صفحة جزء
كرش

كرش : الكرش لكل مجتر : بمنزلة المعدة للإنسان تؤنثها العرب ، وفيها لغتان : كرش وكرش مثل كبد وكبد ، وهي تفرغ في القطنة كأنها يد جراب ، تكون للأرنب واليربوع وتستعمل في الإنسان ، وهي مؤنثة ; قال رؤبة :


طلق ، إذا استكرش ذو التكرش أبلج صداف عن التحرش



وفي حديث الحسن : في كل ذات كرش شاة أي كل ما له من الصيد كرش كالظباء والأرانب إذا أصابه المحرم ففي فدائه شاة . وقول أبي المجيب ووصف أرضا جدبة فقال : اغبرت جادتها والتقى سرحها ورقت كرشها أي أكلت الشجر الخشن فضعفت عنه كرشها ورقت ، فاستعار الكرش للإبل ، والجمع أكراش وكروش . واستكرش الصبي والجدي : عظمت كرشه ، وقيل : المستكرش بعد الفطيم ، واستكراشه أن يشتد حنكه ويجفر بطنه ، وقيل : استكرش البهمة عظمت إنفحته عن ابن الأعرابي . التهذيب : يقال للصبي إذا عظم بطنه وأخذ في الأكل : قد استكرش ، قال : وأنكر بعضهم ذلك في الصبي فقال : يقال للصبي قد استجفر ، وإنما يقال استكرش الجدي ، وكل سخل يستكرش حين يعظم بطنه ويشتد أكله . واستكرشت الإنفحة ؛ لأن الكرش يسمى إنفحة ما لم يأكل الجدي ، فإذا أكل يسمى كرشا ، وقد استكرشت . وامرأة كرشاء : عظيمة البطن واسعته . وأتان كرشاء : ضخمة الخواصر . وكرش اللحم : طبخه في الكرش ; قال بعض الأغفال :


لو فجعا جيرتها ، فشلا     وسيقة فكرشا وملا

وقدم كرشاء : كثيرة اللحم . ودلو كرشاء : عظيمة . ويقال للدلو المنتفخة النواحي : كرشاء . ورجل أكرش : عظيم البطن ، وقيل : عظيم المال . والكرش : وعاء الطيب والثوب ، مؤنث أيضا . والكرش : الجماعة من الناس ; ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : الأنصار عيبتي وكرشي ، قيل : معناه أنهم جماعتي وصحابتي الذين أطلعهم على سري وأثق بهم وأعتمد عليهم . أبو زيد : يقال عليه كرش من الناس أي جماعة وقيل : أراد الأنصار مددي الذين أستمد بهم ؛ لأن الخف والظلف يستمد الجرة من كرشه ، وقيل : أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم في أموره ، واستعار الكرش والعيبة لذلك لأن المجتر يجمع علفه في كرشه ، والرجل يضع ثيابه في عيبته . ويقال : ما وجدت إلى ذلك الأمر فا كرش أي لم أجد إليه سبيلا . وعن اللحياني : لو وجدت إليه فا كرش وباب كرش وأدنى في كرش لأتيته يعني قدر ذلك من السبل ; ومثله قولهم : لو وجدت إليه فا سبيل عنه أيضا . الصحاح : وقول الرجل إذا كلفته أمرا : إن وجدت إلى ذلك فا كرش ، أصله أن رجلا فصل شاة فأدخلها في كرشها ليطبخها فقيل له : أدخل الرأس ، فقال : إن وجدت إلى ذلك فا كرش ، يعني إن وجدت إليه سبيلا . وفي حديث الحجاج : لو وجدت إلى دمك فا كرش لشربت البطحاء منك أي لو وجدت إلى دمك سبيلا ; قال : وأصله أن قوما طبخوا شاة في كرشها فضاق فم الكرش عن بعض الطعام ، فقالوا للطباخ : أدخله إن وجدت فا كرش . وكرش كل شيء : مجتمعه . وكرش القوم : معظمهم ، والجمع أكراش وكروش ; قال :


وأفأنا السبي من كل حي     فأقمنا كراكرا وكروشا



وقيل : الكروش والأكراش جمع لا واحد له . وتكرش القوم : تجمعوا . وكرش الرجل عياله من صغار ولده . يقال : عليه كرش منثورة أي صبيان صغار . وبينهم رحم كرشاء أي بعيدة . وتزوج المرأة فنثرت له كرشها وبطنها أي كثر ولدها له . وتكرش وجهه : تقبض جلده ، وفي نسخة : تكرش جلد وجهه ، وقد يقال ذلك في كل جلد ، وكرشه هو . ويقال : كرش الجلد يكرش كرشا إذا مسته النار فانزوى . قال شمر : استكرش تقبض وقطب وعبس . ابن بزرج : ثوب أكراش وثوب أكباش وهو من برود اليمن . قال أبو منصور : والمكرشة من طعام البادية أن يؤخذ اللحم فيهرم تهريما صغارا ، ويجعل فيه شحم مقطع ، ثم تقور قطعة كرش من كرش البعير ، ويغسل وينظف وجهه الذي لا فرث فيه ، ويجعل فيه تهريم اللحم والشحم وتجمع أطرافه ، ويخل عليه بخلال بعدما يوكأ على أطرافه ، وتحفر له إرة ويطرح فيها رضاف ويوقد عليها حتى تحمى وتصير نارا ، ثم ينحى الجمر عنها وتدفن المكرشة فيها ويجعل فوقها ملة حامية ، ثم يوقد فوقها بحطب جزل ثم تترك حتى تنضج فتخرج وقد طابت وصارت قطعة واحدة فتؤكل طيبة . يقال : كرشوا لنا تكريشا . والكرشاء : القدم التي كثر لحمها واستوى أخمصها وقصرت أصابعها . والكرش : من نبات الرياض والقيعان من أنجع المراتع للمال تسمن عليه الإبل والخيل ، ينبت في الشتاء ويهيج في الصيف . ابن سيده : الكرش والكرشة من عشب الربيع وهي نبتة [ ص: 51 ] لاصقة بالأرض بطيحاء الورق معرضة غبيراء ، ولا تكاد تنبت إلا في السهل وتنبت في الديار ولا تنفع في شيء ولا تعد إلا أنه يعرف رسمها . وقال أبو حنيفة : الكرش شجرة من الجنبة تنبت في أروم وترتفع نحو الذراع ، ولها ورقة مدورة حرشاء شديدة الخضرة وهي مرعى من الخلة . والكراش : ضرب من القردان ، وقيل : هو كالقمقام يلكع الناس ويكون في مبارك الإبل ، واحدته كراشة . وكرشان : بطن من مهرة بن حيدان . والكرشان : الأزد و عبد القيس . وكرشم : اسم رجل ، ميمه زائدة في أحد قولي يعقوب . وكرشاء بن المزدلف : عمر بن أبي ربيعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية