صفحة جزء
[ قوس ]

قوس : القوس : معروفة عجمية وعربية . الجوهري : القوس يذكر ويؤنث ، فمن أنث قال في تصغيرها : قويسة ، ومن ذكر قال : قويس . وفي المثل : هو من خير قويس سهما . ابن سيده : القوس التي يرمى عنها ، أنثى ، وتصغيرها : قويس بغير هاء ، شذت عن القياس ولها نظائر قد حكاها سيبويه ، والجمع : أقوس وأقواس وأقياس على المعاقبة ، حكاها يعقوب ، وقياس ، وقسي وقسي ، كلاهما على القلب عن قووس ، وإن كان قووس لم يستعمل ، استغنوا بقسي عنه فلم يأت إلا مقلوبا . وقسي قال ابن جني : وفيه صنعة ، قال أبو عبيد : جمع القوس : قياس ، قال القلاخ بن حزن :


ووتر الأساور القياسا صغدية تنتزع الأنفاسا

الأساور : جمع أسوار ، وهو المقدم من أساورة الفرس . والصغد : [ ص: 218 ] جيل من العجم ، ويقال : إنه اسم بلد . وقولهم في جمع القوس : قياس أقيس ، من قول من يقول : قسي ; لأن أصلها قوس ، فالواو منها قبل السين ، وإنما حولت الواو ياء لكسرة ما قبلها ، فإذا قلت في جمع القوس : قسي أخرت الواو بعد السين ، قال : فالقياس جمع القوس أحسن من القسي ، وقال الأصمعي : من القياس الفجاء . الجوهري : وكان أصل قسي : قووس ; لأنه فعول ، إلا أنهم قدموا اللام وصيروه قسو على فلوع ، ثم قلبوا الواو ياء وكسروا القاف كما كسروا عين عصي ، فصارت : قسي على فليع ، كانت من ذوات الثلاثة فصارت من ذوات الأربعة ، وإذا نسبت إليها قلت : قسوي ; لأنها فلوع مغير من فعول ، فتردها إلى الأصل ، وربما سموا الذراع قوسا . ورجل متقوس قوسه ، أي : معه قوس . والمقوس ، بالكسر : وعاء القوس . ابن سيده : وقاوسني فقسته ، عن اللحياني ، لم يزد على ذلك ، قال : وأراه أراد حاسنني بقوسه ، فكنت أحسن قوسا منه ، كما تقول : كارمني فكرمته ، وشاعرني فشعرته ، وفاخرني ففخرته ، إلا أن مثل هذا إنما هو في الأعراض نحو الكرم والفخر ، وهو في الجواهر كالقوس ونحوها قليل ، قال وقد عمل سيبويه في هذا بابا فلم يذكر فيه شيئا من الجواهر . وقوس قزح : الخط المنعطف في السماء على شكل القوس ، ولا يفصل من الإضافة ، وقيل : إنما هو قوس الله ; لأن قزح اسم شيطان . وقوس الرجل : ما انحنى من ظهره ، هذه عن ابن الأعرابي ، قال : أراه على التشبيه . وتقوس قوسه : احتملها . وتقوس الشيء واستقوس : انعطف . ورجل أقوس ومتقوس ومقوس : منعطف ، قال الراجز :


مقوسا قد ذرئت مجاليه

واستعاره بعض الرجاز لليوم ، فقال :


إني إذا وجه الشريب نكسا     وآض يوم الورد أجنا أقوسا
أوصي بأولى إبلي أن تحبسا

وشيخ أقوس : منحني الظهر . وقد قوس الشيخ تقويسا ، أي : انحنى ، واستقوس مثله وتقوس ظهره ، قال امرؤ القيس :


أراهن لا يحببن من قل ماله     ولا من رأين الشيب فيه وقوسا

وحاجب مقوس : على التشبيه بالقوس . وحاجب مستقوس ونؤي مستقوس إذا صار مثل القوس ، ونحو ذلك مما ينعطف انعطاف القوس ، قال ذو الرمة :


