقنونك قناوتك ، أي : لأجزينك جزاءك ، وكذلك لأمنونك مناوتك ، ويقال : قنوته أقنوه قناوة إذا جزيته . والمقنوة - خفيفة - من الظل : حيث لا تصيبه الشمس في الشتاء ، قال أبو عمرو : مقناة ومقنوة بغير همز ، قال الطرماح :


في مقاني أقن بينها     عرة الطير كصوم النعام

والقنا : مصدر الأقنى من الأنوف ، والجمع قنو وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير قبح . ابن سيده : والقنا ارتفاع في أعلى الأنف واحديداب في وسطه وسبوغ في طرفه ، وقيل : هو نتوء وسط القصبة وإشرافه وضيق المنخرين ، رجل أقنى وامرأة قنواء بينة القنا . وفي صفة سيدنا رسول الله : كان أقنى العرنين ، القنا في الأنف : طوله ودقة أرنبته مع حدب في وسطه والعرنين الأنف . وفي الحديث : يملك رجل أقنى الأنف . يقال : رجل أقنى وامرأة قنواء وفي قصيد كعب :


قنواء في حرتيها للبصير بها     عتق مبين وفي الخدين تسهيل

وقد يوصف بذلك البازي والفرس يقال : فرس أقنى ، وهو في الفرس عيب ، وفي الصقر والبازي مدح ، قال ذو الرمة :

نظرت كما جلى على رأس رهوة     من الطير أقنى ينفض الطل أزرق

وقيل : هو في الصقر والبازي اعوجاج في منقاره ; لأن في منقاره حجنة والفعل قني يقنى قنا . أبو عبيدة : القنا في الخيل احديداب في الأنف يكون في الهجن ; وأنشد لسلامة بن جندل :


ليس بأقنى ولا أسفى ولا سغل     يسقى دواء قفي السكن مربوب

والقناة : الرمح ، والجمع قنوات وقنا وقني على فعول ، وأقناه مثل جبل وأجبال ، وكذلك القناة التي تحفر ، وحكى كراع في جمع القناة الرمح قنيات ، وأراه على المعاقبة طلب الخفة . ورجل قناء ومقن ، أي : صاحب قنا ; وأنشد :

[ ص: 208 ]

عض الثقاف خرص المقني

وقيل : كل عصا مستوية فهي قناة ، وقيل : كل عصا مستوية أو معوجة فهي قناة ، والجمع كالجمع أنشد ابن الأعرابي في صفة بحر :


أظل من خوف النجوخ الأخضر     كأنني في هوة أحدر
وتارة يسندني في أوعر     من السراة ذي قنا وعرعر

كذا أنشده في أوعر جمع وعر ، وأراد ذوات قنا ، فأقام المفرد مقام الجمع ، قال ابن سيده : وعندي أنه في أوعر لوصفه إياه بقوله : ذي قنا ، فيكون المفرد صفة للمفرد . التهذيب : أبو بكر وكل خشبة عند العرب قناة وعصا والرمح عصا ; وأنشد قول الأسود بن يعفر :


وقالوا شريس قلت يكفي شريسكم     سنان كنبراس النهامي مفتق
نمته العصا ثم استمر كأنه     شهاب بكفي قابس يتحرق

نمته : رفعته ، يعني السنان ، والنهامي في قول ابن الأعرابي : الراهب ، وقال الأصمعي : هو النجار . الليث : القناة ألفها واو ، والجمع قنوات وقنا ، قال أبو منصور : القناة من الرماح ما كان أجوف كالقصبة ، ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحت الأرض قنوات ، واحدتها قناة ، ويقال لمجاري مائها قصب تشبيها بالقصب الأجوف ، ويقال : هي قناة وقنا ثم قني جمع الجمع ، كما يقال : دلاة ودلا ثم دلي ودلي لجمع الجمع . وفي الحديث فيما سقت السماء : والقني العشور ، القني : جمع قناة وهي الآبار التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ، ويسيح على وجه الأرض ، قال : وهذا الجمع إنما يصح إذا جمعت القناة على قنا ، وجمع القنا على قني ، فيكون جمع الجمع ، فإن فعلة لم تجمع على فعول . والقناة : كظيمة تحفر تحت الأرض ، والجمع قني . والهدهد قناء الأرض ، أي : عالم بمواضع الماء . وقناة الظهر : التي تنتظم الفقار . أبو بكر في قولهم : فلان صلب القناة : معناه صلب القامة ، والقناة عند العرب القامة ; وأنشد :


سباط البنان والعرانين والقنا     لطاف الخصور في تمام وإكمال

أراد بالقنا القامات . والقنو : العذق ، والجمع القنوان والأقناء ، وقال :


قد أبصرت سعدى بها كتائلي     طويلة الأقناء والأثاكل

وفي الحديث : أنه خرج فرأى أقناء معلقة قنو منها حشف ، القنو : العذق بما فيه من الرطب ، وجمعه أقناء ، وقد تكرر في الحديث . والقنا مقصور مثل القنو ، قال ابن سيده : القنو والقنا الكباسة ، والقنا ، بالفتح : لغة فيه عن أبي حنيفة ، والجمع من كل ذلك أقناء وقنوان وقنيان ، قلبت الواو ياء لقرب الكسرة ، ولم يعتد الساكن حاجزا ، كسروا فعلا على فعلان ، كما كسروا عليه فعلا لاعتقابهما على المعنى الواحد ، نحو : بدل وبدل ، وشبه وشبه ، فكما كسروا فعلا على فعلان ، نحو : خرب وخربان ، وشبث وشبثان ، كذلك كسروا عليه فعلا ، فقالوا : قنوان فالكسرة في قنو غير الكسرة في قنوان ، تلك وضعية للبناء وهذه حادثة للجمع ، وأما السكون في هذه الطريقة أعني سكون عين فعلان ، فهو كسكون عين فعل الذي هو واحد فعلان لفظا ، فينبغي أن يكون غيره تقديرا ; لأن سكون عين فعلان شيء أحدثته الجمعية وإن كان بلفظ ما كان في الواحد ، ألا ترى أن سكون عين شبثان وبرقان غير فتحة عين شبث وبرق ؟ فكما أن هذين مختلفان لفظا كذلك السكونان هنا مختلفان تقديرا . الأزهري : قال الله تعالى : قنوان دانية ، قال الزجاج : أي : قريبة المتناول . والقنو : الكباسة ، وهي القنا أيضا ، مقصور ، ومن قال : قنو ، فإنه يقول للاثنين : قنوان ، بالكسر ، والجمع : قنوان ، بالضم ، ومثله صنو وصنوان . وشجرة قنواء : طويلة . ابن الأعرابي : والقناة البقرة الوحشية ، قال لبيد :


وقناة تبغي بحربة عهدا     من ضبوح قفى عليه الخبال

الفراء : أهل الحجاز يقولون : قنوان ، وقيس : قنوان ، وتميم وضبة : قنيان ; وأنشد :


ومال بقنيان من البسر أحمرا

ويجتمعون فيقولون : قنو وقنو ، ولا يقولون قني ، قال : و كلب تقول : قنيان ، قال قيس بن ( خويلد بن كاهل بن ) العيزارة الهذلي :


بما هي مقناة أنيق نباتها     مرب فتهواها المخاض النوازع

قال : معناه ، أي : هي موافقة لكل من نزلها من قوله : مقاناة البياض بصفرة ، أي : يوافق بياضها صفرتها ، قال الأصمعي : ولغة هذيل مفناة ، بالفاء . ابن السكيت : ما يقانيني هذا الشيء وما يقاميني ، أي : ما يوافقني ، ويقال : هذا يقاني هذا ، أي : يوافقه . الأصمعي : قانيت الشيء خلطته . وكل شيء خلطته فقد قانيته . وكل شيء خالط شيئا فقد قاناه ، أبو الهيثم : ومنه قول امرئ القيس :