ومستقوس قد ثلم السيل جدره     شبيه بأعضاد الخبيط المهدم

ورجل قواس وقياس : للذي يبري القياس ، قال : وهذا على المعاقبة . والقوس : القليل من التمر يبقى في أسفل الجلة ، مؤنث أيضا ، وقيل : الكتلة من التمر ، والجمع كالجمع ، يقال : ما بقي إلا قوس في أسفلها . ويروى عن عمرو بن معديكرب أنه قال : تضيفت خالد بن الوليد ، وفي رواية : تضيفت بني فلان فأتوني بثور وقوس وكعب ، فالقوس : الشيء من التمر يبقى في أسفل الجلة ، والكعب : الشيء المجموع من السمن يبقى في النحي ، والثور : القطعة من الأقط . وفي حديث وفد عبد القيس : قالوا لرجل منهم : أطعمنا من بقية القوس الذي في نوطك . وقوسى : اسم موضع . والقوس بضم القاف : رأس الصومعة ، وقيل : هو موضع الراهب ، وقيل : صومعة الراهب ، وقيل : هو الراهب بعينه ، قال جرير وذكر امرأة :


لا وصل إذ صرفت هند ولو وقفت     لاستفتنتني وذا المسحين في القوس
قد كنت تربا لنا يا هند فاعتبري     ماذا يريبك من شيبي وتقويسي

أي : قد كنت تربا من أترابي وشبت ، كما شبت فما بالك يريبك شيبي ولا يريبني شيبك ؟ ابن الأعرابي : القوس بيت الصائد . والقوس أيضا : زجر الكلب إذا خسأته قلت له : قوس قوس ، قال : فإذا دعوته قلت له : قس قس ، وقوقس إذا أشلى الكلب . والقوس : الزمان الصعب ، يقال : زمان أقوس وقوس وقوسي إذا كان صعبا . والأقوس من الرمل : المشرف كالإطار ، قال الراجز :


أثنى ثناء من بعيد المحدس     مشهورة تجتاز جوز الأقوس

أي : تقطع وسط الرمل . وجوز كل شيء : وسطه ، والقوس : برج في السماء . وقست الشيء بغيره وعلى غيره أقيس قيسا وقياسا فانقاس إذا قدرته على مثاله ، وفيه لغة أخرى : قسته أقوسه قوسا وقياسا ، ولا تقل : أقسته ، والمقدار مقياس . ابن سيده : قست الشيء قسته ، وأهل المدينة يقولون : لا يجوز هذا في القوس ، يريدون : القياس . وقايست بين الأمرين مقايسة وقياسا ، ويقال : قايست فلانا إذا جاريته في القياس . وهو يقتاس الشيء بغيره ، أي : يقيسه به ، ويقتاس بأبيه اقتياسا ، أي : يسلك سبيله ويقتدي به . والمقوس : الحبل الذي تصف عليه الخيل عند السباق ، وجمعه : مقاوس ، ويقال المقبض أيضا ، قال أبو العيال الهذلي :


إن البلاء لدى المقاوس مخرج     ما كان من غيب ورجم ظنون

قال ابن الأعرابي : الفرس يجري بعتقه وعرقه ، فإذا وضع في المقوس جرى بجد صاحبه . الليث : قام فلان على مقوس ، أي : على حفاظ . وليل أقوس : شديد الظلمة ، عن ثعلب ، أنشد ابن الأعرابي :


يكون من ليلي وليل كهمس     وليل سلمان الغسي الأقوس
واللامعات بالنشوع النوس

وقوست السحابة : تفجرت ؛ عنه أيضا ; وأنشد :


سلبت حمياها فعادت لنجرها     وآلت كمزن قوست بعيون

أي : تفجرت بعيون من المطر . وروى المنذر عن أبي الهيثم أنه قال : يقال إن الأرنب قالت : لا يدريني إلا الأجنى الأقوس الذي يبدرني ولا ييأس ، قوله : لا يدريني ، أي : لا يختلني . والأجنى الأقوس : الممارس الداهية من الرجال . يقال : إنه لأجنى أقوس إذا كان كذلك ، [ ص: 219 ] وبعضهم يقول : أحوى أقوس ، يريدون بالأحوى الألوى ، وحويت ولويت واحد ; وأنشد :


ولا يزال وهو أجنى أقوس     يأكل أو يحسو دما ويلحس



التالي السابق


الخدمات العلمية