كبكر المقاناة البياض بصفرة     غذاها نمير الماء غير محلل

قال : أراد كالبكر المقاناة البياض بصفرة ، أي : كالبيضة التي هي أول بيضة باضتها النعامة ، ثم قال : المقاناة البياض بصفرة ، أي : التي قوني بياضها بصفرة ، أي : خلط بياضها بصفرة فكانت صفراء بيضاء فترك الألف واللام من البكر ، وأضاف البكر إلى نعتها ، وقال غيره : أراد كبكر الصدفة المقاناة البياض بصفرة ; لأن في الصدفة لونين من بياض وصفرة أضاف الدرة إليها . أبو عبيد : المقاناة في النسج خيط أبيض وخيط أسود . ابن بزرج : المقاناة خلط الصوف بالوبر وبالشعر من الغزل يؤلف بين ذلك ثم يبرم . الليث : المقاناة إشراب لون بلون ، يقال : قوني هذا بذاك ، أي : أشرب أحدهما بالآخر . وأحمر قان : شديد الحمرة . وفي حديث أنس عن أبي بكر وصبغه : فغلفها بالحناء والكتم حتى قنا لونها ، أي : احمر . يقال : قنا لونها يقنو قنوا وهو أحمر قان . التهذيب : يقال : قانى لك عيش ناعم ، أي : دام ; وأنشد يصف فرسا :


قانى له بالقيظ ظل بارد     ونصي ناعجة ومحض منقع
حتى إذا نبح الظباء بدا له     عجل كأحمرة الشريعة أربع

العجل : جمع عجلة ، وهي المزادة مثلوثة أو مربوعة . وقانى له الشيء ، أي : دام . ابن الأعرابي : القنا ادخار المال ، قال أبو تراب : سمعت الحصيبي يقول : هم لا يفانون مالهم ولا يقانونه ، أي : ما يقومون عليه . ابن الأعرابي : تقنى فلان إذا اكتفى بنفقته ثم فضلت فضلة فادخرها . واقتناء المال وغيره : اتخاذه . وفي المثل : لا تقتن من كلب [ ص: 209 ] سوء جروا . وفي الحديث : إذا أحب الله عبدا اقتناه فلم يترك له مالا ولا ولدا ، أي : اتخذه واصطفاه . يقال : قناه يقنوه واقتناه إذا اتخذه لنفسه دون البيع . والمقناة : المضحاة يهمز ولا يهمز ، وكذلك المقنوة . وقنيت الجارية تقنى قنية على ما لم يسم فاعله ، إذا منعت من اللعب مع الصبيان وسترت في البيت ، رواه الجوهري ، عن أبي سعيد ، عن أبي بكر بن الأزهر ، عن بندار ، عن ابن السكيت ، قال : وسألته عن فتيت الجارية تفتية فلم يعرفه . وأقناك الصيد وأقنى لك : أمكنك ، عن الهجري ; وأنشد :


يجوع إذا ما جاع في بطن غيره     ويرمي إذا ما الجوع أقنت مقاتله

وأثبته ابن سيده في المعتل بالياء ، قال : على أن ( ق ن و ) أكثر من ( ق ن ي ) ، قال : لأني لم أعرف اشتقاقه ، وكانت اللام ياء أكثر منها واوا . والقنيان : فرس قرابة الضبي ، وفيه يقول :


إذا القنيان ألحقني بقوم     فلم أطعن فشل إذا بناني

وقناة : واد بالمدينة ، قال البرج بن مسهر الطائي :


سرت من لوى المروت حتى تجاوزت     إلي ودوني من قناة شجونها

وفي الحديث : فنزلنا بقناة ، قال : هو واد من أودية المدينة عليه حرث ومال وزروع ، وقد يقال فيه : وادي قناة ، وهو غير مصروف . وقانية : موضع ، قال بشر بن أبي خازم :


فلأيا ما قصرت الطرف عنهم     بقانية وقد تلع النهار

وقنونى : موضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية